قصة الأرنوب الرمادي
ملخص قصة الأرنوب الرمادي
في مزرعة هادئة، عاشت الأرنوبة لبلوبة مع صغارها الخرانق الذين كانت ترعاهم بحب وحنان. كانت تغذيهم بلبنها وتحذرهم من مغادرة حدود المزرعة خوفاً عليهم من الأعداء. مع مرور الأيام، كبرت الخرانق واكتسبت فروات ناعمة بألوان مختلفة، فأطلقت عليهم لبلوبة أسماءً وفقاً لألوان فرائهم. كانت تعطيهم نصائحها دوماً بأن لا يبتعدوا عن المزرعة، لكن الأرنوب الرمادي، كان فضولياً ولا يستمع لنصائح أمه، حيث بدأ يعود متأخراً كل يوم.
وفي أحد الأيام، اشتد فضوله أكثر فأكثر، فتسلل عبر ثغرة في السياج الذي يحيط بالمزرعة، ليكتشف العالم الخارجي. خرج الأرنوب الرمادي ووجد نفسه وسط الحقول الخضراء، يلهو ويأكل بشراهة. دخل إلى حقول الخس والكرنب، وأكل حتى أصيب بالتخمة، ثم تمدد وغفا تحت ورقة قرع كبيرة. عندما استيقظ، كانت الشمس تغرب، وحاول العودة لكنه نسي الطريق، وأدرك أنه قد ضل السبيل.
أثناء الليل، بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه، فغرق في الندم لتجاهله نصائح أمه. وفجأة، ظهرت ثعلبة برفقة صغارها، تذكّر حينها كلام أمه عن الأعداء وشعر برعب شديد. الثعلبة كانت تحث صغارها على الشجاعة والجرأة، مؤكدة أن الأرانب هي ألذ الفرائس. انكمش الأرنوب الرمادي على نفسه، مرتجفاً من الخوف.
في هذا الوقت، كان الكلب توتو، الحارس الأمين للمزرعة، قد انطلق للبحث عن الأرنوب المفقود. بفضل حاسة شمه القوية، اقتفى أثره ووصل في الوقت المناسب، حيث وجد الثعلبة تحوم حول الأرنوب. خاض توتو معركة شرسة معها، وتمكن من الانتصار عليها، مما دفعها للهرب مع صغارها.
ركب الأرنوب الرمادي ظهر توتو وعاد إلى المزرعة، حيث كانت أمه تنتظره بقلق. شكرت الأرنوبة الكلب توتو على إنقاذ ابنها، وضمت صغيرها بحنان وعاتبته على مغامرته الطائشة. عاد الأرنوب الرمادي إلى إخوته، الذين فرحوا بعودته، لكنهم لم يترددوا في توبيخه على ما فعله.
تعلم الأرنوب الرمادي درساً ثميناً من مغامرته، وعرف أن نصائح الأم مليئة بالحكمة والرعاية، وأنه يجب دائماً الاستماع إليها.
قصة الأرنوب الرمادي مكتوبة
الأرنوبة لبلوبة كانت أماً لعدة خرانق، ترعاهم وتغذيهم بلبنها. أثناء خروجها كانت تسد باب الحفرة حتى لا يتفطن إليها أي غريب، فهي تخاف عليهم كثيراً، مثل كل أم.
مرت الأيام وكبرت الخرانق، فتحت عيونها واكتسى جلدها بفروة ناعمة. بدأت لبلوبة في إطلاق أسماء على صغارها بناءً على لون فرائهم. فالخرنق ذو الفروة السوداء أصبح “الأرنوب الأسود”، وذو الفروة الرمادية أصبح “الأرنوب الرمادي”، أما ذو الفروة المبرقعة فأصبح “الأرنوب المبرقع”.
عندما أصبحت الخرانق قادرة على الحركة، قالت لهم أمهم: “يا أحبائي، لقد غذيتكم من لبني، رعيتكم وحميتكم من الأعداء حتى صرتم أرانب. اليوم أفتح لكم باب الحفرة لتخرجوا وتبحثوا عن الغذاء بأنفسكم. ستجدون في ساحة المزرعة غذاء متنوعاً وماء عذباً. سكان المزرعة كلهم أصدقاء لنا، تربطنا بهم أواصر العشرة والألفة. لكن حذار من المغامرة! المزرعة يحيط بها سياج يحميكم من الأعداء. طوفوا في أرجائها، ولكن لا تتعدوا حدودها. ومن يخالف نصيحتي ويتعدى حدود المزرعة فسيصبح فريسة سهلة للعدو، ولن ينفعه الندم”.
هز الصغار رؤوسهم موافقين على نصيحة أمهم ووعدوا بعدم مخالفة أوامرها.
خروج الأرانب إلى العالم الخارجي
فتحت الأم باب الحفرة وخرجت الأرانب واحداً تلو الآخر، متشوقة لاستكشاف العالم الخارجي بعد أن قضت أسابيع في السرداب. اندهشت الأرانب الصغيرة من كل ما رأته: مساحة المزرعة الشاسعة، النور الساطع، أشعة الشمس الدافئة، وأصوات وأشكال الحيوانات المختلفة. كانت الطيور تسبح وتحلق في السماء، وكان كل شيء يبدو مذهلاً.
اعتادت الأرانب على هذه الحياة الجديدة، تخرج كل يوم لتأكل وتتفسح ثم تعود سريعاً إلى مخبئها. إلا الأرنوب الرمادي، فقد كان يعود متأخراً دائماً. نصحته أمه مراراً، ووبخته أحياناً، لكن دون جدوى.
مغامرة الأرنوب الرمادي
ذات يوم، اشتد فضول الأرنوب الرمادي وأراد أن يكتشف ما وراء السياج. وقف على قدميه وأطال عنقه ليرى أرضاً شاسعة مكسوة بالخضرة، مليئة بالحدائق والجداول المائية. لم يستطع مقاومة رغبته في الخروج، فبحث عن مخرج حتى وجد ثغرة في السياج. عبر منها وبدأ يركض في الحقول، قفز وتمدد على الحشيش وهو يشعر بالسعادة والحرية. كان يردد: “يا لها من جنة! ما أجمل الحياة بدون سياج!”.
رأى حقل خس، فدخل وأكل حتى شبع. ثم استمر في اللهو والمرح، يتسلق الأشجار ويقرض لحاءها.
ضياع الأرنوب الرمادي
بينما كان الأرنوب الرمادي يتنقل بين الحقول، وجد حقل كرنب كبير، فدخل وأكل حتى أصيب بالتخمة. بعد أن امتلأ بطنه، تمدد تحت ورقة قرع وغط في نوم عميق.
استفاق الأرنوب الرمادي في وقت متأخر، وقد بدأت الشمس تميل نحو المغيب. حاول العودة إلى أمه وإخوته لكنه نسي الطريق الذي جاء منه. حاول تذكر معالم الطريق دون جدوى، وعندما يئس من العودة، استسلم للأمر الواقع.
بحث عن مكان آمن يقضي ليلته فيه، لكن الليل سرعان ما داهمه. تحول المكان الذي كان ساحراً وجميلاً إلى منظر مظلم وموحش. الأشجار تتحرك بفعل الرياح وكأنها أشباح تتمايل، وأغصانها المتدلية بدت له كأيادي عملاقة تسعى للقبض عليه. زاد من خوفه فحيح الزواحف ودبيب الحشرات التي أحدثت خشخشة بين الأعشاب.
الأرنوب الصغير وندم المغامرة
اشتد ندم الأرنوب وملأت الحسرة قلبه وهو يردد بصوت خافت: “يا إلهي، كيف أقضي ليلتي وحيداً في الخلاء؟ لا غطاء ولا فراش ولا صدر أمي أنام عليه قرير العين، ولا دفء إخوتي! من يحميني إن داهمني الخطر؟ آه من سوء تدبيري، وآه من حماقتي… هذا جزاء الفضولي والمغامر المتهور. لو عملت بنصيحة أمي، ما وقعت فيما أنا فيه الآن!”.
ما أن تذكر أمه، حتى تردد صوتها الحنون في أذنيه: “لا تخرجوا يا أحبائي… لا تبتعدوا… لا…” ذرفت عيناه دموعاً غزيرة، وقال في نفسه: “كيف حال أمي المسكينة؟ فلا شك أنها بحثت عني كثيراً، وتتعذب بسببي”.
لقاء الأعداء والخوف الكبير
بينما كان الأرنوب غارقاً في أفكاره، ظهرت فجأة أشباح في طرف الغابة. لما اقتربت، تذكر نصيحة أمه وتعرف على هؤلاء الأعداء. كانت ثعلبة برفقة أولادها خرجوا للقنص. كانت الأم الثعلبة تحثهم على الشجاعة والجرأة، وبلهجة صارمة قالت: “يا أعزائي، لا تتركوا العواطف تتسرب إلى قلوبكم. كونوا أقوياء، إذا حصل أحدكم على فريسة، عليه أن ينقض عليها ويمزق لحمها، خاصة الأرانب فهي أحلى وألذ طعماً”.
وصلت كلمات الثعلبة إلى مسمع الأرنوب فتملكه هلع شديد. انكمش على نفسه حتى صار صغيراً جداً، وبدأ جسمه يرتجف من الخوف، وأسنانه تصطك. شعر بالألم والمرارة من شدة الندم.
عتاب النفس والندم
بكى الأرنوب الصغير في صمت، يعاتب نفسه ويلومها على مخالفة نصيحة أمه. قال في نفسه: “يا ويلي من سوء تدبيري، يا ويحي مما فعلت، لمَ خرجت؟ لمَ اجتزت السياج؟ لمَ ابتعدت عن إخوتي وأمي؟ لماذا خالفت نصيحة أمي؟ يا ويلي مما ينتظرني، سيمزقونني بأظافرهم، سينهشونني بأنيابهم، سأصبح لقمة سائغة في بطونهم. إلى أين أهرب؟ إن تحركت سيقبضون عليّ، وإن بقيت هنا فلن أنجو. يا إلهي خلصني من هذه المحنة! لقد جنيت على نفسي. لو أنجو وأعود إلى أمي وإخوتي، لأطيعن أمي، ولن أعصيها أبداً. يا إلهي ليتني أعود إلى عائلتي بسلام”.
قلق الأم وبحث الكلب توتو
نعم يا أرنوب، لقد خالفت نصيحة أمك واتبعت هواك. وها أنت الآن تعاني وحدك في الخلاء، لا تعرف كيف ستكون نهاية مغامرتك. أتعبت نفسك وأتعبت أمك، التي لم تهدأ منذ غيابك. بحثت عنك في كل مكان، سألت كل سكان المزرعة من طيور، وأغنام، وأبقار، ولكن دون جدوى.
في المساء، عادت كل البهائم إلى مرابضها، إلا أمك التي بقيت تروح وتجيء في فناء المزرعة رغم برودة الجو. لم تترك شبراً إلا وفتشته، على أمل أن تعثر عليك. لاحظ الكلب توتو، الحارس الأمين للمزرعة، قلقها الشديد، فتقدم نحوها وسألها عن سبب سهرها وقلقها.
أخبرته بحزنها، والحسرة تملأ قلبها والدموع تجري على خديها. رث لحالها، وقال لها: “امسحي دموعك وهدئي من روعك يا جارتي. سأذهب حالاً للبحث عن صغيرك، ولن أعود بدونه”.
مغامرة توتو وإنقاذ الأرنوب الرمادي
طأطأ الكلب توتو رأسه وبدأ يشم الأرض، مقتفياً آثار الأرنوب الرمادي بفضل حاسة الشم القوية التي يتمتع بها. انطلق توتو كالسهم يجري عبر الحقول والمروج، وتمكن بفضل أرجله القوية المكيفة للجري من قطع مسافة كبيرة في وقت قصير.
وعندما وصل، وجد الثعلبة وأولادها يحومون حول مخبأ الأرنوب الرمادي، مستعدين للانقضاض عليه. كشر توتو عن أنيابه وزمجر بقوة، ثم انطلقت معركة حامية بينه وبين الثعلبة. في النهاية، انتصر توتو وهربت الثعلبة مع أولادها باتجاه الجبل.
وقف توتو وقفة البطل الشجاع، يرنو إلى الثعلبة بنظرات فخر وانتصار، واستمر في النباح بصوت عالٍ، معبراً عن انتصاره بينما كان الصدى يردد نباحه من كل جهة.
عودة الأرنوب الرمادي
عندما سمع الأرنوب الرمادي صوت الكلب توتو، خرج من مخبئه وهو في أسوأ حال. كانت عيناه تفيض بالدموع حتى بللت فروته الرمادية، وكان جسده يرتعش من شدة الخوف والرطوبة. مسح دموعه وأسرع نحو توتو، ثم قفز على ظهره.
انطلق الكلب توتو بالسرعة ذاتها، يعدو بالأرنوب بين المروج في ظلمة الليل، حتى وصلا إلى المزرعة.
لقاء الأرنوب الرمادي بأمه
عند وصولهما، وجد الأرنوب الرمادي أمه الأرنوبة لبلوبة في انتظاره. شكرت لبلوبة الكلب توتو على ما فعله، وعلى حرصه على سلامة وهناء المزرعة، ودعت له بطول العمر والسعادة. ثم أخذت طفلها الصغير وضمته إلى صدرها، وقبلته بحنان. بدأت بعدها في معاتبته على مخالفته لنصيحتها وطيشه الذي كاد أن يؤدي إلى هلاكه.
أخذت الأرنوبة لبلوبة ابنها إلى إخوته، الذين فرحوا بعودته بسلام. لكنهم لم يترددوا في توبيخه على سلوكه، وما سببه لهم ولأمهم من قلق وحزن. اعتذر لهم جميعاً، ولم يرفع رأسه من شدة الخجل. ثم التفت إلى أمه بصوت حزين وكرر لها اعتذاره، وقص عليهم ما حدث له وكيف كان يشعر وهو بعيد عنهم. شرح لهم ما سمعه من الثعلبة لأولادها، وكيف نجا من موت محقق بفضل مجيء الكلب توتو في الوقت المناسب.
العبرة من التجربة
بكت الأرانب تأثراً بما جرى لأخيهم، وقالوا له جميعاً: “حمداً لله على سلامتك. فلتكن هذه التجربة درساً لنا جميعاً. فكل من لا يستفيد من النصح يدفع ثمناً باهظاً ويصبح عرضة للهلاك. نحن الصغار ينبغي علينا دائماً أن نسمع نصائح الأقارب وأصحاب الخبرة، خاصة نصائح أمنا التي تمتلك عقلًا ناضجًا ورأيًا سديدًا”.
سامحت الأرنوبة لبلوبة صغيرها، ثم تمددت على الفراش، والتف حولها صغارها الذين ارتشفوا حليبها الدافئ. ما لبثوا أن ناموا نوماً هنيئاً.
هكذا يا أطفال، يكون جزاء كل من يخالف نصائح من يربيه. فالأولياء يريدون لأبنائهم الخير والنجاح، وعندما يمنعونهم من فعل شيء ما، فإنهم يعرفون أن فيه مضرة، وأن السلامة تكون في الاستماع لنصائحهم والابتعاد عن المخاطر.
معرض الصور (قصة الأرنوب الرمادي)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث