قصة الوزة الذهبية

في مغامرة مثيرة، يحاول سرحان إنقاذ وزته الذهبية في طريقه لتحقيق وعد الملك ويدرس كيف يمكن للضحك أن يغير كل شيء.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في مدينة مليئة بالحكايات والأسرار، دخل سرحان وهو يحمل عزمًا كبيرًا. سمع حديث الناس عن وعد الملك بالزواج من الأميرة، فاندفع نحو القصر بحماس. في شرفة القصر، كانت الأميرة واقفة، ويبدو على وجهها الحزن والقلق. لكن ما إن رأت موكب سرحان والأشخاص السبعة الذين يتعثرون خلفه، حتى انفجرت بالضحك، مما أزال السحر الذي كان يربطهم بالوزة الذهبية.

بعد هذا الموقف المثير، ذهب سرحان إلى الملك ليطالبه بالوفاء بوعده والزواج من الأميرة. لكن الملك، الذي كان سعيدًا برؤية ابنته تضحك، لم يكن يرغب في تزويجها لحطاب فقير. طلب الملك من سرحان أن يحضر له رجلاً يمكنه شرب عصير القصر كله في يوم واحد.

لم يتردد سرحان، فتوجه إلى الغابة حيث وجد صديقه العجوز. اقتاد الرجل الغريب إلى القصر، حيث شرب براميل من العصير حتى انتهى منه جميعًا. لكن الملك لم يكن راضيًا، فطلب منه أن يأتي برجل يمكنه أن يأكل جبلاً من الخبز في يوم واحد.

سارع سرحان مرة أخرى إلى الغابة، حيث وجد رجلًا يشكو من الجوع، رغم تناوله لفرن كامل من الخبز. أقنعه سرحان بالذهاب معه إلى القصر، حيث تناول الرجل جبلاً من الأرغفة حتى الشبع. لكن الملك، رغم ذلك، لم يوافق على طلب سرحان، بل طلب منه أن يحضر له سفينة تسير في البر والبحر.

أسرع سرحان إلى الغابة مرة ثالثة، حيث التقى بالعجوز الذي ساعده سابقًا. هذا العجوز وافق على إهداء سرحان سفينة تسير في كل من البر والبحر، لأنه كان ممتنًا لكرم سرحان.

عند وصول السفينة إلى القصر، تقدم الملك من سرحان وبارك له بالأميرة عروسا. وهكذا، تحول سرحان من حطاب فقير إلى أمير محبوب، وعاش هو والأميرة في سعادة غامرة. وفي زاوية القصر، كان للوزة الذهبية بيت خاص، لكن لم يعد أحد يشاهد العجوز الأشيب الذي ساعد سرحان في رحلته.

قصة الوزة الذهبية مكتوبة

في قديم الزمان، كان يعيش في كوخ قائم على طرف إحدى الغابات رجل وزوجته وأبناؤه الثلاثة. كان أصغر الأبناء، واسمه سرحان، شابا لطيفا طيب القلب. ولكن كان كل من حوله يضحك عليه ويسخر منه لأنه أقل ذكاء من أخويه الآخرين.

ذات يوم، أراد الابن الأكبر أن يقطع حطبا من الغابة. ولما كان هذا العمل يستغرق وقتا فقد زودته أمه بكعكة كبيرة وزجاجة عصير.

قابل الابن الأكبر في الغابة عجوزا أشيب ضئيل الجسم. قال العجوز: “أنا جائع وعطشان، أعطني، من فضلك، قطعة صغيرة من الكعك وجرعة من العصير!”

أجاب الابن الأكبر بفـظاظة: “لن أعطيك شيئا. إذا أعطيتك شيئا قل طعامي ونقص عصيري. ابتعد عني!” ثم أخذ يضرب بفأسه شجرة كبيرة ويجمع حطبها.

وسرعان ما أفلتت الفأس منه ووقعت على ذراعه فجرحتها. وأسرع إلى البيت ليضمد جرحه.

العقاب

وهكذا، دخل الابن الثاني الغابة ليقطع حطبا. فزودته أمه، مثلما زودت أخاه، بكعكة كبيرة وزجاجة عصير. ظهر العجوز الأشيب الضئيل الجسم مرة أخرى، ورجا الابن الثاني أن يعطيه قطعة صغيرة من الكعك وجرعة من العصير.

كان الابن الثاني أيضا يحب نفسه، ولا يحب أن يساعد أحدا. لذلك قال: “إذا أعطيتك شيئا قل طعامي ونقص عصيري. ابتعد عني، لا أريد أن أرى وجهك!”

وسرعان ما عاقبه الله على سوء أخلاقه، كما عاقب أخاه من قبل، إذ ما إن بدأ يقطع الحطب حتى وقعت الفأس على ساقه وجرحتها، فعاد إلى البيت يعرج.

قال سرحان مخاطبا أباه: “لم لا تسمح لي يا أبي بقطع الحطب من الغابة؟”

أجاب الأب: “أحب أن أسمح لك يا بني. لكنك لا تحسن استعمال الفأس ولا تعرف شيئا عن أعمال الغابة. رأيت بنفسك ما أصاب أخويك! أتريدني أن أرسلك إلى مكان يؤذيك؟”

تجربة جديدة

قال سرحان: “إسمح لي أن أذهب، يا أبي، أرجوك! جربني مرة! أنا واثق من نجاحي.”

أخيرا، سمح له أبوه بالذهاب. فدخل سرحان الغابة، بعد أن زودته أمه برغيف يابس وزجاجة ماء. فإنه لم يبق في البيت كعك ولا عصير.

ما إن دخل سرحان الغابة حتى ظهر أمامه العجوز الأشيب الضئيل الجسم. قال العجوز: “أنا جائع وعطشان، أعطني، من فضلك، قطعة صغيرة من الكعك، وجرعة من العصير!”

أجاب سرحان: “آسف، ليس معي إلا رغيف من الخبز اليابس وزجاجة ماء. تعال، إذا شئت، تأكل الرغيف معي ونشرب الماء.”

السعادة غير المتوقعة

جلس الاثنان لتناول الطعام، فرأى سرحان أن رغيفه اليابس قد تحول إلى كعك لذيذ، وأن ماءه قد تحول إلى عصير. أكل الرجلان وشربا. ثم قال العجوز: “سمحت لي أن أشاركك طعامك، فعلي الآن أن أكافئك.” ثم أشار إلى إحدى الأشجار، وقال: “اقطع تلك الشجرة تجد فيها ما يجلب لك السعد.”

أمسك سرحان فأسه وراح يضرب الشجرة التي أشار إليها العجوز. ما إن سقطت الشجرة حتى خرجت من داخلها وزة ذهبية جميلة، ذات ريش من الذهب الخالص.

الوزة الذهبية

أمسك سرحان الوزة بعناية فائقة. ولم يذهب إلى البيت بل توجه إلى نزل قريب يبات فيه ليلته. وأراد أن يطمئن على وزته، فوضعها في مفرش مناسب تنام فيه، قبل أن يأوي هو إلى فراشه.

كان لصاحب النزل ثلاث بنات. رأت البنات الوزة فأعجبن بها إعجابا شديدا، وتمنّت كل واحدة منهن الحصول على ريشة من ريشاتها. ذهبت الكبرى إلى مفرش الوزة ليلا، وحاولت نتف ريشة من ريشاتها، لكنها وجدت نفسها عالقة بالريشة لا تقدر على تركها.

جاءت الأختان الأخريان، وحاولتا المساعدة. لكن ما إن أمسكنا بأختهما حتى وجدنا نفسيهما عالقتين بها. وكان على الأخوات الثلاث أن يقضين الليل عند مفرش الوزة، وقد علقت الواحدة منهن بالأخرى وعلقت كبراهن بالوزة.

في صباح اليوم التالي، أسرع سرحان إلى الوزة فتأبطها ومشى. ولم يبد عليه أنه لاحظ البنات الثلاث، اللواتي كن لا يزلن عالقات بالوزة، يلحقن به أينما اتجه. وكانت الفتيات يمشين مشيا مضطربا ويتعثرن بين حين وآخر. وقد رآهن كاهن على هذه الحال فلحق بهن يزجرهن طالبا منهن: “هن ترك الفتى.” لكنه سرعان ما وجد نفسه هو أيضا عالقا، لا حيلة له في الخلاص.

الموكب العجيب

شاهد صديق من أصدقاء الكاهن الموكب المتعثر، فدهش من رؤية صديقه يلحق بالفتيات والفتيات يلحقن بسرحان. صاح الرجل وهو يركض وراء صديقه الكاهن: “ما الذي تفعله؟ أترك الفتيات!” ثم أمسك به محاولا إيقافه، فعلق هو أيضا. وكان عليه أن يسير مع الموكب متعثرا.

مشوا جميعا متعثرين يتبعون سرحان والوزة الذهبية، حتى التقوا في الحقول رجلين يفلحان الأرض. صاح الكاهن وصديقه معا: “ساعدانا أيها الرجلان الكريمان!” رمى الفلاحان رفشيهما وأسرعا يمدان يد العون. لكنهما حين حاولا شد الكاهن وصديقه علقا هما أيضا.

بلغ عدد الذين علقوا في ذلك الموكب الصغير سبعة أشخاص. ومشى سرحان في طريقه يحمل الوزة سعيدا راضيا، دون أن يبدو عليه أنه يلاحظ شيئا مما يجري حوله. لم يكن سرحان يعرف وجهة سيره. كان يتأبط وزته، لا يفكر إلا بالمحافظة عليها، ويتابع سيره دون أن يقصد مكانا بعينه.

راح الموكب يتنقل بين التلال والأودية وعبر السهول والمستنقعات. وكان الناس، في كل مكان، يحدقون بالمشهد الغريب، ويضحكون ويتهامسون. أخيرا، وصل الموكب، قبيل المساء، إلى مدينة كبيرة واقعة على تلة.

الملك والأميرة

قرر سرحان أن يدخل المدينة. وكان على الموكب كله، بطبيعة الحال، أن يدخل معه. اتفق أنه كان على رأس تلك المدينة ملك ليس له من الأولاد إلا ابنة وحيدة. غير أن تلك الأميرة لم تكن تعرف الضحك. لم تضحك مرة واحدة في حياتها. وقد أحزن ذلك سكان المدينة كلهم وجعلهم مؤمنين بائسين.

وكان الملك شديد الفلق على ابنته حتى إنه أعلن أن من يضحك ابنته يزوجه إياها ويجعله أميرا.

سرحان والأميرة

دخل سرحان المدينة، وسمع الناس يتحدثون في وعد الملك. فأسرع يقود موكبه إلى القصر. وكانت الأميرة في ذلك الوقت تقف في شرفتها، قد بدت على وجهها علامات اليأس والهم الشديد. ما إن شاهدت الأميرة موكب سرحان، والأشخاص السبعة وراءه يمشون ويتعثرون، حتى بدأت تضحك. والواقع أنها أخذت تضحك وتضحك حتى بدا أنها لن تتوقف عن الضحك أبدا.

أبطلت ضحكات الأميرة السحر الذي كان يربط الأشخاص السبعة بالوزة الذهبية، فانطلقوا كلهم عائدين إلى بيوتهم. أما سرحان، الذي كان لا يزال متأبطا الوزة الذهبية، فقد توجه فورا إلى الملك وسأله أن يفي بالوعد فيزوجه الأميرة. كان الملك سعيدا جدا برؤية ابنته تضحك، لكنه لم يرد أن يزوجها حطابا فقيرا، فقال: “انتظر! عليك، أولا، أن تأتيني برجل يقدر أن يشرب في يوم واحد عصير القصر كله.”

أول من خطر ببال سرحان صديقه العجوز الأشيب الضئيل الجسم، فأسرع إلى الغابة. وهناك، في المكان الذي وجد فيه وزته الذهبية، رأى رجلا غريبا مهموما. قال سرحان: “ما بك؟” أجاب الغريب: “أكاد أموت من العطش!” قال سرحان: “تعال معي فتشرب براميل من العصير.”

أسرع الرجلان إلى قصر الملك، وجلس الغريب على كرسي خشبي وراح يشرب برميلا من العصير بعد برميل. وقبيل الغروب، كان قد شرب آخر قطرة من عصير القصر. فذهب سرحان إلى الملك يطالب، مرة أخرى، بعروسه. لكن الملك كان لا يزال يرفض أن يزوج ابنته حطابا فقيرا، فقال: “انتظر! عليك الآن أن تأتيني برجل يأكل، في يوم واحد، جبلا من الخبز.”

مهمة سرحان الثالثة

لم يضيع سرحان وقتا، وتوجه على الفور إلى المكان نفسه في الغابة. ووجد، في هذه المرة، رجلا يشكو جوعا شديدا رغم التهامه فرنا من الخبز. فرح سرحان فرحا شديدا، وقال: “تعال معي، فتأكل جبلا من الخبز.” أسرع الرجلان إلى القصر. وكان خبازو الملك قد جمعوا طحين المدينة كله، وخبزوا جبلا من الأرغفة.

لم ينتظر رجل الغابة كرسيا يجلس عليه، بل راح يأكل، واقفا، رغيفا بعد رغيف. تجمع سكان المدينة أمام القصر يحدقون ذاهلين بالرجل ذي الشهية العجيبة. وقبيل الغروب، كان الغريب قد أكل آخر رغيف من جبل الخبز، فالتفت إلى سرحان وقال له: “أشكرك.” ثم اختفى.

ذهب سرحان، للمرة الثالثة، إلى الملك يطالب بعروسه. رفض الملك مجددا طلب سرحان وقال: “عليك أن تأتيني بسفينة تسير في البر والبحر. إذا أتيتني، هذه المرة، بما أطلب منك زوجتك ابنتي.” أسرع سرحان إلى الغابة، ورأى، هذه المرة، العجوز الأشيب الضئيل الجسم، الذي تقاسم وإياه طعامه.

حدث سرحان الرجل العجوز بمهمته الثالثة. قال العجوز: “لأجلك شربت عصير القصر، وأكلت جبل الخبز، ولأجلك أهب السفينة التي تسير في البر والبحر، لأنك كنت كريما معي.” لم يكن على سرحان هذه المرة أن يعود إلى القصر سيرا على قدميه. فقد ركب سفينته التي عبرت به التلال والأودية والسهول والمستنقعات.

السعادة الأبدية

ما إن وصلت السفينة الرائعة إلى القصر حتى تقدم الملك من سرحان وبارك له بالأميرة عروسا. أصبح سرحان أميرا محبوبا، وعاش هو والأميرة في سعادة غامرة. وكان للوزة الذهبية بيت خاص في زاوية من زوايا القصر. لكن أحدا لم يشاهد، منذ ذلك الوقت، العجوز الأشيب الضئيل الجسم.

معرض الصور (قصة الوزة الذهبية)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى