قصة الأرض الشحيحة

جدول المحتويات

في إحدى القرى الصينية، عاش شاب فقير مع أمه العجوز بجوار بحيرة ملوثة كانت سببًا في قلة محصول أرضه. بحث الشاب عن حل، ونصحه أحدهم بالذهاب إلى الحكيم الذي يسكن في قمة الجبل.

في رحلته، التقى الشاب بامرأة طلبت منه أن يسأل الحكيم عن سبب صمت ابنتها الجميلة. ثم قابل شيخًا عجوزًا يعاني من شجرة برتقال لا تثمر، وأخيرًا، التقى بتنين ضخم يعاني من عدم القدرة على الراحة. طلب الجميع من الشاب أن يسأل الحكيم عن مشكلاتهم.

عند وصوله إلى الحكيم، علم الشاب أنه يمكنه طرح ثلاثة أسئلة فقط، فقرر التضحية بسؤاله الخاص. أجاب الحكيم بأن المرأة ستسمع ابنتها تتكلم عندما تجد زوجها، وأن تحت شجرة الشيخ كنزًا يعيق نموها، وأن على التنين القيام بعملين من الخير ليحصل على الراحة.

بعد حصوله على الإجابات، عاد الشاب. عبر النهر بمساعدة التنين الذي منحه جوهرة سحرية، وساعد الشيخ على استخراج الكنز. وعندما وصل إلى المرأة، نطقت ابنتها فور رؤيته، وتزوجها. عاد الشاب إلى أمه بالجوهرة والذهب، وأعاد الجوهرة إلى البحيرة، فصفا ماؤها وازدهرت أرضه، وعاش الجميع بسعادة.

قصة الأرض الشحيحة مكتوبة

في إحدى بلدات الصين كانت هناك بحيرة عند سفح الجبل، ويسكن بقربها شاب صغير يعيش مع أمه العجوز. لم يكن يمتلك في الدنيا سوى قطعة أرض صغيرة يشتغل في زراعتها، ولكن بدون جدوى.

كثيرًا ما كان يعود إلى منزله مرددًا لأمه:

– ما أصعب هذه المعيشة! تصوري يا أمي، أنا أشقى وأتعب وأتعذب: أنقب الأرض، أفلحها، أزرعها، وعند الحصاد لا تعطي غير القليل. فما السبب يا ترى؟

لم تكن أمه تدري سببًا لذلك. وبعد بحث طويل، اكتشف الشاب أن ماء البحيرة الذي يروي أرضه ليس صافيًا، بل إنه ملوث على الدوام. تساءل: ما العمل لتكون الغلال كافية؟ جاء من يهمس في أذنه قائلًا:

– ليس لك إلا الحكيم الذي يسكن في القمة القريبة من الجبل. فهو الوحيد الذي لديه الجواب الصحيح عن الطريقة المجدية التي تجعل أرضك خصبة معطاءة.

الرحلة إلى الحكيم

قرر الشاب أن يصعد إلى القمة ليسأل الحكيم. رتب أمر رعاية أمه والعناية بالأرض، ثم رحل.

سار مسافات طويلة ولم يصل بعد. شعر بالتعب والعطش، وعندما مرّ ببيت طلب جرعة ماء. سألته سيدة البيت:

– إلى أين أنت ذاهب يا بني؟

أجاب:

– أنا ذاهب إلى قمة الجبل لأسأل الحكيم عن سبب تعكر مياه بحيرتنا وعن سبب فقري رغم تعبي.

قالت السيدة:

– أرجو منك يا بني خدمة. هل يمكنك أن تطرح على الحكيم سؤالًا واحدًا من أجلي؟

سألها الشاب:

– ما هو سؤالك يا سيدتي؟

قالت السيدة:

– لدي ابنة في الثامنة عشرة من عمرها، جميلة وذكية جدًا. لكنها لم تنطق بكلمة واحدة طوال حياتها. فهل يستطيع الحكيم أن يعطيني سببًا لهذا الصمت وعلاجًا له؟

أجاب الشاب:

– سؤالك يا سيدتي قبل سؤالي.

الشاب والمواقف التي تواجهه

سُرت السيدة من الشاب وآوته في بيتها ليلة. وفي الصباح واصل الشاب رحلته غربًا لمدة أسابيع أخرى. وفي يومٍ كان مرهقًا للغاية، قرر أن يستريح. دق باب بيت فإذا به رجل عجوز يفتح له الباب، وقال له:

– تفضل، ادخل يا بني. ما الذي جاء بك إلى هنا؟

أجاب الشاب:

– أنا في طريقي إلى القمة الغربية لأسأل حكيمها عن سبب بقاء مياه بحيرتنا عكرة، وعن سبب قلة غلال أرضي.

قال الشيخ العجوز:

– لدي أيضًا سؤال.

سأل الشاب:

– ما هو سؤالك يا عمي الجليل؟

أجاب الشيخ:

– في بستاني شجرة برتقال جيدة وقوية، ومع ذلك لا تثمر. أريد أن أعرف السبب.

قال الشاب:

– سأحاول أن أعرف الجواب يا سيدي.

لقاء التنين

أمضى الشاب ليلته في بيت الشيخ العجوز، ثم واصل رحلته حتى بلغ ضفة نهر كبير. جلس يفكر في طريقة يعبر بها النهر، وفجأة بدأ المطر يتساقط وبدأ الرعد يقصف والبرق يلمع. وفي تلك اللحظة، توقف كل شيء فجأة، وظهر تنين ضخم يزمجر من النهر قائلاً بصوت مرعب:

– إلى أين أنت ذاهب أيها الشاب؟

أجابه الشاب عن سؤاله كما أجاب الآخرين، ولكنه كان يشعر ببعض الذعر.

قال التنين:

– بإمكانك أيضًا أن تسأل الحكيم لماذا ما زلت أتعذب في حياتي. أريد أن أستريح. لقد قضيت الكثير من أيامي في عالم الحركة، وأريد الآن أن أنتقل إلى دنيا الهدوء والسكينة.

أجاب الشاب، وقد زالت مخاوفه:

– سأنقل سؤالك إلى الحكيم، إذا ما أمّنت لي اجتياز النهر.

قال التنين:

– هيا، اعتلِ ظهري لأنقلك.

لقاء الحكيم

حمل التنين الشاب فوق ظهره وعبر به النهر. بعد يوم من السير من الضفة، وصل الشاب إلى بيت الحكيم في القمة الغربية.

قابله الحكيم وقال معتذرًا:

– أنا يا بني لا أجيب إلا عن أسئلة مفردة. سؤال واحد أو ثلاثة أسئلة فقط.

قال الشاب:

– معي أربعة أسئلة. واحد لي، والثاني لامرأة، والثالث لشيخ عجوز، والرابع لتنين ضخم.

أجاب الحكيم:

– آسف، لا أستطيع أن أجيب إلا عن ثلاثة فقط. فاتخذ القرار.

قال الشاب بعد تفكير قليل:

– حسنًا يا سيدي، سألغي سؤالي.

سرّ الحكيم من تضحية الشاب، وقال:

– هذه تضحية تشكر عليها. والآن لنبدأ. قل ما هو السؤال الأول؟

أجوبة الحكيم

طرح الشاب الأسئلة الثلاثة، وأخذ معه الإجابات، ثم عاد أدراجه شاكراً للحكيم.

كان التنين ينتظر الشاب عند النهر، وما إن رآه حتى سأله في لهفة:

– ماذا قال لك الحكيم عن سؤالي؟

أطلعه الشاب على إجابة الحكيم قائلاً:

– يقول الحكيم إنه عليك أن تقوم بعملين من أعمال الخير حتى يسمح لك بالدخول إلى عالم الهدوء والسكينة. أول العملين هو أن تحملني لأعبر النهر عائدًا إلى بيتي، والعمل الثاني هو أن تنزع الجوهرة التي تلمع فوق رأسك في الليل.

حمل التنين الشاب فوق ظهره وعبر به النهر، ثم نزع الجوهرة التي تلمع فوق رأسه وقدمها هدية إلى الشاب قائلاً:

– هذه الجوهرة حين تلمع، تفعل ما لا يمكن لجوهرة أخرى أن تفعله. فإياك أن تبيعها.

قال التنين ذلك ثم غطس في النهر واختفى.

الشاب والكنز المدفون

حمل الشاب جوهرته وواصل رحلته حتى وصل إلى بيت الشيخ العجوز. استقبله الشيخ متلهفًا وهو يقول:

– أخبرني، ما كان الجواب عن سؤالي؟

أجاب الشاب:

– يقول الحكيم إن تحت شجرتك كنزًا من الذهب والفضة يمنع وصول الرطوبة إلى جذورها.

دعا الشيخ ابنه، وراح يعمل معه ومع الشاب على التنقيب عن الكنز. وبعد جهد كبير، تمكنوا من استخراج ثماني عشرة جرة من الذهب والفضة.

قال الشيخ:

– ثماني عشرة جرة نقتسمها بيننا نحن الثلاثة. خذ أيها الشاب ست جرار حصتك، ولترافقك السلامة.

الشاب وعودة النطق للفتاة

مضى الشاب في طريقه ووصل بجوهرته وجراره إلى بيت السيدة. استقبلته السيدة بالسؤال:

– أخبرني يا بني، ماذا قال لك الحكيم؟

أجابها الشاب:

– يقول الحكيم إن ابنتك حين تواجه الشاب الذي قدّر لها أن يكون زوجها، ستتكلم.

وفجأة حضرت الفتاة. وما إن وقع نظرها على الشاب حتى نطقت وقالت:

– أمي، أمي، بدأت أتكلم.

وهكذا، تزوج الشاب من الفتاة. وبعد حفل العرس، تابع رحلته مع عروسه، والجوهرة، والجرار الست.

الخاتمة: النعمة والبحيرة الصافية

عندما وصل الشاب إلى بيته، وجد أن أمه العجوز قد أعماها البكاء لغيابه الطويل. فقال لها:

– اسمعي يا أمي، لقد حلت علينا النعمة من السماء. هذه عروسي، وهذه جراري المملوءة بالذهب والفضة، وانظري إلى جوهرتي التي تلمع في الليل. انظري يا أعز أم في الدنيا.

وحرك الجوهرة أمام عينيها. وكان الليل قد خيّم في تلك اللحظة، فلمعت الجوهرة وأعادت البصر بسرعة إلى عيني الأم.

بعد أن فرح الشاب بلقاء أمه وشفائها، أخذ الجوهرة وخرج مع زوجته إلى البحيرة. قذف بالجوهرة في الماء، فصفا ماؤها في الحال وأصبح نقيًا.

أصبحت أرض الشاب خصبة، وانتشرت الخيرات في الأراضي المجاورة. وعاش الجميع بالهناء والنعيم.

معرض الصور (قصة الأرض الشحيحة)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى