قصة حذاء الطنبوري

جدول المحتويات

كان جعفر الطنبوري تاجرًا غنيًا جدًا، يمتلك كل ما يمكن أن يحلم به أي إنسان، لكنه كان مشهورًا ببخله الشديد. عاش حياة بسيطة جدًا، حيث كان يقتصد في الطعام ولا يغير ملابسه لسنوات. لكن أكثر ما اشتهر به جعفر هو حذاؤه القديم، الذي استخدمه لأكثر من خمسين عامًا، ورقعه مرارًا حتى أصبح أضخم حذاء في المدينة.

بدأت المتاعب عندما قام صديق لجعفر، يشعر بالأسف لحاله، باستبدال حذائه القديم بحذاء جديد. لكن جعفر لم يكن سعيدًا بهذا التغيير، وظل يبحث عن حذائه القديم. في النهاية، وجد الحذاء في حديقة رجل، الذي اتهمه بسرقة أمواله، مما أدى إلى محاكمة الطنبوري وجلدِه.

بعد ذلك، حاول جعفر التخلص من الحذاء عدة مرات، حتى أنه رماه في حفرة عميقة، لكن الحذاء كان يعود إليه بطريقة غريبة. حتى كلب المدينة أعاده إليه بعد أن شمه. في كل مرة حاول حرقه أو التخلص منه، كان الحذاء ينجو أو يعود إلى صاحبه، مما جلب له المزيد من المشاكل.

في النهاية، أُدين جعفر مرة أخرى بعد أن وُجد الحذاء في مكان سرقة أخرى، وفقد كل ثروته واعتُبر لصًا. قرر مغادرة المدينة، ولكن الحظ العاثر ظل يلاحقه، حتى اختفى عن الأنظار، ولم يبقَ سوى قصته وحذائه المشؤوم.

قصة حذاء الطنبوري مكتوبة

كان في مدينة تاجر غني جدًا يُعتبر من أغنى تجار البلد واسمه جعفر الطنبوري. كان جعفر يملك الأموال والسلع والمستودعات والمباني والمزارع والأراضي والينابيع، ما لا يخطر على بال إنسان. ولكنه رغم كل ثرائه، كان بخيلاً شحيحاً إلى درجة أن أفقر فقراء المدينة يعيش حياة أفضل من حياته.

حين يأكل، يتناول حبتين أو ثلاث حبات من التمر ويكتفي، لأنه مقتنع بأن على الإنسان ألا يكون شرهاً، فإن أكل فعليه أن لا يشبع. وإذا أراد جعفر الطنبوري أن يأكل أكلة تذكر، فإنه ينتظر نهاية النهار ليمر على باعة السمك ويشتري سمكة بائتة نتنة بأبخس الأثمان.

بخله في الطعام والملابس

وجرت العادة في مثل هذه الحالات – وهي قليلة – أن يقول جعفر للبائع:
– هات أعطني هذه السمكة يا ابن أخي، أنا للحقيقة لا أكل كثيراً… ولكن لا بد للإنسان أن يأكل من وقت لآخر، أنا يا ناس، لا أحب الطعام، صدقوني!

ويأخذ الطنبوري السمكة الفاسدة ويضعها فوق النار دون زيت أو سمن، إمعاناً في التوفير، وهو يقول:
– السمك يؤكل هكذا… وهذا أفضل للصحة، لأن الزيت والسمن مضران بالمعدة، صدقوني يا ناس.

ولشدة بخله، كان يرتدي ثيابه الداخلية خمس سنوات متعاقبة على الأقل قبل أن يغيرها. وإن اتهم بالبخل، أجاب:
– لست بخيلاً ولكنني لا أستطيع أن أغير ثيابي خوفاً من أن أخذ برداً، وجسمي حساس.

أما قميصه، فكان يستعمله عشر سنوات على الأقل. وثوبه عشرين سنة. ويبرر ذلك بقوله:
– صدقوني يا ناس، إذا تعرضت لأقل نسمة هواء تتملكني أوجاع عصبية مؤذية، ولذلك لا أخلع ثيابي.

قصة الحذاء القديم

لكن المشكلة الكبرى تركزت في حذائه، فقد بقي يستعمله أكثر من خمسين سنة ولم يغيره. وإن نوه أحد بحذاء الطنبوري، أجاب:
– كيف أغيره، لا يمكنني ذلك، أنا لا أرتاح إلا فيه… فقدماي حساستان إلى درجة أنني إذا انتعلت أي شيء آخر غير هذا الحذاء لا أعود أقوى على السير.

وكان إذا تقب الحذاء، أخذه إلى الإسكافي وطلب منه أن يرقعه ويضع له نعلاً فوق نعل فوق نعل، حتى صار الحذاء رقعة فوق رقعة ونعلاً فوق نعل، ومسماراً فوق مسمار. أصبح حذاء الطنبوري أضخم حذاء في البلد. وإذا ما سار جعفر الطنبوري بين الناس صاحوا منادين:
– انظروا ها هو جعفر الطنبوري، نصفه إنسان ونصفه حذاء!!

ويجيب الطنبوري مدافعاً عن نفسه:
– صدقوني يا ناس… قدماي لا ترتاحان إلا إذا انتعلت هذا الحذاء.

محاولة صديق لمساعدته

في أحد الأيام، رثى لحاله أحد أصدقائه، حين شاهد الناس يسخرون منه لشدة بخله، فقرر أن يفعل شيئاً ليرد اعتبار هذا الرجل في عيون الناس. لذلك، اشترى له حذاءً جديداً مُوشىً بخيوط من الذهب والفضة. لحق جعفر إلى أن خلع حذاءه ودخل يصلي، فأخذ الحذاء القديم وترك مكانه الحذاء الجديد.

حين أقبل جعفر لينتعل حذاءه، وجد أن الحذاء المشهور مفقود، فغضب كثيراً وحزن وبدأ يصرخ:
– صدقوني يا ناس، تركت حذائي هنا… حذائي تركته هنا… وخرجت فلم أجده.

ضحك الناس وقالوا له مازحين:
– تقصد أن نصفك الآخر قد ضاع منك!

وأخذ الطنبوري يصرخ قائلاً:
– أعيدوا لي حذائي… أتوسل إليكم، إنه رفيقي.

وضحك الناس أكثر فأكثر، وسرهم هذا الخبر، وتركوه ولم يبقَ معه في الفسحة غير الحذاء الجديد المُوشى بالذهب والفضة. لم يأتِ أحد ليطلبه، فانتعله وسار به وهو يعلل ذلك بقوله:
– لا شك أن أحدهم أخطأ بحذائي فانتعله ونسي حذاءه…

قصة الحذاء المشؤوم

ومن ناحية أخرى، كان الصديق القديم قد أخذ حذاء جعفر الطنبوري وسار في الطريق، فوجد رجلاً فقيراً حافي القدمين، فعرض عليه الحذاء وقدمه له، ولكن الرجل الفقير رفضه بإباء وشمم. طبعاً، لا يمكن أن يرضى أحد بهذا الحذاء إلا الطنبوري! لذلك، اضطر الصديق أن يأخذ الحذاء ويقذفه فوق جدار عالٍ إلى حديقة في طرف البلد، ثم عاد إلى بيته مرتاح البال.

ولكن من أين لجعفر الطنبوري أن يستريح؟ فالناس في المدينة يعرفون أن هذا الحذاء هو حذاء جعفر الطنبوري. فما أن دخل صاحب الحديقة إلى أرضه حتى شاهد الحذاء، فاعتقد أن أحداً قد دخل الحديقة وسرق من بيته المال. أسرع الرجل إلى بيته، وإذا ماله مسروق! ولم يشك في أحد غير صاحب الحذاء، جعفر الطنبوري. رفع دعوى عليه، وطار صواب الطنبوري وراح يصرخ أمام الناس:

– أنا أسرق أموال الناس؟ حاشا وكلا!

وحين واجهوه بوجود حذائه في حديقة الرجل، قال:

– صدقوني يا ناس، أنا لا أسرق! عندي من الأموال ما لا تحلمون به…

المحاكمة والعقوبة

لكن الناس لم يصدقوه وراحوا يهددونه قائلين:

– الخسيس… يقترف كل شيء ليجني المال، أنت السارق يا طنبوري.

رد الطنبوري:

– أنا لست سارقاً، صدقوني.

ولم يصدقه أحد، فأدين وحُكم عليه بأن يُجلد مئة جلدة وأن يدفع ألف قرش ذهباً. بعد أن جُلد، أعطي حذاءه القديم لينصرف به، لأن أحداً لا يريد أن يرى هذا الحذاء المشؤوم.

بكى جعفر لما أصابه من أذى وألم وخسارة، ولكنه أخذ حذاءه القديم إلى خارج البلد ورماه في إحدى الحفر العميقة. ولكن كلباً شم رائحة الحذاء، فالتقطه وأعاده على دفعتين بفطرة تعقب الرائحة إلى بيت جعفر الطنبوري. كلاب المدينة أيضاً تعرف حذاء الطنبوري المشهور.

الحذاء يعود من جديد

استيقظ الطنبوري في صباح اليوم التالي، فوجد لدهشته الحذاء القديم قربه. فطار صوابه وصرخ قائلاً:

– مستحيل! أنا أخذت الحذاء بيدي إلى خارج المدينة وقذفت به إلى الحفرة العميقة، فكيف عاد لوحده؟

أوقد الطنبوري ناراً ليحرق الحذاء، فاشتعل البيت واحترق كله. وتهددت بيوت المنطقة بالحريق، لكن الناس تمكنوا من إخماد الحريق، ليكتشفوا أن الحذاء لم يحترق وظل كما هو. حار جعفر الطنبوري في كيفية التخلص من حذائه، وبعد تفكير عميق، أخذ الحذاء إلى خارج أسوار المدينة ودفنه في حفرة وردمها بالتراب.

اتهام جديد لجعفر الطنبوري

كان تاجران غريبان قد وضعا في تلك الحفرة كيساً من الذهب، وراقبهما أحد اللصوص. فما أن غادرا حتى حفر اللص وأخذ كيس الذهب، تاركاً الحفرة مفتوحة. عندما عاد التاجران، لم يجدا مالهما، بل وجدا الحذاء في مكانه. أقاما دعوى على صاحب الحذاء، التاجر البخيل جعفر الطنبوري، الذي اندفع في الشوارع يصرخ:

– يا ناس صدقوني، لم آخذ شيئاً، ولكن حذائي يجني عليّ!

نهاية الطنبوري

أدين جعفر الطنبوري وصودرت أملاكه واعتُبر لصاً، فقطعت يده. ضاقت به الدنيا فقرر مغادرة البلد. ركب قارباً وحاول أن يجدف، لكنه لم يتمكن بيد واحدة، فمال القارب وانقلب. أراد أن يسبح لينقذ نفسه، لكنه لم يتمكن من السباحة بيد واحدة. ومنذ ذلك الحين، لم يعد أحد يعرف شيئاً عن الطنبوري سوى قصة حذائه المشؤوم.

معرض الصور (قصة حذاء الطنبوري)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى