قصة مشروع الصيف

ملخص قصة مشروع الصيف
بينما كان الشاطئ يعج بالصغار الفرحين وأصوات الباعة، حيث يبيع هشام المثلجات ويبيع عمر الطائرات الورقية، كانت نادين تشاركهما العمل بمرح. أعلن حارس الشاطئ عن مسابقة للطائرات الورقية، مما زاد من حماس الأطفال. واجهت نادين صعوبة في الموازنة بين اللعب والمساعدة في العمل، لكنها اختارت اللعب اليوم على أن تعمل غدًا. فجأة، تحول المرح إلى فزع عندما أعلن الحارس عن وجود سمكة قرش، ورفع الراية السوداء. أسرع الجميع بالخروج من الماء، لكن بعض الأطفال لم ينتبهوا للتحذير. هنا، لمعت فكرة في ذهن هشام وعمر: استخدام طائراتهما الورقية الكبيرة لكتابة تحذير “اخرجوا.. سمكة قرش.. في الماء” عليها، وتطيرها عاليًا ليراها الجميع. وبالفعل، انتبه السباحون للطائرات المحملة بالتحذيرات، وخاصة سامي وهادي اللذان كانا بعيدين. أدرك الجميع جدية الخطر، وخرجوا بأمان إلى الشاطئ. امتلأ الشاطئ بالفرحة والامتنان لهشام وعمر، وقرر الحارس أن تكون طائرتهما هي الفائزة بالمسابقة تقديراً لدورهما في إنقاذ الأرواح. عم الفرح الجميع، وتناولوا المثلجات، متطلعين لمغامرات صيفية جديدة.
قصة مشروع الصيف مكتوبة
على شاطئ البحر كانت الشمس مشرقة، والصغار فرحين. راح هشام ينادي: أحلى مثلجات في الجو الحار، هيا يا صغار! وعمر ينادي: معنا طائرات ورقية… هيا يا صغار! كان الشاطئ مملوءًا بالأنشطة، والجميع يسبح ويجري هنا وهناك.
أشار أحد الصغار إلى العربة، ونادى أصحابه: هيا هيا أسرعوا… عربة المثلجات قد وصلت.
كانت نادين تجلس على عربة المثلجات، وراحت تحرك قدميها وهي تقول: أحلى مثلجات وأجمل طائرات، هيا يا أصدقاء، ويا صديقات! اقترب حارس الشاطئ من العربة، وقال: سنجري سباقًا للطائرات الورقية، هيا يا هشام اقترب من برج المراقبة وسوف أنادي الصغار حتى يجيئوا ويشتروا. أعلن الحارس عن مسابقة لأجمل وأعلى الطائرات الورقية، ودعا من يرغب في المشاركة أن يحضر طائرته الورقية ويستعد للسباق. وراح الصغار يشترون الطائرات من هشام وعمر ونادين. اقترب أحد الصغار من هشام وسأله: هل يمكن أن أشتري هذه الطائرة الكبيرة يا هشام؟ أجاب هشام: آسف يا صديقي، هذه الطائرة ليست للبيع، لقد صنعتها أنا وأخي عمر بأيدينا، لكن يمكن أن أعلمك كيف تصنع مثلها.
اشترى الصغار الطائرات الورقية، وأعطى الحارس ألوانًا للصغار كي يزينوا طائراتهم ويكتبوا عليها أسماءهم قبل أن تبدأ المسابقة.
قواعد العمل واللعب
قالت نادين: أنا أيضًا أريد طائرة كي ألونها وأشارك بها في المسابقة.
قال هشام: نحن الآن نعمل. هل تريدين أن تلعبي أم تعملي؟
قالت نادين: أريد أن ألعب.
قال عمر: إذا لن تحصلي على حصة من أرباح هذا اليوم.
صاحت نادين: لماذا؟ لقد ساعدتكم منذ الصباح.
قال هشام: عليك أن تختاري، إما أن تعملي أو تلعبي.
قالت نادين: ألون وأطير الطائرة، ولا ألعب.
ضحك عمر وقال: هذه حيلة ذكية، والطائرة التي تأخذينها سوف تدفعين ثمنها.
قالت نادين: لا، هذا ليس عدلاً، أنا أعمل معكم منذ الصباح.
قال هشام: عندي حل، تأخذين المثلجات والطائرة مجانًا مقابل العمل الذي قمت به اليوم.
قالت نادين: ولمَ لا آخذ نقودًا من الأرباح أيضًا؟
أعاد هشام السؤال على نادين: عليك أن تختاري، إما أن تعملي أو تلعبي.
قالت نادين: ألعب اليوم فقط، وغدًا أعمل وأشارك وأكسب نقودًا كثيرة.
قال هشام: خذي هذه الطائرة، واذهبي ولونيها.
إنذار الخطر
كان الجو حارًا، والشاطئ مزدحمًا، والصغار يطيرون الطائرات الورقية، والجميع سعداء وهم يشاهدون الطائرات الورقية في السماء.
قال عمر: كنت أريد أن أشارك في السباق.
قال هشام: هل تحب أن تعمل أو أن تلعب؟ اذهب وشارك، وما نكسبه يكون كله لي.
نظر عمر إلى هشام مبتسمًا، وقال: ما رأيك أن تذهب وتشارك أنت والمكسب كله لي؟
وراح الأخوان يضحكان ويرددان: اذهب أنت… لا… لا… اذهب أنت…
وفجأة شاهد هشام وعمر حارس الشاطئ يصعد مسرعًا إلى برج المراقبة. صفر الحارس ورفع الراية السوداء، وراح ينادي: سمك قرش في الماء! اخرجوا… اخرجوا… أخذ هشام يجري في اتجاه الماء، وينادي: أسرعوا… أسرعوا، اخرجوا… صاح عمر مثل هشام، ونادى بأعلى صوته: اخرجوا من الماء!
كان جميع من في الماء مشغولين بالنظر إلى الطائرات الورقية الجميلة التي تحلق في السماء، وفجأة لاح العلم الأسود، وسمعوا تحذير الحارس: “اخرجوا، سمكة القرش في الماء!” فخرجوا من الماء مسرعين. ولكن بعضهم لم يسمع التحذير أو يلمح العلم الأسود وظل يسبح مطمئنًا في الماء.
خطة الإنقاذ
قال هشام: يجب أن نفعل شيئًا.
رد عمر: نعم، لا بد أن هناك طريقة تنبه من بقي في الماء. انظر يا هشام إن سامي وهادي ما زالا يسبحان في المياه بالقرب من الجزيرة.
ثم نظر إلى السماء وقال: لقد بدأ المتسابقون يسحبون طائراتهم الورقية.
قال هشام: آه! الطائرات الورقية! إنها فكرة جيدة يا عمر.
إذا استطعنا أن نكتب تحذيرًا على ذيل هذه الطائرة فسيراها من تبقى في البحر. ثم أضاف: أنا سأجهز الطائرة، وأنت ستحضر الأقلام، أسرع يا عمر، أسرع.
جلس عمر وكتب كلمات على ذيل الطائرة: “اخرجوا… سمكة قرش… في الماء.” وطير الأخوان الطائرة بسرعة ومهارة.
شاهد الصغار طائرة هشام وعمر مكتوبًا عليها التحذير، فأخذوا يسحبون طائراتهم ويكتبون التحذير مثلهما، ثم أطلقوا الطائرات مرة أخرى، وكذلك فعلت نادين.
إدراك الخطر
لاحظ السباحون أن الطائرات الصغيرة قد بدأت تنسحب، وطائرة هشام وعمر الكبيرة ترتفع في السماء، وقد كتب على ذيلها تحذير بخط كبير. بدأ من بقي في الماء يسبح باتجاه الشاطئ، أما سامي وهادي فكانا يسبحان في البحر، ولم يصدقا ما يحدث.
قال سامي وهو ينظر إلى الطائرة: لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا، لا توجد أسماك قرش في هذه المياه، فأسماك القرش تعيش في المحيطات الكبيرة.
وقال هادي: ربما تكون مزحة.
نظر الأخوان فإذا بالطائرات الصغيرة تعود لتملأ السماء وعليها التحذير نفسه، طائرة عليها كلمة “قرش”، وثانية عليها كلمة “اخرجوا”، وثالثة عليها كلمة “بسرعة”.
قال سامي: انظر يا هادي، لقد ارتفع العلم الأسود والجميع يسبحون باتجاه الشاطئ.
أدرك الأخوان حينها أن الخطر حقيقي، فأخذا يسبحان باتجاه الشاطئ بأقصى ما لديهما من قوة وسرعة.
مكافأة الشجاعة
على الشاطئ وقف الكبار والصغار فرحين بالسلامة، ثم التفوا حول هشام وعمر وهم يقولون: فكرة ذكية وحل سريع، الحمد لله، لقد خرج الجميع، ولم يبق أحد في الماء.
راح الجميع يراقبون قوارب الإنقاذ وهي تجوب المياه. جاء من بعيد قارب معلق على جانبه سمكة قرش صغيرة، وعندما اقترب القارب سألت نادين رجال حرس الساحل: ماذا ستفعلون في هذا القرش؟ إنه قرش صغير وربما لن يؤذي أحدًا!
قال رجل الشرطة: وعندما يكبر الصغير، ما الذي سيحدث؟ وووو… صاح الصغار وهم يضحكون.
سأل هشام مستفهمًا: وماذا ستفعلون به؟
قال الشرطي: سوف نأخذه إلى مركز الأحياء المائية لدراسة سلوكه، ولماذا ترك المحيط وجاء إلى الشاطئ.
قال هادي: ربما جاء ليشتري مثلجات.
وقال سامي: لا، لقد جاء ليشتري طائرة ورقية.
التف الجميع حول هشام وعمر وشكروهما.
قالت نادين: لقد نسيتم السباق! يا ترى طائرة من ستفوز في السباق إذن؟
قال الحارس: أقترح عليكم أن تكون طائرة هشام وعمر هي الفائزة… فليس هناك أجمل من طائرة تنقذ حياة إنسان.
صفق الجميع موافقين، ونادين فخورة بإخوانها الأذكياء.
أثنى العم إبراهيم وشكر هشامًا وعمر على التفكير وسرعة البديهة وحسن التصرف في المواقف الطارئة، وأضاف: لا ننسى أن الجميع قد شارك في إطلاق الطائرات الصغيرة والتحذيرات، وهديتكم جميعًا أنني سأشتري مثلجات للجميع.
راح الصغار والكبار يأكلون المثلجات فرحين، أحس هشام وعمر ونادين بفرحة وتفاؤل وهم يأكلون المثلجات ويفكرون في مشروع الصيف القادم.
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!