قصة الرؤوس الثلاثة

قصة الرؤوس الثلاثة هي قصة للأميرات خيالية تعلم الأطفال أهمية الطباع الحسنة ومساعدة الأخرين فكل إنسان يشرب من نفس كأس أعماله.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في يوم من الأيام، عاش ملك وملكة، وكان لكل منهما ابنة. ابنة الملك كانت جميلة وطيبة القلب، يحبها الجميع، بينما كانت ابنة الملكة قبيحة وسيئة الطباع. بسبب غيرتها، أمرت الملكة ابنة الملك بمهمة مستحيلة؛ أن تملأ غربالًا بالماء من بئر يقع في “آخر العالم”.

انطلقت الفتاة الطيبة في رحلتها وساعدت في طريقها مهراً مقيداً منذ سنوات، فحملها عبر مراعي الأشواك الجارحة كعربون شكر. عندما وصلت إلى البئر، قابلت رؤوساً ذهبية طلبت منها غسلها بعناية، وفعلت الفتاة ذلك بكل لطف. مكافأةً لها، قررت الرؤوس الثلاثة أن تجعلها أجمل مما كانت، وكلما تكلمت تسقط من فمها لآلئ وماسات، وكلما سرحت شعرها تتكون سبائك الذهب والفضة. وبتلك القوة السحرية، عادت الفتاة إلى القصر وأبهرت الجميع، فتزوجت بأعظم أمير في العالم.

أما ابنة الملكة، التي أرادت نفس الحظ، سارت في نفس الرحلة، لكنها رفضت مساعدة المهر، وأهانت الرؤوس الذهبية عندما طلبت منها الغسل والتجفيف. وبدلاً من مكافأتها، زادت بشاعتها، وصار كلما تكلمت تسقط من فمها ضفادع وسحالي، وكلما سرحت شعرها يتساقط منه البعوض. في النهاية، لم يرغب أحد في الزواج منها سوى إسكافٍ عجوز كان يضربها كل يوم.

قصة الرؤوس الثلاثة مكتوبة

يحكي أنه في أحد الأيام، كان هناك ملك وملكة. وكان للملك ابنة، وللملكة ابنة.

كانت ابنة الملك موفورة الصحة، حسنة الطبع، يحبها كل إنسان. أما ابنة الملكة فكانت قبيحة، سيئة الطبع، لا يحبها أحد.

لم تكن الملكة تحب ابنة الملك وتريد أن تبعدها عن القصر، فأعطتها غربالاً وقالت لها: “اذهبي إلى البئر الموجود في أخر العالم واملئي منه هذا الغربال لأشرب”.

ظنت الملكة أن ابنة الملك لن تعثر على بئر آخر العالم، وحتى لو وجدته فإنها لن تستطيع ملء الغربال.

وهكذا أخذت الفتاة تمشي وتمشي، وتسأل في كل مكان عن بئر آخر العالم، ولكن لا أحد يعرف عنه شيئاً.

وصلت ابنة الملك إلي أرض واسعة ورأت مهراً مقيداً بحبل إلى شجرة. قال لها المهر: “فكي قيودي حرريني يا فتاتي الطيبة فهنا قد سلبوني حريتي الغالية منذ سبع سنوات ويوم”.

قالت ابنة الملك له: “سوف أحررك يا مهري الطيب.. سوف أحررك”. وكذلك فعلت. فكافأها المهر بأن حملها عبر مراعي الأشواك الجارحة.

بعد ذلك، تركت الفتاة المهر وسارت في طريقها بعيداً بعيداً.. أبعد مما يتصور أي إنسان حتى وصلت إلي بئر أخر العالم.

ولكن ماذا تفعل بالغربال؟

بئر أخر العالم

إنها تدلي به في البئر، ولكنها لا تظفر من الماء بشيء.

فجأة رأت رأساً ذهبياً لرجل، يظهر من مياه بئر أخر العالم، وقال الرأس لها: ” اغسليني اغسليني، أي فتاتي الباهرة.. نشفيني نشفيني، بالورود الناضرة”.

فقالت ابنة الملك: “سوف أفعل يا رأسي الطيب.. سوف أغسلك”. وكذلك فعلت.

ويبرز رأس ذهبي آخر من بين المياه ليقول لها: “اغسليني يا فتاتي الطيبة اغسليني.. وبقماش نظيف ناعم نشفيني”.

فقالت ابنة الملك: “نعم سأفعل يا رأسي الطيب.. سوف أغسلك”. وكذلك فعلت.

ويظهر رأس ذهبي ثالث من بئر آخر العالم ليقول لها أيضاً: “اغسليني ومشطيني ثم برقة ارقديني فوق ضفة مزهرة كي أبدو ظريفاً كي أبدو لطيفاً للعيون الناظرة”.

فقالت ابنة الملك: “نعم سأفعل يا رأسي الطيب.. سوف أغسلك”. وكذلك فعلت.

بعد ذلك غاصت الرؤوس الثلاثة في مياه البئر، بئر أخر العالم. فاصفر لون المياه، وأخذت الرؤوس الثلاثة تتحدث فيما بينها: “قل يا أخي ما رأيك؟”.

فقال الأول: “أقول إنها إن كانت من قبل جميلة فهي سوف تكون أجمل”.

– “قل يا أخي.. ما رأيك؟”.

عندئذ تحولت المياه من الصفرة إلى الخضرة.

فقال الثاني: ” أقول إنها كلما تكلمت سوف تسقط من فمها لؤلؤة وماسة وياقوتة”.

وأيضاً تحولت المياه من الخضرة إلى الزرقة.

– “قل يا أخي.. ما رأيك؟”.

فقال الثالث: ” أقول إنها كلما سرحت شعرها ستتجمع في مشطها سبيكة من فضة وسبيكة من ذهب”.

عندها قالت ابنة الملك: “ولكن كيف أعود بغربالي مليئاً بالماء؟”

وما أن تكلمت، حتى سقطت من فمها لؤلؤة وماسة وياقوتة، في مياه البئر، ولم تعد الفتاة قادرة على رؤية الرؤوس الثلاثة ولكنها بقيت تسمع أصواتهم، وهي تقول لها: “إحشه بطحلب، إدهنيه بطين، سيحمل المياه، أينما ترغبين”.

عودة للمملكة

فأخذت ابنة الملك بعض الطحلب وسدت به ثقوب الغربال، ثم دهنته بالطين.

بعد ذلك دلت الغربال في البئر فلم تضع منه قطرة واحدة.

وهكذا عادت إلى القصر، وأعطت الغربال للملكة كي تشرب.

وإذا كانت ابنة الملك جميلة من قبل، فهي الآن أجمل. وكلما تكلمت تناثرت من فمها اللآلئ والماسات والياقوت. وكلما سرحت شعرها تجمعت في مشطها سبيكة من فضة وسبيكة من ذهب.

وها هو أعظم أمير في العالم يتقدم إليها ويتزوجها.

حسد الأميرة الشريرة

غضبت الملكة ولم تعد تدري ما تفعل، ولكنها أخذت تفكر في أن تبعث ابنتها – كما بعثت من قبل ابنة الملك – إلى مثل تلك الرحلة، فربما تنال خيراً. ولهذا أعطت ابنتها قنينة من زجاج، وأرسلتها لتجلب ماء من بئر آخر العالم.

ذهبت ابنة الملكة في طريقها من مكان إلى أخر، تسأل كل من تقابله عن بئر آخر العالم، ولكن لا أحد يعرف عنه شيئاً.

وصلت إلى أرض واسعة ووجدت مهراً مقيداً بحبل إلى شجرة. قال لها المهر: “فكي قيودي حرريني يا فتاتي الطيبة.. فهنا قد سلبوني حريتي الغالية منذ سبع سنوات ويوم”.

فقالت له ابنة الملكة: ” أنت أيها الحيوان الخسيس! هل تظن أني أفك قيدك؟ إنني ابنة ملكة!”.

وهكذا فإنها لم تحرر المهر، والمهر لم يحملها عبر مراعي الأشواك الجارحة. فاضطرت إلى السير حافية القدمين تخزها الأشواك وتمزق جلدها.

وها هي تذهب بعيداً بعيداً.. أبعد مما يتصور أي إنسان … حتى وصلت إلى بئر آخر العالم، فجلست على حافة البئر تغسل رجليها في الماء.

الفشل في الاختبار

أثناء ذلك، ظهر من خلال المياه، مياه بئر آخر العالم، رأس ذهبي وقال لها: “اغسليني اغسليني، أي فتاتي الباهرة.. نشفيني نشفيني، بالورود الناضرة”.

فقالت ابنة الملكة: “أغسلك أنت أيها الوحش المقبب المدور؟ إني ابنة ملكة!” ثم دفعت الرأس برجلها بعيداً عنها.

وبرز رأس ذهبي آخر من بين مياه بئر آخر العالم وقال لها: “اغسليني يا فتاتي الطيبة اغسليني.. وبقماش نظيف ناعم نشفيني”. فقالت ابنة الملكة: “إنني أستحم.. أغسل نفسي أنا”.

وظهر رأس ذهبي ثالث وقال لها: “اغسليني ومشطيني ثم برقة ارقديني فوق ضفة مزهرة، أبدو ظريفاً كي أبدو لطيفاً للعيون النَّاظِرة”.

فقالت ابنة الملكة: “أنت تريد أن تبدو ظريفاً ولطيفاً؟ خذ. هذا هو حمامك” وضربت الرأس بالقنينة.

غاصت الرؤوس الثلاثة في مياه البئر، بئر آخر العالم، وتحولت المياه إلى الصفرة.

تحدثت الرؤوس الثلاثة فيما بينها: – “قل يا أخي، ما رأيك؟”.

قال الأول: “أقول إنها إن كانت من قبل قبيحة فإنها سوف تكون أقبح”.

عندئذ تحولت المياه من الصفرَة إلى الخضرة

– “قل يا أخي ما رأيك؟”

فقال الثاني: “أقول إنها كلما تكلمت سوف تسقط من فمها ضفدعة وسحلية صفراء البطن”.

وأيضاً تحولت المياه من الخضرة إلى الزرقة.

– “قل يا أخي ما رأيك؟”

فقال الثالث: “أقول إنها كلما سرحت شعرها سيتساقط منه بعوض يملأ كفها كما أنها ستتزوج اسكافياً عجوزاً يحلو له في كل يوم ضربها”.

دلت ابنة الملكة بقنينتها في مياه بئر آخر العالم. ورغم أن القنينة من زجاج فإن الماء كان ينسرب منها كأنه ينسرب من غربال. ومهما حاولت فإنها لم تستطع أن تملأ الماء شيئاً.

عندها صرخت ابنة الملكة: “ولكن كيف أحمل الزجاجة بعيداً؟”

وبينما هي تتكلم قفزت من فمها ضفدعة وسحلية إلى الماء، ولم تعد ابنة الملك تستطيع أن ترى الرؤوس الثلاثة في بئر آخر العالم. ولكنها بقيت تسمع أصواتهم، وهي تقول لها: “اغلقي ثقوبها بالسراب ثم ادهنيها بالضباب وليكن لك زوج حياتك معه عذاب”.

عقاب الشر

عادت ابنة الملكة إلى بيتها عبر مراعي الأشواك الجارحة وحملت معها قنينتها فارغة.

عندما وصلت إلى القصر، أخذت تحكي لأمها حكايتها، ومع كل كلمة كانت تقفز من فمها ضفدعة وسحلية. فاضطرت الأم إلى منعها من الكلام.

فذهبت الفتاة إلى غرفتها وهي تبكي، وعندما سرحت شعرها تساقط منه بعوض ملأ كفها. عند ذلك، أبدى الملك استعداده لمكافأة من يتخذها زوجة ليتخلص منها، خاصة وأنها أصبحت الآن أقبح وأقبح. لم يتقدم للزواج منها أحد ولكن اسكافياً عجوزاً أعلن عن رغبته في الزواج منها.

فتزوجت ابنة الملكة بإسكافي عجوز. كان يضربها كل يوم بحزام من الجلد… كل يوم.. كل يوم. وهذه هي كل الحكاية.

معرض الصور (قصة الرؤوس الثلاثة)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى