قصة الفرشاة الذهبية

في قصة الفرشاة الذهبية، يجد الفتى الفقير ليانغ فرشاة سحرية تحول رسوماته إلى كائنات حية، ما يؤدي إلى مغامرات مدهشة ودروس قيّمة عن الإصرار.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في بلدة صغيرة في الصين، عاش فتى فقير يُدعى ليانغ. لم يكن ليانغ يملك المال للذهاب إلى المدرسة، لكنه كان يحلم برسم الألوان. فاكتفى برسم الفحم على الحجارة، مما أثار إعجاب أهل القرية بجمال رسوماته. حلم ليانغ دائمًا بامتلاك فرشاة ألوان، لكن معلمه رفض إعطاءه واحدة لأنه فقير.

ذات ليلة، حلم ليانغ بعجوز يعطيه فرشاة ذهبية سحرية. في الصباح، وجد ليانغ الفرشاة السحرية على سريره وبدأ يرسم بها. كانت كل رسمة تتحول إلى كائن حي، مما جعل ليانغ مشهورًا في قريته. بدأ الفقراء يأتون إليه ليرسم لهم ما يحتاجونه، وساعدهم بسعادة.

انتشر خبر رسومات ليانغ السحرية إلى إمبراطور الصين، الذي أراد استخدام الفرشاة للحصول على الذهب. عندما رفض ليانغ رسم الذهب للإمبراطور، غضب وسجنه في إسطبل. لكن ليانغ استخدم الفرشاة لرسم سلم وهرب. تبعه الإمبراطور ورجاله، مما جعل ليانغ يقرر أن يرسم رسومات ناقصة حتى لا تدب فيها الحياة.

استمر ليانغ في التنقل من مدينة إلى أخرى، يرسم ويبيع رسوماته. لكن في أحد الأيام، سقطت قطرة من الدهان على رسم لطائر، مما جعله يطير ويكشف سر رسومات ليانغ السحرية للإمبراطور مرة أخرى. أمر الإمبراطور بإلقاء القبض على ليانغ وأخذ الفرشاة منه.

فرح الإمبراطور بامتلاك الفرشاة وبدأ يرسم الذهب، لكن الأمور انقلبت عندما تحولت سبائك الذهب إلى أفاعي. أدرك الإمبراطور حاجته إلى ليانغ وطلب منه رسم بحر ومركب ليركب فيه. رسم ليانغ البحر والمركب، لكن عندما طلب منه رسم ريح، رسم أمواجا عاتية حتى غرق المركب بالإمبراطور ورجاله. عاد ليانغ إلى بيته، متحررًا من تهديد الإمبراطور، وعاش حياة هادئة وسعيدة برسمه.

قصة الفرشاة الذهبية مكتوبة

في بلدة صغيرة في الصين كان يعيش ولد فقير اسمه ليانغ. لم يدخل ليانغ المدرسة أبدا، كان يشتغل طوال النهار شغلا شاقا ويكسب مالا قليلا. لم يكن ليانغ يتمنى في حياته إلا شيئا واحدا وهو أن يرسم بالألوان. لكن لم يكن يملك فرشاة ألوان ولا كان عنده مال يشتري به واحدة.

لم يستطع ليانغ الحصول على فرشاة ألوان، فاكتفى بقلم الفحم يرسم به على الحجارة كل يوم، بعد انتهائه من عمله. رسم في البيت رسوما بديعة. رسم الطيور والأشجار والأزهار، فجاء الناس يشاهدون رسمه. كانوا جميعا يقولون: “ما أجمل هذه الرسوم! كأنها حقيقية!” وكان إعجاب الناس هذا يملأ ليانغ بالسعادة.

لقاء المعلم

ذات يوم، بينما كان ليانغ عائدا من عمله، مر أمام شباك مدرسة، فرأى معلما يرسم بفرشاة ألوان. دخل ليانغ المدرسة، وقال للمعلم: “أنا ولد فقير، أحب الرسم بالألوان حبا شديدا، فهل تعطيني فرشاة؟” صاح المعلم غاضبا: “اخرج من هنا! الرسم بالألوان ليس للأولاد الفقراء أمثالك، اخرج من مدرستي!”

عاد ليانغ حزينا إلى بيته، تناول عشاءه ونام. وسرعان ما غرق في الأحلام.

رأى في نومه عجوزا يقف إلى جانب سريره يحدثه، وكان في يده فرشاة ذهبية. قال له العجوز: “هذه الفرشاة لك. إنها فرشاة سحرية، خذها، واستعملها في سبيل الخير.” وضع العجوز الفرشاة الذهبية على فراش ليانغ واختفى.

صباح اليوم التالي

استيقظ ليانغ في صباح اليوم التالي، فوجد في سريره فرشاة ذهبية. أمسك بها ونظر إليها، وشهق قائلا: “الحلم كان حقيقة! العجوز أعطاني فعلا فرشاة! الآن أرسم ما أشاء.” أمسك ليانغ الفرشاة بحماسة شديدة ورسم طيرا جميلا. حين اكتمل الرسم، دبت الحياة في الطائر، فخرج من الصورة وطار من الشباك. وقف ليانغ ينظر إليه في ذهول.

ثم رسم ليانغ سمكة صغيرة. وحين اكتمل الرسم، دبت الحياة في السمكة، فركض ليانغ ووضعها في حوض من الماء. أمضى ليانغ النهار كله يرسم، وكان كلما رسم شيئا جديدا دبت فيه الحياة.

لم يعد ليانغ، بعد ذلك، محتاجا إلى أن يعمل، فقد كان يستطيع أن يرسم ما يرغب فيه من حاجات. وسرعان ما سمع الناس برسوم ليانغ السحرية وجاؤوا يشاهدونه وهو يرسم. كانوا يذهلون حين يرون رسومه وقد دبت فيها الحياة.

مساعدة الفقراء

أقبل الفقراء إلى ليانغ يطلبون منه أن يرسم لهم أشياء يحتاجون إليها. سرَّه أن يساعدهم، فرسم كراسي لبعض العجائز، ورسم حصانا لمزارع مسكين، وراح يرسم للفقراء يوما بعد يوم.

سرعان ما سمع إمبراطور الصين برسوم ليانغ السحرية، فقال: “سأطلب من ذلك الولد أن يأتي إلى هنا ويرسم. إنه يرسم كل شيء، سأحصل على ما أشاء من ذهب!” أمر الإمبراطور رجاله بأن يحضروا ليانغ. وسرعان ما عادوا به، فوقف أمام الإمبراطور وقال: “أنا أرسم للمحتاجين. أما أنت فعندك كل شيء. أنت لا تحتاج إلى مساعدتي.”

غضب الإمبراطور

غضب الإمبراطور من ليانغ وقال له: “سأجبرك على أن ترسم لي.” ثم أمر رجاله أن يمسكوا ليانغ ويحبسوه في الإسطبل، وصاح في وجهه: “البرد شديد هناك، وبعد يوم أو يومين ستفعل ما آمرك به.” أخذ الرجال ليانغ ورموه في الإسطبل.

كان البرد شديدا في الإسطبل، فرسم ليانغ نارا تدفئه، ثم رسم كرسيا يستريح عليه أمام النار، ثم رسم مأكولات طيبة. بعد يومين، قال الإمبراطور: “لا بد أن ليانغ يرتجف بردا الآن، وسيرغب في أن يرسم لي. سأزوره وأتحدث إليه.”

هروب ليانغ

ذهب الإمبراطور إلى الإسطبل ورأى هناك كل ما كان ليانغ قد رسمه. فغضب غضبا شديدا وعاد إلى قصره وأمر رجاله أن يقيدوا ليانغ. أسرع رجال الإمبراطور إلى الإسطبل، وبحثوا فيه فلم يجدوا أحدا. فقد كان ليانغ رسم سلما من حبال تسلقه وهرب!

تسلق الإمبراطور السلم الذي كان ليانغ قد رسمه ولكنه كان رجلا ضخما، فتقطعت الجبال وسقط أرضا. فأمر رجاله أن يركبوا أحصنتهم ويلحقوا بليانغ. وعندما رأى ليانغ الرجال مقبلين عليه رسم حصانا وهرب.

التنقل بين البلدان

أدرك ليانغ أنه في خطر. فقد كان الإمبراطور ورجاله ينتظرون رجوعه إلى البيت لمسكوه ويسجنوه ثانية. تحير كيف يهرب هذه المرة. فإنه لم يكن يريد أن يستمر في رسم الصور السحرية، بل أراد أن يكون رساما حقيقيا. قال في نفسه: “أهرب الآن وأترك رسومي بعد اليوم ناقصة، فلا تدب فيها الحياة.”

راح ليانغ يتنقل من بلد إلى بلد، يرسم الصور ويبيعها، ويحرص على أن يترك رسومه ناقصة لئلا تدب فيها الحياة. لم يتعرف أحد على ليانغ كما لم يعرف أحد أن فرشاته الذهبية سحرية، وسر ليانغ أن يحب الناس رسومه، وأن يكون رساما حقيقيا.

حادثة الطائر

رسم ليانغ ذات يوم طائرا كبيرا بديعا، وحرص على أن يترك الرسم ناقصا. لكن حدث أن رجلا ضخما صدم ليانغ فوقعت قطرة من الدهان في موقع النقص، فاكتمَل الرسم، ودبت الحياة في الطائر، وطار خارجا من الصورة.

نظر الناس إلى الطائر في ذهول، ورأوا كيف تدب الحياة في رسم ليانغ. فصرخوا قائلين: “هذا ولد مسحور!” أسرع رجل إلى الإمبراطور، وقال له: “إن في المدينة رساما مسحورا، فقد رسم طائرا كبيرا دبت فيه الحياة وطار.”

الإمبراطور يمسك بليانغ

أدرك الإمبراطور أن ذلك الرسام هو ليانغ ولا أحد غيره. فأمر رجاله أن يمسكوا به ويسجنوه ثانية. وقال لهم: “خذوا منه فرشاته السحرية، لتلا يرسم بها ما يساعده على الهرب.”

أمسك رجال الإمبراطور ليانغ وسجنوه، وأخذوا منه فرشاته الذهبية، وأعطوها للإمبراطور. فرح الإمبراطور وقال: “الآن أجعل هذه الفرشاة السحرية ترسم لي ما أريد.” ثم رسم بها ذهبا. مد يده إلى الذهب والتقطه، فإذا هو ذهب حقيقي!

صاح الإمبراطور مندهشا: “ذهب! الآن أحصل على كل ما أريد من ذهب!” راح يرم ويرسم حتى تكون لديه كومة هائلة من الذهب. وفجأة انهارت الكومة فوقه، فأسرع رجاله إلى سحبه من تحتها.

رسم الإمبراطور بعد ذلك سبائك ذهبية، أمسك سبيكة ذهبية ضخمة بين يديه فتحولت إلى حية كبيرة. هرب الإمبراطور، لكن الحية أسرعت وراءه، فخف رجاله إلى إنقاذه.

خدعة الإمبراطور

تأكد للإمبراطور أنه لا غنى له عن ليانغ ليساعده في رسم ما يريد. رأى الإمبراطور أن يستخدم الحيلة مع ليانغ. فذهب إليه وقال له: “أرسم لي ما أريد فأزوجك الأميرة.”

لم يكن ليانغ يرغب في أن يتزوج الأميرة، ولكنه أخفى ذلك عن الإمبراطور، وقال له: “موافق. أعطني فرشاتي وأنا أرسم لك.”

سأل ليانغ الإمبراطور قائلا: “ما تحب أن أرسم لك؟” فأمره الإمبراطور أن يرسم بحرا. فرسم ليانغ بحرا بديعا. ثم طلب الإمبراطور أن يكون في البحر سمك، فرسم ليانغ أسماكا من كل نوع، ورماها في البحر واحدة بعد أخرى.

الإبحار في المركب

ثم قال الإمبراطور: “أريد أن أركب البحر. فارسم لي مركبا.” رسم ليانغ مركبا جميلا ذا شراعين أحمرين. صعد الإمبراطور ورجاله إلى ظهر المركب، ووقف ليانغ ينتظر الأوامر.

قال الإمبراطور: “أرسم لي ريحا تساعد مركبي على الإبحار.” رسم ليانغ ريحا، فأخذ المركب يتحرك في البحر. عند ذلك رسم ليانغ أمواجا كبيرة، فارتفع المركب مع الأمواج وانخفض.

النهاية

صاح الإمبراطور قائلا: “أوقف الرياح!” لكن ليانغ لم يوقف الرسم، واستمر يرسم أمواجا هائلة. استمر المركب يعلو مع الموج وينخفض، والإمبراطور يصيح قائلا: “أوقف الرسم! آمرك أن توقف الرسم!” ولكن ليانغ استمر يرسم أمواجا كبيرة هائلة وريحا عاصفة عاتية، حتى غرق المركب بمن فيه. فأدار ليانغ ظهره وعاد إلى بيته.

معرض الصور (قصة الفرشاة الذهبية)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى