قصة حمار المعلم
ملخص قصة حمار المعلم
في قرية دنكلموضا الجبلية، عاش معلم صبور يدعى غورجس، كان محبا لحماره الذي سماه غورجس أيضًا. كان المعلم يركب حماره كل صباح إلى المدرسة، ويحادثه ويلاطفه طوال الطريق. كان الحمار يقضي يومه يرعى الحشيش بجانب المدرسة، ويستمع دون قصد لحديث معلمه مع الطلاب.
ذات يوم توفي المعلم، وحزن الحمار غورجس كما لم يحزن أحد من قبل. ظل الحمار يسير كل صباح إلى المدرسة، وتسليةً للأطفال، الذين وجدوا فيه رفيقا مخلصا. حاول القرويون جلب معلم جديد، لكن جميعهم رفضوا العمل في القرية النائية.
قرر غورجس، بعد سماع المعلمين يقولون “لا يعلم في هذا الجوار إلا حمار!” أن يقدم نفسه كمعلم. في البداية ضحك القرويون، لكنهم وافقوا على أن يمنحوا الحمار فرصة. وبالفعل، أصبح الحمار غورجس معلمًا محبوبا لدى الأطفال، بفضل ما حفظه من دروس معلمه السابق.
ذاع صيت غورجس في كل مكان، حتى وصل الخبر إلى الإمبراطور جسطون. أمر جسطون بإحضار الحمار ليعلم الأمير والأميرة. في القصر، أثبت غورجس مهاراته أمام الإمبراطور، لكن حسده المعلم إغنورنطس الذي أراد الانتقام منه.
أمر جسطون بقطع رأس الحمار بعد أن ارتكب غلطة كبيرة بالتلميح أن الأميرين لا يختلفان عن بقية الأولاد. أصدر الإمبراطور حكماً بالإعدام، لكن القرويين تقدموا بطلب العفو عن الحمار، مبرزين فضله عليهم. قرر الإمبراطور العفو عن غورجس، لكنه حرم عليه التعليم.
عاد غورجس إلى قريته، لكنه أصبح حزينًا وشعر بالتعب والحنين إلى ماضيه. كان الحمار يخرج مع جلاده إلى المدرسة، ويسكت على الضربات متمسكًا بأمل العدل. وهكذا، انتهت قصة الحمار الذي أراد أن يكون معلما، وأثبت للعالم أن الإرادة القوية يمكنها أن تحقق المستحيل.
قصة حمار المعلم مكتوبة
يحكى أنه كان يعيش في بلاد دنكلموضا معلم صبور قضى حياته يعلم الأولاد في قرية جبلية نائية. وكان ذلك المعلم الشيخ يركب حماره كل صباح ويمشي به على مهل في طريق المدرسة. وكان يحب حماره ويعامله برفق فلا يحمله أحمالا ثقيلة، ولا يضربه بعصاه، ويظل طوال الطريق يلاطفه ويحكي له أخبارا طريفة. وقد أسمى المعلم حماره غورجس، وكان دائما يناديه باسمه ويتحدث عنه أمام الناس. ومن لم يكن يعرف غورجس كان يظن أن المعلم يتحدث عن أخيه لا عن حماره.
غورجس وحياة المعلم
كان غورجس يقضي نهاره يرعى حشيش المدرسة. فإذا شبع جلس عند شباك القاعة الكبيرة التي يعلم فيها صاحبه، وأسند ظهره إلى حائطها. وكانت أذناه الطويلتان تنقلان إليه كلام المعلم دون أن يقصد الاستماع. بعد ألوف المرات بدا للحمار أنه حفظ شيئا مما يقوله صاحبه المعلم فهز رأسه في عجب، وقال في نفسه: “ما كنت أعلم أننا، نحن الحمير، نتعلم!”.
مات المعلم الشيخ بعد حين. فحزنت القرية كلها حزنا شديدا. وكان عليها آنذاك أن تبحث عن معلم جديد. أما غورجس فلم يلتفت أحد من أهل القرية إليه. وظنوا أنه حمار لا يحس. لكنه في الحقيقة كان حزينا جدا. وقد ظل بعد وفاة صاحبه، على عادته، يمشي كل صباح في طريق المدرسة ويعود مساء إلى المنزل. وقد وجد فيه الأولاد تسلية، فصاروا يركبونه ويجرون به حول المدرسة طوال النهار، وأحبوه كثيرا وتمنوا أن يتأخر وصول معلم جديد.
زار القرية عدد من المعلمين الشبان. وقد رحب الأهالي بهم وأكرموهم وأنزلوهم في بيوتهم. لكن لم يقبل أي منهم أن يعمل في تلك القرية الفقيرة النائية. وذات يوم كان غورجس يجلس عند باب المدرسة فرأى معلما شابا اسمه إغنورنطس يدخل المدرسة ويجتمع إلى الأهالي. ثم رآه يخرج، وسمعه يقول: “لا يعلم في هذا الجوار إلا حمار!”.
غورجس يُعَلم
عجب غورجس مما سمع، وظن أن المعلم الساب يقصد حمارا حقيقيا. وراقت له الفكرة، وأخذ يقتنع بها شيئا فشيئا. لكنه، بطبيعة الحال، لم يجرؤ أن يفاتح بها أحدا من الناس. وكان اليأس قد أخذ يصيب الأهالي، وبدا لهم أن أولادهم سيظلون دون تعليم. وأخذوا يتشاورون في طريقة تشجع المعلمين على المجيء إلى قريتهم. وقال واحد منهم غاضبا: “لا يعلم في هذا الجوار حتى الحمار!”.
عندئذ لم يستطع غورجس أن يمسك نفسه، فجرى نحو المجتمعين، وصاح: “بل أنا أعلم!”. لم يدرك المجتمعون، أول الأمر، ما جرى. وتلفتوا حولهم يبحثون عن صاحب ذلك الصوت الأجش الغريب. وتوهم بعضهم أن مشكلتهم قد حلت. أراد غورجس عندئذ أن يلفت إليه النظر، فنهق نهيقا عاليا، ثم عاد يقول: “أنا”. ذهل الناس عندما سمعوا الحمار يتكلم. ثم أخذوا يضحكون ويضحكون حتى بدا أنهم لن يتوقفوا عن الضحك أبدا.
غورجس يصبح معلما ماهرا
قال رجل منهم أخيرا: “وماذا تعلم، يا غورجس؟ التعليم غير أكل البرسيم!”. أجاب غورجس: “أنا، يا سيدي، كنت أكل البرسيم وأتعلم. إذا شئتم أعطيت أولادكم ما حفظت. فأنا حمار لا حاجة لي بالعلم!”. ثم سكت وراح يهز ذيله يمينا وشمالا. ظل أهل القرية أياما يتشاورون ويتحاورون ويتصابحون. لكنهم لم يتفقوا على رأي. فقد صعب عليهم جدا أن يقال إن أولادهم قد درسوا على حمار.
ثم وقف رجل حكيم منهم، وقال: “هذا الحمار لن يكلفنا شيئا. التعليم عنده ببرسيم. لن ندفع له قرشا واحدا، ولن ندعوه إلى موائد طعامنا، ولن نخاف أن تقع بناتنا في حبه!”. اقتنع الأهالي برأي الرجل الحكيم، فوافقوا على أن يكون غورجس المعلم الجديد. لم يصدق غورجس أنه صار فعلا معلما. وفي اليوم الأول دخل قاعة التعليم بتهيب شديد. وأراد أن يعرف بنفسه، فقال: “أنا غورجس الحمار!”. انفجر الأولاد ضاحكين، فإنه لم يخطر ببالهم أن حمارا يحتاج إلى تعريف.
ظن غورجس أن الأولاد يضحكون ابتهاجا بوصوله. فرفع أذنيه عاليا ونفخ صدره، وأنشد شعرا كان قد حفظه عن صاحبه المعلم، قال: “أنا المعلم الذي جئتكم دون عصا. إن لم يفد بعلمه غنى لكم أو رقصا”. ضحك الأولاد مرة أخرى كثيرا، فتأكد لغورجس أنه معلم محبوب. وهكذا لم يكن يومه الأول في التعليم رديئا.
سرعان ما اكتشف غورجس أنه معلم ماهر، يردد الدروس التي سمعها دون قصد، تردادا أمينا. ويردد أيضا الحكايات الطريفة التي كان صاحبه يرويها له في طريق المدرسة.
الحكاية عن غورجس
أراد غورجس يوما أن يسلى أحد الفتيان فروى له الحكاية الآتية: “يحكى أن حمارا عنيدا أبى مرة أن يعبر جسرا، فترجل صاحبه عنه وشده من ذيله إلى الوراء. أتعلم ماذا فعل الحمار العنيد؟ اندفع راكضا إلى الأمام وعبر الجسر”.
ضحك الفتى واهتز اهتزازا شديدا حتى كاد أن يقع أرضا. وعجب غورجس فهو قد سمع الحكاية من معلمه مرات، لكنه لم يضحك مرة. ذاعت تلك الحكاية بين أولاد القرية فتركوا كلهم العناد لئلا يشبهوا بالحمار. وقد عجب الأهالي من التغير الذي أصاب أولادهم وقالوا: “ليتنا تعلمنا كلنا في مدرسة غورجس!”
نشاطات غورجس
كان غورجس يحب أن يمرن بين حين وحين ظهره ويشتاق إلى عمله القديم. فكان يحمل الأولاد في ساعات اللهو ويجري بهم في ملعب المدرسة أو في التلال المجاورة. ولم يكن الأهالي يحبون ذلك فقد كانوا يعجبون من معلم يحمل تلاميذه على ظهره. وكان بعضهم يردد: “من كان فيه طبع الحمار لا يغيره الحساب والأشعار!” لكن الأولاد كانوا سعداء جدا، فلم يجد الأهالي بدا من أن يسكتوا.
تعليم غورجس
وكان غورجس يخرج في أيام الصحو الدافئة إلى البرية، فيلحق به الأولاد يستمعون إلى دروسه. وقد أحب الأولاد كثيرا دروس البرية هذه ووجدوا أن غورجس يتفوق في ذلك على معلمهم القديم الذي كان يلتف بالثياب الثقيلة ويلازم القاعات المقفلة. ولم يمض وقت طويل حتى كان غورجس قد كسب محبة الأهالي واحترامهم فتركوه يعلم على هواه، ولم يعودوا يقبلون بمعلم سواه.
ذاع في الديار والأمصار أن حمارا قد برع في التعليم براعته في حمل الأثقال ونقل الرجال. وقد أفزع ذلك المعلم السابق إغنورنطس ونفرا من أصحابه الجهلة، فدعوا إلى اجتماع لينظروا في ذلك الأمر الخطير. قال إغنورنطس: “الحمير كثيرة في البلد. وقد يشجعها ما فعله غورجس فتسعى إلى أن تتعلم وتعلم. وماذا نفعل نحن بعد ذلك؟ أنحمل الناس على ظهورنا وننقل أحمالهم؟”.
مؤامرة ضد غورجس
رفع واحد من الأصحاب عصاه وقال: “سأضرب غورجس بهذه العصا وأحطم عظامه فلا يجرؤ حمار بعد ذلك على دخول المدارس وتعليم أولاد الناس!” وقال آخر: “بل نغريه بالمال ونقنعه باتخاذ مهنة أخرى!” لكن اتفق الرأي أخيرا على أن يذهب إغنورنطس إلى الإمبراطور جسطون، إمبراطور بلاد دنكلموضا، وينقل الأمر إليه.
دخل إغنورنطس على الإمبراطور جسطون، وقال: “مولاي، إن بعض رعاياك قد وكلوا تعليم أولادهم إلى حمار!” حدق الإمبراطور جسطون في المعلم الشاب وقال باندهاش: “حمار له أذنان طويلتان وذنب؟” قال إغنورنطس: “نعم يا مولاي! حمار له أذنان طويلتان وذنب، يعلم أولادهم الحساب والأدب!”
مقابل الإمبراطور
صمت الإمبراطور جسطون هنيهة يفكر. ثم قال: “أنا إمبراطور عادل، أكره أن يصيب الظلم أحدا. فقل لي، لماذا يضايقك أن يوكل الأهالي تعليم أولادهم إلى حمار؟”. قال إغنورنطس: “يا مولاي، هذا الحمار يهدد رزقي ورزق أصحابي. فهو يكتفي بالحشيش، ولا يحتاج إلى ثياب، ولا يستضيف الأصحاب والناس، يا مولاي، حريصون هذه الأيام على التوفير!”. صمت الإمبراطور ثانية، ثم قال: “أريد أن أرى بنفسي هذا الحمار النبيه!”
استدعى الإمبراطور جسطون الحمار، وأمره أن يريه كيف يعلم الأولاد. انطلق غورجس يردد بصوته الأجش القوي شيئا مما كان يحفظه في الحساب والأشعار والتاريخ والأخبار تردادا حاذقا، ويعيده مرة بعد أخرى، وبدا كلامه سليما بسيطا واضحا لا يعيبه إلا أنه كان بين حين وحين ينهق أو ينخر أو يضرب بذيله جنبيه. وكان الإمبراطور في أثناء ذلك يهز رأسه، ويقول في نفسه: “هذا واحد حسابه صحيح، وشعره فصيح، ولا يكذب في التاريخ!”
حكم الإمبراطور
التفت الإمبراطور إلى أهل البلاط، وقال لهم: “ما رأيكم؟”. أجاب رجل منهم: “الرأي رأيك يا مولاي، لكننا نعتقد أن هذا الحمار موهوب!”. احتج إغنورنطس قائلا: “ولكنه، يا مولاي، حمار!”. صاح جسطون عندئذ بغضب: “حمار معلم، وليس معلما حمارا!”
عاد غورجس إلى قريته عودة مظفرة، فاستقبله الأهالي استقبالا عظيما، وأعطوا الأولاد في تلك المناسبة يوما إجازة. وأفاد غورجس من تلك الإجازة فائدة عظيمة، فقد ظل طوال اليوم يحمل الأولاد وأهاليهم على ظهره ويدور بهم في ربوع القرية فرحا. فقد كان اشتاق إلى الأحمال والجري في التلال.
بعد ذلك الامتحان بزمان أعلن الإمبراطور جسطون أنه يبحث عن معلم خطير يصلح لابنته الأميرة وابنه الأمير. وتوافد المعلمون الحكماء من البلاد والأمصار، يطمع كل واحد منهم أن يكون هو ذلك المعلم.
الفرصة للإنتقام
وجد المعلم إغنورنطس أن تلك فرصته للانتقام. فأسرع يزور غورجس. رسم على وجهه ابتسامة عريضة، وقال: “الإمبراطور جسطون دعا المعلمين الكبار ليختار واحدا منهم يعلم ابنته الأميرة وابنه الأمير. وأنت يا غورجس معلم خطير.”
قال غورجس: “ولكن أنا … أنا …” صاح إغنورنطس: “لا تنطق بتلك الكلمة … فأنت تعرف مكانك في قلب الإمبراطور! وقد رأيته بنفسك يقدمك على سواك ويأذن لك أن تعلم على هواك!” أحس غورجس بقلبه يكبر ودارت في رأسه الأفكار.
غورجس يعرض خدماته
مضى غورجس إلى القصر، ودخل على الإمبراطور ووقف أمامه يهز ذيله. التفت الإمبراطور إليه في عجب، وقال له: “ما تفعل هنا يا غورجس؟” قال غورجس: “جئت، يا مولاي، أعرض خدماتي عليك!”
قال الإمبراطور: “ومن قال لك إني أحتاج إلى خدماتك، يا غورجس؟ إن في البلاد حميرا كثيرة، كلها أضخم منك وأقوى. وعلى كل حال، فأنت تعلم أن الإمبراطور لا يركب إلا الخيول الأصيلة!” نخر غورجس نخرة لطيفة، وقال: “عفوك، يا مولاي، أنا لست هنا لأحملك على ظهري. أنا هنا اليوم لأني راغب في أن أكون معلما لابنتك الأميرة وابنك الأمير!”
الإمبراطور وغورجس
لم يصدق الإمبراطور أذنيه. وحدق في غورجس بعينين تكادان تخرجان من رأسه. لكنه كتم غيظه، وقال في نفسه: “تذكر يا جسطون أنك إمبراطور عادل، فاستمع إلى ما يقوله هذا الحمار! فما أسهل تطبيق العدل على حمار!” التفت جسطون إلى غورجس، وقال له: “وهل عندك المهارة والشطارة لتعلم ابنتي الأميرة وابني الأمير؟”
قال غورجس: “أنا، يا مولاي، معلم مجرب خطير. وولداك لا يختلفان عن غيرهما من الأولاد في شيء! بل لو أنت أركبتهما على ظهري لما استطعت أن أميزهما من سواهما!” (وكانت تلك غلطة كبيرة لا يرتكبها حتى حمار).
هب الإمبراطور واقفا وعيناه تقدحان شررا، وصاح: “أيها الجلاد! اقطع رأس هذا الحمار في الحال!” قفز الجلاد صوب غورجس، واستل سيفه العريض ورفعه فوق رأسه، فبرق بريقا شديدا. لكن في تلك اللحظة قال الإمبراطور: “أيها الجلاد، تمهل!”
حكم الإعدام
كان الإمبراطور يقول في نفسه: “لن يكون لطيفا أن يتدحرج رأس الحمار في هذا البلاط الفاخر! وقد يقول الناس: لقد استقوى الإمبراطور على حمار! أو يقولون: ألم يجد الإمبراطور غير الحمير ليأمر بإعدامها؟ وقد يذكر في التاريخ أني أمرت بإعدام حمار!”
خاطب الجلاد قائلا: “خذه إلى حظيرة الدواب، واقطع رأسه في يوم آخر.” سمع غورجس حكم الإمبراطور فلم يخف، وفي الواقع لم يفهم ما أمر به. فلم يحدثه أحد يوما عن الإعدام، ولا رأى جلادا يقطع رأسا. وكان واثقا أن جسطون إمبراطور عادل، كما يقولون. ولا خوف على حمار من حاكم عادل.
غورجس في الحظيرة
مشى غورجس مع الجلاد إلى حظيرة الدواب، وأسند هناك ظهره إلى الحائط مطمئنا. وسرح في أحلامه يتذكر أيام كان يسند ظهره إلى حائط المدرسة ويستمع إلى صاحبه المعلم ويحفظ، فارتسمت على وجهه ابتسامة.
أحس غورجس فجأة بتعب وحزن، فإنه منذ أن تحول من حمار يحمل الناس على ظهره إلى حمار معلم، لم يعرف يوما الراحة أو السعادة. وأحس بشوق إلى صاحبه القديم، وتمنى لو أن صاحبه لم يمت. رآه حمار من حمير الإمبراطور حزينا فأشفق عليه وسأله عن حاله. ولما علم أن الإمبراطور أمر بقطع رأسه أسرع يبين له الوضع الخطر الذي هو فيه.
خوف غورجس
دب الذعر في غورجس وتساقطت الدموع من عينيه، وقال: “لم أكن أعلم أن الجهل للحمار نعمة!”
ذاع في البلاد أن الإمبراطور أمر بإعدام غورجس، فدب الذعر في أهل القرية، وأرسلوا منهم وفدا إلى القصر الإمبراطوري. دخل أعضاء الوفد على الإمبراطور بوجوه حزينة خائفة، وطلبوا الرأفة بالحمار. وقال واحد منهم: “يا مولاي، أنت لا تعرف ما لهذا الحمار من فضل علينا! فهو يعلم أولادنا في ساعات التعليم، ويحملنا على ظهره في أوقات فراغه! ولقد كانت حياتنا قبله لا تطاق. فقد كان المعلمون يتناولون طعامهم كل مساء في منزل من منازل القرية، ولا يأكلون إلا الدجاج، حتى كادت قريتنا تخلو من الدجاج، وحتى صرنا نحسب المعلم منهم ثعلبا!”
سكت الرجل لحظة ثم قال: “وبفضل هذا الحمار، يا مولاي، اقتنعت بناتنا بشبان القرية، ولم يعدن يطمعن في تزوج المعلمين الآتين من المدينة!”
العفو عن غورجس
بدا على الإمبراطور التفكير العميق، وأخذ يهز رأسه، ثم قال: “رأفة بكم، أعفو عنه. ولكني أحرم عليه التعليم حتى آخر حياته!”
أرسل الإمبراطور جسطون المعلم الشاب إغنورنطس إلى القرية. ورأى إغنورنطس أن يختار مطية له، يركبها في ذهابه إلى المدرسة وعودته منها. وكان يحمل معه دائما عصا يضرب بها غورجس وينخسه ليحثه على الإسراع. وكثيرا ما كان غورجس ينخر نخرة عظيمة ويهم بالكلام. وكان المعلم الشاب يقول له: “أتريد أن تقول شيئا؟” فيجيب غورجس: “لا، يا سيدي!” لكنه في الحقيقة كان يريد أن يقول: “هذا جزاء الحمار الذي يطمع في أن يكون معلما!”
مناقشة القصة
- كيف حفظ الحمار شيئا مما يقوله صاحبه المعلم؟
- لماذا تمنى الأولاد أن يتأخر وصول معلم جديد، وماذا قال إغنورنطس بعد اجتماعه إلى الأهالي؟
- لماذا أسرع غورجس يصيح: “بل أنا أعلم!”؟
- كيف دافع الرجل الحكيم عن الحمار غورجس؟
- ما الشعر الذي أنشده الحمار لطلاب المدرسة؟
- ماذا قال الأهالي عندما ترك أولادهم كلهم العناد؟
- ماذا كان الأهالي غير الراضين يرددون، ولماذا تركوا أخيرا غورجس يعلم على هواه ولم يعودوا يقبلون بمعلم سواه؟
- لماذا تداعى المعلمون الجهلة إلى الاجتماع، وماذا قال إغنورنطوس لهم؟
- ما كانت حجة إغنورنطس في المنافسة غير المشروعة بينه وبين الحمار؟
- ماذا قال جسطون عندما رأى أسلوب الحمار في التعليم؟
- كيف وجد المعلم إغنورنطس فرصته للانتقام من غورجس؟
- لماذا كتم جسطون غيظه؟
- ما الغلطة الكبيرة التي لا يرتكبها حتى الحمار، وما العقوبة التي قررها جسطون جزاء تلك الغلطة؟
- لماذا لم يخف غورجس من الحكم الذي صدر بإعدامه، ولماذا أحس فجأة بالحزن؟
- كيف اقتنعت بنات القرية بالتزوج من شبانها؟
- لماذا اختار إغنورنطس، في رأيك، غورجس ليكون مطية له يركبها في ذهابه إلى المدرسة وعودته منها؟
- أعط القصة عنوانا جديدا.
- بكلمة واحدة، صف شخصية كل من غورجس، وإغنورنطس، وجسطون، واذكر ما إذا كنت ترى لمعاني هذه الأسماء من علاقة بالشخصيات.
- ببضع كلمات اذكر المغزى الذي تستخلصه من هذه القصة.
معرض الصور (قصة حمار المعلم)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث