قصة الشاب الذكي والمملكة العجيبة

اكتشف قصة الشاب الذكي الذي يجد نفسه ملكًا في مملكة عجيبة! يواجه تحديًا كبيرًا ويكشف سرًا غامض حول مصير الملوك. مغامرة ملهمة عن الحكمة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كان هناك شاب ذكي وأمين يعمل عند تاجر غني، كافأه التاجر بمركب مليء بالبضائع. لكن عاصفة عنيفة حطمت المركب ووجد الشاب نفسه على شاطئ جزيرة غريبة. المفاجأة كانت أن أهل الجزيرة استقبلوه بحفاوة وجعلوه ملكًا عليهم! حكم الشاب بالعدل والمودة لكنه حار في سبب اختيارهم له. كشف وزيره سرًا مدهشًا: كل ملك يحكم لمدة عام واحد فقط ثم ينفى إلى شاطئ مهجور ليموت وحيدًا. فكر الملك الشاب بذكاء وحكمة، وبدلًا من اليأس، استغل فترة حكمه ليبني مدينة رائعة مزدهرة على الشاطئ المهجور. وعندما جاء موعد نفيه، وجد مملكة جديدة بانتظاره، وبذلك نجى من مصيره المحتوم.

قصة الشاب الذكي والمملكة العجيبة مكتوبة

كان في قديم الزمان تاجر من كبار التجار الأعيان، له تجارة كبيرة في كل بلد ومكان. وكان يملك الكثير من العبيد والخدم والأعوان، ومن بينهم شاب ذكي متوقد العقل، أمين غاية في الأمانة. وكان التاجر شديد الإعجاب بهذا الشاب لأمانته وإخلاصه في عمله وذكائه الشديد الذي لم يرَ له مثيلًا.

مرت سنوات والشاب يعمل عند التاجر بمنتهى الإخلاص والأمانة والوفاء. أراد هذا التاجر الغني أن يكافئ الشاب، فاستدعاه وجهز له مركبًا كبيرًا مملوءًا بالبضائع الغالية النفيسة، وقال له:

هذه مكافأتي لك لإخلاصك وأمانتك ووفائك وذكائك. سر على بركة الله بهذه البضائع، وكل ما تربحه فهو لك.

فرح الشاب بهذه الهدية الكبيرة وشكر سيده، ورحل بالمركب متجهًا إلى بلد بعيد لتسويق بضائعه.

رحلة بحرية ومفاجأة ملكية

سار المركب في موج هادئ ونسيم عليل وشمس ساطعة. وفي وسط البحر تبدلت الأحوال، وتحول النسيم العليل إلى رياح عاتية، والموج الهادئ تحول كالجبال. غامت السماء، والسفينة تعلو وتهبط وتتلاطمها الأمواج، وترميها يمينًا ويسارًا حتى تحطمت وسط الأمواج العاتية!

وتشبث الشاب بلوح خشبي، وظلت الأمواج تتقاذفه حتى وجد نفسه ملقى على شاطئ جزيرة. تمالك الشاب نفسه واستجمع قوته، وتحامل على قدميه، وسار على الجزيرة التي لا يرى فيها إلا الأشجار والطيور. ظل يسير وهو متعب إلى أن رأى على مرمى البصر أسوار مدينة عظيمة؛ فاتجه إليها. عندما وصل قريبًا من الأسوار رأى أبواب المدينة تفتح، ويخرج منها موكب عظيم من أكابر الناس في أجمل الثياب، خلفهم الفرسان والأعلام والزينات. وكانت المفاجأة… انحنى الجميع أمام الشاب، ورحبوا به غاية الترحيب، وحملوه على محفة عظيمة مرصعة باللآلئ والجواهر إلى كرسي العرش، وقلدوه الملك عليهم، وطلبوا منه أن يحكم المملكة. كل ذلك والشاب غاية في الدهشة مما يحدث وكأنه يحلم!

حيرة الملك الشاب وصداقة الوزير

مرت الأيام والحال على ما هي عليه. الشاب يجلس على كرسي الملك، يحكم بين الناس بالعدل. لقد جعل كل صفاته الحسنة من إخلاص وصدق ووفاء وأمانة وذكاء في خدمة المملكة وأهلها، ولكنه كان دائم التفكير في أمر يحيره: ما الذي جعل أهل هذه المملكة العظيمة يختارونه ليكون ملكًا عليهم رغم أنه لا يمتلك أي شيء؟

ظل هذا السؤال يدور في رأس الملك الشاب ويدور، ولكنه لا يجد له إجابة. ذات يوم رأى ملكنا الشاب في مملكته شابًا في مثل عمره تقريبًا، كانت تظهر على وجهه علامات الذكاء والصدق، فقربه إليه وجعله وزيرًا له. نشأت بينهما صداقة حتى صارا كالأخوين، فقرر الملك الشاب أن يسأل وزيره السؤال الذي يحيره ولا يجد له إجابة:

ما الذي جعل أهل هذه المملكة العظيمة يختارونني لأكون ملكًا عليهم؟

ابتسم الوزير وقال: اعلم أيها الملك، أعزك الله، أن كل ملوك هذه المملكة الذين سبقوك لم يحصلوا على إجابة هذا السؤال، ولكن لأنك أقمت ملكك على أساس قوي وهو العدل، وكنت أمينًا على مملكتك، وجعلت من نفسك خادمًا للصغير والكبير من رعيتك، استحققت أن أبوح لك بسر ملكك وسر أهل مملكتك.

سر المملكة العجيبة

من قديم الزمان، وفي كل عام، في الوقت الذي أتيت أنت إلينا فيه، تفتح أبواب المملكة ويخرج أهلها ليستقبلوا الشخص الذي نجا من الغرق، ويجعلونه ملكًا عليهم في احتفال عظيم كما حدث معك، ويظل يحكمنا لمدة عام، يأمر وينهى كما يشاء، متمتعًا بكل صلاحيات الملك والمملكة، ومتنعمًا بكل ما فيها من خيرات. بعد مرور العام يقوم أهل المملكة بإنزال الملك من فوق كرسي العرش، ويقيدونه بالحبال، ويسلمونه لرجلين قويين يحملانه في مركب، وينقلانه إلى الشاطئ الآخر للجزيرة وهو شاطئ واسع مهجور، صحراء جرداء؛ ليعيش وحيدًا دون طعام ولا ماء، ولا أنيس ولا جليس حتى يموت!

خطة الملك الشاب لمستقبله

اندهش الملك الشاب حين سمع هذا الكلام من وزيره، وبدأ يفكر في مصيره الذي سيلاقيه بعد وقت قصير. ظل الملك الشاب طوال الليل يفكر، وفي الصباح استدعى وزيره وطلب منه أن يجمع الكثير والكثير من المهندسين والعمال والصناع والزراع، وينطلق بهم إلى الشاطئ المهجور؛ ليقيموا هناك مدينة كبيرة، ويحيطوها بالقرى والزروع ويشقوا فيها الأنهار، ويزرعوا بها الكثير من الأشجار لتأوي إليها العصافير والطيور، ثم ينقلوا إليها المزيد من المؤن والطعام والشراب، وكل غالٍ ونفيس، ثم ينقلوا إليها الكثير من الخدم والأعوان.

ظل العمل متواصلًا ليل نهار إلى أن انتهى على أكمل وجه، وجاء اليوم الموعود. فدخل على الملك العساكر والجنود وأنزلوه من فوق عرشه، وقيدوه بالحبال، وسلموه لرجلين قويين، وضعاه في مركب، ونقلاه إلى الشاطئ المهجور، وتركاه وحيدًا وعادا بالمركب إلى المملكة.

في هذا الوقت كان كل من في المدينة الجديدة يخرج في موكب كبير لاستقبال الملك الشاب.

معرض الصور (قصة الشاب الذكي والمملكة العجيبة)

تحميل الحكاية

شارك برأيك

ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى