قصة مهرج الملك والبستاني

ملخص قصة مهرج الملك والبستاني
كان يا مكان، ملك غاضب رأى ابنته الأميرة تلعب مع ابن البستاني، فقرر معاقبة الولد بالجلد. حزن البستاني الشديد دفعه لطلب المساعدة من أخيه، مهرج الملك. تنكر المهرج في زي عراف، وزار الملك ليخبره أن إنجاب ولد يتطلب منه أن يعيش كواحد من عامة الشعب لمدة سبعة أيام. عاش الملك هذه التجربة الصعبة، وشعر بمعاناة الناس، ونسي رغبته في الولد. عاد الملك متغيرا، وأمر بفتح خزائن المملكة لمساعدة شعبه، وفي النهاية، كان سعيدا برؤية ابنته تلعب مع ابن البستاني.
قصة مهرج الملك والبستاني مكتوبة
عندما كان الملك يقف في شرفة قصره المطلة على البستان الكبير، رأى ابنته تلعب مع ابن البستاني. غضب الملك، كيف تلعب ابنتي الأميرة التي سترث عرش المملكة مع ابن البستاني؟ كان الملك يفكر دائما في ولد من صلبه يرث العرش من بعده، لكنه لم يرزق بغير هذه البنت. كيف تلعب مع ابن البستاني؟ كيف؟! اغتاظ الملك غيظا شديدا، وقرر أن يعاقب الولد؛ لكي لا يلعب مع الأميرة مرة أخرى!
بعد دقائق كان ابن البستاني مربوطا في جذع شجرة، والجلاد يجلده عشر جلدات. كان كثير من أهل المملكة يشاهدون المنظر، ومن بينهم البستاني الذي ينفطر قلبه من شدة البكاء حزنا على ولده، لكن ما باليد حيلة.. فهذا أمر الملك.. الملك الظالم الذي لا يراعي حب البستاني إياه، ولا يراعي اجتهاده في عمله من أجله، ولا يراعي أهل مملكته، لكن كل ما يهمه ويشغله هو كيف ينجب ولدا؛ لكي يرث مملكة أبيه.
بعد أن انصرف الناس فك البستاني ابنه وحضنه ثم حمله إلى البيت. وفي هذه الليلة لم يتذوق البستاني طعم النوم.
وفي الصباح توجه إلى أخيه مهرج الملك، وحكى له ما حدث. بكى الأب، وبكى أخوه المهرج.
العراف ينصح الملك
في اليوم التالي كان مهرج الملك يتنكر في زي عراف، ويجوب المملكة التي يعرفها جيدا ويعرف أهلها، ويخبرهم بأمور يندهشون لها. ولم يأت المساء إلا وكان خبر العراف قد وصل إلى الملك، فطلبه سريعا.
بعد وقت قصير كان العراف يقف أمام الملك، والملك كل ما يهمه هو سؤال واحد يطرحه على العراف: كيف أنجب ولدا يرث مملكتي؟
سكت العراف قليلا، ثم قال:
- مولاي الملك.. هل لي أن أرى الملكة؟
وفي الحال كانت الملكة تقف أمامه. أغمض العراف عينيه وقال:
- أرى أن الملكة سوف تنجب ولدا.. أميرا عظيما يرث ملك أبيه، لكن يا مولاي عليك أن تمر بتجربة لمدة سبعة أيام تقوم خلالها بثلاثة أعمال، وإن لم تنجز هذه الأعمال سوف ترزق ببنت!
انتفض الملك من مكانه وقال:
- قل لي.. أخبرني.. ماذا أفعل حتى أنجب الولد؟
قال العراف:
- أولا: عليك أن تترك ملكك، وتخلع ملابسك الملكية، وتلبس ملابس الناس البسطاء في المملكة.
شروط العراف على الملك
- ثانيا: تبني لنفسك كوخا على شاطئ البحر في آخر المملكة لتعيش فيه، على شرط أن تبني الكوخ وحدك ولا يساعدك على بنائه أحد، وتبقى فيه وحيدا لا يخدمك أحد.
- ثالثا: تمشي وسط الأسواق وبين الناس في كل يوم كأنك واحد منهم.. تسمع أخبارهم، وتعرف أحوالهم وتتعايش مع مشكلاتهم، وتحاول أن تساعدهم بكل طاقتك في حل هذه المشكلات!
على الفور بدأ الملك في تنفيذ ما قاله العراف؛ خلع ملابسه ولبس ملابس عادية، وعندما رأى نفسه في المرآة بالملابس الجديدة، انزعج انزعاجا شديدا، لكنه قال في نفسه: لا يهم.. سأتحمل ذلك لأسبوع؛ كي أنجب الولد.
ترك الملك القصر وذهب إلى شاطئ البحر، وبدأ يجمع أفرع الشجر وكل ما يجده في طريقه لكي يبني كوخا. تعب الملك تعبا شديدا في العمل والبناء.. لكنه كان سعيدا.. من شدة التعب والجوع، وقبل أن يتم بناء الكوخ، نام الملك في مكانه!
الملك يكتشف أحوال رعيته
ومع شروق الشمس استيقظ الملك جائعا.. لم يجد ما يأكله، ولم يجد خدما يقدمون له الطعام، لم يجد حماما نظيفا يدخله. ذهب إلى السوق، فرأى ما لا يسره.. رأى الناس يبيعون ويشترون.. الرجال والنساء لكنهم يعانون؛ فالسوق غير منظمة وغير نظيفة.. التجار الكبار يستغلون التجار الصغار، والتجار الصغار يستغلون الناس. الأسعار مرتفعة، والبضائع رديئة، ومع ذلك الناس يعملون.
مشى الملك في شوارع المملكة، فرأى الجميع يعانون الفقر وشدة الحاجة.. رأى الحزن والبؤس على وجوه الناس.. نسي الملك جوعه وعطشه، وظل يمشي في شوارع المملكة.
وفي نهاية النهار عاد وأكمل بناء الكوخ، وعندما أكمله حاول أن ينام، لكن النوم طار من عينيه، فجلس يفكر، لكنه من شدة التعب نام.
الملك يتغير
في اليوم التالي استيقظ الملك متعبا، وذهب إلى السوق ومشى يتأمل أحوال الناس ومعاناتهم، ويسمع أحاديثهم ومشكلاتهم، ثم عاد إلى كوخه حزينا يفكر.
استمر الملك يفعل ذلك كل يوم، وفي مساء اليوم السابع كان الملك يجلس وظهره مستند إلى الكوخ وهو مملوء بالحزن الشديد.. لا يفكر في ملكه، ولا في قصره، ولا في ولده الذي يتمناه.. أحس أن مشكلته صغيرة وتافهة بالنسبة لمشكلات أهل مملكته.. أحس بأنه المسؤول عن مشكلات الناس ومعاناتهم.. فعاد إلى قصره، وطلب الوزير والمستشارين، وظلوا مجتمعين حتى الصباح.
في الصباح أمر الملك بفتح جميع خزائن المملكة، ونزل هو ووزيره وكبار رجال المملكة يعملون بأيديهم جنبا إلى جنب مع أهل المملكة.. يحلون المشكلات، ويعيدون تنظيف المملكة وبناءها.
وذات يوم عندما كان الملك يقف في شرفة القصر ويرى ابنته تلعب مع ابن البستاني كان سعيدا.
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!