قصة بياض الثلج والأقزام السبعة

اقرأ قصة بياض الثلج والأقزام السبعة المثيرة، حيث يواجه الخير الشر في مغامرة ساحرة تعلم الأطفال قيمة الصداقة والطيبة وتبهرهم بعالم الخيال.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في يومٍ بعيد، كانت تعيش أميرةٌ جميلةٌ تُدعى “بياض الثلج”، اشتهرت بجمالها النادر وببشرتها البيضاء كالثلج، وشفتيها الحمراء كالورد، وشعرها الأسود كالليل. لكن جمالها كان يثير غيرة الملكة، زوجة والدها، التي كانت تكره وجود من ينافسها على لقب “أجمل امرأة في البلاد”. وكانت الملكة تمتلك مرآة سحرية تُخبرها دومًا بأنها الأجمل، إلى أن جاء يومٌ كشفت فيه المرآة أن بياض الثلج هي الأجمل، مما أثار غضب الملكة بشدة وجعلها تسعى للتخلص من الفتاة.

لجأت الملكة إلى صياد وأمرته بأخذ بياض الثلج إلى الغابة وقتلها. لكن الصياد رقَّ قلبه وتركها تهرب، محذرًا إياها من العودة إلى القصر. ووجدت بياض الثلج ملجأً في كوخ صغير يملكه سبعة أقزام طيبون، حيث رحبوا بها وعرضوا عليها البقاء معهم بشرط ألا تفتح الباب لأحد.

لم تيأس الملكة؛ فقررت التسلل إلى الكوخ متخفية. تنكرت أولاً في شكل بائعة متجولة، وقدمت لبياض الثلج مشطًا مسمومًا، لكن الأقزام تمكنوا من إنقاذها في الوقت المناسب. وعندما فشلت خطتها، صنعت الملكة تفاحة سحرية، قسمتها إلى جزأين، جزء مسموم والآخر آمن. وبعد تنكرها كثانية، نجحت الملكة في جعل بياض الثلج تتذوق التفاحة، فسقطت الأميرة مغشيًا عليها، هذه المرة بدون أمل في إيقاظها.

حزن الأقزام حزنًا شديدًا على فقدان صديقتهم الحبيبة، ووضعوها في تابوت زجاجي على قمة الجبل كي يبقوا قريبين منها. مرت سنوات حتى صادف أمير التابوت وبياض الثلج فيه. وقع الأمير في حبها من النظرة الأولى، وأقنع الأقزام بإعطائه التابوت ليحملها معه. أثناء الرحلة، تعثر أحد الخدم، مما جعل قطعة التفاحة تخرج من حلق بياض الثلج، فاستيقظت الأميرة وعادت إلى الحياة.

سعدت بياض الثلج بلقاء الأمير، ووافقت على العودة معه إلى قصره لتصبح زوجته. أقام الأمير حفل زفاف ضخم ودعا إليه الجميع، حتى الملكة الشريرة. وعندما علمت الملكة بحياة بياض الثلج وسعادتها، اشتعلت غيظًا وحسدًا إلى أن سقطت مريضة وتوفيت.

هكذا، انتهت القصة بزواج بياض الثلج من الأمير، لتعيش معه بسعادة، محاطة بالأقزام الأوفياء الذين كانوا جزءًا من حكايتها.

قصة بياض الثلج والأقزام السبعة مكتوبة

يُحكى أنَّه كانت في قديم الزمان ملكة، قد جلست قرب نافذتها تخيط. وكان ذلك في أحد أيام الشتاء الباردة، بينما كانت السماء تتساقط منها الثلوج بلطف وسرعة. وعندما نظرت الملكة من النافذة، كان منظر الثلج جميلاً بشكل كبير، حيث يحيط به إطار النافذة الأسود. وبينما كانت الملكة تواصل الخياطة، شكت إصبعها بالإبرة، فسقطت ثلاث نقاط من الدم على الثوب الذي كانت تخيطه. فأعجبها جمال لون الدم الأحمر مع الثلج الأبيض، يحيط بهما إطار النافذة الأسود، فقالت الملكة: “ليتني أرزق مولوداً أبيض كالثلج، وأحمر كالدم، وأسود كالليل”.

وبعد مرور فترة من الزمن، رُزِقت الملكة بطفلة جميلة، كانت بشرتها بيضاء كالثلج، وخدَّاها أحمران كالورد، وشعرها أسود كالليل. فأطلقت الملكة على ابنتها اسم “بياض الثلج”.

وفاة الملكة وزواج الملك مرة أخرى

ولسوء الحظ، توفيت الملكة بعد أن ولدت ابنتها بمدة قصيرة، وتزوج الملك ثانية بعد مرور عام واحد. كانت الملكة الجديدة جميلة جدًا، ولكنها كانت شديدة الإعجاب بجمالها، ولم تقدر على أن تتصور وجود أية سيدة أخرى تفوقها جمالًا. كان لدى الملكة مرآة سحرية معلقة على الجدار. فكانت تقف تجاهها في كثير من الأحيان، وتنظر طويلاً إلى صورتها المنعكسة عليها، وتسألها قائلة: “أيتها المرآة المعلقة على الجدار، من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟” فكانت المرآة تجيبها دائماً: “أيتها الملكة! أنت أجملهن جميعًا.” وكانت الملكة تشعر بالرضى دائمًا عندما تسمع هذا الجواب؛ فقد كانت تعلم أن المرآة السحرية لا يمكن أن تقول غير الحقيقة.

ازدياد جمال بياض الثلج وغيرة الملكة

ومع مرور الوقت، كانت بياض الثلج تكبر سناً وتزداد جمالًا، حتى بلغت السنة السابعة من عمرها. أصبحت بياض الثلج ذات خدود متوردة، وشعر أسود كالليل، وبشرة بيضاء كالثلج، وكانت بجمالها الفائق تتفوق على الملكة نفسها. وفي أحد الأيام، بينما كانت الملكة تتحدث إلى مرآتها كما اعتادت، سألتها قائلة: “أيتها المرآة المعلقة على الجدار، من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟” فأجابتها المرآة بصدق: “بين السيدات اللواتي اكتمل نموهن، أنت أجملهن، أيتها الملكة. لكن علي أن أقول الحقيقة؛ بياض الثلج أكثر فتنة وجمالًا منك.”

عندما سمعت الملكة هذه الكلمات، أصيبت بصدمة وغضب شديدين. أنعمت الملكة النظر في بياض الثلج، ورأت فيها جمالًا متناميًا، وازداد غضبها واشتد حسدها يومًا بعد يوم، وهي تراقب نمو الفتاة.

خطة الملكة للتخلص من بياض الثلج

وفي نهاية المطاف، بلغ حسد الملكة لجمال بياض الثلج حدًا لا يمكنها احتماله، فأصبح الكره يملأ قلبها. وقررت التخلص من الفتاة، فدعت أحد صياديها وأمرته قائلة: “خذ هذه الفتاة إلى مكان بعيد في أعماق الغابة، واقتلها؛ لأنني لم أعد أطيق رؤيتها.”

كان الصياد مضطراً إلى إطاعة أمر الملكة، فأخذ بيد بياض الثلج وذهب بها بعيداً في الغابة. وعندما توقف عن السير، أخرج سكينه ليقتل بها الفتاة المسكينة. بكت بياض الثلج وتوسلت إليه أن يبقي على حياتها، قائلة: “أرجوك أن لا تقتلني، وأعدك – إذا تركتني حية – بأن أدخل إلى أعماق الغابة، وألا أعود إلى القصر ثانية.”

تأثر الصياد برؤية الدموع تنهمر على وجه الفتاة البريء الجميل، فأشفق عليها وقال لها وهو يغمد سكينه: “اهربي إذًا يا فتاتي المسكينة.” وخطر بباله أن الوحوش لا بد أن تلتهم الفتاة المسكينة.

بياض الثلج في الغابة

استولى الرعب على بياض الثلج عندما وجدت نفسها وحدها في وسط الغابة الكثيفة. لم تكن تعرف أي طريق تسلكه، ولم تكن تدري ما قد يحدث لها. كانت خائفة من أن تلتقي الوحوش البرية التي قد تهاجمها. وراحت تركض بسرعة بين الأحجار ذات الرؤوس الحادة، وتجتاز الأشجار ذات الأشواك الطويلة الناعمة. وسمعت زئير الوحوش البرية يملأ المكان، وقد مرت ببعضها بالفعل، لكنها لم تؤذها. وعندما حلّ المساء، كانت قدماها قد تجرحت، وثيابها قد تمزقت، والأشواك قد خدشت ذراعيها وساقيها. كادت بياض الثلج أن تسقط من شدة التعب، إلى أن وصلت إلى كوخ صغير قرب أحد الجبال. قرعت الباب، لكنها لم تسمع جوابًا، فحاولت فتحه، فوجدت الباب يفتح ودخلت لتستريح.

الكوخ الصغير وترتيب الأشياء

كان كل شيء في الكوخ صغيراً ومرتباً ونظيفاً، وكان على المائدة غطاء أبيض، وضعت فوقه سبعة أطباق صغيرة، وسبع سكاكين صغيرة، وشوكات وملاعق، وسبع كؤوس صغيرة. وكانت جميعها مرتبة ترتيبًا دقيقًا، وكان بجانب الأسرة الصغيرة، جميعها حسنة الترتيب، وكل واحد منها مغطى بملاءة بيضاء.

شعرت بياض الثلج بالجوع والعطش، لكنها لم ترغب في تناول طعام أي من أصحاب الكوخ. لذلك، أكلت قليلاً من الطعام الموضوع في كل طبق، وشربت قليلاً من الماء الموجود في كل كأس. ثم، بعد شعورها بالتعب الشديد، رغبت في النوم. جربت السرير الصغير الأول، ولكنه لم يكن مريحًا، فانتقلت إلى الأسرة الأخرى، لكن بعضها كان طويلاً جدًا، أو قصيرًا جدًا، أو قاسيًا جدًا، أو ناعمًا جدًا. في النهاية، جربت السرير الأخير ووجدته ملائمًا تمامًا، وما إن استلقت عليه حتى غطت في نوم عميق.

عودة الأقزام السبعة

كان الأقزام السبعة يعملون طوال النهار في الجبل، يبحثون عن الذهب، وعادوا إلى الكوخ عند حلول الظلام. حين دخلوا، أشعل كل واحد منهم شمعة، فلاحظوا بفضل نور الشموع السبعة أن هناك شخصاً ما قد دخل كوخهم، بعدما تركوه في الصباح.

فصاح القزم الأول قائلًا: “من الذي جلس على كرسي؟” وقال الثاني: “من الذي أكل من طبقي؟” وسأل ثالثهم قائلًا: “من أكل من رغيفي؟” وقال الرابع: “من أكل من خضري؟” وسأل الخامس قائلًا: “من الذي استعمل سكيني؟” وقال السادس: “من استعمل شوكتي؟” وقال السابع: “من شرب من كأسي؟”

ثم لاحظ الأقزام أن أسرتهم لم تكن مرتبة كما تركوها. وعندما نظر القزم الأول إلى سريره، صاح قائلًا: “من الذي نام على سريري؟” ثم نظر كل واحد منهم إلى سريره وقالوا واحدًا بعد آخر: “من الذي نام على سريري؟” وعندما وصل القزم السابع إلى سريره، وجد بياض الثلج نائمة نومًا عميقًا. نادى الأقزام الآخرين قائلًا: “انظروا من ينام في سريري.” فأسرعوا إليه جميعًا، ورفعوا شمعداناتهم عاليًا، وهم واقفون حول السرير يحدقون إلى بياض الثلج، ثم صاحوا بصوت واحد: “يا لها من بنت جميلة!”

اللقاء مع بياض الثلج

ابتعد الأقزام بعد ذلك، وهم يمشون على رؤوس أصابعهم، خوفًا من إيقاظ الطفلة الجميلة المستغرقة في النوم. ثم توجهوا إلى المائدة وتناولوا عشاءهم بهدوء تام. وعندما حان وقت النوم، ذهب كل قزم إلى سريره الخاص، وناموا جميعًا.

عندما استيقظت بياض الثلج في الصباح ورأت الأقزام السبعة حولها، شعرت بالخوف. لكن الأقزام طمأنوها بلطف وسألوها عن اسمها. حكت لهم بياض الثلج قصتها، وكيف أرسلتها زوجة أبيها مع الصياد إلى الغابة ليقتلها، ثم كيف وافق الصياد على الإبقاء على حياتها. وأكملت قائلة: “ركضت وركضت في الغابة طول النهار، حتى وصلت إلى هذا الكوخ الصغير.”

قرار بياض الثلج بالبقاء مع الأقزام

امتلأت قلوب الأقزام السبعة بالشفقة على بياض الثلج بعد سماعهم قصتها المحزنة. فقال لها أكبرهم سنًا: “إذا اعتنيت بنا، وحافظت على نظافة بيتنا وترتيبه، وطبخت وغسلت لنا الثياب، فسنسمح لك بالعيش معنا، وسنعتني بك عناية حسنة.”

أجابت بياض الثلج بلطف: “إنكم لطفاء، ويسرني أن أقوم بما تطلبونه مني.”

في صباح اليوم التالي، قبل أن يغادر الأقزام الكوخ، حذروا بياض الثلج قائلين: “نقضي نهارنا كله في عملنا خارج المنزل، وسوف تبقين وحدك في الكوخ. إذا علمت زوجة أبيك أنك هنا، فقد تأتي وتلحق بك الأذى. لذا يجب أن لا تسمحي لأي إنسان بالدخول إلى المنزل في غيابنا.” فوعدتهم بياض الثلج بالالتزام بتحذيرهم بكل حذر واهتمام.

الحياة في الكوخ مع الأقزام

كانت بياض الثلج سعيدة جدًا في عيشها مع الأقزام، الذين كانوا يذهبون كل صباح إلى الجبال بحثًا عن الذهب. وعندما يعودون كل مساء إلى الكوخ، كانوا يجدونها قد هيأت لهم طعام العشاء، ونظفت الكوخ ورتبته. ولم تكن تشعر بالوحدة، مع أنها كانت وحيدة طول النهار في الكوخ؛ لأنها كانت تقوم بالعديد من الأعمال.

في تلك الأوقات، كانت الملكة سعيدة جدًا؛ لأنها كانت تعتقد أن بياض الثلج قد ماتت، وأنها أصبحت أجمل سيدة في البلاد. وبسبب هذا الاعتقاد، لم تسأل مرآتها السؤال المعتاد لفترة طويلة. لكن حين وقفت قبالة المرآة ذات يوم وسألتها: “أيتها المرآة المعلقة على الجدار، من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟” صُدمت عندما سمعت الجواب: “أيتها الملكة، إنك جميلة جدًا، ولكن الحقيقة أن بياض الثلج لم تمت، وهي لا تزال حية، في بيت صغير بعيد، قائم فوق تلة؛ ومع أنك، أيتها الملكة، جميلة حقًا، فإن جمال تلك الفتاة الفائق يجعلها أكثر جمالًا.”

خطة الملكة الشريرة للتخلص من بياض الثلج

اشتعلت الغيرة في قلب الملكة؛ إذ لم تستطع الراحة طالما علمت أن هناك سيدة أخرى تتفوق عليها جمالًا. فقررت أن تبحث عن بياض الثلج وتقتلها بنفسها. لكن كيف تستطيع فعل ذلك دون أن تُعرف؟ وأخيرًا، خطرت لها فكرة التنكر في زي بائعة متجولة تحمل سلة من السلع. فارتدت ملابس قديمة، وصبغت وجهها بحيث أصبح من المستحيل على أي إنسان أن يتعرف عليها، ثم انطلقت إلى الغابة حتى وصلت إلى كوخ الأقزام.

قَرَعت الملكة باب الكوخ ونادت قائلة: “نسيج مخرم وشريط ملون للبيع!” أطلت بياض الثلج، وقالت لنفسها: “لن تستطيع هذه العجوز الفقيرة أن تلحق بي أي أذى.” ففتحت الباب ودخلت العجوز إلى الكوخ ومعها سلتها، واختارت بياض الثلج بعض الشرائط الحمر الجميلة لمشدها.

طلبت العجوز إدخال الشرائط الجديدة في مشد بياض الثلج، ووافقت الفتاة دون أن تشك في سوء نيتها. حينها شدّت الملكة المشد بقوة حول خصر بياض الثلج حتى فقدت القدرة على التنفس، وأُغمي عليها وسقطت على الأرض كالميتة.

إنقاذ بياض الثلج من الأقزام

عندما عاد الأقزام مساءً إلى الكوخ، أصابهم الذعر حين رأوا بياض الثلج ملقاة على الأرض كأنها ميتة. أسرعوا برفعها، وعندما لاحظوا أن المشد كان مشدودًا بعنف، قطعوا الشرائط، وسرعان ما عادت بياض الثلج للتنفس وعاد اللون إلى وجنتيها. وحينما سردت عليهم قصة البائعة المتجولة، أدرك الأقزام أن هذه البائعة لم تكن سوى زوجة أبيها الشريرة.

تحذيرات الأقزام لبياض الثلج

حذر الأقزام بياض الثلج مرة أخرى بقولهم: “كوني حذرة، ولا تسمحي لأي إنسان بالدخول إلى المنزل.” في ذلك الوقت، كانت الملكة عائدة إلى القصر وملامح السعادة ترتسم على وجهها، معتقدة أن بياض الثلج قد ماتت، وأنها أصبحت أجمل النساء بلا منازع.

الحيلة الثانية للملكة

لذا بدأت الملكة ثانية بالتخطيط لطريقة تقتل بها بياض الثلج، فهيأت مشطًا مسمومًا، ثم تنكرت بثياب بائعة متجولة، مختلفة تمامًا عن المرة الأولى، وملأت سلتها بأشياء جديدة للبيع. وانطلقت مجددًا خلال الغابة، حتى وصلت إلى كوخ الأقزام. فقرعت الباب وصاحت قائلة: “بضائع رخيصة للبيع! أشياء جميلة للبيع!” فأطلت بياض الثلج برأسها من النافذة وقالت: “لا أجرؤ على السماح لك بالدخول، لأنني وعدت الأقزام بعدم فتح الباب لأحد”. فرفعت الملكة بيدها المشط الجميل وقالت: “لا بأس! يمكنكِ النظر إليه، أليس كذلك؟” وكان المشط جميلًا جدًا، فلم تستطع بياض الثلج مقاومته طويلاً، ففتحت الباب للبائعة المتجولة.

قالت لها العجوز: “يجب أن تسمحي لي بمشط شعرك مشطًا ممتازًا”. فوافقت بياض الثلج وجلست على كرسي، وسرعان ما غرزت الملكة السم في دمها بمشطها. ومن حسن الحظ أن هذا حدث والمساء على وشك الحلول؛ إذ عاد الأقزام السبعة إلى الكوخ بعد فترة قصيرة. وعندما وجدوا بياض الثلج مطروحة على الأرض مجددًا، اشتبهوا بأن زوجة أبيها قد عادت مرة أخرى. لقد وجدوا المشط المسموم بسرعة وسحبوه من رأسها، فعادت إليها الحياة فورا، وأخبرتهم بما حدث. فحذّرها الأقزام هذه المرة بجدية أكثر، وطلبوا منها بشدة أن تكون حذرة من شر زوجة أبيها، ورجوها بحرارة ألا تسمح لأحد بالدخول في غيابهم.

خطة التفاحة المسمومة

كانت الملكة آنذاك تسير مسرعة في الغابة، وهي تخاطب نفسها قائلة: “لقد قتلتها هذه المرة! لقد قتلتها!”. وعندما وصلت إلى قصرها، أزالت تنكرها ووقفت أمام مرآتها، وسألت: “أيتها المرآة المعلقة على الجدار، من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟” فأجابتها المرآة قائلة: “أيتها الملكة! إنك جميلة جداً، ولكنني يجب أن أقول الحقيقة؛ أقسم إن بياض الثلج لم تمت، وهي لا تزال حية، في بيت صغير بعيد، قائم فوق تلة؛ ومع أنك جميلة حقًا، فإن جمال تلك الفتاة الفائق يجعلها أكثر جمالًا”.

جُنّت الملكة غضبًا حين سمعت ذلك، وبدأت تضرب الأرض بقدميها والمرآة بيديها قائلة: “يجب أن تموت بياض الثلج، ولو دفعت حياتي ثمنًا لذلك”.

أدركت الملكة أنها لن تستطيع إقناع بياض الثلج بالسماح لها بدخول الكوخ مرة أخرى، لذا دبرت خطة ماكرة. اختارت تفاحة جميلة، لون أحد خدودها أخضر والآخر وردي. كان منظر التفاحة مغريًا جدًا، يثير شهية كل من يراها لتناولها. ثم وضعت السم في القسم الأحمر من التفاحة، وترك الجانب الأخضر سليمًا.

ثم ملأت سلتها بالتفاح، وتنكرت بزي زوجة فلاح، وانطلقت إلى كوخ الأقزام مجددًا وقرعت الباب. أطلت بياض الثلج من النافذة وقالت: “منعوني من فتح الباب لأي إنسان”. فردت عليها زوجة الفلاح: “سواء فتحتِ الباب أو بقي مغلقًا، لا يهمني”. ثم واصلت الكلام وهي تمد يدها بالتفاحة المسمومة نحو بياض الثلج: “إليكِ هذه التفاحة الجميلة”.

لحظة السقوط

ترددت بياض الثلج وقالت: “لا أجرؤ على أخذها”. فضحكت زوجة الفلاح ضحكة فاتنة، وقالت لها مازحة: “أتخافين أن تكون مسمومة؟ انظري إلي، سأقسمها نصفين، وتتناول كل منا نصفًا”. ثم شطرتها إلى نصفين، ومدت النصف الأحمر إلى بياض الثلج، بينما راحت تأكل النصف الأخضر غير المسموم.

اقتنع بياض الثلج أن التفاحة لن تؤذيها بعد أن شاهدت زوجة الفلاح تأكل النصف الأخضر بشراهة، فأخذت النصف الأحمر وأكلت منه قطعة. وبعد لحظات، سقطت ميتة.

انتقام الملكة الشرير

ضحكت الملكة ضحكة مرعبة وصاحت قائلة: “لن يوقظك الأقزام هذه المرة…”
ثم عادت الملكة إلى قصرها وسألت مرآتها قائلة: “أيتها المرآة المعلقة على الجدار، من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟”
فأجابتها المرآة: “أيتها الملكة! أنت أجملهن جميعا.”
وأخيرا شعرت الملكة الحسودة بالرضى يغمرها. عندما عاد الأقزام إلى الكوخ في المساء، وجدوا بياض الثلج ملقاة على الأرض، وقد انقطع نفسها. رغم ذلك، كان لديهم أمل في إعادة الحياة إليها؛ ففكوا مشدها، ومشطوا شعرها، وغسلوا وجهها، ولكنهم لم يستطيعوا أن يكتشفوا سبب موتها.
استولى الحزن على قلوب الأقزام، فوقفوا حولها وراحوا يتحدثون قائلين: “ماتت حبيبتنا بياض الثلج، ماتت حبيبتنا بياض الثلج.” وظلوا ثلاثة أيام يحيطون بها، وهم ينوحون ويبكون.

التابوت الزجاجي

بعد مرور الأيام الثلاثة، رأى الأقزام أنه لا بد من دفن محبوبتهم بياض الثلج، لكنهم لم يطيقوا ذلك؛ فقد كانت تبدو وكأنها لا تزال حية. صنعوا لها تابوتًا زجاجيًا كي يتمكنوا من رؤيتها، وكتبوا على أحد جوانب التابوت أنها بياض الثلج، ابنة ملك. ثم حملوا التابوت إلى رأس الجبل، وتناوبوا حراسته ليلاً ونهارًا. هناك ظلت بياض الثلج مستلقية، وكأنها ما زالت حية، ببشرة بيضاء كالثلج، وخدين أحمرين كالدم، وشعر أسود كالليل. كل الناس والحيوانات، حتى الطيور، كانت تبكي عليها عندما تراها ممددة دون حراك.

الأمير العاشق

بقيت بياض الثلج في التابوت الزجاجي عدة سنوات، ومع ذلك، ظلت تبدو كأنها غارقة في نوم عميق. في أحد الأيام، وجد ابن أحد الملوك التابوت الزجاجي مصادفة على رأس الجبل. لم يستطع رفع عينيه عن الفتاة الجميلة داخل التابوت، وحدق فيها طويلاً؛ لأنه وقع في حبها. فتوسل إلى الأقزام قائلاً: “أعطوني التابوت، وسأعطيكم كل ما تريدون.” لكنهم أجابوه بصوت واحد: “لن نتخلى عن بياض الثلج، ولو أعطينا ذهب العالم كله.”
واصل الأمير توسله قائلاً: “لا أستطيع أن أعيش بدونها، فإذا أعطيتموني إياها، سأحافظ على حبها طوال عمري.” وأخيراً، أشفق الأقزام على الأمير وأعطوه التابوت.

عودة بياض الثلج للحياة

بينما كان خدم الأمير يحملون التابوت وينزلون إلى أسفل الجبل، تعثروا بجذور إحدى الأشجار، فاهتز التابوت اهتزازاً شديداً، مما جعل قطعة التفاحة المسمومة تخرج من حلق بياض الثلج. فتحت الفتاة عينيها، ورفعت غطاء التابوت، وجلست قائلة باندهاش: “أين أنا؟ أين أنا؟”
غمر الفرح الشديد قلب الأمير عندما رأى بياض الثلج حية. أخبرها بكل ما حدث، وكيف وقع في حبها، وتوسل إليها قائلاً: “تعالي معي إلى قصر أبي، حيث نتزوج.” فوافقت بياض الثلج على ذلك.

زفاف بياض الثلج

ودعت بياض الثلج الأقزام الذين كانوا لطفاء جداً معها، والذين أحبوها حباً عظيماً. حزنوا لفراقها، ومع ذلك كانوا مسرورين لأنها عادت إلى الحياة وستكون سعيدة مع الأمير. أُعد احتفال فخم بزفاف الأمير وبياض الثلج.
كانت زوجة والد بياض الثلج من بين المدعوات، وعندما تزينت واستعدت للذهاب إلى حفل الزفاف، وقفت أمام مرآتها وسألتها قائلة: “أيتها المرآة المعلقة على الجدار، من هي أجمل سيدة بين سيدات هذه البلاد؟”
فأجابت المرآة: “أيتها الملكة! إنك جميلة جدا، لكني أقسم أن العروس الشابة التي ستتزوج هي أجمل منك.”

نهاية الملكة الشريرة

أغضبت هذه الكلمات الملكة بشدة، فشعرت في البداية بأنها لن تستطيع الذهاب إلى الحفل، لكنها لم تستطع مقاومة رغبتها في رؤية العروس الجديدة. وعندما وصلت إلى مكان الاحتفال، عرفت أن العروس هي بياض الثلج. كان غضبها شديدًا لدرجة أنها أصيبت بنوبة أفقدتها الوعي، فحملوها إلى قصرها، حيث توفيت بعد ذلك بفترة قصيرة.

معرض الصور (قصة بياض الثلج والأقزام السبعة)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى