قصة الكنز وبخيل القرية

ملخص قصة الكنز وبخيل القرية
في قرية صغيرة وهادئة، عاش تاجر ثري وبخيل، وابنته الطيبة المحبوبة. كانت الفتاة تحزن كثيرًا بسبب كره أهل القرية لوالدها. وفي يوم، ساعدها حكيم القرية بخطة ذكية: جعل الفتاة تتظاهر بالمرض الشديد. عندما خاف الأب، أخبره الحكيم أن العلاج الوحيد هو ماء الجواهر الثمينة، أو أن يجمع حبات قمح من كل بيت في القرية. اضطر الأب للذهاب إلى جيرانه، وهناك فوجئ بحب الناس وكرمهم. عندما شفيت ابنته، أدرك التاجر أن الكنز الحقيقي ليس في الجواهر، بل في قلوب الناس الطيبة ومحبتهم له ولابنته، فتغير وأصبح كريمًا.
قصة الكنز وبخيل القرية مكتوبة
في إحدى القرى الصغيرة الهادئة التي تقع على نهر صغير، كان يعيش تاجر حبوب مع ابنته الوحيدة. التاجر وابنته فقط كانا يعيشان في بيت كبير. كان التاجر يتمتع بثراء كبير، بينما كانت ابنته تتمتع بحسن الخلق وحب الناس.
كان هذا التاجر لديه كنز من الجواهر ورثه عن آبائه، وعلى الرغم من ذلك كان بخيلًا جدًا. لم يكن يعطف على أحد ولا يساعد من حوله من أهل القرية، بل على العكس كان تاجرًا جشعًا، وكان يتفاخر عليهم بكنزه. كان كل همه هو جمع المال حتى لو ظلم الناس!
أما البنت فكانت رقيقة عطوفة، تعطف على الفقراء من مصروفها القليل، وتعطيهم من ثيابها وطعامها. كان جميع أهل القرية يحبون الفتاة، ولكنهم لم يطيقوا سماع اسم أبيها.
حزن الفتاة وحكمة العجوز
رغم حب البنت لأهل القرية وحبهم إياها، فإنها كانت دائمًا حزينة. وكلما فكرت في حال أبيها وسوء معاملته لأهل القرية، وكلما فكرت في عدم حب أهل القرية لأبيها، ازداد حزنها. وكلما جلست وحدها وفكرت في هذا الأمر كانت تبكي بكاءً شديدًا.
وفي يوم من الأيام، بينما كانت تجلس وحدها على شاطئ النهر تحت ظل شجرة، مر بها رجل عجوز يسميه أهل القرية أسماء عديدة: يسمونه حكيم القرية، أو طبيب القرية، أو عجوز القرية؛ فقد كان أكبر أهل القرية سنًا وأكثرهم حكمة. اقترب من الفتاة وسألها برفق:
“لماذا أنت حزينة يا صغيرتي؟ احكي لي، فقد أستطيع مساعدتك.”
حكت البنت للحكيم عن سبب حزنها وبكائها، وكيف أنها لا تريد لأبيها أن يكون مكروهًا من أهل القرية بسبب سوء معاملته إياهم.
خطة الحكيم لشفاء الأب
فكر الحكيم قليلًا، ثم مسح دموع الفتاة وقال:
“لا تحزني يا صغيرتي، فكل مشكلة لها حل!”
قالت البنت:
“كيف وأبي دائمًا يعامل الناس معاملة سيئة ولا يهمه إلا جمع المال؟!”
هنا قال الحكيم:
“قومي يا صغيرتي لأوصلك إلى بيتك.”
وفي الطريق إلى البيت، كان الحكيم يضع الخطة التي ستصلح من حال الأب، وتجعل معاملته لأهل القرية حسنة، وتعيد للفتاة ابتسامتها. أخرج من حقيبته زجاجة صغيرة بها مسحوق، وأعطاها للفتاة وقال:
“عليك أن تثقي بي، وتنفذي ما سأقوله.”
فوافقت الفتاة على الفور. فقال لها الحكيم:
“ضعي القليل من هذا المسحوق كل يوم في الماء الذي تشربينه لمدة أسبوع، ولا تقلقي مما سيحدث.”
مرض الفتاة وعلاج الجواهر
مر يوم ويومان وبدأ جسم الفتاة يضعف ويضعف، وفي اليوم الثالث كانت لا تقوى على الحركة، فلزمت الفراش. حزن التاجر لما أصاب ابنته، وأسرع إلى حكيم القرية يرجوه أن يعالجها.
جاء الحكيم إلى بيت التاجر، وبدأ يفحص الفتاة، ثم قال:
“الفتاة تعاني مرضًا شديدًا، ولا علاج له إلا بماء الجواهر!”
سأله التاجر:
“كيف ذلك؟!”
أجاب الحكيم قائلًا:
“بأن تطحَن بعض الجواهر وتنقعها في الماء، وتشرب منه الفتاة!”
تغير وجه التاجر وحزن حزنًا شديدًا فمعنى ذلك أنه سيضحي بكنزه الثمين وسأل الحكيم قائلًا:
“ألا يوجد دواء آخر؟”
دواء القمح والقبول من أهل القرية
ابتسم الحكيم، وقال:
“هناك دواء آخر، لكنه قد لا يكون فعالًا مثل ماء الجواهر، وهو ماء حبوب القمح.”
فرح التاجر، وقال:
“لا مشكلة، فأنا عندي من حبوب القمح الكثير.”
قال الحكيم:
“لا، حبوبك لن تنفعها، عليك أن تجمع من كل بيت من بيوت القرية سبع حبات من القمح، ثم تخلطها وتضعها جميعًا في الماء، ثم تشرب منه الفتاة.”
تردد التاجر وقال:
“ولكن كيف؟ فأنا علاقتي سيئة بكل أهل القرية، وربما إذا طلبت منهم حبوب القمح فلن يعطوني!”
قال الحكيم:
“إما ماء الجواهر، أو ماء القمح، ولا يوجد دواء آخر.”
شفاء الفتاة وكنز الحب
تحير التاجر كثيرًا، وفي آخر الأمر ذهب إلى أهل القرية بيتًا بيتًا يطلب منهم حبوب القمح ليعالج ابنته، لكنه فوجئ بأن الجميع يستقبلونه استقبالًا حسنًا، ويعطونه الحبوب، ويتمنون الشفاء لابنته.
وبمجرد أن شربت الفتاة من ماء القمح بدأت تسترد صحتها. فرح التاجر بشفاء ابنته، وفرح باستقبال أهل القرية له، وفرح أكثر بالكنز الجديد الذي وجده في حب الناس له ولابنته.
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!