قصة النسناس والتمساح

اكتشف مغامرات بدرو وشبنه في قصة النسناس والتمساح، حيث الصداقة والذكاء يتفوقان على المظاهر الخادعة في رحلة مليئة بالإثارة والدروس المهمة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كان بدرو نسانسًا يعيش على شجرة مانغو ويحب اللعب والتحدث إلى الطيور. في أحد الأيام، اكتشف تمساحًا اسمه شنبر وأصبحا صديقين. كان شنبر يزور بدرو يوميًا ليستمتع بثمار المانغو وحكاياته المثيرة عن العالم الآخر.

زوجة شنبر، شنبرة، لم تكن راضية عن هذه الصداقة. فخططت لتجعل شنبر يطلب من بدرو قلبه مدعية أنها بحاجة له لتتعافى. شنبر، الذي أحب زوجته، شعر بالحزن، لكنه ذهب إلى بدرو وطلب منه قلبه.

بدرو، بدهائه، أقنع شنبر أن قلبه ليس معه، وأنه يجب أن يعود لأخذ القلب من بيته. شنبر، مقتنعًا بحكاية بدرو، عاد معه إلى شجرة المانغو. بدرو، بمجرد وصوله، صعد بسرعة إلى الشجرة وأخبر شنبر أن قلبه آمن في صدره دائمًا.

عاد شنبر إلى بيته ليكتشف أن زوجته قد تعافت وكانت تضحك مع أختها. أدرك شنبر حينها أنه قد خُدع، لكنه تعلم درسًا قيمًا حول الأصدقاء الحقيقيين والثقة.

وبذلك انتهت القصة بتعلم الجميع دروسًا مهمة عن الصداقة والثقة والحذر.

قصة النسناس والتمساح مكتوبة

كان بدرو بندر يعيش على شجرة مانغو مشرفة على النهر. كان بدرو نسانسًا مرحًا يحب أن يتأرجح من غصن إلى غصن، وأن يلهو ويلعب، ويغني ويطرب. وكثيرًا ما كان يتحدث إلى الطيور التي تحط على الشجرة، ويسعد بالاستماع إلى الحكايات التي تأتي بها من أماكن بعيدة. كانت شجرة المانغو كبيرة كثيرة الفروع، وفي الصيف، كانت أغصانها تتدلى بثمار صفراء شهية تطل متلألئة من بين الأوراق.

ذات يوم، رأى بدرو بندر مياه قاع النهر العكرة تتماوج. ورأى شيئًا يصعد إلى سطح الماء. بدا ذلك الشيء خشنًا ومعقدًا كأنه قطعة من جذع شجرة قديمة. ثم رأى عينين مشعتين تنظران إليه. كان ذلك تمساحًا! لم يخف بدرو، فهو آمن في موقعه العالي فوق الشجرة. رأى التمساح يجر نفسه صوب ضفة النهر، فقال في نفسه: “علي أن أكون لطيفًا معه، فنحن جيران”. ثم نادى التمساح قائلًا: “هذا يوم حار، لا بد أن ماء النهر منعش!”

سأل التمساح قائلًا: “ماذا تغديت؟”

أجاب بدرو: “ثمار مانغو! أتريد شيئًا منها؟”

لقاء النسناس والتمساح

لم يحدث أن التقى التمساح نسانسًا لطيفًا كريمًا مثل هذا النسانس. وبدت له ثمار المانغو المتدلية شهية، فأسرع يقبل دعوة بدرو، وجلس تحت الشجرة يتلقى منه الثمار ويبادله الأخبار.

علت وجه التمساح شنبر، وكان هذا اسمه، ابتسامة ماكرة وقال: “تعال اسبح معي”.

رأى بدرو أسنان التمساح الكثيرة تلمع في الشمس، فخاف. قال: “أشكرك، ولكن ليس اليوم. تغديت قبل قليل، وأنا لا أسبح أبدًا ومعدتي ممتلئة”.

كان بدرو يسأل نفسه دائمًا عن عالم ما وراء النهر. كيف يكون ذلك العالم؟ ما يكون فيه ومن يكون؟ وقد سحرته الحكايات التي رواها له شنبر، وأحب أن يزور المواضع التي ذكرها، وأن يعيش المغامرات التي روى له حكايتها، وما أكثرها!

بدرو وشنبر

كان شنبر قد أكل كثيرًا، وهم بالذهاب. وأراد بدرو أن يستبقيه فقال: “عندي الكثير من الثمار!” ثم هز غصنًا ليقع المزيد منها. لكن شنبر كان قد تأخر كثيرًا فترك مجلسه تحت الشجرة وعاد إلى بيته. وهناك وجد زوجته غاضبة. قالت له: “أين كنت طوال النهار؟”

أجاب شنبر: “التقيت نسانسًا.”

في اليوم التالي، عاد شنبر إلى شجرة المانغو. روى لبدرو هذه المرة أيضًا أخبارًا كثيرة رائعة عن العالم. وظل الصديقان يتحدثان حتى هبط الظلام.

طلب الزوجة

هذه المرة أيضًا قالت زوجة التمساح: “أين كنت طوال النهار؟”

أجاب شنبر: “كنت مع بدرو. نعمنا بحديث شيق.”

سألته زوجته: “هل جلبت لي شيئًا من ثمار المانغو؟”

أجاب شنبر: “سأجلب لك شيئًا منها غدًا.”

حديث بدرو وشنبر

في اليوم التالي، سأل شنبر صديقه بدرو إن كان بإمكانه أن يأخذ معه شيئًا من ثمار المانغو لزوجته. أجاب بدرو: “لم أكن أعلم أنك متزوج. هل عندكما أولاد؟”

رد شنبر: “عندنا ولدان، لكنهما يدرسان في نهر آخر. نلتقي بهما في أوقات الإجازات.”

خلع بدرو غصنًا كبيرًا مثقلًا بثمار المانغو الريانة، وقدمه إلى شنبر قائلًا: “هذا للسيدة زوجتك.”

سبح شنبر عائدًا إلى بيته يحمل معه غصن المانغو، وقد أسعده أنه استطاع أن يلبي طلب زوجته. لكن شنبرة، زوجة شنبر، لم تكن في الواقع ترغب في أن تأكل ثمار المانغو. في الحقيقة، لم يكن يعجبها أبدًا أن ينشغل زوجها شنبر بصديقه ويقضي وقته معه لا معها.

قالت لزوجها: “بدرو ليس من صنفنا، بدرو نسانس! اتركه!”

رد شنبر: “بدرو صديقي، ولا يهمني إن كان نسانسًا أو غير نسانس. لن أتركه.”

حيلة شنبرة

في اليوم التالي، عاد شنبر إلى بيته، فلم يجد زوجته شنبرة. فتش عنها في أنحاء المنزل، وناداها فلم ترد. أخيرًا، سمع أنينًا خافتًا، فتتبع مصدر الأنين، ووجد زوجته في موضع منعزل هادئ من النهر. امتلأ قلب شنبر قلقًا وقال: “ما بكِ، يا شنبرة؟”

أجابت شنبرة متأوهة: “أنا أموت!”

قال شنبر بسرعة: “سأنادي طبيب التماسيح، وهو سيشفيكِ على الحال!”

قالت شنبرة بصوت واهن حزين: “لا دواء لعلتي. اتركني أموت.”

دب الخوف في قلب شنبر، وقال: “قولي لي ما الذي يشفيك، وأنا أجلبه لكِ ولو من آخر الدنيا!”

مطالب شنبرة

أغمضت شنبرة عينيها وقالت: “لا ينقذني إلا القلب…”

شنبر متفاجئ: “القلب؟ أي قلب؟ ما هذا الكلام يا شنبرة؟”

أخذت شنبرة تتأوه وتقول: “لا يشفيني إلا قلب نسانس. ذلك هو ما يشفيني. هذا ما أمر به طبيب التماسيح، ومن غيره أموت.”

أخذ شنبر يتأوه ويدرف الدموع، وظل على هذه الحال وقتًا طويلًا. أخيرًا فتحت شنبرة عينيها وقالت بصوت واهن ضعيف: “ألم تجلب لي قلب نسانس بعد؟” ثم أغمضت عينيها ثانيةً وأطلقت أنينًا عاليًا.

خداع بدرو

لم يعد شنبر قادرًا على الانتظار أكثر. فبكى وتحسر، ثم قفز إلى الماء يسبح بأقصى سرعة في اتجاه شجرة المانغو.

عند وصوله، هتف بدرو: “مرحبًا يا شنبر! إنها مفاجأة سعيدة أن أراك تعود إلى زيارتي بهذه السرعة. أرى على وجهك علامات الحزن. ما الحكاية؟”

فكر شنبر سريعًا، وقال: “زوجتي شنبرة غاضبة مني. تقول إنها ستخاصمني فلا تكلمني.”

بدرو مستفسرًا: “ما سبب الخصام يا شنبر؟”

شنبر يجيب: “سبب الخصام هو أنت. فزوجتي غاضبة، لأنها تعتقد أنه من غير اللائق أن تكون صديقي وأزورك كل يوم وآكل من طعامك، في حين لا تزورني أنت ولا تأكل من طعامي. وعندما رأتني اليوم أعود من غيرك، غضبت كثيرًا.”

بدرو قائلاً: “هيا بنا يا شنبر! يسعدني أن أتناول معك طعام العشاء!” وأسرع يقفز نازلًا عن شجرة المانغو.

قال شنبر: “تمسك بظهري جيدًا يا بدرو.” ثم انطلق يسبح كالبرق حاملًا صديقه على ظهره.

محاولة الغرق

ابتهج بدرو بركوب الماء، فإنه لم يحدث من قبل أن ركب ظهر تمساح، أو حتى غطس يومًا في الماء. صاح في صديقه: “أسرع أكثر، أسرع أكثر يا شنبر!”

بعد لحظات، غطس شنبر فجأة في الماء، جارا معه صديقه بدرو. فجهد بدرو ليرفع رأسه فوق سطح الماء وصاح: “ماذا تفعل يا شنبر؟ أكاد أغرق!”

عاد شنبر فارتفع إلى سطح الماء واعتذر عما فعل. وتابع السباحة متجهًا إلى منعطف النهر.

بدرو يسأل: “هل وصلنا؟”

شنبر يجيب: “بعد قليل.”

بعد قليل، وصلا إلى جوار صخرة. هناك غطس شنبر في الماء مجددًا. ومرة أخرى، أخذ بدرو يجهد ليرفع رأسه فوق سطح الماء، ويصيح: “انتبه يا شنبر! أتريد أن أغرق؟”

صعد شنبر إلى الصخرة وأخذ يبكي ويقول: “آه ما أغباني! لا أقدر على فعل شيء. لا أقدر حتى على إغراق نسانس صغير مثلك!”

بدرو مندهشًا: “ماذا؟”

الكشف عن الحقيقة

اعترف شنبر بما ينوي أن يفعله، وقال: “أنا أحبك يا بدرو. ولكن لا بد لي من الحصول على قلبك.” ثم حكى له حكاية زوجته وقال له: “كما ترى، إذا لم أحصل على قلبك، تموت زوجتي العزيزة.”

أخذ بدرو يفكر بسرعة. ثم نفض الماء عن جلده وقال: “آه يا صاحبي شنبر! لمَ لمْ تخبرني أنك تحتاج إلى قلبي؟ كنت حملته معي!”

شنبر متفاجئًا: “ماذا! أليس قلبك في صدرك؟”

بدرو يجيبه: “أتركه دائمًا في بيتي عندما أغادره. أفضل السفر خفيفًا. الآن أعدني إلى بيتي بسرعة! فكلما أسرعنا في حمل قلبي إلى شنبرة العزيزة، كان شفاؤها أسرع.”

أخذ قلب بدرو يخفق بقوة إذ اخترع تلك الحكاية. كان يقول في نفسه: “هل سيصدق شنبر ما لا يصدق؟”

شنبر يصدق القصة ويقول: “تمسك جيدًا.” ثم انطلق يسبح صوب شجرة المانغو بأقصى سرعة.

النهاية

عند الشجرة، قفز بدرو بسرعة هائلة إلى أعلى غصن فيها.

صاح شنبر: “أسرع يا بدرو!”

بدرو يجيب من أعلى الشجرة: “على شنبرة أن تنتظر طويلًا يا شنبر، فقلبي آمن في صدري حيث كان دائمًا!”

غضب شنبر، لكن بدرو كان بعيدًا عن متناول أسنانه. لكن ماذا سيصيب زوجته شنبرة بعد أن ضيع فرصة الحصول على قلب نسانس؟

عندما وصل شنبر إلى بيته، كانت شنبرة قد تعافت! كانت أختها تزورها، وكان الاثنتان تضحكان بصوت عال.

قالت الزوجة ضاحكة: “أين قلب النسانس الذي وعدتني به؟”

وعندما حكى لها زوجها ما حدث، ضحكت شنبرة وضحكت أختها كثيرًا من غبائه. لم يأكل شنبر بعد ذلك اليوم ثمار مانغو أبدًا.

معرض الصور (قصة النسناس والتمساح)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى