قصة صياد الحيات

اكتشف كيف تحول النمس ركتاكي من كائن صغير إلى بطل مغوار في قصة صياد الحيات، مغامرة مثيرة مليئة بالتحديات والمفاجآت للأطفال.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

ذات يوم، بينما كان النمس الفتي ركتاكي يتجول، جرفت المياه جحره ورمته في حفرة مغمي عليه. أفاق ليجد نفسه في بيت صبي يدعى شادي، الذي أخذه واعتنى به. مع الوقت، أصبح ركتاكي جزءًا من عائلة شادي، وصار له حديقة كبيرة يستكشفها.

في الحديقة، اكتشف ركتاكي زوجين من الطيور يبكيان على فقدان فرخهما الذي أكله ناغ، حية الكوبرا الشريرة. واجه ركتاكي ناغ بشجاعة، لكنه سرعان ما أدرك أن المواجهة لن تكون سهلة، خصوصًا مع وجود ناغينا، زوجة ناغ.

مع مرور الأيام، أثبت ركتاكي شجاعته وقوته. في إحدى المواجهات، تمكن من قتل الحية كاريت السامة، مما جعله بطلاً في نظر عائلة شادي. لكن التحدي الأكبر كان ينتظره عندما اكتشف خطة ناغ وناغينا لقتل عائلة شادي.

تسلل ناغ إلى المنزل عبر أنبوب الحمام، لكن ركتاكي كان مستعدًا. بعد معركة شرسة، نجح ركتاكي في القضاء على ناغ بمساعدة والد شادي الذي أطلق رصاصة قاتلة. لكن المهمة لم تنته بعد، فما زالت ناغينا تهدد البيت.

في النهاية، قاد ركتاكي ناغينا إلى مواجهة نهائية في حقل البطيخ، حيث كان بيضها المليء بحيات الكوبرا الصغيرة. قضى ركتاكي على البيض، وفي مواجهة أخيرة، نجح في إخافة ناغينا وإبعادها عن البيت.

عادت الحياة إلى طبيعتها في بيت شادي، وتم تكريم ركتاكي كبطل شجاع. ورغم تعبه، كان ركتاكي يشعر بالرضا لأنه قام بواجبه لحماية أصدقائه وعائلته الجديدة.

قصة صياد الحيات مكتوبة

كان ركتاكي نمسًا فتيًا، أنفه أحمر، وعيناه براقتان حادتان، وذيله أشبه بمكنسة. كان صياحه عاليًا جدًا، إذا زعق بدا زعيقه كأنه يقول: “ركتك تكي – تكي – تشك!”

ذات يوم، غمرت المياه جحره وجرفته خارج الجحر ورمته في حفرة مغمي عليه. عندما أفاق من إغمائه، كانت الشمس قد أشرقت، وسمع صبيًا يقول: “انظروا! إنه نمس! سأخذه معي إلى البيت وأعتني به.”

حمل الصبي، واسمه شادي، النمس الفتي ركتاكي إلى بيته الكبير. هناك جففه ولفه في قماش قطني دافئ. ثم أجلسه معه إلى مائدة الطعام، وقدم له قطعة كبيرة من اللحم. بعد أن أكل ركتاكي وشبع، عاد إليه نشاطه وراح يدور حول المائدة.

فجأة قفز ركتاكي فوق كتف شادي. فحمله شادي وأخذه إلى الشرفة المشمسة، وقال له: “اركض واستكشف بيتك الجديد!” وهذا تمامًا ما فعله ركتاكي.

الاستكشاف الأول

ركض ركتاكي فوجد حوض استحمام، قفز في حوض الاستحمام وكاد يغرق. ثم وجد قنينة حبر، فأنزل فيها أنفه الصغير، فصار له أنف محبر. ركض إلى غرفة نوم شادي واستلقى على سريره. عندما دخل والدَا شادي ليحييا ولدهما تحية المساء، وجدا ركتاكي على وسادته. قالت أم شادي خائفة: “ماذا لو عض ولدنا؟”

قال والده: “لن يعضه، بل سيحرسه ويدافع عنه لو أن حية…”

لكن أم شادي لم تمكن زوجها من متابعة كلامه، ورفضت أن تسمع كلمة أخرى عن الحيات.

الحديقة والتحديات الأولى

في الصباح، خرج ركتاكي إلى الحديقة يدور مستكشفًا، مستعينًا بأنفه الحساس. كانت الحديقة كبيرة جدًا! رأى فيها ورودًا، وأشجار برتقال وليمون طيبة الرائحة، وأعواد خيزران، وأعشابًا أخرى طويلة متمايلة. قال ركتاكي في نفسه: “هذه الحديقة مكان عظيم للصيد!”

في تلك اللحظة، سمع صوتًا حزينًا، صوتًا لم يسمع في حياته أشد حزنًا منه. كان الطائر دارزي الطويل الذيل وزوجته الطويلة الذيل أيضًا يبكيان: “بووو – هووو – هووو!” كانا يبكيان وهما جاثمان على غصن شجرة أمام عشهما الجميل الخالي من الفرخ الصغير.

سأل ركتاكي الطائر الطويل الذيل دارزي وزوجته الطويلة الذيل أيضًا، قائلاً: “ما بكما؟ لماذا تبكيان أيها الطائران الجميلان؟”

“سقط فرخنا الصغير من العش وأكله ناغ.”

“شيء مؤسف، ولكن من هو ناغ؟”

بدلًا من أن يجيباه، طارا فجأة واختفيا.

التقاء ناغ

سمع ركتاكي صوت “سيس” يأتيه من بين الأعشاب تحت الغصن الذي كان عليه دارزي وزوجته. قفز في الحال استعدادًا للقتال. وجاء الصوت ثانية: “هسسس سسسس!”

من بين الأعشاب برزت حية كوبرا طويلة وغليظة. برزت على مهل، تلتفت برأسها الكبير يمينًا ويسارًا. ثم انتصبت وأخذت تتمايل حول ركتاكي، وبدت عيناها السوداوان باردتين ومهلكتين.

فحت الحية بصوت مرعب قائلة: “تقول من ناغ؟ أنا هو ناغ! انظر إليّ ومت خوفًا!”

لأول وهلة، خاف ركتاكي فعلاً، بل كاد أن يموت خوفًا. فهو ليس نمسًا مكتمل القوة. كانت أمه قد قتلت حية كوبرا وأطعمته منها. لكنه لم يكن يعرف أن دوره جاء الآن ليمتحن قوته ومهارته مع هذا النوع من الحيات. عرف ناغ أن ركتاكي خائف، وإن لم يظهر ذلك على وجهه. لكن بعد لحظات، قال ركتاكي، وقد بدأت تعود إليه جرأته: “شيء عظيم! تتشاطر على فرخ صغير.”

قال ناغ بهدوء: “لم لا؟ صغير، كبير، أنا لا أوفر شيئًا! أنت نفسك تأكل بيضًا. ألا تأكل بيضًا؟”

عندئذٍ سمع ركتاكي صوت الطائر دارزي يزعق: “انتبه! وراءك!”

ظهور ناغينا

قفز ركتاكي. في تلك اللحظة كانت حية ضخمة أخرى تفح فحيحًا عاليًا وتنقض برأسها لتعضه. لكن ركتاكي كان قد ابتعد عنها. كانت تلك ناغينا، زوجة ناغ. في الوقت الذي كان يتحدث مع ناغ، كانت ناغينا قد زحفت من ورائه بهدوء لتنقض عليه.

ارتد ركتاكي إلى ناغينا وانقض عليها وعضها في عنقها، لكن عضته لم تكن قوية. فانتفضت ناغينا وتخلصت منه، وارتدت إلى الوراء تنزف دمًا، واختفت بين النباتات. وكذلك اختفى ناغ.

التحديات الجديدة

كانت عينا ركتاكي حمراوين. كان غاضبًا جدًا وشديد الحماسة، لكنه الآن في وضع خطر للغاية. عليه أن…

في تلك اللحظة سمع صوتًا يصيح: “انتبه!” كان ذلك صوت دارزي مجددًا. هذه المرة رأى الحية كاريت، الحية الغبراء السمراء السامة، تتحفز للانقضاض عليه. لكن ركتاكي لم يخف. فإذا كان قد هزم ناغينا، فلن يخاف من كاريت. في سرعة البرق انقض عليها وعضها عضة هائلة قتلها في الحال.

نادى شادي والدته ووالده قائلاً: “أمي! أبي! نمسنا قتل حية، تعالوا بسرعة!” سمع أبو شادي لفظ حية، فحمل عصاه وجاء راكضًا، لكن الحية الغبراء السمراء السامة كاريت كانت قد ماتت.

أسرع الوالدان يشكران ركتاكي على شجاعته ومهارته، وظلا يلاطفانه طوال فترة العشاء. ولم يجد ركتاكي فرصة للاختلاء بنفسه إلا بعد أن نام أفراد الأسرة كلهم. خرج عندئذٍ إلى الحديقة، وهناك في الظلام التقى صديقه فأر المسك شندر.

خطة التخلص من ناغ وناغينا

قال له شندر وقد بدا عليه الخوف: “كن حذرًا، يا ركتاكي!”

“لماذا؟”

قال شندر بصوت مرتجف: “ما من أحد في أمان الآن. ناغ قريب من هذا المكان! وعنده وعند ناغينا الآن عش مليء بالبيض، وقريبًا تملأ حيات الكوبرا الأرض.”

قال ركتاكي: “ناغ في الحديقة. اليوم رأيته وكلمته.”

قال شندر: “لا، إنه ليس في الحديقة.”

سمع ركتاكي صوتًا حافتًا أشبه بصوت خدش ونبش. أدرك أن ذلك صوت حراشف حية تنزلق على آجر محروق. فجأة انتفض وارتجف وهتف: “ناغ يتسلل إلى داخل المنزل عبر أنبوب الحمام!”

ركض إلى داخل المنزل وأسرع إلى الحمام وأخذ ينصت باهتمام. سمع ناغينا تهمس من الخارج قائلةً: “عندما يموت الرجل وعائلته، يكون على النمس أن يرحل.”

وجاء جواب ناغ من داخل الأنبوب: “هل نقتلهم كلهم؟”

“نعم! نعم! قبل أن يجيئوا إلى هنا. هل كان عندنا نمس؟ أي نمس؟ لا! اذهب! اقتل كل من تجد في طريقك، اقتلهم كلهم!”

رأى ركتاكي ناغ ينزلق من أنبوب الحمام داخلاً، ويلتف حول دلو كبير ويغفو هناك. اقترب ركتاكي من ناغ على حذر، لا يكاد من حذره أن يتنفس. ثم انقض فجأة على عنقه، وأنشب فيه أسنانه. بلمح البرق هب ناغ من غفوته وانتفض ولطم، وراح رأسه يخبط ذات اليمين وذات الشمال. وفي كل خبطة كان ركتاكي يصدم هذا الحائط أو ذاك مرة بعد مرة. كان الألم يخترق كل عظم في جسمه. وأحس برأسه يدور. كان يقول في نفسه: “سأموت، لكن على الأقل، أموت وأنا أقاتل!”

فجأة سمع أزيزًا عاليًا اخترق أذنيه! كان ذاك صوت رصاصة أطلقها والد شادي، ومعها تهاوى ناغ على الأرض.

لم يدرك ركتاكي في تلك اللحظة ما حدث. لكنه أدرك أنه ليس ميتًا، وأنه يشعر بدوار وانهيار، لكنه لا يزال حيًا!

النهاية والتكريم

في اليوم التالي، كان الطائر دارزي يغرد بأعلى صوته قائلاً: “الحية ناغ أخطر حية. ركتاكي خلص منها الدنيا. شكرًا شكرًا يا ركتاكي، تركت الحية دون حراك.”

قال ركتاكي: “قل لي، يا دارزي، أين ناغينا؟”

فأجاب دارزي وهو لا يزال يغرد: “إنها بين الحجارة.”

قال ركتاكي: “وأين هو البيض، يا دارزي؟”

“في حقل البطيخ.”

قال ركتاكي: “تظاهر بأن جناحك مكسور لتجتذب ناغينا إليك وتبعدها عن هذا المكان.”

كان دارزي يسعده أن يقوم بالمهمة، لكن زوجته سبقته، وطارَت إلى موضع قريب من الحجارة، وأخذت تدور حولها وتئن وتقول: “آه يا جناحي! أنا لا أقدر أن أطير!”

المواجهة الأخيرة

سرعان ما خرجت ناغينا من بين الحجارة واتجهت صوب الطائر لتأكله. ركض ركتاكي إلى حقل البطيخ. كان في الحقل خمس وعشرون بيضة توشك أن تفقس بين لحظة وأخرى، لتخرج منها خمس وعشرون حية كوبرا صغيرة. فقام بسحق تلك البيوض واحدة بعد الأخرى.

عندما بقيت بيضة واحدة، سمع ركتاكي فجأة زوجة دارزي تزاعق صارخة: “ركتاكي! ركتاكي!” حمل ركتاكي البيضة بفمه، وركض صوب المنزل. هناك توقف. على الشرفة، على بُعد خطوة من رجل شادي، كانت ناغينا متحفزة للانقضاض.

صاح ركتاكي: “التفتي إليّ وقاتليني! قاتليني أنا!”

قالت ناغينا: “أقاتلك في وقت لاحق. الآن ابكِ على أصدقائك!”

التضحية والنجاة

صاح ركتاكي قائلاً: “ابكي على آخر بيضة عندك، يا ناغينا! انظري!”

استدارت ناغينا. فأسرع الأب يشد ابنه شادي إليه ويبعده عن الحية.

أخذ ركتاكي يرقص حول ناغينا، مبتعدًا عن مدى ضرباتها. راحت ناغينا توجه ضرباتها إليه، لكنه كان يقفز بسرعة البرق متجنبًا تلك الضربات. تعبت ناغينا ودبّ اليأس في نفسها، فتراجعت إلى حقل البطيخ وتسللت إلى داخل جحرها في الأرض. لحق بها ركتاكي ونزل وراءها إلى داخل الجحر، حيث الصمت والظلام.

فوق الأرض، أخذ دارزي يبكي. فهو يعلم أن التماسيح الكبيرة القوية لا تجرؤ حتى على اللحاق بحية إلى داخل جحرها. بعد حين، خرج ركتاكي زاحفًا من فتحة الجحر، وقد بدا عليه الألم والتعب وعلاه التراب.

تكريم ركتاكي

في تلك الليلة، أكل ركتاكي حتى شبع من الأطعمة الشهية التي أعدتها له أسرة شادي. لكنه كان يردد: “لم أفعل شيئًا! كنت فقط أقوم بواجبي!”

معرض الصور (قصة صياد الحيات)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى