قصة بينوكيو

استمتع بمغامرات بينوكيو، الصبي الخشبي الذي يسعى لأن يصبح إنسانًا حقيقيًا، واكتشف كيف يتعلم دروسًا قيمة في الأمانة والشجاعة خلال رحلته.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

تدور أحداث قصة بينوكيو حول دمية خشبية تُدعى بينوكيو، صنعها النجار جيبتو، والذي تمنى أن تتحول إلى صبي حقيقي. في يوم من الأيام، أعطى له “آكل النار” خمس ليرات ذهبية، ووعده بأن يكون ولدًا شجاعًا، فتعهد بينوكيو بأن يكون عاقلًا ومطيعًا. لكن سرعان ما وقع في المتاعب بعد أن التقى بثعلب شرير وقطة ماكرة، حاولا سرقة أمواله. ورغم هروبه منهما، إلا أن الثعلب والقطة غضبا وحاولا إيذاءه.

في لحظة حاسمة، أنقذته جنية طيبة القلب، التي سقت بينوكيو دواء أعاد له عافيته. لكنه كذب بشأن الليرات الذهبية، مما جعل أنفه يطول. ومع كثرة أكاذيبه، أصبح غير قادر على الخروج من الباب. ولكن، بمساعدة طيور نقار الخشب، تمكنت الجنية من مساعدته وأعادت أنفه إلى طبيعته. في تلك الأثناء، أرادت الجنية أن يعيش بينوكيو معها، لكنه كان مشغولًا بالعودة إلى أبيه جيبتو.

للأسف، واجه بينوكيو مرة أخرى الثعلب والقطة، وسرقا منه أمواله. عندما ذهب للشكوى للشرطة، لم يُصدقه أحد وسُجن لأربعة أشهر. بعد خروجه، علم أن أبيه قد غادر للبحث عنه، مما زاد من حزنه. وفي البحر، التقى بدلفين أخبره أن كلب البحر الضخم ابتلع أبيه.

أخيرًا، وصل بينوكيو إلى “جزيرة النحل”، حيث كان يعمل بجد ليكسب قوته. لكن سرعان ما انضم إلى رفاقه الأشقياء في السيرك، وتعرض للأذى. بعد عدة مغامرات، ابتلعه كلب البحر الذي ابتلع أباه أيضًا. ومع وجوده في بطن الكلب، اجتمع بينوكيو مع جيبتو ووضع خطة للهروب.

بفضل شجاعته واهتمامه بأبيه، استطاع بينوكيو الخروج مع جيبتو، وبدأت رحلته نحو التحول إلى صبي حقيقي. وبفضل الجنية الطيبة، تحقق حلمه في أن يصبح صبيًا حقيقيًا، بعدما أثبت أنه يستحق ذلك من خلال أفعاله وتصرفاته. تتوج القصة برسالة عن أهمية الصدق والشجاعة وحب الأسرة، مما يجعل بينوكيو مثالًا يحتذى به للأطفال في كل مكان.

قصة بينوكيو مكتوبة

حكاية هذا الكتاب غريبة، تحدثنا عن حطبة تحولت إلى دمية، ومن دمية تحولت إلى صبي. بدأت الحكاية حين تناول أنطونيو النجار حطبة من زاوية منجرته. لم تكن تلك الحطبة تختلف عن سواها من الحطبات، ولكن لم يكد أنطونيو يرفع فأسه القاطعة ليضربها حتى سمع صوتًا ضعيفًا غريبًا يقول: “أرجوك لا تضرني ضربًا موجعًا”.

خاف أنطونيو، وتلفت حوله، ثم نظر إلى الحطبة، وقال في نفسه: “لا، لا، أنا أحلم”. ثم رفع فأسه ثانية وضرب الحطبة بكل قوته. فصرخ الصوت الغريب: “آه، لقد أوجعتني!”

عندئذ ارتجف أنطونيو خوفًا. وفي تلك اللحظة، دخل صديقه حيتو المنجرة. لم يكن عند جيبتو أولاد، فجاء يطلب من صديقه أنطونيو حطبة يصنع منها دمية ترقص وتقفر وتمشي، كما يرقص الولد الحقيقي ويقفر ويمشي.

أعطى أنطونيو صديقه جيتو الحطبة التي أفزعته، وقد سره التخلص منها. فأخذها جيبتو فرحًا وبدأ يصنع منها دمية، وقال في نفسه: “سأسمي الدمية بينوكيو. إنه اسم جميل”.

وحالما أنهى جيتو صنع وجه الدمية، تحركت عيناها وضحك فمها. وعندما أنهى صنع القدمين، رفسه بينوكيو فأصاب أنفه.

مغامرات جديدة

لكن برغم حبت بينوكيو وجيله، كان جيتو سعيدًا به. علمه كيف يمشي فتعلم، وخرج في الحال إلى الطريق يركض. ركض جيبتو وراءه ولكنه لم يستطع اللحاق به.

ركض بينوكيو في الطريق وفجأة، وجد نفسه بين يدي شرطي. والشرطي سلمه إلى جيبتو. أشفق الناس في الطريق على بينوكيو، وادعوا أن جيتو يعامل الصبي بقسوة ويضربه، فصدقهم الشرطي وساق جيتو إلى السجن.

وبينما كان جيتو المسكين يساق إلى السجن، انطلق بينوكيو إلى البيت، واستلقى على فراشه سعيدًا راضيًا.

سمع صوتًا قريبًا منه، فخاف. والتفت فرأى جدجدًا (صرار الليل كبيرًا يتسلق جدار الغرفة على مهل، ويقول: “أنا الجدجد المتكلم، وأحب أن أقول لك إن الأولاد الذين يسيئون إلى والديهم يلقون جزاءهم العادل…”.

قال بينوكيو: “ابتعد عني أيها الجدجد. لا يهمني ما تقول، فأنا راحل غدًا عن هذا البيت. إذا لم أرحل فسوف يخبرونني على دخول المدرسة، كسائر الأولاد. وأنا لا أحب أن أتعلم شيئًا. كما إني لا أريد أن أشتغل. لا أريد إلا أن أنهي وألعب”.

تنهد الجدجد، وقال: “أنا أشفق عليك يا بينوكيو، فلا شك أن مصيرك السجن”. أغضب هذا الكلام بينوكيو غضبًا شديدًا، فرمى الجدجد بمطرقة. وهرب الجدجد.

شعر بينوكيو بالجوع، لأنه لم يكن قد تناول طعامًا طوال ذلك اليوم. بحث في البيت عن طعام فلم يجد غير بيضة واحدة، وحين أراد أن يأكلها انفلقت وخرج منها صوص. وأسرع الصوص هاربًا. خرج بينوكيو في تلك الليلة الممطرة العاصفة يبحث عن طعام. لم يعطه الناس شيئًا وطردوه. فعاد إلى البيت وقد بلله المطر وأحس بالبرد، ووضع قدميه أمام النار ليستدفئ. وغفا.

بينوكيو في المدرسة

كانت قدما بينوكيو الخشبيتان قريبتين من النار فأخذتا تحترقان شيئًا فشيئًا. سمع، فجأة، قرعًا على الباب. وكان القادم جيبتو. حاول بينوكيو أن يركض ليفتح الباب، ولكنه وقع، فصرخ: “لا أقدر أن أفتح الباب. قدماي تحترقان”. تسلق جيبتو النافذة بغضب شديد، فقد كان يظن أن تلك حيلة من حيل بينوكيو. ولكنه لما رأى قدميه تحترقان فعلًا، أشفق عليه وحزن.

كان بينوكيو يشعر بجوع شديد، فقدم له جيبتو إفطاره الذي اشتراه لنفسه، والمؤلف من ثلاث ثمرات من الإجاص (الكمثرى). وحالما انتهى بينوكيو من تناولها، راح يطالب بقدمين جديدتين. تركه جيبتو يبكي طويلًا ويطالب، لأنه أراد أن يؤدبه ويلقنه درسًا. أخيرًا وعد بينوكيو أن يكون ولدًا مطيعًا، وأن يذهب إلى المدرسة. فصنع له جيبتو قدمين جديدتين جميلتين، وصنع له كذلك ثيابًا للمدرسة.

أراد جيبتو أن يشتري لبينوكيو كتاب قراءة، ولكنه كان فقيرًا، لا مال عنده. حزن كثيرًا، ثم خطرت له فكرة، لبس معطفه، وركض في الطريق تحت الثلج المتساقط. سرعان ما عاد، وفي يده الكتاب المطلوب لكنه كان بغير معطف. فقد باع معطفه ليشتري لبينوكيو كتاب قراءة!

قرار بينوكيو

حالما توقف سقوط الثلج، ذهب بينوكيو إلى المدرسة. وكان في الطريق يحدث نفسه قائلًا: إنه سيكسب في المستقبل مالًا كثيرًا، وسيشتري لجيبتو معطفًا جميلًا يعوضه من معطفه القديم. سمع من بعيد، فجأة، صوت موسيقى. وقف ساكنًا يستمع، متسائلًا: “ما هذا الصوت؟” وسرعان ما قرر الذهاب إلى مصدر الصوت، وقال: “أذهب إلى المدرسة غدًا. فالمدرسة لن تهرب”.

كان صوت الموسيقى صادرًا عن مسرح الدمى المتحركة. أراد بينوكيو أن يدخل المسرح، ولكن لم يكن معه مال. فكر قليلاً، ثم باع كتاب القراءة بقرشين. مسكين جيبتو! فإنه كان يرتجف بردًا بعد أن باع معطفه.

كان بينوكيو، على كل حال، قد نسي جيبتو تمامًا. فقد شعر أن المسرح هو بيته الحقيقي. رحبت به الدمى المتحركة، كما يرحب بأخ كان ضائعًا فوجد، وأوقفت اللعب والرقص لتقول له: “مرحبًا”.

كان اسم مالك المسرح “آكل النار”. وكان رجلًا شرسًا جدًا، ذا لحية سوداء طويلة. ولما رأى آكل النار، أن الدمى أوقفت لعبها ورقصها غضب غضبًا شديدًا. أراد، أول الأمر، أن يرمي بينوكيو في النار. ثم قرر أن يعفو عنه، وأن يرمي الدمية هارلكان في النار. صرخ بينوكيو الشجاع قائلًا: “اقتلي أنا، فأنا السبب فيما حدث”. عندئذ قرر آكل النار أن يعفو عن الاثنين. فرحت الدمى المتحركة فرحًا عظيمًا، وصفقت كثيرًا، وراحت طوال الليل ترقص وترقص.

مغامرات بينوكيو

في اليوم التالي أعطى “آكل النار” بينوكيو خمس ليرات ذهبية، وقال له باعترار: “أنت ولد شجاع، أعط هذه الليرات إلى أبيك”. أقسم بينوكيو على أن يكون ولدًا عاقلًا مطيعًا، ولكنه سرعان ما وقع في المتاعب. فقد التقى ثعلبًا شريرًا يتظاهر بأنه أعرج، وقطة شريرة تتظاهر بأنها عمياء. حاول الثعلب والقطة أن يسرقا ماله، ولكنه هرب منهما.

ركض اللصان، الثعلب والقطة، وراء بينوكيو وحاولا قتله طعنًا. ولكنه، لحسن الحظ، كان مصنوعًا من خشب صلب جدًا، فانكسر السكينان. غضب اللصان غضبًا شديدًا، فأمسكا به وعلقاه على شجرة. رأته فتاة ذات شعر أزرق يتأرجح، فأرسلت له من يخلصه، وكانت تلك الفتاة في الحقيقة جنية طيبة القلب متنكرة.

سقت الجنية بينوكيو دواء ينعشه، وسألته عن قصته. فراح يحكي لها القصة، كما وقعت له. ولكنه حين وصل إلى الليرات الذهبية التي أعطاه إياها “آكل النار” كذب، وقال إنه ضيعها، مع أنها كانت في جيبه. وما إن انتهى من رواية كذبته الأولى حتى طال أنفه خمسة ستمترات! وصار أنفه يزداد طولًا كلما كذب كذبة.

كذبات بينوكيو

كثرت أكاذيب بينوكيو، وأزداد أنفه طولًا حتى لم يعد قادرًا على أن يخرج من الباب. راحت الجنية تضحك من منظره، أما هو فراح يبكي. بكى كثيرًا، فأشفقت عليه الجنية أخيرًا وسامحته على كذبه، ونادت بعض طيور نقار الخشب لتساعده. أخذت طيور نقار الخشب تنقر أنفه حتى أعادته إلى حجمه الطبيعي. وفرح بينوكيو كثيرًا.

كانت الجنية الطيبة القلب تحب بينوكيو، رغم أنه كان ولدًا مشاغبًا جدًا. أرادت أن يعيش معها، أما هو فكان يريد أن يعود إلى أبيه جيبتو. ولما عرف منها أن جيبتو قادم هو أيضًا ليعيش معهما، فرح فرحًا شديدًا. ركض بينوكيو إلى الطريق ليقابل أباه. ركض كثيرًا دون أن يجده.

كان بينوكيو مشتاقًا إلى لقاء أبيه، ولكن لم يكن مقدرًا له أن يلقاه. فقد قابله القط والثعلب الشريران ثانية، وسرقا ليراته الذهبية. ركض إلى شرطي وأخبره الحكاية، فلم يصدق الشرطي حكايته، وظن أنه سرق الليرات، وحبسه أربعة أشهر، ولم يفهم بينوكيو لمَ حبسه الشرطي. عندما خرج من السجن، ذهب يبحث عن الجنية، فلم يجدها، كما لم يجد بينوكيو الذي اختفى من مكانه.

بحث بينوكيو عن أبيه

وبينما كان بينوكيو يبكي على رحيل الجنية، حطت أمامه حمامة. قالت له الحمامة: “إن أباه حزين جدًا لغيابه، وإنه ركب سفينة وأبحر بها ليفتش عنه”. أحزن ذلك بينوكيو كثيرًا وزاد في بكائه. فإنه أشتاق إلى أبيه جيبتو. أشفقت عليه الحمامة، فحملته فوق ظهرها وطارت به فوق البحر ليفتش عن أبيه. وفي البحر أخبره دلفين أن كلب بحر ضخمًا قد ابتلع أباه. لكنه قرر أن يستمر في التفتيش عنه.

ذات يوم، وصل بينوكيو إلى “جزيرة النحل”، التي عرفت بهذا الاسم لأن سكانها كلهم كانوا يستغلون بجد ونشاط. كان بينوكيو جائعًا، ولكنه لم يرد أن يعمل ليكسب طعامه. وسرعان ما ازداد جوعه فلم يجد بدًا من العمل. ساعد امرأة على حمل دلاء ماء كانت تنقلها. وحين أعطته أجرته، عرف أنها صديقته الجنية الطيبة القلب. وكان أسعده بلقائها!

تحول بينوكيو

قال بينوكيو لصديقته الجنية إنه لم يعد يطيق أن يكون صبيًا من خشب، وإنه يتمنى أن يتحول إلى صبي حقيقي. قالت له الجنية إنه لن يتحول إلى صبي حقيقي إلا إذا ذهب إلى المدرسة، وكان ولدًا عاقلًا، مطيعًا، لا يكذب. فذهب إلى المدرسة، وأخذ يدرس بجد ونشاط حتى كان الأول في صفه. فسرت الجنية منه ووعدته بأن تحوله قريبًا إلى ولد حقيقي.

لكن بعض الأولاد الأشقياء في صفه أغروه بترك المدرسة، فنسي وعده للجنية، وهرب. هرب هذه المرة إلى سيرك، هو وعدد من أولاد صفه الأشقياء. وهناك راحوا يكثرون من مضايقة الناس، فتحولوا جميعهم إلى حمير، وظهرت لهم آذان الحمير وأذنابها وكل صفاتها. ذات يوم، بينما كان بينوكيو يقفر في السيرك، وقع وكسر ساقه، فصار أعرجًا واشتراه رجل ليجعل من جلده طبلًا.

مواجهة كلب البحر

فرمى بينوكيو نفسه في البحر ليهرب من سيده، وما أسعده حين اكتشف أنه عاد في الماء وتحول إلى ولد من خشب. في البحر، هاجمه كلب بحر وابتلعه. وصدف أن كلب البحر هذا كان هو نفسه الذي ابتلع أباه جيبتو. وكان جيبتو لا يزال في بطن كلب البحر حيًا. ابتهج بينوكيو بلقاء أبيه، ووضع خطة ليخرج هو وأبوه من بطن كلب البحر حيّين، ونجحت خطته.

منذ ذلك الوقت، أخذ بينوكيو يعمل بكل قوته ليعتني بأبيه. فسرت الجنية الطيبة القلب بذلك ورضيت عنه وسامحته مرة ثالثة، وحققت له الحلم الذي طالما تمناه، وهكذا، تحول أخيرًا إلى صبي حقيقي.

معرض الصور (قصة بينوكيو)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى