قصة رمزي وقطته

تعرف على قصة رمزي وقطته، حيث يواجه الفقر والوحدة في لندن، وتساعده قطته الشجاعة في تحقيق أحلامه والتغلب على التحديات.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

تحكي القصة عن صبي يُدعى رمزي، عاش في منزل سيده شارل الذي كان يملك طباخة قاسية تتعامل معه بشكل سيئ. كان رمزي يتمنى الحصول على قطة لطرد الجرذان والفئران التي كانت تعكر عليه نومه. بحلول يومٍ من الأيام، قرر استخدام الشلن الوحيد الذي يملكه لشراء قطة، وكان له ما أراد. أحب رمزي قطته الجديدة، واستطاعت أن تحميه من الجرذان، مما جعل حياته أكثر سعادة.

مع مرور الوقت، أبحر سيده شارل بسفينة إلى بلاد بعيدة، حيث عُرضت على الملك بعض البضائع. ولكن أثناء الوجبة الفاخرة التي أُقيمت في القصر، اقتحمت الجرذان الغرفة وأفسدت الاحتفال. أثار ذلك استغراب الربان، الذي نصح الملك باقتناء قطة. وعندما سمع الملك عن القطة، أصبح مستعدًا لدفع ثمن باهظ للحصول عليها.

عاد الربان إلى سفينته وحمل قطة رمزي إلى القصر. عند وصوله، قامت القطة بقتل الجرذان الهاربة، مما أعجب الملك والملكة بشدة. وافق الملك على شراء القطة مقابل عشرة أضعاف ثمن البضائع الأخرى، ما جعله يحصل على ثروة كبيرة من الذهب والجواهر.

عاد الربان إلى رمزي وأخبره بأنه أصبح غنياً بفضل قطيته. شكر رمزي الربان وسيده شارل على مساعدته، وطلبت الآنسة لينا، ابنة سيده، أن يشتري بعض الثياب الجديدة ليبدو أنيقًا.

مرت السنوات، وحقق رمزي أحلامه. تزوج من لينا، وأصبح رئيساً لبلدية لندن، محققاً ما تمنته أجراس الكنيسة عندما نادته بعبارة “ارجع، ارجع يا رمزي، يا رئيس بلدية لندن”. لقد أثبتت قطة رمزي أنها ليست مجرد حيوان أليف، بل كانت مفتاح سعادته وثروته.

قصة رمزي وقطته مكتوبة

يحكى أنه عاش في قديم الزمان صبي فقير اسمه رمزي. كان أبوه وأمه قد ماتا، ولم يبق له أحد للعناية به. عاش رمزي في قرية صغيرة من قرى الريف وحاول أن يشتغل لكي يعيش، ولكنه لم يستطع أن يجد دائماً عملاً يؤديه. كان رمزي فقيراً جداً، وكانت ثيابه رقيقة وممزقة، وفي بعض الأحيان كان يحصل على طعام قليل جداً لكي يأكله.

كان الناس، في تلك الأيام، لا يسافرون غالباً من القرية التي يعيشون فيها. وكانت قرية رمزي بعيدة جداً عن مدينة لندن. وعندما كان سكان القرية يتحدثون عن لندن، كانوا يتحدثون عنها بأنها مكان رائع، ويقولون إن سكانها كانوا أغنياء. وزادوا في المبالغة حتى قالوا إن شوارع لندن كانت مفروشة جميعها بالذهب. كان رمزي يصغي إلى تلك الأقوال، ويتشوق إلى الذهاب إلى لندن.

ظن رمزي أنه، إذا ذهب إلى لندن، سيكون قادراً على التقاط الذهب من الشوارع. وعند ذلك يصبح غنياً، ولا يعود ثانية إلى الشعور بالبرد والجوع. قرر رمزي أن يذهب إلى لندن، وإن لم تكن عنده فكرة عن المسافة بينها وبين قريته، ثم جمع ثيابه القليلة في صرة، شدها إلى طرف عصاه، وبعد ذلك انطلق سائراً على الطريق المؤدية إلى لندن.

مشى رمزي مسافة طويلة، ولكنه لم يصل إلى لندن. وما كاد يشعر بالتعب الشديد، حتى مرت على الطريق عربة محملة بالعشب اليابس. كانت العربة تجرها خيول كبيرة، يقودها سائق بشوش. فعندما رأى السائق الصبي، أوقف العربة، وسأله قائلاً: “إلى أين أنت ذاهب يا بني؟” فأجابه رمزي: “إنني ذاهب إلى لندن، يا سيدي”. فقال له السائق: “اقفز إذن إلى جانبي، وأنا سأخذك إلى لندن”.

دهشة رمزي في لندن

وعندما دخلت العربة بهما مدينة لندن، صار رمزي ينظر إلى ما حوله متعجباً. أول الأمر، أدهشته رؤية العدد الكبير من الناس الذين كانوا في الشارع. لم يشاهد قبل الآن أناسا كثيرين بهذا القدر طوال عمره، ثم تعجب من رؤية كل تلك الكنائس الجميلة، والدكاكين، والبيوت. وبعدما انتهى رمزي من دهشته الأولى، بدأ يبحث عن الشوارع التي فرشت بالذهب. فلم يستطع أن يجدها في أي مكان.

حل الظلام، وأمسى الصبي متعباً وجائعاً. ولم يكن له مكان لينام فيه، فإذا اضطجع في مدخل إحدى البنايات، ونام هناك. حاول رمزي أن يجد لنفسه عملاً في صباح اليوم التالي. وراح يتجول في شارع بعد آخر، سائلاً الناس عن عمل، ولكن لم يكن عند واحد منهم عمل يعرضه عليه. وعندما أقبل الليل، كان الصبي ضعيفاً جداً من الجوع والتعب، مما جعله يلقي نفسه على أقرب عتبة باب.

اتفق أن هذا البيت كان لرجل غني، اسمه السيد شارل. وهو تاجر جمع أمواله لأناس في البلدان الأخرى. عندما وجدَت طباخة السيد شارل الصبي على الباب، استولى عليها الغضب وصاحت: “أيها الصبي الكسلان! ماذا تصنع هنا؟ انهض عن عتبة بيت سيدي”. حاول الصبي المسكين أن ينهض، ولكنه كان ضعيف القوى جداً. وفي تلك اللحظة تماماً، وصل السيد شارل نفسه إلى بيته.

بداية العمل مع السيد شارل

كان السيد شارل رجلاً رقيق القلب. فتحدث إلى رمزي بلطف، واستمع إلى قصته ثم قال له: “إذا كان الذي تريده هو العمل، فإنك تستطيع أن تعمل في بيتي، وتساعد الطباخة”. طلب السيد شارل من طباخته أن تدخل الصبي، وتطعمه، وتبحث له عن ثياب جديدة. كان سرور رمزي عظيماً جداً، حتى أنه استطاع بصعوبة أن يجد الكلمات التي شكر بها السيد شارل.

حياة رمزي مع قطة جديدة

لم تدم سعادة الصبي طويلاً. لقد وجد أن الطباخة كانت امرأة شريرة؛ إذ كانت توبخه دائماً، وتضربه في بعض الأحيان. كان للسيد شارل ابنة اسمها لينا. وكانت لطيفة مثل أبيها، وكانت تعلم أن الطباخة تقسو على رمزي. شفقت لينا على الصبي، ومنعت الطباخة من ضربه. سهل عطف لينا الأمور على الصبي، ولكنه كان لا يزال مضطراً إلى القيام بعمل شاق.

كان سرير الصبي موضوعاً في غرفة صغيرة على سطح المنزل، تكثر فيها الجرذان والفئران. وكلما حاول أن ينام في الليل، كانت الجرذان والفئران تركض فوق سريره. وهذا جعله غير قادر على الاستراحة. قال رمزي لنفسه، بعد تفكير قليل: “لو كانت عندي قطة، لجعلتها صديقة لي، ولطردت الجرذان والفئران”. ولكن الصبي لم يكن يملك سوى شلن واحد (نصف ليرة).

هب رمزي في اليوم التالي إلى السوق، وشلنه في جيبه. فرأى هناك امرأة حاملة قطة بين ذراعيها. فسأل الصبي المرأة قائلاً: “هل تتكرمين علي وتبيعينني قطتك؟”. فأجابته المرأة: “لا أنوي بيعها. إنها قطة كبيرة تصطاد الفئران”. فقال لها رمزي: “هذه هي تماماً، فهي التي أحتاج إليها”. ثم توكل إليها بحرارة، لكي تبيعه قطتها بشلنه، فرضيت في النهاية.

بداية حياة جديدة

أصبحت حياة رمزي منذ ذلك اليوم أكثر هناءة. وقد أحب قطته، ونظر إليها نظرته إلى صديق. وراح ينام في الليل نوماً مريحاً؛ لأن قطته كانت تطرد جميع الجرذان والفئران. كان السيد شارل يملك سفناً كثيرة، تبحر إلى البلدان البعيدة. وكان السيد شارل يسمح لكل شخص في بيته أن يرسل شيئاً ما مع الربان، كلما أبحرت إحدى سفنه. وكانت تلك الأشياء تباع بأسعار عالية في البلدان الأخرى. وهذه الطريقة أتاحت لكل واحد الفرصة ليجني دراهم إضافية لنفسه.

وفي أحد الأيام، جمع السيد شارل الخدم كلهم معاً. وأخبرهم بأن إحدى السفن كانت على وشك الإقلاع. وكان عند كل واحد منهم شيء يود أن يبيعه، عدا رمزي. فسأله السيد شارل قائلاً: “ألا تريد أن ترسل شيئاً في سفينتي؟”. فأجابه الصبي: “لا أملك شيئاً في الدنيا غير قطتي”. فقالت له لينا: “يجب عليك أن ترسل قطتك إذاً”.

لم يكن رمزي المسكين راغباً في التخلي عن قطته، ولكنه وافق في النهاية على ذلك، إرضاءً لها. هزأت الطباخة بالصبي قائلة: “لم يسمع إنسان عن إرسال قطة في سفينة السيد شارل. ما هي الفائدة منها؟”. استوحش رمزي لقطته، وتمنى لو لم يبعدها أبداً. وأصبح مرة أخرى غير قادر على النوم؛ لأن الفئران عادت إلى الركض فوق سريره. وقد أصبح الصبي شقياً جداً، حتى عزم على الهرب.

وفي صباح أحد الأيام، انسل رمزي من البيت قبل أن يستيقظ أي من سكانه. ما كاد الصبي يبتعد كثيراً، حتى بدأت أجراس إحدى الكنائس تقرع، وخيل إليه أن الأجراس كانت تقرع له اللحن الآتي: “ارجع، ارجع يا رمزي، يا رئيس بلدية لندن. ارجع، ارجع يا رمزي، يا رئيس لندن”. فقال الصبي لنفسه: “إذا كنت سأصبح رئيساً لبلدية لندن، فإنني سأعود ثانية”. ثم عاد إلى منزل السيد شارل، ودخله قبل أن يحس بغيابه أحد.

قطة رمزي تحقق النجاح

وفي هذه الأثناء، أظهرت قطة رمزي، وهي في السفينة، أنها مفيدة جداً. كانت السفينة مملوءة بالجردان والفقران. وكانت القطة صيادة ماهرة للجردان، فاستطاعت أن تقتل منها في زمن قصير. وبعد أن أبحرت السفينة عدة أسابيع، وصلت إلى أحد البلدان البعيدة. وقد أرسل الربان من يسأل ملك ذلك البلد، إذا كان يريد أن يشتري بعض الأشياء من سفينته. فدعا الملك الربان إلى المجيء إلى قصره.

أقيمت وليمة فخمة للملك والملكة والربان. ودخل كثير من الخدام يحملون الطعام على أطباق من الذهب والفضة، ووضعوه أمامهم. ولكن، قبل أن يتمكن أي واحد منهم من تناول لقمة واحدة، اقتحمت مئات الجردان الغرفة وحاول الخدم أن يطردوها بالعصي الكبيرة، ولكنهم لم ينجحوا. وأكلت الجردان في وقت قصير جداً كل الطعام الذي كان في الأطباق الذهبية والفضية.

أدهش هذا المنظر الربان، فالتفت إلى الملك، وسأله قائلاً: “يا صاحب الجلالة! لماذا تصبر على هذه الجردان؟”. فأجابه الملك: “ولا نستطيع أن نعمل شيئاً لمقاومتها. وهذا الإزعاج يحدث لنا دائماً، كلما جلسنا إلى المائدة لتناول الطعام. وقد جرب حكامنا الأعمال السحرية، ولكنهم لم يستطيعوا عمل أي شيء للتخلص من الجردان”. فسأله الربان قائلاً: “لماذا لا تقتني قطة؟”.

عرض الملك لشراء القطة

فقالت الملكة: “قطة! ما هي القطة؟”. فوصف لها الربان القطة. ثم أخبره الملك والملكة بأن بلادهما ليس فيها حيوان كهذا. فصاح الملك قائلاً: “إني مستعد لدفع أي مبلغ للحصول على قطة!”. فسأله الربان بقوله: “حسناً، ما الذي ستدفعه؟ إن لدي قطة في سفينتي…”. فأجابه الملك: “أدفع نصف مملكتي ثمناً لها”.

عاد الربان إلى سفينته، وحمل قطة رمزي، ورجع إلى القصر. كان وصوله في أثناء البدء بتقديم الطعام. وكانت الجردان قد بدأت بأكل الطعام الموجود في الأطباق الذهبية والفضية. فقفزت القطة من بين ذراعي الربان. وقتلت عشرات من الجردان، وهربت الجردان الأخرى. دهش الملك والملكة، وسرّا كثيراً. ثم صاحت الملكة قائلة: “أيها الربان، يجب أن نملك تلك القطة”.

وافق الملك على شراء قطة رمزي. وطلبت الملكة من الربان أن يخبرها عن الأشياء الأخرى، التي جاء بها ليبيعها. حمل البحارة إلى قصر الملك جميع البضائع التي كان عليهم أن يبيعوها. فاشترى الملك والملكة كل شيء. دفع الملك ثمن قطة رمزي عشرة أضعاف الثمن الذي دفعه ثمن جميع الأشياء الأخرى. لقد أعطى الربان علبة مملوءة بالذهب والجواهر بدلاً من القطة.

رمزي يحقق أحلامه

وعندما رجعت السفينة إلى الوطن، ذهب الربان إلى السيد شارل رأساً، ونقل إليه الخبر السار. سيد شارل عندما علم أن جميع البضائع في سفينته قد بيعت بذلك المبلغ الكبير من المال، وكان سبب سروره الخاص هو أن قطة رمزي كونت له ثروة. أرسل السيد شارل خادماً إلى المطبخ، ليقول: “يرجى من السيد رمزي أن يأتي إلى هنا”. فظن الصبي أن الخادم كان يهزأ به.

سلم السيد شارل الصبي علبة الجواهر يداً بيد وقال له: “يا سيد رمزي! أنت الآن رجل غني جداً. لقد كونت لك قطتك ثروة”. كاد رمزي أن لا يصدق ذلك الخبر العظيم، ثم شكر السيد شارل والربان من صميم قلبه. سرت الآنسة لينا جداً عندما سمعت عن ثروة الصبي الكبيرة، وقالت له: “يجب أن تشتري أولاً لنفسك بعض الثياب الجديدة”. فاشترى رمزي الثياب، وبدا فيها أنيقاً جداً.

أصبح رمزي الآن رجلاً غنياً. وكان السيد شارل سعيداً عندما وافق على زواج رمزي بابنته لينا بعد أن طلب يدها منه. وبعد عدد من السنوات، صار رمزي رئيساً لبلدية لندن.. وفعلاً أصبح رئيساً لها ثلاث مرات. وهكذا كانت أجراس الكنيسة صادقة، عندما قالت له: “ارجع، ارجع يا رمزي، يا رئيس بلدية لندن. ارجع، ارجع يا رمزي، يا رئيس لندن ثلاث مرات”.

معرض الصور (قصة رمزي وقطته)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى