قصة جميلة والوحش

قصة جميلة والوحش تحكي مغامرات فتاة شجاعة مع وحش غامض في قصر مسحور، تبرز أهمية الحب الحقيقي وتغلبه على الظواهر الخارجية.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قديم الزمان، عاش تاجر غني مع بناته الثلاث: الكبرى والوسطى والصغرى التي تدعى جميلة. كانت جميلة أجملهن وأطيبهن قلباً. في يوم من الأيام، عاد التاجر إلى منزله حزيناً وأخبر بناته بأنهم فقدوا ثروتهم وأصبحوا فقراء، وأنهم سيضطرون للانتقال إلى كوخ صغير في الريف. استاءت الأختان الكبيرتان من الفكرة، بينما تقبلتها جميلة بروح طيبة.

انتقل التاجر مع بناته إلى الريف حيث وجدوا كوخاً صغيراً. بدأ التاجر يعمل بجد في الحديقة ليكسب لقمة العيش، بينما كانت جميلة تقوم بأعمال المنزل بسرور، وكانت تساعد والدها في كل شيء. في أحد الأيام، أخبر التاجر بناته أنه سيذهب في رحلة عمل إلى بلدة بعيدة، وسأل كل واحدة منهن عن الهدية التي ترغب بها عند عودته. طلبت البنت الكبرى ألماسا، والوسطى لآلئ، بينما طلبت جميلة باقة من الورد.

في طريق عودته إلى المنزل بعد الرحلة، ضل التاجر طريقه ووجد نفسه أمام قصر كبير. دخل القصر وشاهد مائدة مليئة بالطعام، فجلس وأكل ثم نام في الغرفة. في الصباح، قرر قطف وردة لجميلة من حديقة القصر، لكن وحشاً مخيفاً ظهر واتهمه بسرقة وردته وهدده بالموت. توسل التاجر إلى الوحش ليعفو عنه، فوافق الوحش بشرط أن يعود التاجر بعد شهر مع أول شخص أو شيء يلتقيه عند عودته.

عاد التاجر إلى كوخه، وكانت جميلة هي أول من استقبله. حزن التاجر وأخبر بناته بما حدث، وأصرت جميلة على الوفاء بوعد والدها والذهاب إلى القصر. في القصر، بدأت جميلة تتعرف على الوحش الذي رغم مظهره المخيف، كان طيب القلب ولطيفاً معها.

مر الوقت وأصبحت جميلة والوحش صديقين. في أحد الأيام، شعرت جميلة بالحزن عندما رأت والدها مريضاً في المرآة السحرية. طلبت من الوحش السماح لها بالعودة لزيارة والدها، فوافق على مضض وأعطاها خاتماً سحرياً لتعود إلى القصر متى شاءت. عادت جميلة إلى منزل والدها واعتنت به حتى تحسنت صحته.

مرت الأيام وبدأت جميلة تشتاق إلى الوحش. في إحدى الليالي، حلمت بأن الوحش في خطر، فوضعت الخاتم السحري على الطاولة ونامت. عندما استيقظت، وجدت نفسها في قصر الوحش. بحثت عنه ووجدته مرمياً قرب شجرة الورد، وعلى وشك الموت.

بكت جميلة واعترفت للوحش بحبها له وقبلت الزواج منه. عندها، تحول الوحش إلى أمير وسيم. أخبرها الأمير أنه كان مسحوراً وأن حبها هو الذي كسر السحر. عاد الأمير وجميلة إلى القصر حيث احتفلوا بزواجهم، وعاشوا في سعادة دائمة مع والد جميلة العزيز قريباً منهم.

وهكذا، تنتهي قصة جميلة والوحش، بحبٍ تخطى كل الحواجز وجعل المستحيل ممكناً.

قصة جميلة والوحش مكتوبة

يحكى أنه عاش في قديم الزمان تاجر غني له ثلاث بنات جميلات. وكانت الصغرى هي أجمل الأخوات واسمها جميلة، وكانت طيبة القلب ولطيفة جداً. ومع أن أختيها كانتا جميلتين أيضا، فإنهما لم تكونا طيبتين ولا لطيفتين. كانت كل منهما نفسها كثيراً ومتكبرة.

وفي أحد الأيام عاد الأب إلى المنزل وقد ظهر عليه الحزن الشديد. وعندما سألته بناته عن سبب حزنه قالوا أسفاه، صرت فقيراً. لقد ضاعت ثروتي، ويجب علينا جميعا أن نترك هذا المنزل الجميل ونسكن أحد الأكواخ في الريف.

غضبت البنتان الكبيرتان غضباً شديداً عندما سمعنا هذا الخبر وقالتا لأبيهما: «كيف سنقضي أوقاتنا في الريف طول النهار؟» أما جميلة فقالت: «ما أجمل العيش في الريف بين الأحراج والحقول والأزهار!».

ثم وجد الأب في الريف كوحا صغيرا له حديقة كبيرة، فذهبوا جميعاً إليه لكي يعيشوا هناك. راح الأب يعمل بنشاط في الحديقة وصار يكسب من بيع فاكهة الحديقة وحضرها ما جعلهم يعيشون عيشاً مريحاً. وكانت جميلة مشغولة دائما أيضاً؛ فكانت طباخة صغيرة ماهرة وبارعة في إدارة المنزل وغسالة صغيرة ناجحة، وكانت تقوم بأعمال البيت جميعها بسرور عظيم.

السفر والطلبات

كانت جميلة دائماً تغني وهي تقوم بأعمال المنزل، بينما كانت أختاها تجلسان والحزن ظاهر على وجهيهما. وكل ما كانتا تفعلانه هو الشكوى من الفقر والتحسر على الثروة. وفي أحد الأيام أخبر الأب بناته الثلاث بأن عليه أن يسافر إلى بلدة بعيدة لعمل من الأعمال، وأنه سيغيب إلى اليوم التالي. ثم سأل بناته واحدة بعد أخرى قائلاً: «ما هي الهدية التي تريدين أن أحضرها لك معي عند عودتي؟».

فقالت البنت الكبرى: «أنا أريد ألماسا.» وقالت الثانية: «أريد لآلئ.» بينما قالت جميلة: «أرجو يا أبي أن تجلب لي باقة من الورد.»

الطريق إلى القصر

ثم سافر الأب على ظهر جواده، ووقفت جميلة على عتبة الباب تلوح له بيدها مودعة وتقول: «مع السلامة يا أبي الحبيب!» وفي اليوم التالي أنهى الأب عمله وعاد قاصدا الكوخ، ولكن الظلام حل بعد أن قطع مسافة قصيرة فَضَلَّ طريقه ولم يهتدِ إليه، وراح يمشي ساعات في الغابة حتى رأى نورا آتيا من مكان بعيد. فظن أنه نور صادر من أحد الأكواخ، فذهب إليه على ظهر جواده وهو مسرور جدا، ولكنه عندما اقترب من النور وجد أن الأشجار تكون شارعا عريضا فدخل ذلك الشارع مسرعا، وكانت دهشته عظيمة حين وجد نفسه أمام مدخل قصر كبير.

كان باب القصر مفتوحا، لكن التاجر لم ير أحدا، فدخل القصر. ثم دخل غرفة على يمين القاعة، كانت النار مشتعلة في موقدها وهناك رأى مائدة عليها عشاء لرجل واحد. كان التاجر جائعا، فقرر أن يأخذ جواده إلى الإصطبل (بيت الخيول) أولا ثم يعود إلى الغرفة، فإذا لم يجد فيها أحدا، فاز بأكلة شهية. وعندما عاد من الإصطبل، كانت الغرفة لا تزال فارغة، فجلس وتمتع بعشاء ممتاز.

النوم في القصر

بعد العشاء، شعر والد جميلة بالنعاس، فاجتاز القاعة ووجد أمامه سريرا فنام عليه نوما عميقا حتى صباح اليوم التالي. وعندما استيقظ لم يجد أثرا لثيابه، بل وجد بدلا منها بذلة مطرزة موضوعة على الكرسي، فلبس البدلة الجديدة التي لاءمته تماما كأنها قد صنعت من أجله. ثم ذهب إلى الغرفة التي كان قد تناول فيها العشاء، فرأى المكان لا يزال خالياً من الناس إلا أن المائدة كان عليها فطور ممتاز، فتمتع بأكل فطوره ثم ذهب إلى الإصطبل للعناية بجواده.

القصة تبدأ بالأحداث المثيرة

مر التاجر بحديقة ورد جميلة، وهو في طريقه إلى الإصطبل. فذكرته رؤية الورد بما طلبته منه ابنته جميلة، فترك الممر وراح يجمع الورد. بعد أن قطف الوردة الأولى، سمع صوتاً مخيفاً آتياً من خلفه، فاستدار فرأى وحشاً كبيراً.

قال له الوحش الكبير بصوت كأنه الرعد: «أيها الرجل الناكر للمعروف! في سرير من نمت وطعام من أكلت؟ وثياب من لبست؟ إنها لي جميعاً، لي وحدي! وأنت ترد إليّ معروفي بسرقة وردي. إنك سوف تموت.»

ظهر الوحش الكبير بمظهر مخيف جداً، جعل الرجل المسكين يرتعب ارتعاباً شديداً. فركع على ركبتيه، وتوسل إلى الوحش قائلاً: «أرجو ألا تقتلني.»

فكرر الوحش كلامه قائلاً: «لقد سرقت وردي، ويجب أن تموت.»

فسأله التاجر المسكين قائلاً: «ألا يمكن أن ينقذني شيء؟»

فأجابه الوحش: «يمكن الإبقاء على حياتك بشرط واحد، هو أن تعود إلى هنا بعد شهر من الزمان، جالباً معك أول شخص أو شيء تلتقيه وأنت عائد إلى بيتك.»

لم يكن لوالد جميلة بد من الموافقة على هذا الشرط.

العودة والتفكير في الوعد

بينما كان التاجر يبتعد عن القصر، راح يفكر في الوعد الذي قطعه للوحش، وتساءل محتاراً: «هل ستكون قطتي أول ما سيلقاني عند رجوعي؟ أم كلبي؟». ثم تذكر كيف وقفت ابنته جميلة تلوح له بيدها وهو يغادر المنزل، ومرت بذهنه فكرة مرعبة. فقال لنفسه: «ماذا سيكون موقفي إذا كانت جميلة هي أول من سيحييني عند رجوعي؟».

وبينما كان يواصل سيره، راحت هذه الفكرة تتزايد عنده نمواً متواصلاً. كلما ازداد اقترابه من منزله، ازداد تأكداً من المصيبة التي ستحل به. ولما أصبح يرى كوخه، كان الرعب قد ملأ قلبه بحيث لم يجرؤ على رفع رأسه.

كانت جميلة في ذلك الوقت تنتظر عودة أبيها العزيز، وهي واقفة على نافذة غرفتها. وعندما رأت من بعيد شخصاً راكباً جواداً، خرجت من الكوخ راكضة، ثم قفزت فرحة إلى ممر الحديقة، واندفعت إلى الطريق العام. كان الشخص أباها العزيز عائداً إلى البيت، ولكن جميلة لم تستطع أن تعرف ماذا أصابه. فقد بدا لها أنه تعب جداً وحزين جداً.

اللقاء بالوحش

ركضت إليه وسألته قائلة: «أبي! حبيبي! هل أنت مريض؟» فأجابها: «لا يا عزيزتي، أنا على خير ما يرام.» ثم واصلت جميلة كلامها قائلة: «ألست مسروراً لرؤيتي؟» وكان كل ما استطاع التاجر المسكين أن يقوله لها: «مسرور؟ آه يا جميلتي الصغيرة! يا جميلتي الصغيرة!».

وعندما وصلا إلى الكوخ، أخبر التاجر بناته مغامرته، وبوعده للوحش. ثم قال لجميلة: «ولكنك لن تعودي معي يا جميلة، مهما حدث لي.»

أصرت جميلة على القول بأن الوعد يجب أن يفي به الإنسان ما دام قد قطعه على نفسه. وأخيراً رضي أبوها أن يأخذها إلى الوحش في نهاية الشهر.

كانت الأسابيع الأربعة التي مرت بجميلة وأبيها مملوءة بالحزن. ومع أنهما واصلا قيامهما بعملهما كالمعتاد، فإن الغناء انقطع من الكوخ الصغير، وانتهى الشهر بسرعة كبيرة. وضع التاجر ابنته المحبوبة أمامه على ظهر جواده، وانطلقا حزينين عبر الغابة.

وصلت جميلة وأبوها إلى القصر قبل أن يحل الظلام بقليل. وكالمرة السابقة، لم يكن في القصر أحد.

دخول القصر وملاقاة الوحش

حمل الأب جميلة عن ظهر جواده، وذهب بها إلى الغرفة التي تناول فيها العشاء والفطور في زيارته الأولى. وفي هذه المرة، رأى أنه وضع عشاء لشخصين على المائدة. ولم تكن لجميلة وأبيها شهية للأكل، مع أنهما لم يتناولا طعاماً طول النهار.

عندما جلسا إلى المائدة، سمعا صوتاً مخيفاً من ناحية الباب. فعرف التاجر صاحب الصوت، وأصابت جميلة في تخمينها. لم يكن صاحب الصوت المرعب سوى الوحش، الذي دخل الغرفة وذهب إلى جميلة رأساً.

حدق الوحش النظر إلى جميلة مدة طويلة. ثم التفت إلى أبيها، وسأله قائلاً: «هل هذه هي ابنتك التي جمعت لها الورد الأبيض؟»

فأجابه التاجر: «نعم، وهي التي لم تسمح لي بالعودة إلى قصرك دون أن تكون معي.»

الوعد والمغادرة

فقال الوحش: «إنها لن تأسف لذلك، لأن كل شيء في القصر أصبح تحت تصرفها. أما أنت فيجب أن تترك القصر غداً، وتبقى ابنتك عندي. لا تخف عليها، لن يصيبها أذى. غرفتها جاهزة الآن. أتمنى لكما ليلة سعيدة.»

وعندما وصلت جميلة إلى غرفتها، وجدتها أجمل من أي غرفة رأتها من قبل. ثم نامت نوماً عميقاً لأنها كانت تعبة جداً.

في الصباح تناولت جميلة الفطور مع أبيها. ثم ودع كل منهما الآخر وهما يبكيان بكاء شديداً. عادت جميلة إلى غرفتها بعد أن غاب أبوها عن نظرها. ثم راحت تتطلع إلى الصور والتحف الموجودة هناك، تمضية للوقت. فرأت مرآة عجيبة معلقة على أحد الجدران، وقد كتب تحتها بحروف ذهبية: «يا جميلة الصغيرة: امسحي عينيك، لا تحتاجين إلى تلك الدموع والتنهدات؛ فإذا حدقت إلى هذه المرآة، تحقق لك كل ما تطلبينه…»

فأراحت هذه الأسطر بال جميلة، إذ فكرت في أنها يمكنها أن تتمنى العودة إلى كوخها ثانية إذا أصبحت تعيسة جداً.

القصة تزداد تشويقاً

أحست جميلة بأن الأيام التالية كانت طويلة جداً، مع أن الوحش ترك لها أشياء كثيرة لتسليتها. كانت تقرأ حينا، وترسم بالدهان حينا آخر، وتلعب يوما في الحدائق خارج القصر، وتجمع الأزهار الجميلة في يوم آخر. وعندما يحين وقت العشاء، في كل مساء، كان يسمع الصوت ذاته من شخص في الباب، وكلمات مدوية كالرعد تقول: «هل يمكنني أن أدخل؟»، وفي كل مساء، كانت جميلة تجيبه وهي ترتجف: «نعم، أيها الوحش»، ثم يبدأ الحديث بين جميلة والوحش.

مع أن ضخامة جسم الوحش وصوته كانا يخيفان جميلة، فإن كلماته كانت رقيقة جداً، جعلت خوفها منه يقل يوما بعد يوم.

حوار بين جميلة والوحش

في مساء أحد الأيام، سألها الوحش قائلاً: «هل أنا قبيح جداً يا جميلة؟»

فقالت: «نعم، أيها الوحش».

ثم قال: «وبليد جداً؟»

فأجابته: «لا، لست بليداً، أيها الوحش».

ثم سألها: «هل في وسعك أن تحبيني يا جميلة؟»

فأجابته: «نعم، إني أحبك فعلاً؛ لأنك لطيف جداً».

ثم قال: «هل تتزوجيني يا جميلة؟»

فردت: «آه! لا، لا أيها الوحش».

ظهر على الوحش حزن شديد، حتى أن جميلة نفسها أحست بأنها شقية من أجله، فهو قد أصبح خير أصدقائها، ولا تطيق أن تراه حزيناً. ومع ذلك قالت لنفسها: «لا أستطيع أن أتزوج وحشاً».

عودة إلى المنزل

وفي صباح اليوم التالي، نظرت جميلة في مرآتها وقالت: «أتمنى أن أرى أبي العزيز». ثم حدقت إلى المرآة فأبصرت صورة محزنة، إذ كان أبوها مريضاً، ومضطجعاً في فراشه دون أن يعتني به أحد. فراحت جميلة تبكي طول النهار وهي تفكر في ألمه ووحدته.

عندما قام الوحش بزيارته المسائية العادية، رأى الحزن الشديد الذي كان ظاهراً على وجه جميلة فسألها قائلاً: «ما بك يا جميلة؟»، فأخبرته عن سبب حزنها الشديد، ورجته أن يسمح لها بالذهاب إلى كوخها.

قال لها الوحش: «يا جميلة! إن ذهابك سيحطم قلبي». ثم واصل كلامه قائلاً: «ومع ذلك، لا أطيق أن أراك باكية. يمكنك الذهاب إلى بيتك غداً».

ردت جميلة: «شكراً أيها الوحش، شكراً، ولكنني لن أحطم قلبك، وسوف أحاول العودة إليك خلال أسبوع».

العودة السريعة

كان شك الوحش في عودة جميلة كبيراً جداً، وقد خاف أن يخسر جميلة إلى الأبد. ثم قال لها بصوت حزين: «خذي هذا الخاتم، ومتى شئت الرجوع إلى القصر، ضعيه أمامك على الطاولة قبل أن تنامي ليلاً. والآن، وداعاً يا جميلتي!».

نظرت جميلة تلك الليلة في مرآتها وتمنت أن تستيقظ في صباح اليوم التالي، وهي في كوخ أبيها.

تحققت رغبة جميلة إذ وجدت نفسها في صباح اليوم التالي في كوخها ثانية. وعندما رآها أبوها بدأت صحته تتحسن تحسناً ملموساً. وكانت جميلة ممرضة ممتازة، فعنيت به عناية كبيرة. لقد ظلت جميلة مشغولة طول الوقت، حتى انقضى الأسبوع بسرعة كبيرة، وتحسنت صحة أبيها تحسناً عظيماً، ولكنها لم تشعر أن ذلك التحسن كان كافياً لتركه مع أختيها القاسيتين.

حين قالت جميلة لأبيها: «سأبقى أسبوعاً آخر»، فرح كثيراً، وابتسم سروراً بذلك الخير.

ما كاد يمضي يوم أو يومان على تمديد إقامتها، حتى رأت جميلة الوحش في منامها. كان مرتمياً على العشب قرب الوردة البيضاء في حديقة القصر، وهو يقول: «آه يا جميلة! يا جميلة! قلت إنك ستعودين. إنني سوف أموت بدونك».

العودة إلى الوحش

فأيقظ هذا الحلم جميلة من نومها، ولم تستطع التفكير في أحد سوى الوحش المسكين. فقفزت من سريرها، ووضعت الخاتم السحري على طاولتها، ثم نامت ثانية. وعندما استيقظت في الصباح، وجدت نفسها في غرفتها الخاصة في قصر الوحش.

كانت جميلة تعرف أن الوحش لن يأتي لرؤيتها قبل حلول المساء، ومع ذلك، ظهر لها أن النهار لن ينتهي أبداً. وأخيراً حان موعد العشاء، ولكن الوحش لم يرجع إلى القصر. ثم دقت الساعة معلنة التاسعة، والوحش لم يعد.

شعرت جميلة المسكينة بالحزن الشديد. وأخيراً خطرت ببالها فكرة مفاجئة. ربما كان حلمها صحيحاً، وربما كان الوحش مرتمياً على العشب قرب الوردة البيضاء. فركضت جميلة في ظلام حديقة القصر، وشقت طريقها إلى الشجرة الصغيرة التي تحمل الورد الأبيض.

وهناك وجدت الوحش مرتمياً على العشب الرطب، قرب شجرة الورد الصغيرة. خافت جميلة في أول الأمر، أن يكون قد مات. فركعت على العشب إلى جانبه، ووضعت يدها على رأسه. وما كادت تلمسه حتى فتح عينيه وهمس قائلاً: «لا أستطيع أن أعيش بدونك يا جميلة، لذا أضربت عن الطعام حتى أموت جوعاً، وما دمت قد رأيت وجهك ثانية، فإنني سأموت راضياً».

فقالت له جميلة: «آه أيها الوحش العزيز! لا أطيق أن أراك تموت. أرجوك أن تعيش، وسأرضى بك زوجاً لي. أنا في الحقيقة أحبك، أحبك لأن لك قلباً رقيقاً جداً».

النهاية السعيدة

بعد أن قالت جميلة تلك الكلمات، خبأت وجهها بكفيها وراحت تبكي بكاء شديداً. وعندما رفعت كفيها، كان الوحش قد اختفى، وظهر إلى جانبها أمير جميل، راح يشكرها على تحريرها إياه. فسألته جميلة مندهشة: «ماذا تعني بقولك هذا؟! إنني أريد وحشي، وحشي العزيز، ولا أحد سواه».

فشرح لها الأمير قصته قائلاً: «لقد سحرتني جنية شريرة، فحولتني إلى وحش بليد وقبيح. وقالت إن السحر لن يبطله إلا فتاة جميلة ترضى بي زوجاً لها. وواصل الأمير كلامه قائلاً: «يا عزيزتي! أنت هي الفتاة الجميلة.»

ثم قبل الأمير جميلة، وسارا معاً نحو القصر. وبعد مدة قصيرة من الزمن، ظهرت جنية صالحة، ومعها والد جميلة. تم زواج الأمير بجميلة، التي عاشت في سعادة تامة مع زوجها الأمير، وأبوها العزيز قريب منها.

معرض الصور (قصة جميلة والوحش)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى