قصة العلبة العجيبة

تدور أحداث قصة العلبة العجيبة حول جندي شجاع يستخدم علبة سحرية لتحقيق أحلامه، لكن عليه مواجهة حيل الملكة والمخاطر لرؤية الأميرة التي يحبها.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في إحدى الليالي، جلس جندي شجاع يفكر في الأميرة الجميلة التي تعيش في قلعة كبيرة، محاطة بالغموض ولا ترى أحدًا. تمنى الجندي أن يراها، فأخرج علبة قداحة سحرية وقدحها. فجأة، جاءه كلب شرس يحمل الأميرة على ظهره. وقع الجندي في حب الأميرة، قبَّلها، ثم أمر الكلب بإعادتها إلى قلعتها.

في صباح اليوم التالي، روت الأميرة حلمها للملك والملكة، حيث رأت كلبًا خطفها وجنديًا قبّلها. شعرت الملكة بالقلق، وأمرت وصيفة بالسهر على الأميرة لحمايتها. وفي الليلة التالية، أرسل الجندي الكلب ليحضر الأميرة مرة أخرى، لكن الوصيفة رأت الكلب وتبعته إلى الفندق، حيث رسمت علامة على بابه لتدل الحراس.

لكن الكلب الذكي رسم علامات مماثلة على جميع أبواب المدينة، مما جعل حراس الملك في حيرة. وبما أن الملكة كانت ذكية أيضًا، قامت بخطة جديدة. ألصقت كيسًا حريريًا على ثوب ابنتها، ملأته بالدقيق مع ثقب صغير، حتى يترك أثرًا على الأرض. جاء الكلب وحمل الأميرة، لكن الدقيق تسرب دون أن يراه.

في الصباح، وصل حراس الملك، واعتقلوا الجندي. وضعوه في السجن، وحذره السجان بأنه سيُعدم في اليوم التالي. حزن الجندي في زنزانته، لكنه لم يفقد الأمل. طلب من صبي إسكافي يمر بجواره أن يحضر له علبة القداحة، وعرض عليه نقودًا فضية. ذهب الصبي مسرعًا إلى الفندق وعاد بسرعة مع العلبة الثمينة.

عندما دخل السجان ليأخذ الجندي إلى ساحة الإعدام، استخدم الجندي علبة القداحة ثلاث مرات، فجاءته الكلاب الثلاثة بسرعة. خاف الحراس من الكلاب الشريرة وفروا. وعجب الملك والملكة من شجاعة الجندي، وأعلنا أنه جدير بأميرته.

تزوج الجندي الأميرة في احتفال رائع، وعاشا في سعادة بقصر قريب من قلعة الملك. وبعد سنوات، توفي الملك، وصار الجندي ملكًا عادلاً، أحب شعبه وظل يساعد الفقراء ويعتني بالأصدقاء. هكذا، عاشت المملكة في أمان وسلام بفضل شجاعة الجندي وحب الأميرة.

قصة العلبة العجيبة مكتوبة

في قديم الزمان وفي بلد بعيد بين البلدان، كان جنديًا عائدًا إلى بلده. مشى يحمل صرته ويتقلد سيفه، فقد كان عائدًا من الحرب. وفي الطريق التقى بعجوز ماكرة.

استوقفت العجوز الجندي وقالت له: “أيها الشاب، أتحب أن تكسب مالاً كثيراً؟” أجاب الجندي: “أحب ذلك كثيرًا، لكن كيف يكون ذلك؟” أشارت العجوز إلى شجرة كبيرة، وقالت: “تحت تلك الشجرة مغارة. أريدك أن تنزل في تلك المغارة. سأربط حول جسدك حبلا، وأرفعك حين تناديني، وتكون عندئذ قد صرت غنيا.”

سأل الجندي في حيرة: “لكن كيف؟” أجابت العجوز الماكرة قائلة: “استجد في أسفل تلك المغارة ثلاث غرف. في الغرفة الأولى كلب شرس ذو عينين كبيرتين كفنجاني قهوة ستراه يجلس فوق صندوق من النقود النحاسية. لا تخف منه، مد أمامه مترًا، ثم ارفعه وضعه فوق المتر. وخذ من النقود النحاسية ما تشاء.”

التحديات الثلاثة

تابعت العجوز الماكرة كلامها فقالت: “في الغرفة الثانية صندوق من النقود الفضية. سترى فوق ذلك الصندوق كلبًا شرسًا آخر ذا عينين كبيرتين كطاحونتي هواء. لا تخف منه. ضعه فوق مثرري، وخذ من النقود الفضية ما تشاء.”

ضحكت العجوز ضحكة خبيثة متقطعة، وقالت: “في الغرفة الثالثة صندوق من النقود الذهبية. سترى فوق ذلك الصندوق كلبًا شرسًا ضخمًا ذا عينين كبيرتين كبرجين. لا تخف منه. ضعه فوق منرري، فلا يؤذيك. وخذ من النقود الذهبية ما تشاء.”

سأل الجندي قائلاً: “وأنتِ، أيتها العجوز، ماذا تريدين من المغارة؟” أجابت العجوز بخبث: “لا أريد مالاً أبدًا! ولا حتى قرشًا واحدًا! لا أريد إلا علبة قداحة صغيرة قديمة تركتها لي جدتي هناك.” هتف الجندي بحماسة: “أبشري! سيكون لك ما تشائين!”

شدت العجوز حول جسد الجندي حبلا. ثم أعطته مثزرها وقالت له: “انزل، ولا تخف شيئا.” كانت المغارة عميقة، لكن الجندي الشاب استطاع أخيراً الوصول إلى أسفلها. وهناك وجد أمامه ثلاثة أبواب.

مغامرة الجندي

فتح الجندي الباب الأول فرأى أمامه، مثلما قالت له العجوز، كلبًا شرسًا ذا عينين كبيرتين كفنجاني قهوة يجلس فوق صندوق قديم. قال الجندي الشجاع: “أنت حارس عظيم!” ثم مد مثزر العجوز وأجلس الكلب فوقه. جلس الكلب هادئًا، فالتفت الجندي إلى الصندوق وفتحه، فوجده مملوءًا بالنقود النحاسية. ملأ جيوبه بالنقود ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.

في الغرفة الثانية رأى كلبًا شرسًا آخر ذا عينين كبيرتين كطاحونتي هواء يجلس فوق صندوق قديم. مد الجندي منزر العجوز، مثلما فعل من قبل، وأجلس الكلب فوقه. ثم فتح الصندوق فوجده مملوءًا بالنقود الفضية، فأفرغ جيوبه من النقود النحاسية وملأها بالنقود الفضية. ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.

وفي الغرفة الثالثة رأى كلبًا آخر ذا عينين كبيرتين كبرجين يجلس فوق صندوق ضخم. وكان أشرس من الكلبين السابقين وأشد هولا. استجمع الجندي شجاعته وشد الكلب وأجلسه فوق مثرر العجوز، ثم نظر في الصندوق.

مواجهة العجوز الماكرة

شهق الجندي عندما رأى الصندوق مملوءًا بالنقود الذهبية، أسرع يفرغ جيوبه من النقود الفضية ويملأها بالنقود الذهبية. ثم ملأ بالذهب صرته أيضًا، وحتى طاقيته! ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.

لم ينس الجندي علبة القداحة الصغيرة القديمة التي طلبتها العجوز. بحث عنها حتى وجدها، ثم نادى العجوز قائلا: “ارفعيني!!” ولكن العجوز الماكرة قالت: “أربط علبتي الصغيرة بالحبل فأرفعها، ثم أدلي الحبل وأرفعك أنت أيضًا.” أدرك الجندي أن العجوز الماكرة الخبيثة أرادت أن تحصل على علبتها ثم تتركه هو في المغارة. فأصر على أن ترفعه هو والعلبة معًا. وهكذا كان.

زعقت العجوز الماكرة قائلة: “أين علبتي الصغيرة؟ هاتها!!” هز الجندي رأسه وقال: “قولي لي، أولاً، لماذا لا تريدين هذه العلبة، ولماذا كنتِ تريدين أن تتركيني في المغارة؟” عرفت العجوز الماكرة أن الجندي اكتشف حيلتها، فرفعت يديها تريد أن تنقته بقوتها السحرية، لكن الجندي الشجاع كان أسرع منها فضربها بسيفه.

حياة الجندي الجديدة

وصل الجندي إلى مدينة جميلة كان قد أصبح غنيًا، فنزل في أحسن فندق. وصار يشتري أحلى الثياب ويطلب أشهى المأكولات. وكثر حوله الأصدقاء والمعجبون. كان يقيم الحفلات لأصدقائه والمعجبين به، ويقدم لهم الهدايا. كما كان يساعد الفقراء والمحتاجين، ولا يرد أحدًا.

حدثه أصدقاؤه عن أميرة فاتنة، فقال: هل أقدر أن أراها؟ هز أصدقاؤه رؤوسهم مشككين وقالوا: لا يقدر أحد أن يراها. فقد قيل للملك إن ابنته ستتزوج جندياً من عامة الشعب، فحجزها في قلعة عظيمة لا تخرج منها أبدًا ولا ترى أحدًا.

قال الجندي في نفسه: أتمنى أن أراها. ولعلي أحقق يومًا هذه الأمنية. كثيرًا ما كان بعد ذلك اليوم يفكر بالأميرة. لكنه لم يعرف طريقة يصل بها إليها.

مرت الأيام، وكان الجندي سعيدًا يصرف مالًا كثيرًا، ومن حوله الكثير من الأصدقاء. لكن ماله نفد أخيرًا، فترك الفندق الفخم ليعيش في غرفة فقيرة حقيرة، ولم يزره في تلك الغرفة أحد من أصدقائه. وفي ليلة باردة حالكة الظلام لم يجد الجندي عنده حتى شمعة يضيء بها غرفته. فتذكر علبة القداحة التي أخرجها من المغارة، وأراد أن يشعل بها نارًا.

اكتشاف القدرة السحرية

أخرج العلبة، وضرب حجر القداحة ضربة واحدة. ما إن فعل ذلك حتى انفتح باب غرفته، ودخل منه كلب شرس، كان هو نفسه حارس صندوق النقود النحاسية في مغارة الشجرة.

قال الكلب: “لبيك، عبدك بين يديك!” شهق الجندي، ثم قال: “جئتني بشيء من المال!”

اختفى الكلب في لحظة، ثم عاد يحمل في فمه كيسًا من النقود النحاسية. سرعان ما اكتشف الجندي سر العلبة الصغيرة! إذا قدح العلبة مرة جاءه حارس صندوق النقود النحاسية؛ وإذا قدحها مرتين جاءه حارس صندوق النقود الفضية؛ وإذا قدحها ثلاث مرات جاءه حارس صندوق النقود الذهبية.

والكلاب الثلاثة تأتمر بأمره وتستجيب لطلباته. صاح الجندي: “أريد أن أكون غنيًا!” حملت الكلاب إليه الأموال، فعاد إلى فندقه الفخم، وعاد يشتري أحلى الملابس، ويطلب أشهى المأكولات، ويقيم الحفلات للأصدقاء ويساعد الفقراء.

الجندي والأميرة

في إحدى الليالي، جلس الجندي يفكر في الأميرة الجميلة التي تعيش في قلعة كبيرة، لا ترى أحدا ولا أحد يراها. قال في نفسه: “ليتني أراها!” ثم التقط العلبة الصغيرة وقدح قدحة واحدة. فجاءه الكلب الأول. قال الجندي: “أعرف أن الوقت ليل، لكن أريد أن أرى الأميرة، ولو للحظة واحدة.” اختفى الكلب في لحظة، وسرعان ما عاد يحمل الأميرة على ظهرها، وكانت نائمة.

أحب الجندي الأميرة الفاتنة، فانحنى عليها وقبلها. ثم أمر الكلب أن يعيدها إلى قلعتها. في صباح اليوم التالي، روت الأميرة للملك والملكة حلمًا غريبًا، قالت: “حلمت أن كلبًا خطفني، وأن جنديًا قبلي!” خافت الملكة وقالت: “هذا حلم غريب!!” وخشيت أن يكون ما رأته الأميرة حقيقة وليس حلمًا، فأمرت إحدى الوصيفات أن تسهر في غرفة الأميرة طوال الليل.

حيل الملكة والوصيفة

في الليلة التالية أيضاً أرسل الجندي الكلب ليأتيه بالأميرة. رأت الوصيفة الكلب يحمل الأميرة فتبعته. ورأته يدخل الفندق، فأمسكت طبشورة ورسمت على بابه علامة كبيرة. لكن الكلب الذكي رأى العلامة، فأمسك طباشيرة ورسم علامات مماثلة على أبواب المدينة كلها. فلم يعرف حراس الملك أين يبحثون عن خاطف الأميرة.

كانت الملكة أيضًا ذكية. في الليلة التالية الصقت بثوب ابنتها كيسًا حريريًا. ملأت الكيس بالدقيق وجعلت فيه ثقبًا صغيرًا. سرعان ما جاء الكلب وحمل الأميرة. تسرب الدقيق من ثقب الكيس وترك فوق الطريق أثرًا خفيفًا لم يره حتى الكلب نفسه.

في الصباح، وصل حرس الملك وأمسكوا الجندي ووضعوه في السجن. وقال له السجان: “غدًا تموت!” جلس الجندي في زنزانته حزينًا، وظل طوال الليل يفكر في طريقة للهرب. لكن كيف يهرب؟ فقلبه القداحة في الفندق، ومن غيرها لا يستطيع أن يطلب الكلاب. ولم يكن في جيبه إلا بضع قطع من النقود الفضية.

الخطة الجريئة

في الصباح، وقف وراء قضبان نافذة السجن حزينًا. وبينما هو على هذه الحال مر من أمام النافذة صبي إسكافي. ناداه الجندي وقال له، وهو يمد يده بالنقود: “جئني بعلبة القداحة من الفندق فأعطيك هذه النقود الفضية.” لم يكن صبي الإسكافي قد رأى من قبل مثل ذاك المبلغ الكبير من المال. فذهب إلى الفندق ركضًا، وعاد ركضًا يحمل معه علبة القداحة الثمينة.

ما كاد الجندي يتسلم العلبة حتى دخل السجان ليأخذه إلى ساحة الإعدام. وكان الناس قد احتشدوا في الساحة، وكذلك كان هناك الملك والملكة. ضرب الجندي علبة القداحة مرة، ومرتين، وثلاث مرات. وفي الحال جاءته الكلاب الثلاثة. فصاح: “خلصيني!”

النهاية السعيدة

خاف الحرس من تلك الكلاب الشرسة المرعبة وفروا. وعجب الملك والملكة من قوة ذلك الجندي، وقالا له: “أنت حقا جدير بابنتنا الأميرة.” وأقبل الناس يصفقون ويهتمون باسم الجندي وقالوا: “تزوج أميرتنا، لتكون ملكًا علينا!” تزوج الجندي الأميرة الجميلة في احتفال عظيم. وعاش الزوجان في قصر قريب من قلعة الملك، عيشة سعيدة راضية. وبعد سنين توفي الملك فنودي بالجندي ملكًا بعده. وكان ملكًا عادلاً أحب الشعب، وظل طوال حياته كريمًا يحب الأصدقاء ويساعد الفقراء.

معرض الصور (قصة العلبة العجيبة)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى