قصة جنيات القمر

ملخص قصة جنيات القمر
تدور قصة “جنيات القمر” حول سوسن الصغيرة، التي كانت تمتلك كتابًا عن حكايات الجنيات وكانت تحلم بزيارة عالمهن. في ليلة من ليالي الصيف، ظهرت لها جنية تدعى “شعاع القمر”، التي أُرسلت لحراستها أثناء النوم. سوسن، متحمسة لفكرة زيارة القمر، تقرر أن تأخذ كتابها كهدية للجنيات. تطير سوسن مع شعاع القمر إلى عالم الجنيات، حيث تلتقي بجنيات الليل اللواتي يلمعن النجوم لتبقى براقة في السماء. ثم تأخذها شعاع القمر لتريها جنيات النهار النائمات، اللواتي يعملن على تلوين قوس قزح. تترك سوسن كتابها كهدية لهن، لكنه يختفي في السحاب. في الصباح، تجد سوسن كتابها قد عاد إلى سريرها. هذه القصة تعلم الأطفال عن سحر الأحلام وإمكانية تحقيقها بطريقة خيالية، وتعزز قيم الخيال والإبداع في عقولهم.
قصة جنيات القمر مكتوبة
كانت سوسن، وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها بعد، أسعد أطفال الأرض. كانت تخفي في صدرها سرًا. وكانت تعلم أنها لو باحت بذلك السر لما صدقها أحد، لذا احتفظت به لنفسها. وكان وجهها يطفح بشرا كلما نظرت إلى كتابها الذي يروي حكايات الجنيات. كانت تعلم أن كتابها قام بجولات واسعة في العالم الوسيع. ومن أغرب الأمور أنها كانت لا تزال تحتفظ بالكتاب، رغم أنها كانت قد تخلت عنه وإليك قصة ذلك. كانت سوسن في إحدى ليالي الصيف تستمع إلى أمها وهي تقرأ لها حكاية من كتاب الجنيات. أمسكت سوسن الكتاب وراحت تقلب صفحاته فأحست بالنعاس. فجأة سمعت صوتا ناعما جدا آتيا من الخارج. أطلت من الشباك المجاور لسريرها وحدقت في الظلال والأطياف التي تراقصت أمامها، فرأت تحت الشباك جنية رقيقة صغيرة لم ير أحد مثيلا لها في رقتها وصغرها. كان للجنية جناحان شفافان، فبدت وكأنها فراشة. وكانت تلبس فستانًا صغيرًا يتألق في ضوء القمر. لقد كانت حقًا فاتنة الجمال!
لقاء سوسن بالجنية
قالت سوسن: “مرحبا، كنت أوشك أن أنام.” أجابت الجنية الصغيرة: “نعم، أعرف ذلك. فقد أرسلت لحراستك أثناء النوم. اسمي شعاع القمر، وحراسة الأطفال عملي، وأنا أحب هذا العمل.” أحست سوسن بالحيرة لحظة، ثم قالت: “إذا كنت تحرسين الأطفال النائمين، فمتى تنامين أنت؟” ضحكت الجنية الصغيرة، وقالت: “أنام في النهار. فأنا جنية قمرية، لا أظهر إلا عندما يطلع القمر.” قالت سوسن: “ليتني كنت مثلك جنية قمرية. فالتجوال وحراسة الأطفال خير من النوم.” بدا التفكير على الجنية لحظة، ثم قالت: “أترغبين في زيارة جنيات القمر؟” هتفت سوسن: “أتمنى! لكن كيف نصل إلى القمر؟” أجابت الجنية: “الأمر سهل. ما عليك إلا أن تمسكي يدي وتطيري معي.”
زيارة القمر
قفزت سوسن من سريرها، ثم توقفت وقالت: “أريد أن أحمل إلى جنيات القمر هدية.” نظرت حولها لحظة ثم قالت: “آه، سآخذ لهن كتاب حكايات الجنيات، فإن فيه رسوما بديعة مسلية.” ابتسمت الجنية، وقالت: “ما ألطف فكرتك! والآن تعالي، أمسكي بيدي بقوة لنطير.” طارت شعاع القمر وسوسن عالياً في فضاء الليل، يد الواحدة منهما في يد الأخرى. وراحتا تعلوان في طيرانهما وتعلوان. ولاحظت سوسن شيئاً غريباً، فقد كان الكتاب في يدها يزداد ثقلاً كلما ازدادت علواً.
عالم النجوم والجنيات
تابعت شعاع القمر وسوسن طيرانهما في الفضاء الرحيب. وأشارت شعاع القمر إلى جانب في الفضاء شديد السطوع، وقالت لسوسن إن ذلك الجانب يعرف بالمجرة. فجأة حطتا برفق على سطح نجم منير. كان يسود المكان هدوء تام، فقالت الجنية: “لا داعي للصياح الآن، يكفي الهمس.” سألت سوسن: “ما الذي يدعونا إلى الهمس؟” أجابت شعاع القمر: “ستعرفين السبب بعد قليل، لكن تعالي أولاً لتري جنيات القمر في أثناء عملهن.”
مشتا على رؤوس أصابعهما مسافة قصيرة، ثم رأت سوسن أمامها عشرات الجنيات الصغيرات وهن يعملن بجد ونشاط. كن يلمعن النجم ليزداد تألقاً في الفضاء.
الجنيات وتلميع النجوم
قالت سوسن في اندهاش: “يا الله! لم أكن أعلم أنكن تلمعن النجوم!” أجابت الجنية: “علينا أن نبقي النجوم كلها براقة، وهذا عمل يستغرق وقتنا كله. فالنجوم كثيرة، كما أننا لا نعمل إلا ليلاً.” في الفضاء ملايين النجوم، لذا تقضي الجنيات حياتهن كلها في التلميع. ثم همست الجنية فجأة قائلة: “أتعرفين ما سنفعل الآن؟” أجابت سوسن بشيء من التردد: “أظن أني أعرف…” ظنت سوسن أن شعاع القمر ستسمح لها بمساعدة الجنيات الصغيرات في تلميع النجوم. لكن شعاع القمر همست: “الآن سترين جنيات النهار. هؤلاء يعملن نهاراً وينمن ليلاً.”
قالت سوسن: “ما الذي تفعله جنيات النهار؟” ضحكت شعاع القمر وقالت: “سترين عملهن بنفسك بعد لحظات.” أمسكت يد سوسن، وطارت بها ناحية سحابة كبيرة بيضاء ناعمة حريرية. همست شعاع القمر قائلة: “لا تتركي يدي وإلا ستسقطين في السحاب.” فتحت باباً آخر. حدقت سوسن عبر الباب المفتوح فرأت صفوفاً طويلة من جنيات النهار الصغيرات وقد استغرقن في نوم عميق. عند قدمي كل واحدة منهن دلو طلاء صغير.
هدية سوسن
همست سوسن: “ما أجملهن! لم أكن أعرف أن الجنيات ينمن في السحاب.” قالت شعاع القمر: “هؤلاء جنيات النهار، وهن يعملن نهاراً في تلوين قوس قزح. إنهن يعملن كثيراً أيضاً.” قالت سوسن: “لن أوقظهن، فلا شك أنهن متعبات. لكني أريد أن أترك لهن هدية ليعرفن أني كنت عندهن.” وضعت كتابها عن حكايات الجنيات عند قدمي إحدى الجنيات الصغيرات. لكن الكتاب للأسف لم يصمد فوق السحاب، فقد غاص واختفى. لعله كان ثقيلاً…
أما أغرب ما في هذه الحكاية فهو أنه عندما استيقظت سوسن في صباح اليوم التالي، وجدت كتابها الذي سقط في الفضاء قد عاد إلى سريرها. لقد حط الكتاب بعد اجتيازه الجو الفضائي في السرير الذي كانت تقلب الكتاب فيه قبل النوم، والذي انطلقت في رحلتها منه أيضاً. لعل جنية القمر تزورك أنت أيضاً ذات ليلة. بل لعلها تأخذك معها أيضاً لزيارة جنيات النهار اللواتي يلون قوس قزح، وجنيات الليل اللواتي يلمعن النجوم.
معرض الصور (قصة جنيات القمر)
تحميل القصة PDF أو صور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث
شارك برأيك
ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!