قصة الزر المسحور

جدول المحتويات

في إحدى القرى، كان هناك بوسطجي يدعى شفيق، يعيش وحيدًا في بيت صغير. كل يوم كان يستيقظ باكرًا ليذهب إلى عمله في توزيع الرسائل. كانت حياته بسيطة وروتينية، لكن في أحد الأيام حدث أمر غريب. أثناء تفقده حقيبته في نهاية اليوم، وجد زرًا أحمر عليه نقاط سوداء. لم يكن يعرف من أين أتى هذا الزر، فقرر أن يبحث عن صاحبه بين البيوت التي وزع فيها الرسائل.

على الرغم من جهوده في البحث، لم يتمكن شفيق من معرفة صاحب الزر. فكر في تسليمه لرئيس مكتب البريد، لكنه نصحه بالاحتفاظ به. في تلك الليلة، وبينما كان الزر على رف قرب سريره، أضاء القمر عليه وسمع شفيق صوتًا يقول له: “خذني إلى صاحبي… أنا لست لك.” ارتبك شفيق وسأل الزر عن صاحبه، فرد الزر بكلمة واحدة: “برقوق!” لكن الزر صمت بعدها، مما زاد من حيرة شفيق.

استمر شفيق في البحث عن أي إشارة لاسم “برقوق” دون جدوى، إلى أن قرر في أحد الأيام أخذ الزر معه في نزهة إلى قرية قريبة. هناك، وبينما كان يسير في الحقول، لاحظ زهرة حمراء مستديرة، وتذكر أن هذه الزهرة هي زهرة البرقوق. وضع الزر بين أوراقها العريضة، فبدأ الزر يتحول ببطء إلى خنفساء حمراء لها ستة أرجل. أدرك شفيق حينها أن الزر كان في الأصل خنفساء مسحورة.

بعد أن ودّع شفيق الخنفساء، عاد إلى بيته وهو يشعر بالرضا. وعند وصوله، اكتشف أن الزر قد ترك له هدية أخيرة في العلبة التي كان يحتفظ بها: خاتم أحمر يناسب إصبعه تمامًا. اعتبر شفيق أن الخاتم جلب له الحظ السعيد، إذ تمت ترقيته فيما بعد إلى مدير مركز البريد، وانتقل للعيش في بيت أكبر. وهكذا انتهت مغامرته مع الزر المسحور، ليبقى الخاتم ذكرى دائمة لهذه القصة الغامضة والمثيرة.

قصة الزر المسحور مكتوبة

كان في يوم من الأيام بوسطجي يعيش وحيدًا في بيت صغير مكوّن من غرفة واحدة وصالون صغير ومطبخ. كان يحضّر طعامه بنفسه ويعتمد على نفسه في كل شيء، من تنظيف بيته إلى شراء احتياجاته من السوق. وكان يستيقظ باكرًا كل يوم، يغسل وجهه ويتناول فطوره ثم يتوجه إلى عمله. حيث كان يتسلم الرسائل من مكتب البريد ويوزعها على سكان منطقته.

في المساء، كان يعود إلى بيته ليستريح من عناء العمل. يتناول عشاءه ثم يخلد إلى النوم بعد يوم طويل. كانت هذه حياته الروتينية، لكن شيئًا ما غير عادي كان على وشك الحدوث.

الزر الأحمر الغريب

في أحد الأيام، وبينما كان البوسطجي عائدًا من عمله، وضع يده في حقيبته التي يضع فيها الرسائل ليتفقد ما تبقى منها دون توزيع. هناك، وجد زرًا مستديرًا بلون أحمر عليه بعض النقاط السوداء. فرح البوسطجي عندما وجد هذا الزر، لكنه ظل يفكر من أين جاء وكيف وصل إلى حقيبته. هل سقط من إحدى الرسائل؟

كان البوسطجي شفيقًا وأمينًا للغاية، يحافظ على رسائل الناس أكثر مما يحافظ على أغراضه الشخصية. قرر شفيق أن يسأل كل شخص سلّمه رسالة ذلك اليوم إذا كان هذا الزر ملكًا له.

رحلة البحث عن صاحب الزر

وبالفعل، انطلق شفيق إلى كل بيت زاره ليسأل عن الزر، لكن أحدًا لم يتعرف عليه. وبعد أن أتم جولته دون جدوى، قرر أن يسلم الزر لرئيس مكتب البريد. عندما نظر رئيس المكتب إلى الزر، قال له: “لا يساوي شيئًا، يمكنك الاحتفاظ به إذا لم تجد صاحبه.”

أخذ شفيق الزر وعاد إلى بيته، لا يعلم ماذا يفعل به. بعد أن غسل وجهه ويديه، أخرج الزر من جيبه ووضعه على رف قريب من سريره، ثم جلس يستريح.

سر الزر المسحور

لم يكن شفيق يعلم أن الزر كان مسحورًا. كل ما كان يعرفه هو أنه جميل وقد يكون ملكًا لشخص ما. عندما طلع القمر وأشرق بنوره، وصل النور إلى الزر الموضوع على الرف. فجأة، سمع شفيق صوتًا يقول له: “خذني وأعطني إلى صاحبي… أنا لست ملكًا لك كما تعلم.”

استغرب شفيق وقفز من سريره مذهولاً، وتحدث إلى الزر قائلاً: “حسنًا، إنني مستعد أن أخذك إلى حيث تريد. أخبرني أين صاحبك وأنا سأوصلك إليه.” لكن الزر قال كلمة واحدة فقط: “برقوق.”

اللغز المحير

احتار شفيق في أمره وطلب من الزر أن يوضح أكثر، لكن الزر صمت بعد أن اختفى القمر خلف غيمة سوداء. هنا بدأت الأمور تزداد غموضًا. جلس شفيق يفكر ويفكر محاولاً فهم معنى كلمة “برقوق”. لكن التفكير أنهكه، ولم يجد تفسيرًا.

البحث عن صاحب الزر

في صباح اليوم التالي، نهض شفيق من نومه كالمعتاد. بعد أن غسل وجهه ويديه وتناول فطوره، أخذ الزر الموضوع على الرف ووضعه في جيبه، ثم توجه إلى عمله. كان شفيق قد عزم هذه المرة على بذل قصارى جهده ليهتدي إلى صاحب الزر. وظلت كلمة “برقوق” عالقة في ذهنه، فصار كلما وصل إلى بيت يقرأ اسم صاحبه ليرى ما إذا كان اسمه “برقوق” كما قال له الزر. بحث في جميع أسماء البيوت لكنه لم يصل إلى أي نتيجة.

أخيرًا، عاد شفيق إلى مركز البريد وفكر في البحث في دليل العناوين لعله يجد شخصًا يحمل اسم “برقوق”. لكنه لم يجد أحدًا بهذا الاسم. اختلطت عليه الأمور، ولم يعد يعرف ماذا يفعل بالزر.

انتظار رسالة من الزر

عند المساء، عاد شفيق إلى بيته ووضع الزر على الرف القريب من سريره، منتظرًا أن يتحدث الزر مرة أخرى. لكنه انتظر طويلاً دون أن يسمع شيئًا، إذ كان سبب سكوت الزر هو غياب ضوء القمر. فقد كانت السماء ملبدة بالغيوم، مما حال دون رؤية القمر، فلم يتكلم الزر. ونام شفيق مهمومًا.

في الصباح التالي، حمل شفيق الزر معه وذهب يتجول في حي جديد على أمل أن يعثر على بيت يحمل اسمًا مشابهًا لما قاله الزر. لكنه لم يتمكن من العثور على المكان المطلوب. وعاد إلى بيته ووضع الزر مرة أخرى على الرف منتظرًا أن يتحدث. ومع ذلك، ظل الزر صامتًا بسبب الغيوم التي تحجب ضوء القمر.

ظهور القمر مرة أخرى

مر اليوم الثالث دون أن يجد شفيق أي أثر لصاحب الزر. وعندما حل المساء، ظل الزر صامتًا مجددًا، إذ استمر القمر مختبئًا خلف الغيوم. في اليوم الرابع، نهض شفيق من سريره وذهب إلى عمله كالمعتاد، يفتش في كل مكان دون جدوى. وعاد إلى البيت متحيرًا، أخرج الزر من جيبه ووضعه على الرف.

في تلك الليلة، ظهر القمر وأضاء الزر الموضوع على الرف. فجأة، بدأ الزر يتحدث قائلاً: “أنا لست لك… أنت تعرف ذلك… أرجوك أن تأخذني من هنا وتضعني حيث يجب أن أكون.”

رد شفيق قائلاً: “أين مكانك؟ قل لي، وأنا سأوصلك إليه.” أجاب الزر: “برقوق! برقوق! ألا تعرف؟” ثم صمت الزر مجددًا، مما زاد من حيرة شفيق. حاول شفيق طرح المزيد من الأسئلة، لكن الزر لم يجب. ذهب شفيق إلى النوم وهو في حالة من الارتباك.

رحلة جديدة

كان اليوم التالي يوم عطلة لشفيق. قرر أن يقوم برحلة طويلة خارج المدينة على أمل أن يجد حلًا للغز. بعد أن غسل وجهه ويديه كعادته، ذهب إلى المطبخ وحضر بعض الطعام لرحلته. أخذ عصاه وخرج من البيت، لكنه تذكر فجأة الزر وقال لنفسه: “ربما يرغب الزر في الذهاب معي في نزهة، فلماذا لا آخذه معي؟”

أخذ شفيق الزر من مكانه ووضعه في علبة صغيرة، ثم وضع العلبة في جيبه وخرج من البيت. سار في الطريق حتى وصل إلى محطة سكة الحديد، حيث ركب القطار وسافر إلى قرية صغيرة قريبة من بلدته.

اكتشاف سر الزر

وصل القطار إلى القرية التي قصدها شفيق، ونزل من العربة وأخذ يسير في الحقول. بعد مسافة قصيرة، جلس شفيق ليستريح قليلاً ويأكل بعض الطعام. في هذه اللحظة، أخرج الزر من جيبه ووضعه فوق العشب، ظانًا أن هذا الفعل قد يُرضي الزر.

عندما اقترب المساء، نهض شفيق وعاد يمشي باتجاه المحطة ليستقل القطار عائدًا إلى بيته. وفي الطريق، سمع حركة خفيفة داخل جيبه، فعرف أنها تأتي من العلبة التي تحتوي على الزر. ليتأكد، قرب العلبة إلى أذنه وسمع ضجة خفيفة داخلها. ثم فتح العلبة وأخرج الزر وبدأ يتفحصه وهو ينظر حوله.

اللقاء بالزهرة البرقوق

في هذه اللحظة فقط، عرف شفيق سر الزر الذي حيره لأيام طويلة. حين رأى زهرة حمراء مدورة، أدرك شفيق أن هذه الزهرة هي زهرة البرقوق، التي ذكرها الزر. فقام بإخراج الزر من العلبة وانحنى فوق الزهرة، ووضع الزر بين أوراقها العريضة، ثم وقف يتأمل ما سيحدث.

ما إن وضع شفيق الزر بين أوراق الزهرة حتى شاهد تحولًا غريبًا. بدأ الزر يتغير شكله، حيث تحول إلى كائن حي بأرجل ستة، وأصبح خنفساء حمراء ملطخة بالسواد. بدأت الخنفساء تتحرك ببطء، وعندئذ عرف شفيق أن الزر كان في الأصل خنفساء قبل أن يتخذ شكل الزر الأحمر.

تحول الزر

تطلع شفيق إلى الزر المتحول إلى خنفساء بدهشة وقال: “وداعًا! وداعًا!” ثم أعاد العلبة إلى جيبه وتابع سيره نحو المحطة، حيث ركب القطار وعاد إلى بيته.

لكن قصة شفيق مع الزر لم تنته بعد. عندما وصل إلى بيته واستخرج العلبة من جيبه، سمع صوتًا داخلها يشبه صوت فأر. وعندما فتح العلبة، وجد بداخلها خاتمًا أحمر بحجم إصبعه تمامًا. أدرك شفيق أن الزر قد أهداه هذا الخاتم كهدية مقابل ما فعله. وكان الغريب في الأمر أن الخاتم كان بحجم إصبعه المثالي.

الحظ السعيد

وضع شفيق الخاتم في إصبعه بسعادة كبيرة. ومنذ ذلك اليوم، أصبح شفيق يفتخر بالخاتم ويقول إنه جلب له الحظ السعيد. إذ لم يمضِ وقت طويل حتى تمت ترقيته إلى وظيفة مدير لمركز البريد الذي كان يعمل به. كما انتقل للعيش في بيت أكبر وأكثر راحة.

معرض الصور (قصة الزر المسحور)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

المصدر
قصة الزر المسحور - حكايات وأساطير للأولاد - منشورات المكتب العالمي للطباعة والنشر - بيروت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى