قصة الفانوس السحري

اكتشف "قصة الفانوس السحري" حيث الأمانة والشجاعة تقود الطفل هشام لمغامرة مليئة بالتحديات والمفاجآت، مع نهاية سعيدة بفضل قوة الفانوس.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كان سليمان رجلاً فقيراً يعيش في كوخ متواضع مع زوجته زينب وابنهما الصغير هشام. كان سليمان يعمل حمالاً في الميناء لكسب لقمة العيش، لكن حياته تغيرت تماماً عندما تعرض لحادث تسبب في إصابة ساقه وكسرها. بسببه، لم يعد قادراً على العمل، وتفاقمت معاناة أسرته الصغيرة. بمرور الأيام، نفد الطعام، ولم يبقَ لديهم سوى رغيف واحد.

في صباح أحد الأيام، سمع هشام والده يصلي ويدعو الله بأن يمنحه الشفاء والرزق من أجل زوجته وابنه. تأثر هشام بشدة بدعاء والده، وقرر بذل كل ما في وسعه لمساعدتهما. خرج هشام حاملاً ملابس قديمة لمحاولة بيعها، لكن لم يوفق في ذلك. وبينما كان يشعر بالجوع والإحباط، رأى رجلاً عجوزًا يسقط منه رزمة من الأوراق المالية. قرر هشام، متذكراً قيم الشرف والأمانة التي تعلمها من والده، إعادة المال للرجل العجوز.

كافأه الرجل العجوز بإعطائه كل المال وفانوسًا ذهبيًا، وأخبره أنه فانوس علاء الدين السحري. عندما فرك هشام الفانوس، ظهر مارد عظيم، فسأله هشام أن يشفي أمه وأباه. وافق المارد واختفى، ومعه الفانوس. عاد هشام إلى كوخه ليكتشف أن والدته قد شعرت بتحسن مفاجئ، وأن والده تعافى تماماً من إصابته. أدرك الجميع أن الله قد استجاب لدعواتهم بفضل أمانة هشام وشجاعته، وعادوا يعيشون في سعادة ورضا.

قصة الفانوس السحري مكتوبة

كان سليمان رجلاً فقيراً لكنه كان يتميز بالأمانة والشرف. كان قلبه مليئًا بحب زوجته زينب وابنه الصغير هشام. وكان يكتسب سليمان لقمة عيشه كحمال في الميناء، حيث يحمل البضائع على ظهره إلى سيارات الشحن، ثم يعود إلى كوخه المتواضع. تستقبله زوجته بابتسامة دافئة تجعله ينسى هموم يومه الشاق، ويتسابق هشام ليقبل والده بحب.

النقود التي كان يحصل عليها سليمان من عمله لا تكفي كثيرًا، لكنها تُستعمل بأمانة لتلبية احتياجات الأسرة المتواضعة.

حادثة في الميناء

وفي أحد الأيام، بينما كان سليمان يحمل صندوقًا ثقيلًا، انزلقت قدمه على قشرة موز، مما أدى إلى سقوطه وإصابة ساقه بشرخ. بالرغم من شدة الآلام، كانت تفكيراته تنصب نحو عائلته، خاصة زوجته زينب وابنه الصغير هشام، اللذين يعتبران فريقه الوحيد في هذه الحياة.

تم نقل سليمان إلى المستشفى بعد استدعاء الإسعاف، حيث قدمت له الرعاية الطبية اللازمة للتعافي من الشرخ في ركبته. عندما علموا بوضعهم المالي الصعب، جُلبت سيارة الإسعاف لتنقلهم إلى كوخهم المتواضع.

معاناة الأسرة

كانت صدمة كبيرة لزوجته زينب عندما شاهدت سيارة الإسعاف أمام باب الكوخ، وزوجها يُحمل على محفة يحملها رجلان. تفاقمت حالة مرض زينب، وعلى الرغم من ضعف جسدها، قامت بكل ما في وسعها لخدمة زوجها.

مرت الأيام واستنفدوا مخزون الطعام، حتى بقي لديهم رغيف واحد فقط. في أحد الصباحات، استيقظ هشام وسمع والده يصلي دعاءً مؤثرًا: “يا رب، اشفِني وارزقني، ليس من أجلي، وإنما من أجل ابني الصغير هشام وزوجتي زينب. أنا يا رب، لا أرغب في شيء لنفسي.”

دعاء هشام وتأثيره

سمع هشام هذا الدعاء القلبي من والده، فتأثر بشكل كبير وامتلأت عيناه بالدموع. قال هشام بتأثر: “يا ربي، ارزقني ليس من أجلي وإنما من أجل أبي الرحيم، واكتب الشفاء لأمي المريضة الحبيبة.” سمع سليمان ابنه وهو يدعو بهذا الدعاء، فناداه وأخذه بين ذراعيه وقبّله.

كان هشام جائعًا جدًا، ولكن عندما ذهب إلى سلة الخبز وجدها فارغة. رغم أن الجوع كان شديدًا ولم يعبر هشام عن مشاعره بالكلمات، إلا أن والده أدرك أن الجوع يأكل جسده. في هذا الوقت، كانت الأم المريضة تنظر إليه بحزن، وبدا قلبها مكسورًا من الألم. أشار سليمان إلى بعض الملابس على أحد الكراسي وقال: “يا هشام، خذ ملابسي هذه إلى سوق الملابس القديمة وقم ببيعها بأي ثمن، واشتري لنا خبزًا وشيئًا نأكله.”

قالت زينب بصوت ضعيف: “هشام، خذ بقية ثيابي.”

محاولة هشام لإيجاد الطعام

خرج هشام ومعه بعض الملابس القديمة، لكن عندما وصل إلى سوق الملابس المستعملة، وجد أنه لا يستطيع حتى بيعها بسعر زهيد. كانت المسافة طويلة للوصول إلى السوق، وكان هشام متعبًا للغاية عندما عاد إلى كوخ والده.

لم يكن الطفل قد أكل بعد، فجلس على الحائط ووضع ملابسه القديمة على الأرض. كان لدى هشام رغبة شديدة في النوم لكنه كان يقاومها. كان يفكر في وضع والديه وكيف أن عدم بيع الملابس سيؤثر على وضعهم. فرفع وجهه إلى السماء وقال: “يا رب، أنا جائع، أنت تعلم حال والدي، ارزقني من أجلهما يا رب.”

رزمة النقود والرجل العجوز

وفي تلك اللحظة، مر أمام هشام رجل كبير السن له لحية طويلة بيضاء، ويحمل سلة في يده اليمنى ويضع يده اليسرى في جيبه. عندما مر الرجل أمامه، أخرج يده اليسرى من جيبه، فسقطت رزمة كبيرة من الأوراق المالية دون أن ينتبه الرجل إليها واستمر في سيره.

عثر هشام على رزمة من الأوراق المالية وأدرك فجأة حاجة أبيه وأمه الماسة إلى الطعام. ورغم الجوع الذي يعانيه، تذكر هشام قيم الشرف والأمانة التي يحثه عليها والده دائمًا. قرر هشام الحفاظ على تلك القيم، فقام وقال للرجل العجوز الذي فقد الأموال:

“لقد سقطت هذه الرزمة من جيبك، يا سيدي.”

رد الرجل بابتسامة وقال:

“إنك طفل أمين، إليك نصف المبلغ جزاءً لأمانتك. ما الذي تعتزم فعله به؟”

أجاب هشام:

“سأعيد هذا المبلغ فوراً لأبي، الذي أصيب في ساقه وفقد وظيفته، ولكي يحصلوا على العلاج الذي يحتاجه والذي تكون أمي في شدة المرض.”

فوجَّه الشيخ تحية رفيعة لهشام وقال:

“إنك فعلاً ابن بار، خذ هذا المبلغ بأكمله وهذا الفانوس أيضاً.”

الفانوس العجيب

أخرج الرجل فانوسًا من سلته، قاربًا صغيرًا من الذهب الخالص مزين بزخارف جميلة. ثم قال لهشام:

“هذا الفانوس هو فانوس علاء الدين.”

هشام، بدهشة، نظر إلى الفانوس وقال للرجل:

“هل هو حقاً فانوس علاء الدين؟ لقد سمعت قصته من والدي.”

رد الرجل قائلًا:

“نعم، افتح بيدك غطاء الفانوس، سترى عمودًا ضخمًا من الدخان. لا تخف، انتظر حتى يتلاشى الدخان ويظهر مارد كبير سينحني أمامك، قائلاً: ‘شبيك.. لبيك.. كل ما تطلب يصبح بين يديك.’ فاطلب ما تشاء، لأنه سيظهر لك مرة واحدة فقط. وعندما ينفذ طلباتك، سيعود المارد إلى الفانوس، وسيصبح الفانوس ترابًا.”

ظهور المارد

فعل هشام ما نصح به الشيخ الكبير، وعندما خرج عمود الدخان من الفانوس، تحول إلى مارد عظيم انحنى أمام هشام وقال له: “شبيك… لبيك.. كل ما تطلب يصبح بين يديك.”

كانت كل أفكار هشام مركزة على أمه وأبيه، فقال: “أطلب شفاء أمي الحبيبة وشفاء أبي حتى يعود إلى عمله.” وتشتتت أفكاره، وسأله المارد: “أتطلب شيئاً آخر؟”

أجاب هشام: “كلا.. كل ما يهمني هو أبي وأمي.. هل يمكنك شفاؤهما؟”

أجاب المارد: “سيشفيان بإذن الله تعالى.” وعاد المارد إلى الفانوس، وفجأة اختفى الفانوس ليصبح ترابًا يتناثر على الأرض.

العودة إلى البيت

عاجزًا عن تصديق ما حدث، نظر هشام إلى رزمة النقود التي أعطاها الرجل العجوز ووجد أنها ما زالت معه، وأخذ ملابس أمه وأبيه القديمة وعاد بها إلى كوخ أبيه.

عندما دخل الكوخ، أسرع إلى والده وقدم له رزمة الأوراق المالية وشرح له ما حدث. سمعت أمه الخبر وابتسمت قائلة: “لقد شعرت فعلاً بتحسن مفاجئ في صحتي.”

أضاف الأب: “إني أشعر وكأن ركبتي شفيت. إن الله قادر على كل شيء.”

وقال هشام: “لا أدري يا والدي إن كان ما حدث حلماً أم حقيقة، فقد كان النوم يغلبني قبل أن يظهر ذلك الرجل الطيب العجوز.. المهم أن الله تعالى استجاب لدعواتي.”

معرض الصور (قصة الفانوس السحري)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة الفانوس السحري - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى