قصة الحطاب وجنية النهر

اكتشف قصة الحطاب وجنية النهر التي تعلم الأطفال قيمة الأمانة والصدق، وتبين كيف يمكن للطمع أن يؤدي إلى الخسارة والفشل.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كان سعيد رجلاً بسيطاً يعمل في مصنع القماش، يخرج كل صباح ليكسب قوت يومه ويعود في المساء محملاً بالحلوى واللعب لطفليه. ذات يوم، اندلع حريق ضخم في المصنع، وتحطم بالكامل، تاركًا سعيد بدون عمل. مع مرور الأيام والشهور، بدأ سعيد يعاني من الفقر واليأس. كان يخرج يوميًا للبحث عن عمل، ولكن يعود إلى بيته خائباً، متعبًا، وحزينًا.

في إحدى الأمسيات، وبينما كان سعيد جالسًا في ساحة بيته، وقعت عيناه على فأس معلقة على الجدار. تذكر أنه يمكنه استخدام الفأس للعمل في الاحتطاب. نهض سعيد بحماس وأعلن لزوجته فاطمة أنه وجد حلاً لمشكلته، وهو العمل كحطاب.

في صباح اليوم التالي، انطلق سعيد إلى الغابة، حيث جمع الأغصان الميتة وقام بضفر ألياف الخيزران ليبيعها في السوق. مع مرور الوقت، أصبح سعيد ماهرًا في هذا العمل، وبدأ في صنع سلال وأطباق، وكانت سلعته تُباع سريعًا.

وذات يوم، أثناء عمله في الغابة، سقطت فأس سعيد في نهر عميق. حزن سعيد كثيرًا لأنه فقد أداته الوحيدة لكسب الرزق. فجأة، ظهرت جنية من النهر وعرضت عليه فأسًا ذهبية، لكنه رفضها لأنها لم تكن فأسه. ثم عرضت عليه فأسًا فضية، لكنه رفضها أيضًا. أخيرًا، أعطته فأسه الحقيقية، وأهدته جرة من الذهب مكافأة على صدقه.

عاد سعيد إلى بيته سعيدًا، وروى لعائلته ما حدث. ولكن جاره الثري الجشع، شعر بالحسد، وقرر تقليد سعيد. أخذ فأسين وذهب إلى النهر، ولكنه بدلاً من أن يكون صادقًا، حاول خداع الجنية. عندما قدمت له الفأسين الذهبيتين، اندفع ليأخذهما، لكن الجنية اختفت بالفأسين، تاركةً الرجل الجشع خائب الأمل.

تعلم سعيد أن الصدق والأمانة هما مفتاح السعادة، بينما عاقب الجشع نفسه بطمعه. وعاد إلى حياته البسيطة، راضيًا بما رزقه الله.

قصة الحطاب وجنية النهر مكتوبة

سعيد عامل من عمال مصنع القماش. يخرج كل صباح من بيته متوجهاً إلى عمله، وهو مليء بالعزم والنشاط والحيوية، ولا يعود إلى المنزل إلا في المساء. دائمًا ما يحمل معه لعبًا وحلوى لطفليه الصغيرين اللذين ينتظران عودته بشغف.

ذات يوم، شب حريق مهول في المصنع الذي يعمل فيه سعيد. تحطم المصنع بالكامل، ولم يتبق منه سوى رماد وهياكل الأجهزة المدمرة. حزن سعيد بشدة على ما حدث، فقد كان المصنع هو مصدر رزقه الوحيد.

انتظار لا أمل فيه

مرت الأيام والشهور وسعيد في انتظار عودة الأمور إلى ما كانت عليه، آملاً أن يعاد بناء المصنع وتصلح الأجهزة. لكنه، للأسف الشديد، اكتشف أن المصنع انتهى تماماً. وهكذا بدأت مأساة سعيد، إذ تحولت حياته من استقرار وهناء إلى معاناة متواصلة.

أصبح يخرج كل صباح للبحث عن عمل جديد لكسب قوته اليومي، لكنه كان يعود خائباً. ساقاه تورمتا من كثرة المشي، وكان يشعر بعبء الهموم على صدره. في كل مرة كان يعود فيها إلى المنزل، يستقبله طفلاه عند عتبة الباب بأذرع مفتوحة، فيحتضنهما بشدة وقلبه يعتصره الألم، خائفاً من الفقر الذي بدأ يهدده.

التغيير المفاجئ: قرار الاحتطاب

ذات مرة، كان جالساً على سجادة في فناء الدار، مستنداً إلى جذع شجرة الجوز، وعيناه سابحتان في الفضاء. طفلاه كانا يلعبان بجواره، وزوجته فاطمة تجلس بالقرب منه. كانت فاطمة تشعر بمعاناة زوجها، لكنها تخفي شعورها وتحاول التظاهر بالمرح لتخفف عنه. فجأة، وقع نظر سعيد على فأس معلقة على جدار البيت.

حدق سعيد في الفأس طويلاً حتى جحظت عيناه. ابتسم ابتسامة عريضة، وانقلب الحزن الذي كان يملأه إلى أمل. قام سعيد واقفاً وأعلن لزوجته: “وجدت عملاً، سأبدأ به غداً”. عندما سألته فاطمة عن نوع العمل، أجابها بفخر: “الاحتطاب. الأهم هو العمل وكسب مال الحلال، بدلاً من الاستسلام للفقر والجوع”.

البداية الجديدة: العمل في الغابة

في صباح اليوم التالي، خرج سعيد من بيته ومعه بعض الأدوات، وحمل الفأس على عاتقه. امتلأ قلبه بالفرحة والأمل وهو متجه نحو الغابة. عندما وصل إلى الغابة، اندهش من جمالها الطبيعي. الأشجار كانت طويلة وكثيفة الأغصان، والزهور البرية بألوانها الزاهية أضافت سحراً على المكان. الطيور ملأت السماء بتغريدها، وكان الجو منعشًا.

بينما كان يتجول في الغابة، أشرف على نهر عظيم محاط بنبات الخيزران. سبق له أن رأى هذا النبات من قبل وعرف أنه يستخدم في صناعة الكثير من الأشياء. امتلأ رأسه بالأفكار، ووقف متأملاً بجمال الطبيعة وغناها بالموارد التي يمكن أن يستفيد منها.

العمل في الغابة: جني الثمار

بعد أن استمتع بالمناظر الخلابة، بدأ سعيد في جمع الأغصان اليابسة الميتة، دون أن يؤذي الأشجار الصغيرة أو الأغصان الخضراء. بعد جمع كمية كافية من الحطب، قام بتصنيفه وربطه في حزَم. كما اقتلع نبات الخيزران وعدله وسواه أليافاً باستخدام سكينه. وضع الألياف في حفرة مغطاة بالماء ليجعلها لينة وسهلة التشكيل لاحقاً.

نقل سعيد حزم الحطب إلى السوق وباعها. بثمنها، اشترى ما تحتاجه أسرته من مواد أساسية، وعاد إلى المنزل مسروراً. استقبلته زوجته فاطمة بإبريق من الزعتر الساخن، واجتمعت العائلة حول المائدة وهم يرتشفون الشاي ويتبادلون الأحاديث. لم يتوقف سعيد عن الحديث عن جمال الطبيعة وسحر الغابة، وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى.

استمرار حياة سعيد في الاحتطاب

استمرت حياة سعيد على هذا المنوال، حيث يجمع الحطب ويضفر ألياف الخيزران. كان يتفنن في تشكيل الأطباق والسلال والتحف، وحتى العكاكيز للمسنين والعجزة. عمله كان متقناً للغاية، لذا كانت سلعه تباع في اليوم ذاته الذي يعرضها فيه.

وذات مرة، بينما كان سعيد يتنقل في الغابة كعادته بحثاً عن الحطب، رأى شجرة يابسة على منحدر، يجري من تحته نهر عميق. اقترب منها بحذر ليقلعها بفأسه، لكن الفأس تفلتت من يده وسقطت في النهر الذي كان سريع الجريان. شعر سعيد بحسرة عميقة وقال: “يا رب، من أين لي بفأس أخرى؟ كانت سلاحي، بها حطمت الجوع الذي هدد عائلتي”.

لقاء سعيد بالجنية

بينما كان سعيد في تلك الحال، يناجي ربه بقلب حزين، إذا بصوت يناديه: “يا سعيد، لا تحزن ولا تقنط، خذ فأسك الذهبية”. التفت سعيد مذعوراً نحو الصوت، ليجد امرأة خارجة من أعماق النهر، لم يرَ مثلها من قبل.

بعد لحظات، استرجع سعيد أنفاسه وبصوت متلعثم قال: “من أنت؟”. أجابته الجنية: “لا تخف، أنا ساكنة النهر وحارسة الغابة. خذ فأسك التي ضاعت منك”. نظر سعيد إلى الفأس التي تحملها الجنية، لكن لم يغره لونها الذهبي اللامع، فأجابها بحزن: “لا، هذه ليست فأسي”.

غطست الجنية في النهر مرة أخرى ثم ظهرت وفي يدها فأس فضية، وقالت له: “خذ فأسك الفضية يا سعيد”. ولكنه رد قائلاً: “يا ست الحسن، أنا حطاب فقير، فأسي ليست من ذهب ولا من فضة”. قبل أن يكمل حديثه، غطست الجنية مرة أخرى وعادت بفأس عادية. صرخ سعيد بفرح: “هذه فأسي! إنها لي!”.

الجائزة الذهبية

أخذ سعيد الفأس من الجنية وشكرها من أعماق قلبه على مساعدتها. لكنه عندما همّ بالرحيل، نادته الجنية: “انتظرني، سأعود إليك حالاً”. غطست في النهر وعادت بجرة من الدنانير الذهبية، وقالت: “خذ هذه هدية مني إليك، عد إلى بيتك سالماً غانماً وأسعد أسرتك”.

