قصة ليلة هنيئة أيها القمر السحري

استكشف قصة ليلة هنيئة أيها القمر السحري مع فأفور، تعلم عن مراحل القمر واكتشف كيف يقود العثور على جبن ومشاركته إلى سحر غير متوقع.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في ليلة مقمرة وجميلة، استمتع الفأر الصغير فأفور بضوء القمر الساطع الذي ملأ الحقل. لكن ليلة بعد ليلة، لاحظ فأفور أن القمر يتغير ويصغر حجمه، وشرحت له أمه أن فئران القمر تتناول منه ليمتًا لذيذة حتى يختفي! في إحدى الليالي المظلمة تمامًا، اضطر فأفور وأمه للبحث عن طعامهما في الظلام الحالك، وفجأة شم فأفور رائحة شهية قادتهم إلى اكتشاف مدهش: قطعة جبن دائرية وكبيرة تشبه القمر تمامًا! وبينما كانا يستعدان لأكل هذه الوجبة الرائعة، ظهرت فأرة عجوز بدت عليها علامات التعب والجوع. شعر فأفور بلطف وأدرك أن المشاركة أجمل، فقرر أن يتقاسم الجبن معها. أسعد عمله هذا والدته كثيرًا، وفي طريق عودتهم، استخدم فأفور آخر قطعة جبن كالهلال ليرشدهما. في تلك الليلة، تعلم فأفور عن مراحل القمر وعن السعادة الكبيرة التي تأتي من مشاركة الخير مع الآخرين.

قصة ليلة هنيئة أيها القمر السحري مكتوبة

في ليلة مقمرة، كان فأفور يجمع حبات التوت في الحقل. ابتسم ونظر بفخر إلى كومة التوت وقال لأمه:

“التقطي هذه الحبة يا ماما.”

فقالت أمه: “يبدو أنك حصلت على عشاء شهي لهذا المساء.”

“كان الأمر سهلا،” أجاب فأفور، “فالمكان مضاء كما لو أننا في وضح النهار.”

فشرحت له أمه: “لأن القمر قد اكتمل هذه الليلة وأصبح بدرا مستديرا رائعا!”

في الليلة التالية، خرج فأفور مع أمه لجمع ثمرات البلوط. وكان القمر ما يزال منيرا، لكن شكله قد تغير قليلا.

اندهش فأفور وقال: “أه… لقد صغر حجم القمر!”

عندها راحت والدته تشرح له أن فئران القمر قد بدأت بتناول وليمتها القمرية.

فقالت: “إنها تقضم منه قطعة كل ليلة، إلى أن يزول تماما. بعد ذلك يكبر القمر من جديد حتى يصبح بدرا كاملا ساطعا مثلما كان!”

مراحل القمر وظلامه واختفائه

وبالفعل، كان حجم القمر يتناقص ليلة بعد ليلة، وتزداد السماء ظلمة. فلما زال ربع القمر، بانت بذور دوار الشمس.

ولما انتصف القمر، تفتحت أزهار الورد البري. ولما لم يبق منه إلا ربعه الأخير، ظهرت حبات البندق. وأخيرا عندما أصبح هلالا نحيلا، برزت حبات الفطر من الأرض.

وفي إحدى الليالي، لم يظهر القمر في السماء، فقال فأفور: “لقد اختفى القمر تماما يا ماما!”

فأجابته أمه: “لا تقلق يا فأفور.. فئران القمر تبقى منه دائما حافة صغيرة جدا لا نتمكن نحن من رؤيتها، ثم تنثر عليه قليلا من غبار النجوم ليتمكن من النمو من جديد.”

البحث في الظلام والعثور على قرص الجبن

كان الظلام حالكا جدا بحيث اضطر فأفور ووالدته إلى استخدام حاسة الشم لديهما للعثور على طعامهما. تنشق فأفور رائحة الهواء ثم قال: “إني أشتم رائحة لذيذة جدا جدا!”

ثم بدأ الاثنان يتتبعان أثر الرائحة اللذيذة عبر الحقل.

فجأة، رأى فأفور جسما غريبا أصفر بين الأعشاب فقال:

“يبدو أن القمر قد سقط من السماء!”

فوافقته أمه بقولها: “يبدو الأمر كذلك. لكن ما تراه ليس بالقمر، بل قطعة من الجبن! لم أر في حياتي مثل قطعة الجبن هذه من حيث حجمها الكبير واستدارتها وشبهها بالقمر. كم أنت بالغ الذكاء يا فأفور.”

قهقه فأفور وقال ضاحكا: “بإمكاننا أن نأكلها بكاملها. انظري، قرص كامل من الجبن لنا وحدنا.”

ظهور الفأرة العجوز ومشاركة الجبن

في تلك اللحظة بالذات، تقدمت نحوهما فأرة عجوز وقالت بدهشة: “يا لها من قطعة جبن رائعة!”

فأجابتها والدة فأفور: “أهلا بك أيتها الفأرة العجوز. أليست رائعة! إن فأفور هو الذي وجدها!”

ابتسمت الفأرة العجوز لفأفور بلطف وقالت بصوت رقيق: “حسنا فعلت أيها الفأر الصغير. أتمنى أن تستمتع جيدا بعشائك المميز الشهي!”

أخذ فأفور يراقب الفأرة العجوز وهي تعرج في مشيتها مبتعدة. وكان التعب والجوع باديين عليها. نظر فأفور إلى قرص الجبن. نظر إلى الفأرة العجوز. بعد ذلك تنهد وناداها قائلا: “تريدين قطعة منه؟ إنه كبير وباستطاعتنا أن نتقاسمه معا.”

تقاسم الجبن والعودة إلى المنزل

قسمت والدة فأفور قرص الجبن إلى ثلاث قطع، فأخذ فأفور قطعة وناولها إلى الفأرة العجوز لكي تأخذها إلى بيتها.

فقالت له بعد أن قضمت قطعة صغيرة: “شكرا لك يا فأفور. إنها لذيذة جدا!”

وأثناء عودتهما إلى البيت كان فأفور ووالدته يأكلان حصتهما من الجبن. فقالت له والدته: “لقد كان تقاسم قرص الجبن مع الفأرة العجوز عملا لطيفا منك. إني فخورة جدا بك يا فأفور. وإذا كانت فئران القمر تراقبنا الآن، فسوف تكون هي أيضا فخورة بك.”

ظل فأفور يقضم قطعته من الجبن مستمتعا بمذاقها إلى أن لم يبق منها إلا حافة رفيعة تشبه الهلال. فحملها ورفعها عاليا نحو السماء المليئة بالنجوم، ثم أخذ يسير مع والدته وراء هذا الشكل الهلالي ليدلهما على طريق المنزل.

الوصول إلى المنزل وقصة الجبن السحري

حين وصلا إلى المنزل، ألقى فأفور بنفسه في الفراش وهو يتثاءب من شدة النعاس. فقالت له أمه باسمة: “لقد حان وقت النوم أيها الفأر النعسان.”

ثم غطته باللحاف وأخذت تروي له قصة جميلة.

قالت أمه: “في أحد الأيام، وجد فأر صغير قرصا من الجبن، يشبه القرص الذي وجدته أنت. وكان هذا الفأر الصغير وديعا طيب القلب مثلك أنت. فتشارك مع باقي الفئران في أكل قرص الجبن حتى لم يبق منه سوى قطعة صغيرة جدا…”

“نظرت فئران القمر من السماء فرأت الفأر وعرفت أنه فأر رقيق طيب القلب. فانتظرته حتى أوى إلى فراشه وغط في النوم، ثم رشت على قطعة الجبن التي بقيت معه قليلا من غبار النجوم. فلما استفاق الفأر من نومه رأى أن تلك القطعة الصغيرة جدا قد كبرت من جديد وأصبحت قرصا كبيرا من الجبن كامل الاستدارة وساحرا كالقمر؟”

تساؤلات ما قبل النوم والوداع

ابتسم فأفور والنعاس يغلبه، ثم قال لوالدته: “ألم أتشارك أنا أيضا في قرص الجبن؟”

“أجل…. فأنت أيضا فأر صغير طيب القلب!” أجابت والدته.

عندها سألها فأفور: “وهل قطعة الجبن التي وجدتها سحرية كالقمر؟”

أجابت والدته وهي تبتسم: “ربما، لنأمل أن تكون فئران القمر تراقبنا وتنظر إلينا.”

“نوما هنيئا يا فأفور.”

“وأنت يا ماما… نوما هنيئا،” قال فأفور، ثم أضاف: “أتمنى لك ليلة سعيدة أيها القمر السحري…”

وقبل أن يغمض عينيه، وضع آخر قطعة صغيرة من الجبن بحرص بجانب سريره…

في حال…

الحكمة

في ليلة مقمرة تلمع في سمائها النجوم، تعلم الفأر الصغير فأفور كل شيء عن اختفاء القمر وتحوله من بدر مستدير مكتمل إلى هلال رفيع… كما تعلم أيضا روعة المشاركة مع الآخرين.

معرض الصور (قصة ليلة هنيئة أيها القمر السحري)

تحميل الحكاية

شارك برأيك

ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى