قصة حمار الزرد

في إفريقيا حيوان يشبه الحمار، ولكنه بري ومخطط، يعرف بحمار الزرد. كانت جماعة من حمير الزرد الصغيرة تلعب ذات يوم لعبة الاستحباء، فتتنقل من شجرة إلى شجرة بين الحشيش العالي دون أن يراها أحد. كان من بين حمير الزرد الصغيرة تلك حمار صغير شجاع اسمه زرود. تسلق زرود بعض الصخور العالية واختبأ وراء نسيج عنكبوت كبير. لم يكتشف مكانه أحد.

حادثة زرود

فصاح بفرح: “ربحت، ربحت! كنت أعرف أني سأربح!” وبينما هو يقفز فرحاً زلقت قدمه ووقع من فوق الصخور العالية. أسرعت حيوانات الأدغال لمساعدته وقد أصابها خوف شديد عليه. قفز زرود باسماً وقال لأصدقائه مطمئناً: “أنا بخير.” لكن أحد أصدقائه قال: “أنت لست بخير! إن شكلك غريب عجيب!” ورأى زرود في عيون أصدقائه نظرات خوف وإشفاق. الواقع أن سقوط زرود من ذلك المكان العالي قد بعثر خطوط جلده الجميلة وحولها إلى مربعات بيضاء وسوداء.

رحلة زرود إلى البلدة

دمعت عينا زرود وقال بصوت حزين: “ماذا أفعل؟” فقال رفاقه الذين خافوا من شكله الجديد: “ارحل عنا لن نلعب معك بعد اليوم.” مشى زرود وحده حزيناً. فقد تخلى عنه رفاقه، حتى صديقته الزرافة تركته! وصل أخيراً إلى بلدة، فالتفت الناس كلهم ينظرون بعجب إلى حمار الزرد ذي المربعات. ثم اقترب رجل منه وهمس في أذنه قائلاً: “أعرف مكاناً يناسبك، يا صديقي الصغير العجيب. أتأتي معي إلى حديقة الحيوان؟”

حياة زرود الجديدة

كانت حديقة الحيوان مكاناً رائعاً، وجد زرود فيه التسلية والسعادة. التف الأولاد حول زرود وأحبوا مربعاته البيضاء والسوداء، وصاروا يلعبون فوقها ألعابهم التي تتطلب رقعة مربعات. وجد زرود سعادته في حديقة الحيوان، فلم يعد يحس بالحسرة. وكان يزداد سعادة كلما زاد عدد الأطفال المعجبين بمربعاته البيضاء والسوداء.