سعيد لم يكن يصدق ما يحدث، إذ أخذ الجرة من الجنية وهو يرتجف وعيناه متسعتان من المفاجأة. انطلق يعدو نحو بيته، يكاد يسابق الريح، لكنه كان يشعر بأن بيته بعيد جداً.

عودة سعيد إلى عائلته

عند وصوله إلى البيت، وجد زوجته وأولاده وجيرانه في انتظاره، قلقين على غيابه الطويل. قص عليهم ما حدث معه في الغابة، والجميع كان ينصت باهتمام، فهم يعرفون سعيداً كرجل صادق في أقواله وأفعاله.

شكر سعيد الجميع على اهتمامهم، ووزع عليهم بعض الدنانير الذهبية كعرفان لوقوفهم إلى جانب أسرته أثناء غيابه. بعدما افترق الجميع، بقي رجل ثري جشع من جيران سعيد واقفاً بجانبه. وبعد أن اطمأن إلى أنهما وحدهما، طلب منه تحديد مكان وجود الجنية ووصفه له بدقة.

أعطى سعيد لجاره كل المعلومات التي يحتاجها، وعاد الجار إلى قصره، مليئاً بالطمع والخطط للاستفادة من الجنية بنفسه.

جشع الجار الثري

دخل سعيد إلى بيته، واستلقى على سريره ونام قرير العين، مطمئناً بما جناه من رزق. أما جاره الثري الجشع، فقد قضى ليلته يتقلب على فراشه متألماً من شدة الحسد والغيرة، خائفاً من أن يصبح سعيد غنياً وينافسه في الثراء.

في الصباح الباكر، استيقظ الرجل الثري بحماس واستعداد لتنفيذ خطته. قبل مغادرته منزله، حدث نفسه قائلاً: “سعيد فقد فأساً فعوضته الجنية بجرة من الذهب، أما أنا فسأحضر معي فأسين لتعوضني بجرتين وأصبح أغنى من سعيد، بل سأكون الغني الوحيد في هذا البلد”.

أخذ الفأسين وخرج من قصره، متوجهاً نحو الغابة.

الجار الطماع في الغابة

عند وصوله إلى الغابة، تفحص المكان بدقة، فوجده كما وصفه سعيد. وقف هناك لبعض الوقت يتأمل، فإذا بالمكان مخيف حقاً، حيث النهر كان سريع الجريان ومياهه تفور بشكل مخيف. فكر قليلاً ثم قرر أن يلقي بالفأسين في النهر ويدعي أنهما سقطتا منه.

وبالفعل، ألقى الرجل الفأسين في النهر وانتظر قليلاً. فجأة، ظهرت الجنية، وكانت ملامحها هذه المرة منزعجة، وخاطبته بلهجة جافة: “من أنت وماذا تفعل هنا؟”. رد عليها الرجل بدهاء: “أنا حطاب يا ست الحسن، جئت لأحتطب، فسقطت فأسي في النهر، فأحضرت فأساً أخرى لكن أفلتت هي أيضاً وسقطت في النهر”.

غطست الجنية في قاع النهر وعادت تحمل فأسين من الذهب الخالص.

فشل خطته الجشعة

عندما رأى الرجل الفأسين الذهبيتين، بهرته لمعتهما، وصرخ فرحاً: “هاتان الفأسان لي!”. مد يديه ليأخذ الفأسين، لكن الجنية غطست بهما في النهر واختفت. بقي الرجل الجشع واقفاً على ضفة النهر، منتظراً عودتها، ولكنها لم تعد.

رغم الانتظار الطويل، لم يفقد الرجل الأمل، وأخذ يخطط في نفسه قائلاً: “الجنية منهمكة في ملء الجرار بالذهب، يا ترى كيف سأتمكن من نقل كل هذه الجرار إلى بيتي؟ هذا أكثر مما توقعت!”. ثم قرر أنه سيطلب منها جرتين في البداية، وعادته في اليوم التالي ومعه عربة لنقل كل الجرار.

عودة الرجل خائباً

بعد طول الانتظار، أدرك الرجل أخيراً أن الجنية لن تعود. لاحظ أن النهار قد شارف على الانتهاء، وأن الشمس بدأت تغرب، مما يعني أن الغابة ستغرق في الظلام قريباً. بدأ القلق يتسلل إلى قلبه، حيث إن الغابة متشعبة المسالك، وقد يجد صعوبة في الخروج منها إذا تأخر أكثر.

أيقن الرجل الجشع أنه تأخر كثيراً، فغادر الغابة خائب الأمل، وهو يتمنى لو لم تدفعه طمعه إلى هذه المغامرة الفاشلة.

معرض الصور (قصة الحطاب وجنية النهر)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى