قصة السلطعون والكركي

في قصة السلطعون والكركي، يستخدم الكركي الحيلة لأكل الأسماك، لكن السلطعون الصغير يُظهر ذكاءً وشجاعةً فائقين ويُنقذ أصدقاءه.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في زمن بعيد، عاش كركي عجوز بجوار بركة تعج بالأسماك. كان الكركي يرغب في أكل الأسماك، لكن محاولاته كانت تبوء بالفشل، إذ كانت الأسماك تغوص بسرعة إلى قاع البركة العميق. في يوم من الأيام، قرر الكركي أن يخدع الأسماك ليتمكن من التهامها. زعم أنه صديق لهن وأخبرهن بقدوم صياد يرغب في اصطيادها، مقترحًا نقلها إلى بركة آمنة.

وافقت الأسماك المذعورة على اقتراح الكركي، وبدأت تذهب معه واحدة تلو الأخرى. بدلاً من نقلها إلى بركة آمنة، كان الكركي يأكلها على صخرة بعيدة. بعدما أكل عددًا كبيرًا من السمكات، طلب السلطعون الصغير من الكركي أن ينقله هو أيضًا. وافق الكركي، مخططًا أن يأكله أيضًا.

عندما أدرك السلطعون أن الكركي يخطط لالتهامه، عض رأسه بشدة حتى قتله. عاد السلطعون إلى البركة وأخبر الأسماك بالحقيقة. تعلمت الأسماك أن الثقة الزائدة يمكن أن تكون خطيرة، وأن الذكاء والشجاعة هما الأسلحة الأقوى لمواجهة المخاطر.

قصة السلطعون والكركي مكتوبة

في قديم الزمان، كان هناك كركي فطن عجوز يعيش في جوار بركة ماء تعج بالأسماك. كان لعابه يسيل في كل مرة ينظر إلى الأسماك تسبح في البركة وتلعب. كان يقول في نفسه: “هذه أسماك شهية، ليتني أصل إليها وأكل من لحمها الطيب الطري!” لكن كلما كان يحاول أن يمد عنقه الطويل ليلتقط سمكة بمنقاره الحاد المدبب، كانت السمكة تغوص بسرعة خاطفة إلى قاع البركة. وكان قاع البركة عميقًا لا يستطيع الكركي الوصول إليه بمنقاره.

هناك، في مياه البركة الصافية العميقة، كانت الأسماك تسبح فرحة، وتلعب، وتهز ذيلها، وتخفق بغلاصمها، وتنظر إلى الكركي العجوز، وتسخر منه وتغيظه بحركاتها وكلماتها. كان يعيش في تلك البركة أيضًا سلطعون صغير. كان السلطعون صديقًا للأسماك، يأكل معها ويشرب، ويلهو ويلعب.

خطة الكركي الماكرة

في أحد الأيام، أحس الكركي أنه لم يعد يطيق الاكتفاء بمراقبة الأسماك، وعزم على أن يجد طريقة لالتهامها. فكر طويلًا! فكر وتأمل، إلى أن وضع خطة في رأسه الصغير الماكر. “ماذا لو تظاهر بأنه صديق للأسماك؟ لو حدث أنها صدقته، لن تسبح هاربة منه.”

مشى الكركي إلى البركة وقال: “يا صديقاتي السمكات، استمعن إليَّ! لست هنا لأكلكن، أنا هنا لأخلصكن!” كانت السمكات قد بدأت بالهرب، لكنها سرعان ما توقفت، ونظر بعضها إلى بعض. بدا على الكركي أنه قلق، لم يكن منقاره الحاد موجهًا إلى سمكة منها، وكان على وجهه علامات حزن. قررت أخيرًا أن تستمع إلى ما يقول. تجمعت في سرب واحد، والتفتت إليه لتعرف ما عنده.

تظاهر الكركي بالقلق، وقال: “كنت أطير على مسافة قريبة من هنا عندما رأيت رجلًا يمشي متجهًا إلى البركة. كان صياد سمك. كان يحمل على كتفه شبكة كبيرة، وسمعته يغني أغنية تقول: ‘يا صياد الشبكة، اصطد عشرات الأسماك. اصطدها صبحًا ومساء فهي غداء وهي عشاء.’ لا بد أن أحدًا دله على بركتنا، وفي البركة ينوي أن يرمي شبكته الجائعة!”

تنفيذ الخطة

فزعت السمكات وتلوّت وزعقت: “صياد سمك! كيف يمكن أن ننجو منه؟ شبكته تغوص عميقًا في الماء وتجرفها! ما العمل؟” ترك الكركي السمكات تخاف لبعض الوقت، ثم قال: “يا عزيزاتي السمكات الصغيرات، لا تحافن، أنتن عندي كأولادي. لن أترككن تمتن! سأفكر في طريقة لإنقاذكن.”

صاحت السمكات في صوت واحد، وهي تندفع إلى سطح الماء في ذعر شديد: “نرجوك، فكر ولا تتأخر!” أراد الكركي أن يصطاد عددًا من تلك السمكات التي جاءت بنفسها إليه، لكنه لم يفعل، وتظاهر بالتفكير. قال الكركي: “في مكان قريب من هنا بركة بديعة صافية خافية عن العيون، لم تقع عين صياد سمك عليها أبدًا، وهي آمنة تمامًا. بإمكاني أن أحملكن إليها واحدةً واحدةً. لكن علينا أن نسرع، فالصياد يصل قريبًا إلى هنا. هل أنتن جاهزات؟”

الثقة الزائفة

نسيت السمكات المذعورات كل شيء. نسيت الخطر الذي كان يشكله الكركي عليها، ونسيت منقاره الحاد الطويل. ونسيت كيف كانت تقضي أيامها في محاولة الهرب منه.

