قصة القاضي الحكيم
ملخص قصة القاضي الحكيم
في قديم الزمان، كان هناك ملك عادل يحب شعبه ويهتم برفاهيتهم. أراد الملك أن يختبر حياة الناس عن قرب، فتنكر بزي فقير وغادر قصره ليجوب الشوارع. أثناء تجواله، شاهد أطفالًا مشردين وشبابًا يعانون الفقر، فشعر بحزن عميق وقرر اتخاذ قرارات لتحسين حياتهم، مثل تعليمهم وتوفير العمل لهم.
في طريقه، صادف رجلًا مريضًا، فأشفق عليه وأعطاه حصانه، لكن الرجل المحموم ادعى ملكية الحصان. حاول الملك المتنكر إقناعه بإعادة الحصان دون جدوى، فقرر أن يذهب به إلى المحكمة لحل النزاع. هناك، قدم المتخاصمان قضيتهم أمام القاضي الحكيم.
في المحكمة، لفت انتباه الملك أن القاضي لم يستمع لكلا الطرفين في البداية، مما أثار تساؤله حول عدالة الحكم. لكن القاضي، بحكمته، طلب من المتخاصمين حول السيف بسط أكفهم، فلاحظ من خلال خشونة يد أحدهم أنه صاحب السيف الحقيقي. أما في مسألة الحصان، فقد طلب من الرجلين التعرف إليه بين عدة أحصنة، فتعرف الحصان إلى صاحبه الملك.
في النهاية، تأكد الملك من عدالة القاضي، وزاره في منزله ليشكره ويمنحه مكافأة على نزاهته. القصة انتهت بنوم الحفيد، وهو يستمع بشغف إلى حكمة جده.
قصة القاضي الحكيم مكتوبة
— «أيُمكنك يا جدي أن تروي لي حكاية قبل أن أنام؟».
ضحك الجد لما قاله حفيده الذي في العاشرة من عمره…
— «هل ما زلت راغبًا في سماع حكاياتي؟»
— «بالتأكيد، فإن عندك ما يُمتعني وينسيني مرضي وضجري!»
— «حسنًا… كان يا ما كان في قديم الزمان، ملك عادل يحب شعبه ويسعى جاهدًا لإشعارهم بالراحة والسلام. ولتحقيق ذلك، أنشأ في كل منطقة محكمة يرأسها قاضٍ ينظر وحده وبسرعة في كل دعوى أو شكوى. ذات يوم، جاء مستشار الملك يعلمه بنزاهة أحد القضاة وعدله، وكانا هذان موضع إعجاب الناس وتقديرهم. ففرح الملك لما سمعه وقرر أن يطّلع على ذلك بنفسه، متنكّرًا بزي فقير، فخرج من قصره قاصدًا المنطقة حيث القاضي العادل».
لقاء الملك بالرجل المحموم
وفي طريقه، صادف الملك رجلًا محمومًا، فأشفق عليه وأركبه حصانه وتابع سيره وهو يفكر في ضرورة زيادة المصحات التي تعتني بالفقراء المعدمين. ولما بلغ الملك المتنكر المنطقة المقصودة، توقف أمام مستوصف وطلب من الرجل المحموم أن يدخله لتلقي العلاج المناسب، لكن الأخير رفض ذلك لأنه يرغب في الذهاب إلى بيته. عندئذ طالبه الملك المتنكر بإعادة الحصان إليه، فادعى الرجل المحموم بوقاحة ملكيته.
— «أرأيت يا جدي… هذا جزاء فاعل الخير!»
— «انتظر يا بُني، ولا تتسرع في إطلاق الأحكام!»
— «أيُعقل أن يتصرف ملك بهذه الطريقة؟».
— «لمَ لا؟ إن كبير القوم خادمهم!».
القاضي يحكم بين المتخاصمين
حاول الملك المتنكر أن يقنع الرجل المحموم بالتراجع عن ادعائه ملكية الحصان، لكنه لم ينجح، فقرر أن يرافعه إلى القاضي. ضرب الملك في الوقت نفسه عصفورين بحجر واحد: إثبات ملكيته الحصان، والتأكد من عدل القاضي. توجه الملك المتنكر إلى المحكمة، فوجد عددًا من المتخاصمين. وقد لفت انتباهه رجلان كانا أمامه، يدعي كل منهما ملكية سيف مهنّد مذهّب الغمد.
وبعد أن انتهى الرجلان من عرض مشكلتهما، تقدم الملك المتنكر وأوجز للقاضي ما يشكو منه، طالبًا العدالة في الحكم. وبعد أن استمع القاضي إلى الشكاوى، أعلن عن حجر كل ما هو متخاصم عليه، كالسيف والحصان وسواهما، حتى إصدار الحكم يوم غدٍ، وطلب إخلاء قاعة المحكمة.
دهشة الملك المتنكر
انصرف المتخاصمون، لكن الأكثر دهشةً واستغرابًا بينهم كان الملك المتنكر؛ فهو لم ير القاضي يستمع إلا إلى المشكلة التي عرضها أحد المتخاصمين. فكيف يمكن أن يكون عادلًا في حكمه إذا لم يستمع إلى الطرفين؟
— «الملك محق يا جدي، في المدرسة، يستمع الناظر دائمًا إلى التلميذين المتشاجرين قبل أن يلقي المسؤولية على أحدهما!».
— «هذا في المدرسة، أما في المحكمة، فالأمور مختلفة!».
— «تحاول دائمًا إسكاتي بالأعذار والحجج…».
— «أحاول الحد من تسرعك في إبداء الرأي ومن مقاطعتك لي!».
— «عذرًا».
جولة الملك المتنكر بين شعبه
أمضى الملك المتنكر ليلته يسير في الشوارع، مطّلعًا عن قرب على حياة أفراد شعبه وعلى همومهم ومشاكلهم. وقد هاله أن يرى أطفالًا يهيمون حفاة، لا تغطي أجسادهم إلا خرقٌ قد محا الزمن لونها. ليس لديهم بيوت ولا أهل. كما ضايقه أن يرى شبانًا يتخذون الأرض فراشًا والسماء لحافًا، فقراء ومتشردين وجاهلين، بدلًا من أن يكونوا القوة المحركة في المجتمع والعاملة على تقدمه ورقيه. دفع هذا المنظر الملك المتنكر إلى اتخاذ عدة قرارات لمواجهة مشاكل رعيته، واضعًا نصب عينيه أهدافًا سيعمل على تحقيقها، مثل إدخال كل طفل إلى المدرسة وتعليم كل شخص مهنة، ليختفي المتشردون العاطلون عن العمل من الطرقات، ويكون لكل شخص عامل بيت يأويه.
وأخيرًا، غلب النعاس والتعب على جفني الملك، فنام كالمتشردين على قارعة الطريق.
— «وأنت، ألا تريد أن تنام؟»
— «أنا؟ كيف أنام وأنت لم تنهِ لي الحكاية بعد؟».
صباح جديد في المحكمة
استيقظ الملك المتنكر باكرًا ليراقب الحياة تعود إلى الشوارع بعد أن غلبها السكون، وقرر الانطلاق إلى المحكمة لسماع حكم القاضي. وصل الملك المتنكر إلى المحكمة، فإذا بقاعتها تعج بالمتخاصمين. ولم تمضِ لحظات حتى دخل القاضي ومعاونه. بدأ القاضي بالنظر في قضايا عدة، ثم التفت إلى المتخاصمين حول ملكية السيف، وطلب منهما أن يبسط كل منهما كف يده اليمنى ثم كف يده اليسرى. بعد ذلك، أمر حاجب المحكمة بتسليم السيف إلى أحدهما وسجن الآخر.
بعد ذلك، دعا القاضي المتخاصمين حول ملكية الحصان إلى الإسطبل، حيث طلب منهما التعرف إلى الحصان المربوط بين خمسة أحصنة. وبعد أن فعلا، أمر الحاجب بحبس الرجل المحموم الذي كان قد شُفي.
لقاء الملك بالقاضي
— «جدي، علامَ استند القاضي في إصدار حكمه؟».
— «هذا هو السؤال الذي طرحه الملك دون جواب، فقرر زيارة القاضي في منزله للتعرّف عليه وللاستفسار عن الأمر».
— «وهل زار الملك القاضي؟».
— «طبعًا، وبعد أن عرف القاضي هوية صاحب الحصان، سرّ كثيرًا لأن الملك قد شرفه بهذه الزيارة. لكن الملك المتواضع رد بقوله إنه هو الذي تشرف بالتعرف إلى شخص ذي نزاهة وحكمة، وأفصح عن هدف زيارته، فشرح له القاضي كل شيء».
— تعجب الملك لما سمعه، وأمر بمنح القاضي جائزة مالية، وشجعه على متابعة خدمة الناس والحفاظ على حقوقهم.
حكمة القاضي
— «هذا عظيم يا جدي، لكنك لم تخبرني ما قاله القاضي للملك!».
— «سأترك ذلك ليوم غد…».
— «لا، جدي… أريد أن أعرف الآن!».
— «أثقل النعاس جفنيك وأصاب الاحمرار عينيك!».
— «هذا غير مهم… هيا جدي، تابع…».
طلب القاضي من المتخاصمين حول ملكية السيف أن يبسطا أكفهما، ليلاحظ إن كانت ناعمة أو خشنة. فمن يضرب بسيف ثقيل كهذا، لا يمكن أن تكون كفه ناعمة وطرية. أما بالنسبة للحصان، فقد تعرّف إليه المتخاصمان بسهولة، لكن الحصان لم يتعرف إلا إلى أحدهما، وهو الملك.
— «هل فهمت؟».
لم يلقَ الجد أي رد، فقد كان حفيده قد غط في سبات عميق.
معرض الصور (قصة القاضي الحكيم)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث