قصة أسيرة البرج

كان هذا الرجل وزوجته يعيشان في جوار إحدى الساحرات. رأت المرأة خسا في حديقة الساحرة فاشتهت أن تأكل منه لكن زوجها قال لها: هذه ليست حديقتنا، هذه حديقة الساحرة.

اشتهت الزوجة الخس كثيرا وأخذت تقف كل يوم أمام باب الحديقة تنظر إلى الخس حتى مرضت فقال الرجل: لا تحزني سأدخل الحديقة وأجلب لك خسا. تسلق الرجل سور الحديقة وقلع بضع خسات، وعاد بها إلى البيت. فرحت الزوجة بالخس، وأكلت منه كثيرا.

تكرار المخاطرة

تسلق الرجل سور الحديقة مرة ثانية وقلع بضع خسات. كانت الساحرة في انتظاره، فقالت له: اترك الخس أيها الرجل الشرير، واخرج من حديقتي. قال الرجل: زوجتي مريضة. أرجو إسمحي لي أن آخذ لها خسا. قالت الساحرة: أعطيك الخس لكن حين تضع امرأتك مولودا تعطيني إياه. خاف الرجل من الساحرة ووعد أن يعطيها المولود.

وضعت الزوجة طفلة، فجاءت الساحرة، وقالت: أريد الطفلة. حزن الرجل وزوجته كثيرا لكن الساحرة الشريرة أخذت الطفلة. وحملتها إلى بيتها، وقالت: أسمي هذه الطفلة عبير.

عبير في البرج

كبرت عبير، وصارت صبية جميلة جدا، ذات شعر حريري طويل. فحبستها الساحرة في برج عال، لا تخرج منه أبدا، ولا تكلم أحدا. كانت الساحرة إذا أرادت أن تزور عبير تقف عند أسفل البرج، وتنادي: يا عبير، يا عبير أنزلي الشعر الحرير. وكانت عبير تنزل شعرها الطويل، فتتلقه الساحرة، وتدخل البرج.

ذات يوم مر أمير في ذلك المكان فسمع عبير تغني. أحب صوتها وأراد أن يراها، لكنه لم يستطع أن يتسلق البرج فعاد إلى بيته. أحب الأمير أن يرى عبير فعاد إلى البرج واختبأ وراء صخرة. جاءت الساحرة ونادت: يا عبير، يا عبير، أنزلي الشعر الحرير. وسمع الأمير كلام الساحرة.

اللقاء الأول

أنزلت عبير شعرها، فتسلقته الساحرة، ودخلت البرج. انتظر الأمير وراء الصخرة، انتظر كثيرا وأخيرا، رأى الساحرة تترك البرج وتعود إلى بيتها. فاقترب من البرج ونادى: يا عبير، يا عبير أنزلي الشعر الحرير. أنزلت عبير شعرها، فتسلقه الأمير ودخل البرج. فرحت عبير برؤية الأمير وحكت له قصتها مع الساحرة الشريرة. وفرح الأمير برؤية عبير وأحب أن يزورها كل يوم.

خطة الهروب

قالت عبير: أحب أن أراك لكن أخاف عليك من الساحرة. أخذ الأمير يزور عبير كل يوم. ذات مرة قال لها: أنا أحبك يا عبير وأريد أن أتزوجك. فأجابت عبير: وأنا أحبك وأريد أن أتزوجك لكني أسيرة هنا. قال الأمير: أنا أساعدك في الهرب. سأجلب لك كل يوم شيئا من الحرير. فقفزت عبير فرحة، وقالت: وأنا أنسج من الحرير سلما أنزل عليه وأهرب من البرج.

أخذ الأمير في كل يوم يأتي إلى البرج، ومعه شيء من الحرير ويقول: يا عبير، يا عبير أنزلي الشعر الحرير. فتنزل عبير شعرها ويتسلقه الأمير. وكانت عبير تنسج في كل يوم جزءا جديدا من السلم.

اكتشاف الساحرة

جاءت الساحرة يوما لزيارة عبير وتسلقت شعرها تسلقا سريعا، فأوجعتها. قالت عبير: الأمير لا يوجعني حين يتسلق شعري. غضبت الساحرة غضبا شديدا، وقصت شعر عبير، وربطته في شباك البرج ثم أنزلت الصبية وأخذتها إلى البرية.

مواجه الأمير

عادت الساحرة الشريرة إلى البرج. ورفعت الشعر وانتظرت. وصل الأمير إلى البرج، ونادى: يا عبير، يا عبير أنزلي الشعر الحرير. أنزلت الساحرة شعر عبير فتسلقه الأمير. وصل الأمير إلى أعلى البرج، فلم ير عبير، رأى أمامه الساحرة الشريرة. دفعته الساحرة فوقع من أعلى البرج، وقع الأمير وجرح عينيه ففقد بصره.

عاش الأمير وحده في البرية يمشي من مكان إلى مكان، ويفتش عن عبير. ذات يوم، سمع صوت غناء. عرف أن عبير هي التي تغني فاندفع نحوها. رأت عبير أميرها فرمت نفسها عليه وأخذت تبكي. سقطت دموعها على عيني الأمير فشفتهما. وفتح الأمير عينيه فرأى عبير أمامه. فأخذها إلى قصره وتزوجا.