قصة الموجة البيضاء

قصة الموجة البيضاء تروي مغامرة شاب صيني فقير يكتشف جنية تساعده بفضل صدقه ونشاطه، وتعلمنا أهمية العمل الجاد والقيم الإنسانية.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قديم الزمان في الصين، عاش شاب فقير يدعى سيا توان، الذي توفي والداه وهو صغير، مما جعل صديق العائلة السيد وانغ يتولى رعايته. بلغ سيا توان الثامنة عشرة من عمره وقرر العيش بمفرده في بيت صغير، حيث كان يعمل بجد مزارعًا وموظفًا في المحكمة.

كان سيا توان يجد صعوبة في الزواج بسبب عدم توافق تواريخ الميلاد أو الأسماء مع العرائس المرشحات له. في يوم من الأيام، وبينما كان عائدًا من حقله، وجد حلزونة كبيرة لامعة وقرر الاحتفاظ بها في جرة ورعايتها.

وبعد أيام، بدأ يلاحظ أمورًا غريبة تحدث في منزله، مثل العثور على وجبات لذيذة جاهزة والبيت مرتب بشكل جميل. اشتبه في البداية بأن السيد وانغ أو الآنسة تشن كانا وراء هذه الأعمال، ولكن عندما استفسر منهما، نفيا ذلك تمامًا.

قرر سيا توان أن يكتشف الفاعل بنفسه، فاختبأ في صباح اليوم التالي لمراقبة ما يحدث في منزله. رأى يدين رقيقتين تمتدان من داخل الجرة، وخرجت منها صبية جميلة ترتدي ثوبًا حريريًا أحمر. كانت هذه الفتاة الجنية التي تسمى “الموجة البيضاء”، والتي جاءت للعناية بسيا توان لأنه صادق ونشيط ويتيم.

أخبرت الموجة البيضاء سيا توان أنها كانت مكلفة بالبقاء معه عشر سنوات، ولكن بما أنه رآها، كان عليها الرحيل. قبل مغادرتها، أعطته قوقعة الحلزونة وأخبرته أنها ستظل دائمًا ممتلئة بالأرز ولا تجعله يجوع أبدًا.

بعد رحيل الموجة البيضاء، لم ينس سيا توان الجنية الرقيقة واحتفظ بالقوقعة التي كانت دائمًا توفر له الأرز. لم يمض وقت طويل حتى أصبح قاضيًا وعاش حياة سعيدة، رغم أنه لم يصبح غنيًا، لكنه وجد زوجة صالحة وعاش مع عائلته بسلام وسعادة.

قصة الموجة البيضاء مكتوبة

في قديم الزمان، كان يعيش في الصين شاب فقير يدعى سيا توان. مات والدا سيا وهو صغير، فتولى رعايته صديق قديم عطوف لأصدقاء والده يدعى السيد وانغ. عاش سيا توان في بيت السيد وانغ كواحد من أفراد الأسرة. بلغ سيا توان الثامنة عشرة من عمره فترك بيت السيد وانغ ليعيش في بيت مستقل. كان البيت الجديد صغيرًا، لكن الشاب حافظ عليه نظيفًا مرتبًا، وزرع قطعة الأرض الصغيرة التي حوله بالأرز. كان سيا توان فقيرًا لكنه كان سعيدًا بحياته وعمله.

لم يكن سيا توان مزارعًا فحسب، بل كان أيضًا موظفًا في المحكمة. كان يسجل أقوال المتخاصمين والمشكلات التي يروونها وأقوال الشهود واعتراضات المتهمين، كما يسجل كل ما يقوله القاضي والأحكام التي يصدرها. وكان يعمل هناك بجد وكد منذ الصباح الباكر وحتى آخر النهار. ثم يعود إلى منزله.

البحث عن الزوجة المناسبة

لم يكن عنده زوجة تعد له الطعام وترتب بيته، فكان عليه بعد انتهاء عمله في المحكمة أن يكنس الأرض ويعد لنفسه طعامًا. ثم يخرج إلى حقله فيعمل بجد وكد أيضًا إلى أن يهبط الظلام فلا يعود قادرًا على الرؤية. رأى سيا توان ذات يوم، أنه آن له أن يتزوج. فعرفه السيد وانغ العجوز إلى خاطبة صالحة. عادت الخاطبة بعد أيام وسألت سيا توان إن كان يرغب في الزواج من الآنسة تشن، وهي ابنة مزارع حلوة ولطيفة. كان سيا توان قد رأى الآنسة تشن وأعجب بها كثيرًا، كما أعجبت هي به.

لكن عندما سألت الخاطبة والدي الآنسة تشن عن تاريخ ميلاد ابنتهما، تبين لها أن ذلك التاريخ لا يتوافق في عالم الأفلاك والنجوم مع تاريخ ميلاد سيا توان. وإذا لم يتوافق التاريخان يكون الزواج مشؤومًا. حاولت الخاطبة ثانية، ولكن هذه المرة أيضًا، لم يكن سيا توان محظوظًا. فقد تبين أن اسم الفتاة الثانية لا يتوافق صوتيًا مع اسم سيا توان، وإذا لم يتوافق الصوتان يكون الزواج مشؤومًا أيضًا.

الحظ السيء في الزواج

استمر الوضع على هذه الحال، فكلما كانت الخاطبة تجد عروسًا جميلة يتبين أنها ليست العروس المناسبة، إما بسبب تاريخ ميلادها أو بسبب اسمها. حتى حين كانت الخاطبة تجد عروسًا مناسبة ميلادًا واسمًا، فقد كان الوالدان يرفضان تزويج ابنتهما من سيا توان الفقير. فبدت على الشاب تعاسة شديدة.

كان سيا توان، ذات يوم، عائدًا إلى بيته بعد عمله في الحقل. كان متعبًا جدًا فجلس على الأرض يستريح بضع دقائق. سرعان ما لفت انتباهه جسم براق في حجم حجر كبير. دقق الشاب النظر، فأدهشه أن ما رأى لم يكن حجرًا بل حلزونة كبيرة. قال سيا توان في نفسه: “لا شك عندي أن هذا المخلوق الغريب سيجلب لي السعد.” رفع الحلزونة برفق وحملها معه، وحرص على أن يجمع بعض أوراق النباتات الغضة لإطعامها.

الحلزونة الغامضة

وضع الحلزونة وأوراق النبات في جرة واسعة، وذهب لينام. وعندما استيقظ، اتجه فورًا إلى الجرة ونظر فيها. هتف بفرح: “أكلت الحلزونة الأوراق كلها! لا بد أنها سعيدة في بيتها الجديد.” قبل أن يذهب إلى عمله، جمع من الحقل المجاور نباتات غضة ووضعها في الجرة.

مر النهار، فعاد سيا توان من عمله يجر قدميه جرا من شدة التعب. لكن عندما دخل منزله كان في انتظاره مفاجأة. هتف في اندهاش وهو يتلفت حوله: “ما هذا؟ من ترى كان في بيتي؟” فقد رأى على المائدة وجبة ساخنة شهية من الأرز والخضر، ووجد البيت لطيفًا مرتبًا، ورأى في زاوية إناء من الماء الساخن ليغتسل. قال سيا توان في نفسه: “ما ألطف الناس! لا شك أن هذا من عمل السيدة وانغ الصالحة.”

منزل دافئ ومرتب

لم يذهب سيا توان ذلك المساء إلى حقله، بل توجه إلى منزل آل وانغ. سرت السيدة وانغ برؤيته. بادر سيا توان السيدة اللطيفة قائلاً: “جئت أشكرك على الزيارة الكريمة التي قمت بها إلى بيتي اليوم. لقد كان الطعام شهيًا.” سألت السيدة وانغ بدهشة: “عم تتحدث؟ فإني لم أزر بيتك اليوم، ولم أعد لك طعامًا.” روى سيا توان ما حدث، فعادت السيدة وانغ تؤكد له أنها ليست هي التي قامت بهذا العمل. عاد الشاب إلى منزله وهو غارق في أشد الحيرة، وحرص قبل أن ينام على أن يزود الحلزونة بما تحتاج إليه من النباتات الغضة.

عاد سيا توان في اليوم التالي من عمله فوجد أن ما حدث في اليوم السابق قد تكرر. فقد كان أمامه الماء الساخن، والبيت النظيف المرتب، ووجبة شهية رائعة. فجأة خطرت في بال سيا توان فكرة: أتكون الآنسة تشن هي التي تقوم بهذه الأعمال؟ صحيح أنها لا تستطيع الزواج منه، ولكن لعلها تشفق عليه لأنه فقير يتيم وليس عنده من يعتني بأموره.

سر المساعدة المجهولة

بعد أن تناول طعامه، ذهب سيا توان إلى منزل الآنسة تشن ليشكرها. وقد عجبت الآنسة تشن لزيارته، وعجبت أكثر عندما حاول أن يشكرها على ما قال إنها فعلته. قالت الآنسة تشن: “ولكني لم أذهب إلى بيتك. أنت تعرف أنه ليس من اللائق أن أزورك في بيتك.” تساءل عندئذ متعجبًا: “من يعد لي طعامي إذا؟ ومن يعتني ببيتي؟” أرادت الآنسة تشن أن تمازح الشاب، فقالت: “الظاهر أنك متزوج! أظن أنك متزوج، وتخفي زوجتك. أين تخفيها؟ في علبة؟”

لكن هذا المزاح لم يخفف من حيرة سيا توان، فشكر الآنسة تشن على استقبالها إياه، وودعها، وعاد إلى بيته يمشي على مهل. ورغم انشغال باله فإنه لم ينس الاعتناء بالحلزونة. لقد غدا متعلقًا بها، وبدت الحلزونة في الجرة سعيدة باهتمام الشاب ورعايته. ظل سيا توان طوال أيام الأسبوع يعود من عمله فيجد منزله نظيفًا مرتبًا وطعامه جاهزًا. وتعاظمت حيرته، فقرر أن يكتشف فاعل الخير.

الاكتشاف المذهل

ترك منزله، ذات صباح، قبيل الفجر، لكنه لم يذهب إلى عمله كما عادته. وبعيد شروق الشمس عاد إلى المنزل زاحفًا، واختبأ وراء السياج. فقد كان يقدر من هناك على مراقبة المنزل عبر الباب المفتوح. بينما هو يراقب لمح يدين رقيقتين تمتدان من داخل الجرة. وما هي إلا لحظة حتى خرجت من الجرة صبية فاتنة ترتدي ثوبًا حريريًا أحمر. اندفع سيا توان إلى داخل المنزل، وصاح: “أخيرًا! لقد اكتشفت السر!”

شحب وجه الصبية، وقالت: “سيا توان! ما عاد بك إلى البيت؟ ما كان يجب أن تراني.” سأل الشاب بحيرة: “ولكن من أنت؟ ولم تعدين طعامي وتنظفين منزلي؟” أجابت الصبية: “انظر في الجرة.” نظر سيا توان في الجرة، وأدهشه أن يجد قوقعة الحلزونة فارغة. قالت الصبية: “نعم، جئت إلى هنا في هيئة حلزونة.” سأل سيا توان في حيرة: “لماذا؟” أجابت الصبية: “أنا جنية، واسمي الموجة البيضاء. أرسلت إلى هنا للعناية بشؤونك لأنك صادق ونشيط، ولأنك أيضًا يتيم.”

فراق حزين ونهاية سعيدة

سأل سيا توان: “هل ستبقين معي؟” أجابت الموجة البيضاء بشيء من الحزن: “لا. كان من المفروض أن أبقى معك عشر سنوات، إلى أن تصبح غنيًا وتتزوج، لكن الآن علي أن أتركك، فالجنيات لا يظهرن أمام البشر.” سأل سيا توان: “هل تعودين يومًا؟” أجابت الجنية: “لا. لكني سأترك لك قوقعة الحلزونة. استعملها لخزن حبوب الأرز، ولا تتركها خالية تمامًا. وعندما تعود إليها ستجدها دائمًا ممتلئة، ولن تجوع بعد اليوم أبدًا.”

اسودت السماء، وهبت ريح قوية. ركضت الموجة البيضاء نحو الباب، وبسطت ذراعيها، وسرعان ما حملتها الريح، وبعدها هدأت العاصفة. لم ينس سيا توان الموجة البيضاء أبدًا، واحتفظ دائمًا بقوقعة الحلزونة. ولم يجع يومًا، لأن القوقعة كانت دائمًا ممتلئة. ولم يمض وقت طويل حتى أصبح سيا توان قاضيًا. لم يصب ثراءً، لكنه لم يكن يومًا محتاجًا. وقد وجد زوجة صالحة وعاش معها حياة سعيدة.

معرض الصور (قصة الموجة البيضاء)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى