قصة أحلى أيام المدرسة

ملخص قصة أحلى أيام المدرسة
في أيام المدرسة الجميلة، كنا نحن الفتيات نعتبر أنفسنا ناضجات، ونضحك دائمًا على تصرفات الصبية التي نعتقد أنها طفولية. في أوقات الفرصة كنا نجتمع ونلعب بأقراص الشوكولاتة، ونمرح برمي القضامة في زجاجات المشروبات التي يحملها الصبية، مما يثير حماسهم للانتقام. لكن في نهاية المطاف، قررنا تقليد أمهاتنا، وأصبحنا نهتم بمظهرنا ونتجنب اللعب الطفولي.
غسان كان أحد الصبية الذين يتعرضون للسخرية من قبلنا، فقد كان غريب الأطوار بملابسه وشعره الملون. في أحد الأيام، قررت نور أن تسخر منه أمام الجميع، مما جعله يشعر بالإحراج. لكن مع مرور الوقت، شعرت نور بالذنب وقررت أن تعتذر له.
في اليوم التالي، ذهبت نور إلى المدرسة مصممة على الاعتذار، وتحدثت مع غسان بصدق واعتذرت له. غسان قبل اعتذارها بلطف، وقدم لها نصيحة حول كيفية التعامل مع الآخرين بلباقة وعدم التدخل في شؤونهم. هذا الحديث أثر في نور وجعلها تفكر في التغيير.
بمرور الأيام، قرر غسان تغيير مظهره، وقص شعره وأزال الصباغ، مما جعله يبدو أكثر وسامة. نور أُعجبت بهذا التغيير، وتحدثت معه مرة أخرى، وناقشت معه أهمية التركيز على القيم الحقيقية بدلاً من المظاهر الخارجية.
في النهاية، تعلم كل من نور وغسان أهمية الاحترام والتفهم، وأن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في شخصيته وأخلاقه، وليس في مظهره. قررا معًا أن ينهضا بأمتهم العربية من جديد، وأن يكونوا نموذجًا للتقدم والابتكار.
هكذا انتهت القصة بمزيج من الفرح والتعلم والنمو الشخصي، حيث أدرك الجميع أهمية التسامح والاحترام في بناء علاقات إنسانية قوية ومستدامة.
قصة أحلى أيام المدرسة مكتوبة
كنا في الثانية عشرة من عمرنا، وكنا نظن أنفسنا فتيات ناضجات. أما أترابنا من الصبية فكنا نقول إنهم أطفال في تصرفاتهم. فكل شيء يدل على عدم نضجهم. كنا نمزج إحساسنا هذا بسخرية عظيمة من كل شخص وكل شيء. لم ينج أحد من ألسنتنا. فلا يكاد يمر يوم دون حصول حادثة ظريفة تغرقنا في الضحك.
كنا نجتمع وقت الفرصة في ساحة المدرسة في زاوية قريبة من الدكان الذي كنا نشتري منه أقراص رأس العبد اللذيذة. أقراص رأس العبد هذه تتكون من قطعة بسكويت رقيقة تتمدد عليها الشوكولاتة والكريمة البيضاء اللذيذة. لم نكن نأكل غير قسمها العلوي. أما القسم الآخر فكنا نحمله ونركض لنلوت به أول صبي نصادفه. فتمسك اثنتان منا بيديه، وتمرغ الثالثة وجهه به. ثم نهرب إلى الصبية الأكبر لتحتمي بهم من الانتقام، إلى أن يقرع الجرس معلنا وجوب العودة إلى الصفوف.
مغامرات الفتيات
أما في الفرصة الثانية أو الفرصة الكبيرة – كما كان يحلو لنا أن نسميها – فكنا نرمي حبات القضامة في زجاجات المرطبات الغازية التي يحملها الصبية. فتفور وتتسخ ثيابهم. ويأتي الرد فورا، إذ يركض الصبية وراءنا ويرمون التراب على رؤوسنا. كانت هذه الألعاب مسلية للغاية. غير أن اعتقادنا أننا فتيات ناضجات جعلنا نعقد العزم على الكف عنها. نقرر تقليد أمهاتنا والنشبه بهن. فقد صرنا نذهب إلى المدرسة وقد سرحت كل واحدة منا شعرها على طريقة والدتها. وأخذنا نمشي وكأننا عارضات أزياء، غير آبهات لسخرية الصبية.
صدمة الصبية
هل قلت: غير آبهات؟ ربما في الظاهر. أما في الحقيقة فقد كنا مستاءات من الطريقة التي استقبل بها الصبية هذا التغير فينا. لا سيما غسان ورفقاؤه الغريبو الأطوار والملابس والشعر. انتهى العام الدراسي، وقضينا العطلة الصيفية ثم عدنا من جديد إلى المدرسة. وفي أول أسبوع من بداية السنة الدراسية استلمنا الكتب والدفاتر الجديدة وكنا فرحين ببداية العام الدراسي ووجود طلاب وطالبات جدد. نظرت خلفي فوجدت غسان، الصبي الذي هزئ بي وبرفيقاتي.
كان غسان يرتدي سروالا فضفاضا وقميصا واسعا حتى بدا لي ضعفي حجمه. أما شعره فيا لمنظره ويا لطوله ويا لكونه. فهو مصبوغ: خصلة منه صفراء وأخرى زرقاء وثالثة خضراء، وهكذا حتى أصبح رأسه كقوس قزح. أما أذناه ففي إحداهما حلقة كما لو كان ممثلا في السينما. تذكرت ساعتها كيف سخر غسان مني ومن رفيقاتي فقلت في نفسي: حان يوم الحساب، سأرد له الصاع صاعين. وناديت بأعلى صوتي: تعالوا جميعا وانظروا إلى قوس قزح إنه نزل من السماء على رأس غسان.
تجمعت رفيقاتي وبعض الطلاب حول غسان وأغرقوا في الضحك. كان الوحيد الذي أطال شعره ولونه ووضع في أذنه حلقة. بدا غسان غاضبا محرجا وكان يقف خجلا. فقلت لرفيقاتي على مسمعه: لقد لقنته درسا لن ينساه في حياته، فلنر كيف سيتجرأ ويهزأ منا بعد اليوم. فكرت للحظات في أنه مسكين، فقد كان كبش المحرقة. فهو لم يكن الوحيد الذي هزئ بنا، أما رفقاؤه فكانوا بقرب دكان المدرسة لا يعرفون ما يجري معه.
دعوة للتوقف
وقالت لي إحدى رفيقاتي: هيا يا نور، متى ستنتهي هذه المهزلة؟ ألم نقل إننا سننضج وسنكف عن مضايقة الآخرين؟ فقلت لها: لقد بدأ المعركة هو ورفقاؤه. وقالت أخرى: لن ننسحب. سيظننا الجميع جبانات. وقالت ثالثة: إنهم يستحقون هذا. سنتنقم منهم انتقاما شديدا، ويوم غد سنهزأ برفقائه أيضا.
عودة نور إلى البيت
عدت إلى البيت وأنا غاضبة من نفسي لم أطق هذا الشعور. إنني دائمة الرضى عن نفسي ولكني أشعر الآن بالخجل مما فعلت. لم تنتابني التساؤلات عن صحة أعمالي أنا ورفيقاتي؟ لقد استنتجت في النهاية أننا يجب أن نضع حدا لتلك المهازل. تهاتفت ورفيقاتي، وبعد محاورات طويلة اتفقنا على أن نتوقف عن السخرية من الناس.
ذهبت يومذاك إلى المدرسة وأنا مصممة على الاعتذار لغسان عما بدر مني في اليوم السابق. اقتربت من غسان ورفقائه ونظرت إليهم بمودة وقلت له: “أنا آسفة على ما بدر مني البارحة. لقد كنت غاضبة لسخريتك بنا”. فقبل غسان اعتذاري ولاحظت كم كان يتحدث بلباقة وأدب. أما رفقاؤه فكانوا لطفاء أيضا، فتعرفنا إليهم وتحدثنا وضحكنا على ما كنا نقوم به من مهازل. وفيما كنا نتحدث قلت له ممازحة وكأنني نسيت ما وعدت: “أتدري يا غسان: أظنك لا تزال غريب المنظر؛ فشعرك غريب وحلقك غريب وطريقة لباسك غريبة، ألست تظن ذلك؟ سأظل أذكرك بغسان قوس قزح”. ضرب غسان الأرض بقدميه وقال: “يبدو أنك رجعت إلى أقوالك وأعمالك الصبيانية، إنك صريحة أكثر من اللزوم”. تركنا غسان واتجه نحو أصدقائه، وأنا في حيرة من أمري فقلت في نفسي: يا إلهي، لقد فعلتها مرة أخرى! إنني لا أزال عديمة الشعور.
نصائح العائلة
عند المساء، حول طاولة العشاء، أخبرت والدي بما فعلت مع غسان، وطلبت نصحهما لأصلح غلطتي. فقال لي والدي: “إن كل إنسان حر في طريقة لباسه على أن لا يؤذي مشاعر الآخرين”. وقالت لي أمي: “إن الوقت قد حان لأكف عن السخرية من الناس وإن أحدا لن يستلطفني أو يصادقني إذا استمريت على كلامي القاسي وتصرفاتي المتهورة”.
أما أخي الكبير الذي كان يلبس ثيابا شبيهة بثياب غسان فطلب إلي أن أتوقف إن استطعت، عن التصرف بحماقة وأن أتعلم عدم التدخل في حياة الآخرين قبل أن أفقد جميع رفقائي ورفيقاتي. واسترسل قائلا: “ألست ترين طول شعري؟ ألست ترين بنطالي؟ ألست ألبس ملابس كتلك التي يلبسها غسان؟ إنها الموضة يا أختي، وأنت تلبسين ثياب الموضة، وبعض الموضة النسائية لا تعجبنا نحن الشباب، ولكنني لا أسخر من الفتيات اللواتي يرتدينها”. فقلت بعصبية: “ماذا عن شعره الذي يشبه بألوانه قوس قزح؟ وماذا عن حلقه الذي يجعله كالفتيات؟” فقال لي أبي وكان غاضبا هذه المرة: “ألن تكفي عن التدخل في أمور الناس؟ إنها الموضة في الغرب وهذا لا يعني أن نقلدها. ولكن الشاب له أهل يدلونه على الصواب والخطأ”.
وقالت أمي: “هل نسيت يا أبا منير كيف كان شعرك في عينيات؟ وهل نسيت كيف كانت ملابسنا؟ لقد كنا نلبس البناطيل الممزقة الأطراف وكان غيرنا من الناس لا يلبسها وكان منظرنا غريبا. كنا نقلد الهيبين والبيتلز. ولكننا توقفنا عن ذلك عندما كبرنا”. باختصار نلت نصيبي من اللوم والتأنيب، فاعتذرت إلى أهلي ووعدت أن أعتذر مرة أخرى إلى غسان وأن أتصرف بمسؤولية ومحبة تجاه الجميع.
مواجهة غسان
ذهبت إلى مدرستي في الصباح التالي، كنت خجلة كالمرة الأولى، خجلة من تصرفاتي. حسبت ألف حساب لمواجهة غسان أو رؤيته. لذا قررت أن أجلس في أقصى زاوية من الملعب، بعيدة عن عيون الرفقاء والرفيقات. أريد أن أحظى بغسان وحده وأعتذر إليه من دون أن يسمعني أحد.
وفيما أنا جالسة أكل طعامي فوجئت بغسان يقف أمامي. ماذا أفعل؟ دارت في خاطري أفكار كثيرة. هل جاء ليوبخني؟ أين هن صديقاتي؟ كيف سأرد عليه إن هو عاتبني؟ فوقفت وقلت له: قبل أن توبخني أريد أن أعتذر إليك عما حدث البارحة. أعترف أنني تدخلت في ما لا يعنيني وأنا معترفة بخطئي. إنني آسفة أشد الأسف. فقال غسان بأدب ولباقة: “حسنا، أنا أقبل اعتذارك، ولكن أقدم لك نصيحة مجانية اليوم. واعلمي أن النصيحة كانت تشترى في الأيام القديمة. إذا أردت أن تكوني محبوبة وناجحة في هذه الحياة، فلا تكن صراحتك قاسية، ولا تتدخلي في شؤون غيرك. فكل إنسان حر في تصرفاته وطريقة لباسه، ما دام لا يسيء إلى الآخرين أو يتحدى السلوك العام ويخرج عن حدود الأدب”.
تغيير المظهر
قضيت وقتا جميلا ذلك اليوم، وانتبهت إلى شرح المعلمات والأساتذة وكان ضميري مرتاحا. وعندما وصلت إلى البيت كنت أفكر كم سيكون غسان جذابا ووسيما إذا قص شعره وأزال الصباغ عنه. أما الحلق فكنت أرجو من الله أن يتخلى غسان عنه.
ذهبت في اليوم التالي إلى المدرسة وأنا عاقدة العزم على أن أكون فتاة عاقلة مهذبة تراعي شعور الجميع. وفيما أنا أجول ببصري باحثة عن صديقاتي رأيت غسان. كم بدا وسيما! إنه حليق الشعر، ولا يلبس حلقة في أذنه. فاتجهت إليه وقلت: “أهذا أنت؟ لا أكاد أصدق ناظري. أنا فرحة جدا. كم تبدو وسيما الآن”. فقال غسان: “إن أهلي فرحون أيضا. لقد تكلم والدي معي مطولا بعد أن أخبرته بما فعلت البارحة، وأقنعني كما أقنعتني أنت، فعرفت في قرارة نفسي أنني أظهر بمظهر مختلف وغريب أمام أولاد مدرستي. ولكنني كنت مقتنعا بأنني بدوت طريف الشكل عندما كان شعري طويلا ملونا”. فقلت ممازحة: “أنت تبدو جذابا أكثر من السابق ألف مرة”.
فقال غسان: “أريد أن أقول لك: لا تحكمي على الإنسان من خلال مظهره، فما يهم هو الإنسان نفسه، وشخصه وأخلاقه، وكيفية تعامله مع الآخرين. أعترف بأن مظهري كان غير مألوف ولكنني عشت في الغرب فترة طويلة، وهناك، كما تعلمين، يلبس الناس ما يشاؤون ويقولون ما يريدون ما دام لا يضر بالآخرين”. فقلت له: “ولكن هذه مظاهر لا يألفها مجتمعنا العربي الأصيل”.
حوار حول الموضة
فقال غسان: “أنت هنا مخطئة، فالعرب كانوا يطيلون شعورهم في الزمان الغابر”. فقلت: “أجل، ولكن الزمن تغير، والإنسان تطور، فلماذا نعود إلى العصور السابقة؟” فقال غسان: “هل أفهم من كلامك أن الغرب عاد إلى العصور السابقة؟ لا يا عزيزتي. إنهم أكثر تطورا منا علميا وإنسانيا وحضاريا”. فقلت: “لم لا نقلد، نحن الشباب، الأشياء الجيدة في المجتمعات الغربية كالتطور العلمي والحضاري بدل أن نأخذ القشور؟ وهل لي أن أسألك: لم حلقت شعرك وأزلت الصباغ؟ ولم نزعت الحلقة من أذنك؟” فقال غسان: “لأنني حر. فقد قررت ذلك بعدما اقتنعت بأن لا أخذ بقشور المجتمع الغربي، بل أن أقلدهم في التقدم العلمي والحضاري والفكري كما تقولين، وأنا واثق أن جيلنا الجديد من العرب سيكون مختلفا بل أفضل من الأجيال التي سبقتنا وأننا سنصبح من المبدعين والمبتكرين والمخترعين، وسنجعل الغرب يقلدنا”. فضحكت وضحك غسان، ورجونا الله أن يعطينا القوة لننهض بأمتنا العربية من جديد.
معرض الصور (قصة أحلى أيام المدرسة)
تحميل القصة PDF أو صور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث
شارك برأيك
ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!