قصة الملك والسائس

في قصة الملك والسائس، صراع القوة والحكمة ينتهي بعفو مثير. حكاية عن الشجاعة وحيلة السائس البارعة ونجاته من الخطر بكلمات حكيمة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في قصر مهيب، جهز السائس فرس الملك الأدهم القوي ليوم صيد مثير. لكن خلال الرحلة، عندما كان الملك يصوب سهماً، هاج الفرس فجأة، وانقطع لجامُه، وكاد الملك يسقط أرضاً في موقف خطير جداً! نجا الملك بأعجوبة، لكنه امتلأ غضباً شديداً، وشعر بالظلم، فأمر بإحضار السائس المسكين وإعدامه على الفور. قبل التنفيذ، طلب السائس، المعروف بفصاحته وذكائه، أن يتكلم. بكلمات مؤثرة وحكيمة، أوضح للملك أن اللجام الضعيف لم يقو على الصمود أمام قوة الملك العظيمة وقوة الفرس الجبارة معاً. استمع الملك بإعجاب شديد، وزال غضبه، فعفا عن السائس الذكي وكافأه بهدايا ثمينة، وهكذا انتصرت الحكمة.8

قصة الملك والسائس مكتوبة

كان جميع من بالقصر يعملون في جد ونشاط. ومجموعة من الأمراء والفرسان كل منهم يركب على فرسه في حامل عدته وسلاحه. وكأنه يستعد لدخول معركة حربية، ومجموعة من الجنود مصطفون في صفوف وكأنهم ينتظرون إشارة المعركة. الخدم والحمالون يأتون ويذهبون وهم يحملون المؤن والأدوات ويضعونها على ظهور الخيل ويحكمونها جيدا. وها هو سائس خيل الملك يجهز فرس الملك الأدهم، ويضع السرج على ظهره بإحكام. هذا الفرس الذي لا يستطيع أحد أن يركبه إلا الملك لشدته وقوته وسرعته.

الفرس الهائج ويوم الصيد

فجأة يعلن صوت البوق الملكي عن قدوم الملك. فثبت الكل في مكانه، إلا فرس الملك الذي يصهل ويزمجر ويتحرك في قوة. ومع كل الجهد الذي يبذله السائس للسيطرة عليه وتهدئته إلا أنه لا يستطيع أن يسيطر عليه! يضع الملك يده على رأس الفرس ويمسح على رقبته فيهدأ، يركب الملك ويتحرك، ويتحرك وراءه الأمراء والفرسان وباقي الموكب. إنه يوم الصيد، فقد اعتاد الملك أن يخرج مع الأمراء والفرسان إلى الغابة للصيد والتسلية.

حادث مفاجئ في الغابة

في أثناء الرحلة وأمام البحيرة التي في وسط الغابة لمح الملك غزالا يقترب من الماء ليشرب. وقف الملك يراقب الغزال في سكون. وعندما اطمأن الغزال أنه في أمان، مد رقبته إلى الماء ليشرب. وإذا بالملك يصوب سهما إلى الغزال. فجأة وقبل أن يطلق الملك السهم، هاج فرس الملك ووقف على رجليه الخلفيتين. فانطلق السهم بعيدا عن الغزال الذي فزع، وانطلق بعيدا داخل الغابة!

هاج الفرس وكاد الملك أن يقع من فوق ظهره، لكنه تمسك بقوة باللجام. بدأ الفرس يجري بسرعة يمينا ويسارا، والملك يكاد يقع، لكنه متمسك باللجام بقوة. وكلما زاد هياج الفرس ازداد تمسك الملك باللجام وشده بقوة أكبر. فجأة انقطع اللجام وكاد الملك يسقط، لولا أنه تمسك بقوة برقبة الفرس وشعره. وبدأ يمسح برفق على رقبة الفرس حتى هدأ تماما.

غضب الملك وعقوبة السائس

نزل الملك عن الفرس وهو لا يصدق أنه نجا بأعجوبة! تجمع الأمراء والفرسان حول الملك واطمأنوا عليه، ودعوا له بالسلامة. وبرغم أن الملك نجا بسلام إلا أنه كان في شدة الغضب. ركب الملك فرسا آخر، وتبعه الأمراء والفرسان، وانطلق عائدا إلى القصر. وجلس على كرسي الملك وهو غاضب أشد الغضب على سائس الفرس؛ لأنه لم يضع لجاما متينا للفرس فانقطع، وكاد الملك أن يقع.

أمر الملك بإحضار السائس مقيدا بالسلاسل، وأمر بإحضار السياف، وأمره بقطع رأس السائس! وقف السائس متحيرا وقد علم أن أمر السلطان لن يوقفه أحد. وقف يفكر متحيرا يدور رأسه، ويدور به المكان من حوله حتى جاءته فكرة. فطلب من الملك أن يسمح له بالكلام قبل أن يقطع السياف رأسه. وقد كان هذا السائس مشهورا بفصاحة اللسان وحسن الكلام، فأعطاه الملك الإذن.

حجة السائس وفصاحته

فقال السائس:

  • يا مولاي، أدام الله ملكك، ورفع فوق الملوك قدرك. عندما أمرتني بتجهيز الفرس الأدهم لرحلة الصيد، وضعت على ظهره أفضل سرج، ووضعت في فمه أقوى لجام، ولكنك تعلم يا مولاي أن الفرس الأدهم أقوى وأشد من كل الخيل، وهو بين الخيول سيدها وملكها. وأنت يا مولاي أقوى وأشد من كل الملوك، وأنت بين الملوك سيدهم وملكهم، فإذا ركبت يا ملك الملوك فوق ظهر ملك الخيل وشددت اللجام بقوتك وشدتك، وشد ملك الخيل اللجام بقوته وشدته، فلا بد للجام المسكين أن ينقطع؛ لأنه لن يستطيع أن يصمد بين قوة ملك الملوك وقوة ملك الخيل.

عفو الملك ومكافأته

سمع الملك هذا الكلام فزال عنه الغضب، وأعجب بفصاحة السائس وحسن حيلته، فعفا عنه، وأعطاه هدايا كثيرة.

معرض الصور (قصة الملك والسائس)

تحميل الحكاية

شارك برأيك

ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى