قصة جبل الأقزام
ملخص قصة جبل الأقزام
في جبل وعر وعال، عاش مجتمع من الأقزام في عزلة عن الكبار الذين يسكنون المناطق المنخفضة. كان طبنجا، ابن شيخ الأقرام، فتى فطناً ووديعاً يملك شغفاً خفياً بمراقبة الكبار. كان ينزل المنحدرات سرّاً ويراقب عرباتهم من مخبئه خلف الصخور. في إحدى المرات، شهد طبنجا مرور عربة فخمة تحمل فتاة صغيرة فاتنة ذات شعر أسود براق وعينين خضراوين، ووقع في حبها من النظرة الأولى.
مع مرور الأيام، لاحظ أقران طبنجا تكرار غيابه، فقرروا تتبعه. في إحدى المرات، اكتشفوا رجالاً كباراً يضعون متفجرات لنسف الصخور، ما زاد خوف الأقرام من الكبار. اجتمع شيخ الأقرام مع جماعته وقرروا مغادرة الجبل بحثاً عن مكان جديد بعيد عن تهديد الكبار.
هاجر الأقرام إلى الطرف الآخر من الجبل، لكن شيخ الأقرام فضل البقاء في الجبل القديم. في المساء، قررت زوجة الشيخ العودة للبحث عنه، ورافقها طبنجا. عند وصولهم، وجدوا رجالاً كباراً يضعون متفجرات حول منزل الشيخ. انفجر المنزل لكنهم اكتشفوا أن الشيخ قد توفي قبل أيام ودفن في الجبل.
استقبل الكبار زوجة الشيخ وابنها في بلدتهم وقدموا لهم منزلاً. عملت زوجة الشيخ في قصر الأمير، حيث تقابل طبنجا مجدداً الفتاة التي رأى نفسها يوماً، الأميرة جمانة. توطدت علاقتهما وأصبح يزورها بانتظام.
لكن الأمور تعقدت عندما سرق طبنجا شال الأميرة لأنه أراد الاحتفاظ بذكرى منها. اكتشف الحطاب مخبأ الشال وأبلَغَ الأمير، الذي نصب فخاً للقبض على السارق. علم طبنجا بذلك وهرب مع أمه عائداً إلى موطنهم الأصلي.
في الطريق، كان طبنجا حزيناً لأنه يترك جمانة دون وداع. اكتشفت جمانة الحقيقة ووضعت الشال على حافة شباكها ليأخذه طبنجا. ابتسمت جمانة وهي تتطلع إلى الجبال العالية، مدركةً أن طبنجا آمن مع الشال، وتمنت له حياة سعيدة.
كانت هذه القصة عن شجاعة الأقزام، ومحبتهم، والمغامرات التي خاضوها في عالم تحكمه تهديدات الكبار، واحتفظوا بأملهم وصبرهم في مواجهة الصعاب.
قصة جبل الأقزام مكتوبة
يحكى أن أقراما كانوا يعيشون في جبل وعر عال عيشة عزلة، ويحرصون على أن يظلوا بعيدين عن الكبار الذين يسكنون المناطق المنخفضة. لكن طبنجا، ابن شيخ الأقرام، وكان فتى فطنا وديعا، لم يكن يخاف الناس الكبار. وكان عنده سر لا يكشفه لأحد: فقد كان بين وقت وآخر ينزل المنحدرات ويقضي ساعات يغفر بين الصخور إلى أن يصل إلى طريق للكبار تمر فيها العربات. وكان يختبئ وراء بعض الصخور ليراقب أولئك الناس. ذات يوم حدث شيء شغل تفكيره. فقد مرت في تلك الطريق عربة فخمة تجرها أربعة خيول. عندما وصلت العربة إلى مكان قريب من مخبئه أطلت من شباكها فتاة صغيرة فاتنة، ذات شعر أسود طويل براق وعينين خضراوين باسمين. أحس طبنجا بقلبه يكاد يقفز من صدره. وعندما عاد إلى منزله ذلك اليوم لم يكن يفكر إلا في تلك الفتاة.
عربة الفتاة الغريبة
لاحظ بعض فتيان الأقرام أن طبنجا يكثر من ترك المنطقة العالية. فلحق به مرة ثلاثة منهم، ورأوه ينزل المنحدرات قفزا فتبعوه. لكن طبنجا أحس بهم يتبعونه، فقادهم إلى موقع بعيد عن طريق العربات. تعب رفاقه أخيرا من ملاحقته، فراحوا ينادونه، وصاح واحد منهم قائلا: إلى أين أنت ذاهب، يا طبنجا؟ قال طبنجا: أبحث عن فراشات ملونة نادرة. جلس طبنجا وفتيان الأقرام يستريحون. بعد قليل رأوا ثلاثة رجال كبار يقتربون، فاختبأوا وراء بعض الصخور وراحوا يراقبون. وسرعان ما رأوا الكبار يدسون في حفر ينقبونها في الصخر رزما من قضبان موصولة بفتيل طويل. ورأوا الرجال بعد ذلك يشعلون الفتيل ويجرون للاختباء بعيدا وراء جدار صخري. وما هي إلا لحظات حتى كان قد وقع انفجار عظيم وتطايرت الصخور ووقعت شظاياها حول رؤوس فتيان الأقرام.
عاد الفتيان إلى ديارهم العالية مذعورين راحوا يدورون في الطرق صائحين: عند الناس الكبار أصابع سحرية تنسف الجبال! عظم خوف الأقرام من الناس الكبار، ولم يعد أحد منهم يجرؤ، ولا حتى طبنجا، على ترك جانبه من الجبل.
خطة شيخ الأقرام
بعد ذلك بوقت غير بعيد، جمع شيخ الأقرام، وكان ذا لحية زرقاء طويلة تميزه، أفراد جماعته، وقال لهم: الناس الكبار يزحفون علينا ويقتربون منا. إنهم يبنون البيوت ويشقون الطرق وينسفون ما يقف في طريقهم. فماذا ترون أن نفعل؟ قال واحد منهم: نذهب إليهم ونسألهم أن يتركونا نعيش إلى جوارهم في سلام. لعلهم إذا رأونا أحبونا! قال آخر: الكبار سيسخرون منا ويذلوننا. هب رجل صغير منهم وصاح: أنا إذا سخر مني واحد منهم ضربته! ظل الأقرام أياما يتشاورون ويصيحون ويتصايحون، إلى أن اتفقوا أخيرا على أن يتركوا الجبل للناس الكبار، ويبحثوا عن أرض جديدة بعيدة لا يكون فيها ناس كبار.
جاء يوم الرحيل. استيقظ الأقرام فجرا وحملوا حاجاتهم، ومشوا في ممرات الجبل الضيقة. كان شيخهم حزينا جدا. نزلت دموعه على لحيته الزرقاء المصبوغة فتغير لونها. وصل الأقرام بعد حين إلى ممر ضيق طويل، فتوقف الشيخ هناك وقال لهم: تابعوا السير في هذا الممر حتى تصلوا إلى الطرف الآخر من الجبل. ثم ودع زوجته الصغيرة الجميلة وابنه طبنجا ذا العينين السوداوين الواسعتين، ومشى عائدا إلى سفح الجبل الذي هجره.
مغامرة العودة
تابع الأقرام سيرهم، كما أوصاهم شيخهم وسأل طبنجا أمه قائلا: ماذا في الطرف الآخر من الجبل يا أمي؟ قالت الأم: إن فيه أبناء عم لنا من الأقرام سنعيش معهم في ديارهم. بدا طبنجا حزينا، لكنه لم يقل شيئا. مشى الأقرام أياما، وقطعوا وهادا وآكاما. أخيرا وصلوا إلى الطرف الآخر من الجبل. فنزلوا هناك كما أوصاهم شيخهم. انتظرت زوجة الشيخ أن يعود زوجها يوما إليها. لكنها بعد انتظار طويل قالت لابنها: أبوك رجع إلى منزلنا القديم، يا بني، ولا أظن أنه سيتركه. أنا ذاهبة إليه لعله يعود معي! أنت انتظرني هنا! أسرع طبنجا يقول: بل أنا ذاهب معك، يا أمي!
مشى طبنجا وأمه عائدين إلى ديارهما القديمة. عندما وصلا إلى مشارف تلك الديار رأياها قد تغيرت كثيرا. فقد تهدمت بيوتها المبنية من حجر وأغصان شجر. ولم يبق قائما إلا منزل شيخ الأقرام الواقع في أعلى ناحية منها. رأى طبنجا وأمه رجالا كبارا يقتربون من منزل الشيخ، ورأياهم يدسون شيئا تحت بعض جوانبه. صاح طبنجا مذعورا: الأصابع السحرية، يا أمي! جرت زوجة الشيخ الصغيرة، وجرى ابنها القزم طبنجا يصرخان. لكنهما كانا بعيدين، فلم يسمع صراخهما أحد، وما هي إلا لحظات حتى وقع انفجار، ورأيا منزلهما القديم يطير في الهواء.
وصلت زوجة الشيخ الصغيرة وابنها القزم طبنجا إلى المنزل المهدم، وأخذا يدفعان الحجارة. أسرع إليهما رجل من الكبار، وقال: لا تخافا! المنزل كان خاليا! المنزل كان خاليا! قال طبنجا: لكن، أبي.. أين هو أبي؟ سكت الرجل لحظة، ثم قال: أبوك مات، يا طبنجا، منذ ثلاثة أيام، ودفناه في هذا الجبل العالي! أخذ الرجال الكبار زوجة الشيخ وابنه إلى بلدتهم، وقدموا لهما منزلا من منازلهم. وتوافد الناس من أهل البلدة يزورونهما ويقدمون لهما الهدايا.
الأمير يزور طبنجا
في صباح أحد الأيام كان طبنجا يراقب الطريق من وراء شباك. فجأة أحس بقلبه يخفق، فقد رأى عربة فخمة ذات جياد أربعة، كتلك التي رآها في طريق العربات، تقبل نحو المنزل. توقفت العربة أمام المنزل، ونزل منها رجل طويل مهيب، يتقلد سيفا منقوشا بالجواهر. كان ذلك أمير الناس الكبار، وقد جاء هو أيضا يزور زوجة شيخ الأقرام الصغيرة وابنها طبنجا. في ذلك المساء قال طبنجا: “ما نفعل، يا أمي؟” قالت أمه: “شاء أبوك الشيخ أن يبقى في هذا الجبل. نحن سنبقى فيه أيضا، يا بني!” وأحس طبنجا بسعادة كبيرة.
العمل في قصر الأمير
عملت زوجة شيخ الأقرام في قصر الأمير. كانت تعتني بساعات الحائط الفاخرة، والآنية الذهبية والفضية، والتحف الثمينة المنتشرة في جوانب القصر. ذات يوم قالت الأم: “يا طبنجا، عندي اليوم عمل كثير. تعال معي ساعدني!” ذهب طبنجا مع أمه إلى قصر الأمير. وأخذ يعمل بنشاط. وفيما هو يلمع صينية فضية، سمع صوتا رقيقا ساحرا يقول: “مرحبا!” التفت فإذا أمامه الفتاة الصغيرة ذات الشعر الأسود والعينين الخضراوين. قالت الفتاة: “أنا جمانة!” احمر وجه طبنجا وخفق قلبه خفقانا شديدا. فتح فمه، وتلعثم، وقال: “أنا.. أنا..” قالت جمانة: “أنت طبنجا! أنا أعرفك. أنت هنا ولد مشهور!”
اللقاء مع جمانة
لم يعد يسعد طبنجا كثيرا أن يلعب مع رفاقه. فقد أخذ يتردد على قصر الأمير، وكانت الأميرة الصغيرة جمانة تستقبله دائما وتقدم له طعاما وشرابا وتروي له أخبارا وحكايات. ترك طبنجا يوما رفاقه يلعبون وراح يتجول في أطراف الغابة. تنبه رفاقه بعد حين إلى غيابه. بحثوا عنه في الأماكن المحيطة بهم وفي أطراف الغابة فلم يجدوه. ودب الخوف في قلوبهم. قال واحد منهم: “لعله عاد إلى منزله!” وقال آخر: “بل أخشى أن يكون قد ضاع في الغابة، فهو غريب هنا!” وقال آخر: “أنا أخشى أن يكون قد غرق في النهر!” جرى الأولاد إلى البلدة، وراحوا يصيحون: “ضاع طبنجا في الغابة! ضاع طبنجا أو غرق!” أما طبنجا فلم يكن في الواقع ضائعا أو غارقا. بل إنه كان قد وجد قرب النهر شجرة مجوفة فدخلها يستريح. وأخذ، كعادته عندما يكون وحده، يحلم بالأميرة جمانة. وسرعان ما غلبه النعاس فنام.
البحث عن طبنجا
استيقظ طبنجا من غفوته، فوجد رفاقه قد تركوا المكان، فأسرع إلى البلدة. وهناك وجد الناس يستعدون للتوجه إلى الغابة والبحث عنه. جرى إلى قصر الأمير ليطمئن أمه، وجد أمه واقفة عند باب القصر، وقد بدا عليها القلق الشديد. كانت الأميرة الصغيرة جمانة تقف إلى جانبها، وقد بدا عليها هي أيضا القلق. أمسكت جمانة، وقد زال خوفها، بيد طبنجا وأدخلته القصر، وقالت له: “أريد أن أريك شيئا لم يره أحد بعد!” أسرعت الأميرة الصغيرة إلى غرفتها، وعادت تلف رأسها بشال حريري أزرق مطرز بنجوم من خيوط الذهب. وقف طبنجا ينظر إلى الأميرة الصغيرة، ثم قال متلعثما: “إنه.. إنه.. أجمل شيء شاهدته في حياتي!”
الشال المسروق
كان طبنجا سعيدا. لكنه كان يردد في نفسه: “جمانة من الناس الكبار! وهي ابنة أمير! وستتزوج يوما أميرا من الناس الكبار. ولن أراها بعد ذلك أبدا، ولن أرى ولا حتى شالها!” في أحد الأيام كان طبنجا في القصر يساعد أمه. فتح خزانة فرأى أمامه الشال الحريري المطرز بخيوط الذهب. وقف أمام الشال جامدا. ووجد نفسه فجأة يحمل الشال ويدسه في صرة أمه. حمل طبنجا الصرة التي فيها شال الأميرة، وجرى إلى طرف الغابة، وخبأها في الشجرة التي كان قد غفا مرة في جوفها. ثم غطى فتحة الشجرة بأغصان صنوبر، ومشى إلى منزله. استيقظ طبنجا في صباح اليوم التالي مبكرا. أسرع إلى شجرته المجوفة، فأزاح أغصان الصنوبر، وأخرج الشال، وتلمسه بيديه بحنان، ثم أعاده إلى صرته، وأعاد الأغصان إلى موضعها، ومضى. وصار يفعل ذلك كل يوم.
الكشف عن السارق
تنبهت الأميرة الصغيرة بعد أيام أن شالها ليس في موضعه من الخزانة. بحثت عنه في كل مكان فلم تجده. أخيرا أدركت أن يدا قد امتدت إليه. قال لها أبوها: “لا تحزني يا ابنتي! سنجد الشال وننزل بالسارق عقابا شديدا!” أمر الأمير، فجال المنادي في أسواق البلدة يصيح: “سرق لص شال الأميرة! لمن يرشد إلى ذلك اللص منة دينار ذهبي!” أما طبنجا فلم يعد يذهب إلى قصر الأمير. كان يقول: “إذا نظرت جمانة في عيني ستعرف أني أنا السارق!” وفي أحد الأيام قالت له أمه: “الأميرة جمانة تسأل عنك!” قفز قلب طبنجا خوفا. فقد بدا له أن جمانة عرفت سره. فتمتم: “تسأل عني أنا؟” لكن عندما رأى أمه تبتسم اطمأن قلبه.
الحطاب يكتشف السر
جاء حطاب يوما إلى طرف الغابة يقتطع حطبا. وبينما هو يتنقل بين الأشجار اكتشف مخبأ طبنجا السري ووجد صرته. فتح الصرة فإذا فيها شال الأميرة الصغيرة جمانة. جرى الحطاب إلى البلدة وراح يجري في طرقها حاملا الصرة بين يديه. كان الناس ينظرون إليه مندهشين وسرعان ما تجمعوا حوله وجروا وراءه يصيحون: “ما بك أيها الحطاب؟ ما لك تجري وكأن وراءك عفريتا؟ ما الذي تخفيه في هذه الصرة؟” تابع الحطاب جريه دون أن يفتح فمه، إلى أن وصل إلى القصر. وهناك قدم الصرة إلى الأمير، وهو يقول لاهثا: “وجدته، يا سيدي، وجدته!”
تخطيط الأمير للإيقاع باللص
فتح الأمير الصرة فوجد فيها شال الأميرة الصغيرة جمانة. بدا عليه الارتياح الشديد، وقال: “استرجعنا الشال، فلم يبق إلا أن نمسك بالسارق.” ثم استدعى رجاله وقال لهم: “أعيدوا الصرة إلى مكانها في الشجرة، وراقبوا المكان، فلا بد أن يعود اللص إلى الموضع الذي خبأ فيه ما سرق!”
عادت زوجة شيخ الأقرام إلى منزلها مساء، وقالت لابنها فرحة: “يا طبنجا، استعادت الأميرة شالها. وهي تريد أن تريك إياه!” لم يصدق طبنجا أذنيه. ترك أمه وجرى إلى الغابة. كان الظلام يوشك أن يحل. ظل يجري طوال الطريق، وقد امتلأت عيناه بالدموع. أحس بالريح تعصف في وجهه، وكأنها تصفعه وتوبخه، فأغمض عينيه نصف إغماضة. وقبل أن يصل إلى الشجرة بأمتار تعثر بحجر ووقع أرضا. أحس بالدم يسيل من جبينه، فمد يده يمسحه. لاحظ، عندئذ، أن أغصان الصنوبر التي كانت تغطي فتحة الشجرة أكبر بكثير من تلك التي كان هو قد وضعها. لمع في رأسه خاطر. فقد أدرك أن ما سمعته أمه صحيح. وقدر أن رجال الأمير ينصبون للص فخا. فقام من وقعته، ونفض ثيابه، وتابع جريه دون أن يتوقف عند الشجرة، وحتى دون أن يلتفت إليها.
اعتراف طبنجا
جرى طبنجا إلى منزله، وحبس نفسه في غرفته يبكي. أسرعت أمه إليه، وقالت له: “ما بك، يا بني؟” قال لها طبنجا: “أنا سرقت الشال يا أمي! سرقته لأني أحب الأميرة الصغيرة!” خافت زوجة شيخ الأقرام خوفا شديدا، وأدركت أن الأمير سيعرف قريبا السارق فالصرة التي كان يخبئ فيها الشال صرتها. وكثيرا ما كان ابنها طبنجا يحملها معه إلى قصر الأمير. قالت الأم لابنها: “اسمع، يا بني، أنت الآن في خطر عظيم! علينا أن نفر الليلة من هذه البلاد. سنلحق بقومنا في الطرف الآخر من الجبل!”
حمل طبنجا وأمه بعض الحاجات الضرورية، وشرعا في سلوك طرق الجبل الوعرة التي يعرفانها معرفة وثيقة. كان طبنجا حزينا جدا، يلتفت بين حين وحين إلى الوراء، وينظر ناحية منزل الأميرة بعينين دامعتين. كان يترك الأميرة الصغيرة جمانة إلى الأبد، دون أن يودعها أو أن يعتذر لها. وكان يقول في نفسه: “ليتني أراها مرة أخرى.. مرة أخيرة!” كانت تلك ليلة حالكة السواد. وكانت الأميرة الصغيرة جمانة حزينة. فقد أخبرها أبوها أن طبنجا هو السارق، وأنه هرب خوفا من القصاص. بكت الأميرة الصغيرة. لم تصدق أن طبنجا يسرق. ثم ذهبت إلى سريرها، فلم تعرف عيناها النوم.
لقاء مؤثر
بعد انتصاف الليل لمحت الأميرة الصغيرة عينين سوداوين واسعتين تدوران في الظلام، خارج شباكها الزجاجي المقفل. خافت كثيرا. ثم بدا عليها الاطمئنان. فقد عرفت صاحب هاتين العينين. مشت إلى خزانتها وأخرجت الشال الحريري المطرز، وفتحت الشباك، ووضعت الشال على حافته الخارجية، ثم عادت إلى سريرها، ونامت مطمئنة. في صباح اليوم التالي كان الشال قد اختفى عن حافة الشباك. تطلعت الأميرة الصغيرة جمانة إلى الجبال العالية وابتسمت. فهي تعرف الآن أن طبنجا في أمان، وتعرف أن معه الشال الذي أراد أن يحتفظ به لأنه يحبها. وكانت دائما تقول لنفسها: “لعله قد أحب فتاة من بنات قومه وتزوجها، ولعله رزق ابنة وأسماها جمانة!”
مناقشة القصة
- كيف تصور شخصية طبنجا من خلال نزوله المنحدرات ورغبته في مراقبة طريق العربات؟
- ما الذي كان يدفع فتيان الأقزام إلى مراقبة طبنجا وملاحقته؟
- ما الرأي الذي تراه مناسبا أكثر من غيره بين الآراء التي أبداها الأقزام؟
- ما الذي يدعو شيخ الأقزام إلى العودة إلى موطنه؟
- ماذا تعني عبارة “الأصابع السحرية” هنا؟
- لماذا قررت زوجة شيخ الأقزام البقاء في ديار الناس الكبار، ولماذا فرح طبنجا بذلك القرار؟
- ما معنى أن تعمل زوجة شيخ الأقزام خادمة في قصر الأمير؟
- لماذا تظن أن طبنجا لم يعد يرغب في اللعب مع الأولاد الكبار؟
- كيف تفسر أن الأميرة الصغيرة جمانة أمسكت يد طبنجا وأرته الشال الذي لم تره لأحد غيره؟
- ما الذي حمل طبنجا على سرقة الشال؟
- لماذا لم يعد طبنجا يذهب إلى قصر الأمير؟
- كيف تعرف أن الحطاب أدرك أنه وجد شيئا ذا أهمية كبيرة؟
- ما الذي دعا طبنجا إلى الشك في أن رجال الأمير ينصبون له فخا؟
- لماذا كان طبنجا شديد الرغبة في أن يرى الأميرة الصغيرة جمانة مرة أخرى؟
- لماذا وضعت جمانة الشال على حافة الشباك، وكيف تفسر عملها؟
- لماذا كانت جمانة تشعر بالاطمئنان؟
- هل ترى أن لكل من الأقزام والناس الكبار في هذه القصة رمزا؟
معرض الصور (قصة جبل الأقزام)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث