قصة الخوف من الحيوانات

كان “فريد” صبياً صغيراً، يعيش مع والديه في منزل صغير، وكان يخاف من الكلاب.

ذات يوم اقترب منه والده وهو ممسك برسالة بين يديه، وقال له: “هناك أنباء سارة: سيأتي عمك “كامل” ليقضي معنا أسبوعاً”.

ابتهج فريد قائلاً: “هذا جميل! سنمرح كثيراً جداً”؛ فقد كان يكن لعمه حباً جماً، وكان شديد المودة لعمه.

أضاف والد فريد قائلاً: “سيحضر عمك كذلك ومعه كلبه”.

وعندما سمع فريد هذا الكلام قال: “آه، كلا، كلا؛ إنني أخاف الكلاب. لا يمكن أن يعيش كلب في هذا المنزل. أخبر عمي ألا يحضر معه كلبه إلى هنا”.

قال والده: “أظن أنك بحاجة لمعرفة المزيد حول الكلاب، هل تعرف أن الكلاب تتسم بالوفاء؟ وهي لا تعض أبداً إلا إذا ضايقها أحد؟ غداً إجازة، سنذهب للمكتبة ونقرأ بعض الكتب حول الكلاب”.

رحلة فريد إلى المكتبة

وفي اليوم التالي، ذهب فريد يصحبه والده إلى المكتبة. أحضر والده كتاباً حول الكلاب من “قسم الحيوانات الأليفة”. تصفح معه الكتاب وشرح له سلالات الكلاب المختلفة، كما عرض عليه صورها كذلك، ثم أراه نوع الكلب الذي يمتلكه عمه، ثم قال له: “هيا لنستعير هذا الكتاب ونقرأ عن هذا الكلب بالتفصيل”.

قام والد فريد بقراءة الكتاب له على أجزاء كل يوم، وجعله يعرف السمات الخاصة بالكلب من نوع “لابرادور”، وعادات طعامه.

وذات يوم اصطحبته والدته إلى السوق وقالت له: “لقد قرأت كتاباً حول الكلاب. يمكنك إذن اختيار الطعام لكلب العم كامل”.

قال فريد: “طبعاً، ولم لا؟”. قال هذا وتناول علب أطعمة الكلاب من فوق الأرفف.

لقاء فريد بالكلب جيري

وبعد أيام قلائل، وصل العم كامل إلى منزل أسرة فريد، ودفع سيارته من خلال البوابة. كان فريد واقفاً هناك ليرحب بعمه، وكان الكلب يجلس بداخل العربة وكان اسمه جيري، وكان كلباً بنياً ضخماً، وعندما نظر فريد إليه انتابه الخوف.

دعا فريد عمه وكلبه للدخول، وعند وصولهما غرفة الجلوس قال العم للكلب: “تعال يا جيري واجلس هنا!”. هز جيري ذيله وفعل كما أمره سيده تماماً، فربت العم كامل بيده على ظهر كلبه. ونظر نحو فريد وقال له: “سوف تستمتع بصحبته؛ إنه كلب شديد الذكاء والشجاعة، ولا يجرؤ اللصوص على دخول أي منزل يوجد به جيري”.

وفي المساء، قام العم كامل وفريد بأخذ جيري في نزهة بالحديقة، وقاما بإلقاء العصا ليلتقطها ويعيدها إليهما. كان فريد يستمتع بهذه اللعبة. وفجأة، جرى فريد ليحضر المزيد من العصا، فتبعه جيري. فخاف فريد وأخذ يسرع في جريه، فطارده جيري بالتالي بسرعة أكبر، ظناً منه أنها لعبة أخرى.

صاح العم كامل: “توقف يا فريد! إن جيري يلعب معك لا أكثر، لا تخف منه”.

توقف فريد على الفور، فتوقف جيري عن الركض كذلك.

اقترب منه عمه وقال له: “لماذا انتابك الخوف من جيري؟ إنه كان يلعب معك وحسب. لقد أعلمني والدك أنك تخشى الكلاب. اقترب؛ لا تخش جيري، امسح رأسه بمحبة، فسيحبك لهذا”.

نظر فريد إلى رأس جيري الناعم، ومسح عليه بحنان. لعق جيري يد فريد ليظهر له حبه.

مضى جيري نحو العم كامل وأخذ يلعقه هنا وهناك، وكان العم كامل هو الآخر يحب جيري. بدأ كل من العم كامل وفريد يلقيان العصا مرة أخرى ويحضرها لهما جيري. صار فريد وجيري صديقين حميمين بعد ذلك.

الحكمة

لا تخف من الحيوانات الأليفة كالكلاب؛ إن الكلاب أفضل صديق للإنسان؛ فهي لا تعض إلا إذا ضايقها أحد أو شعرت بالخوف من أن يؤذيها أحد.