وهكذا، من غير تفكير، صاحت السمكات الصغيرات التعيسات بصوت واحد: “نحن نثق بك! نرجوك، خذنا إلى البحيرة الآمنة!”

كاد الكركي أن يطير فرحًا. لم يكن يصدق الحظ الذي وقع عليه! خطته نجحت، لكنه أخفى فرحه وقال: “عظيم! الآن من منكن تريد أن تكون أولًا؟” صاحت أصوات صغيرة عديدة قائلة: “أنا! أنا!” حمل الكركي السمكة الأولى في منقاره وطار بعيدًا. لم يطر إلى بحيرة، لا، بل إلى صخرة قريبة منزوِية. وهناك أكل السمكة المسكينة. ثم طار عائدًا ليحمل سمكة أخرى، وأخرى.

الوليمة الكبرى

واحدةً بعد واحدةٍ، أكل الكركي العديد من السمكات السمينة الشهية. وسرعان ما كانت عظام تلك السمكات قد انتشرت فوق الصخرة القريبة المنزوِية. كانت تلك وليمة طالما حلم بمثلها أيامًا وأيامًا، وكانت في الواقع أشهى وأطيب مما تخيله حتى في الأحلام!

في هذه الأثناء، كان الخوف قد دب أيضًا في السلطعون الصغير. كان يعرف أن سكان المدن يحبون لحم السلاطعين، وأراد، هو أيضًا، أن يحمله الكركي إلى البحيرة الأخرى ليكون في أمان. عندما عاد الكركي إلى البركة، شق السلطعون طريقه بين السمكات المنتظرة، وقال: “أرجوك يا سيدي الكركي، خذني أنا أيضًا إلى البحيرة.”

السلطعون الذكي

نظر الكركي إلى السلطعون. كان قد تعب بعض الشيء من مذاق السمك، وكان قد أكل من قبل سلطعونًا أو اثنين، ووجد طعم السلاطعين طيبًا. ورأى أن ذلك السلطعون الصغير سيكون، بعد الوجبة الدسمة المشبعة، تحلية لطيفة.

عاد السلطعون يقول بصوت متوسل: “هل تنقذني، يا سيدي الكركي؟”

أجاب الكركي: “بالتأكيد! نعم سأنقذك، يا صغيري! تعالَ اركب على عنقي.”

تسلق السلطعون عنق الكركي، وتشبث به بقوة إذ طار الكركي متجهًا إلى صخرته. إذ بدأ الكركي يهبط إلى الأرض، نظر السلطعون إلى الأرض مذعورًا. قال في نفسه: “أين البحيرة؟ هذه ليست بحيرة! هذه صخرة! وما هذه العظام المبعثرة في أرجائها؟ إنها عظام أسماك!”

انقلاب الموقف

أدرك السلطعون على الفور أن الكركي قد خدع الأسماك المسكينة، ويبدو الآن أن دوره قد جاء ليكون طعامًا. “لا!” قال في نفسه، “لن أسمح بحدوث ذلك.”

حالما حط الكركي على الأرض، أنشب السلطعون مخالبه في عنقه وعض رأسه عضة شديدة، وظل يشد عليه حتى قتله. ارتمى الكركي ميتًا بين عظام الأسماك التي أكلها، أما السلطعون فقد أدار ظهره ومشى عائدًا إلى بركته.

العودة إلى البركة

كانت الأسماك الباقية في البركة قد بدأت تشعر بالقلق. فلا بد أن الصياد قد أصبح الآن قريبًا منها. أين هو الكركي؟ لماذا لم يعد لإنقاذ ما بقي منها؟

أخيرًا رأت السلطعون يُطل من بعيد. نادته قائلة: “أين الكركي؟ ألَن يعود إلينا ليُخلصنا؟”

قال السلطعون بهدوء: “لا، لن يعود!”

“ماذا! لماذا؟”

أخبر السلطعون الأسماك أن ثقتها في الكركي لم تكن في محلها، ثم روى لها حكاية البحيرة المفقودة، والعظام المنتشرة على الصخرة، وكيف أنه عض رأس الكركي حتى قضى عليه.

الدروس المستفادة

كانت الأسماك ترتجف خوفًا، لكن شيئًا فشيئًا هدأت وشعرت بالاطمئنان. ماتت سمكات عديدة، ولولا فطنة السلطعون وشجاعته لكان الكركي قد أكلها جميعًا.

انحنت الأسماك أمام السلطعون وشكرته، وقالت: “نحن مدينات لك بحياتنا.”

منذ ذلك الوقت، كثيرًا ما كان السلطعون الصغير الحكيم يروي للأسماك الصغيرة حكاية الكركي وحيلته، وكيف أنه تمكن من أن يفوقه فطنة. وبطبيعة الحال، كانت الأسماك تفهم من ذلك أن الذكاء سلاح أقوى من الحجم والقوة البدنية.

معرض الصور (قصة السلطعون والكركي)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى