قصة صندوق الحكايات

عندما يتلقى توفيق صندوقًا سحريًا يمنحه حكايات يومية، يتعلم دروس قيمة عن الوفاء والشجاعة، ويبدأ رحلة مغامرات شيقة في قصة صندوق الحكايات.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

يحكى أن هناك فتى لطيفًا اسمه توفيق، يعيش في قرية صفا البحر الجبلية المطلة على البحر. كان توفيق يحب التأمل في الطبيعة من أمام منزله الحجري. ذات مساء، أعطاه والده صندوقًا خشبيًا قديمًا يسمى “صندوق الحكايات” يحتوي على حكاية جديدة كل يوم، محذرًا إياه من فتحه أكثر من مرة في اليوم.

في اليوم التالي، فتح توفيق الصندوق ووجد حكاية جديدة، فأخذ يجري في القرية ويخبر الأولاد بها، وبدأ الجميع يجتمع عند شجرة السنديان ليستمعوا إلى حكاياته. عندما انتشر خبر الصندوق العجيب في القرية، تجمع الناس لرؤية الصندوق، ولكن عندما حاول أحد الشيوخ فتحه، وجده خاليًا. أدرك الناس أن الصندوق لا يعطي حكاياته إلا لتوفيق.

مرت الأيام، وكان توفيق يتمنى أن يفتح الصندوق أكثر من مرة، ولكنه كان يحترم وصية والده. ذات يوم، رأى صبية جميلة تنصت لحكاياته، وأعجب بها. في صباح اليوم التالي، خالف وصية والده وحاول فتح الصندوق مرة أخرى، ولكنه وجده فارغًا. في الليل، ظهر له شبح يشبهه وأخبره أن عليه ملء الصندوق بنفسه من بحيرة الشمس والقمر.

حمل توفيق صندوقه وتوجه إلى بحيرة الشمس والقمر، وواجه العديد من التحديات في رحلته. التقى بالسلطان الذي أعطاه سيفًا لمساعدته في الوصول إلى البحيرة. بعد رحلة طويلة، وصل توفيق إلى البحيرة الساحرة حيث شاهد الشمس والقمر يتعانقان. هناك التقى شيخًا حكيمًا أخذه إلى قاعة مليئة بالحكايات.

أخبر الشيخ توفيق أن الحكايات لا تؤخذ بل تجدها إذا فتحت عينيك وتلفت في الدنيا حولك. بحث توفيق عن الحكايات وعن الصبية الجميلة التي أعجبت به. في أحد الأيام، وجد أحد أبناء القرية صندوق الحكايات ممتلئًا بالحكايات الساحرة، وكان فيه خاتمان لتوفيق وزهرة.

عاد توفيق إلى قريته بحكاياته الجميلة التي أحبها الصغار والكبار، وأدركوا أنه سافر إلى أطراف الدنيا ليجمع الحكايات ويجد زهرة، وفاءً بوعده لأهل قريته. كانت هذه حكاية الفتى الذي أضفى السحر على حياة أهل القرية بحكاياته الجميلة.

قصة صندوق الحكايات مكتوبة

يحكى أنه كان يعيش في قرية صفا البحر الجبلية المطلة على البحر فتى فطن لطيف اسمه توفيق. كان توفيق أزرق العينين ذا أنف طويل وشعر كستنائي يتدلى على جبينه. كان يحب البحر والشجر والسماء والهواء. وكان يحلو له أن يجلس أمام منزله الحجري، يتأمل الشجر والزهر، والبحر المنبطح عند قدمي الجبل.

ذات مساء، استدعاه والده الشيخ، وكان ذا شاربين مدببين منتصبين ورأس عال، ووضع بين يديه صندوقا خشبيا صغيرا قديما، وقال له: “يا بني، هذا الصندوق لك. وقد حان الآن وقت تسليمك إياه! إنه صندوق الحكايات! كلما فتحته وجدت فيه حكاية جديدة!” فتح توفيق الصندوق ومد يده فإذا فيه حكاية! جمد في موضعه لحظات، ثم قفز إلى الصندوق يريد أن يفتحه مرة أخرى. فرده والده عنه، وقال له: “اسمع يا بني! لا تفتح هذا الصندوق إلا مرة واحدة في اليوم! حاذر أن تفتحه مرتين في يوم واحد!”

مفاجأة الصندوق

في صباح اليوم التالي، فتح توفيق صندوقه. مد يده فوجد فيه حكاية جديدة. قلب صفحاتها وقال: “أعطاني الصندوق حكاية!” ثم حملها، وراح يجري في القرية. أخذ أولاد القرية يخرجون من منازلهم ويجرون وراء توفيق مرددين: “أعطاه الصندوق حكاية!” عندما تعب توفيق والأولاد من الجري والصياح، توقفوا عند شجرة سنديان تعودوا أن يجتمعوا عندها. هناك أخبرهم توفيق أن عنده صندوقا يستخرج منه كل يوم حكاية. ثم روى لهم الحكاية التي استخرجها في ذلك اليوم.

قال ولد: “نريد غدا حكايتين!” وقال آخر: “نريد ثلاث حكايات!” وعاد الأولاد يصيحون ويتصايحون. لكن توفيق كان يعلم أنه لا يستطيع أن يفتح الصندوق أكثر من مرة واحدة في اليوم.

ذاع في القرية أن لدى توفيق صندوقا عجيبا. وأقبل الناس، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، يريدون أن يروا ذلك الصندوق. قال رجل منهم: “أصحيح أن هذا الصندوق يعطيك حكايات؟” رد توفيق: “صحيح!” قال الرجل: “افتحه، نريد أن نرى!” أجاب توفيق: “لا أفتحه إلا مرة واحدة في اليوم!”

فضول أهل القرية

في اليوم التالي، تجمع الناس فجرا وتوجهوا إلى منزل توفيق قبل أن يفتح صندوقه. قال شيخ منهم: “أين الصندوق؟ أنا سأفتحه بنفسي!” التف أهل القرية حول الصندوق، ومد الشيخ يده وفتحه. لكن الصندوق كان خاليا. غضب أهل القرية غضبا شديدا. وبدا على توفيق الحيرة. ثم لمع في رأسه خاطر. قال: “مهلا!” اقترب من الصندوق، ومد يده وفتحه، فإذا فيه حكاية. أدرك الناس أن ذلك الصندوق لا يعطي حكاياته إلا لتوفيق، دون أهل القرية أجمعين.

مرت أيام وأيام. وكثيرا ما كان توفيق يتمنى أن يفتح الصندوق أكثر من مرة واحدة في اليوم. كان ذلك يشغل دائما باله.. فقد كان أهل القرية يتجمعون مساء عند شجرة السنديان ينتظرون حكاياته. وكان يريد أن يروي لهم في كل مرة حكاية أجمل من سابقتها. لكنه لم يكن يجرؤ على أن يخالف وصية أبيه.

شرع توفيق ذات مساء يروي إحدى حكاياته. اقتربت صبية من شجرة السنديان، وجلست في مكان غير بعيد تنصت إليه. كانت ذات شعر كستنائي متموج، وعينين زرقاوين مشعتين، وبشرة هادئة أشبه بضباب جبلي. عندما أنهى توفيق حكايته أراد أن يذهب إليها لكنه رآها تقوم مسرعة وتختفي في دغشة المساء كما يختفي غزال في صحراء.

الصندوق السحري

في صباح اليوم التالي، قال توفيق في نفسه: “اليوم ستأتي الصبية! أنا أعرف أنها آتية!” فتح الصندوق وأخرج منه حكاية. فرأها وقال: “أريد حكاية أجمل! أريد أجمل حكاية!” مد يده إلى الصندوق، مرة ثانية، يريد أن يفتحه. ثم عاد فسحبها. وقف ساعة حائرا مترددا، يفتحه أو لا يفتحه. أخيرا.. نعم، أخيرا فتحه. مد يده بتهيب إلى قعر الصندوق، فلم تلمس يده إلا الخشب. أسرع يقفل الصندوق ويفتحه، فلم يجد، هذه المرة أيضا، شيئا.

ظل توفيق أياما يفتح الصندوق كل صباح. لكنه كان يعلم أن الصندوق لن يعطيه شيئا. في إحدى الليالي، كان جالسا وراء شباكه المطل على الحديقة. وكان متعبا يشعر بنعاس شديد. فجأة رأى شبحا يتحرك في الحديقة ويتجه صوبه، فيتسلق الشباك، ويخبط على زجاجه. نظر توفيق بفزع، فقد رأى بينه وبين ذلك الشبح شبها غريبا، كأنما كان هو هو. اقترب الشبح منه حتى تلامس الأنفان، وقال: “عليك الآن أن تملأ صندوقك بنفسك! اذهب إلى بحيرة الشمس والقمر، واملأ منها صندوقك الفارغ!”

رحلة البحث عن بحيرة الشمس والقمر

حمل توفيق صندوقه وصرة سفره وتوجه إلى عاصمة بلد قريب يسأل عن بحيرة الشمس والقمر التي سيملأ منها صندوق حكاياته الفارغ. سرعان ما ظنه الناس مجنونا، فتجمعوا حوله، وجرى الأولاد وراءه يلاحقونه بضحكهم وصياحهم.

– صاح واحد منهم: “أين حكايات الصندوق؟”

– صاح آخر: “هات نوزعها في السوق!”

– وصاح آخر ضاحكا: “احك لنا من ذاك الصندوق حكاية!”

قال توفيق: “أحكي لكم حكاية.” ثم روى لهم حكاية صندوق حكايات، ورثه ولد عن أبيه، وعندما خالف الولد وصية أبيه، منع عنه الصندوق حكاياته، وبات عليه أن يملأ الصندوق بنفسه. تحدث توفيق بصوته الساحر فصمت الأولاد كلهم وراحوا ينصتون إليه باهتمام شديد. وكان قد تجمع عدد كبير من الناس ينصتون هم أيضا إلى ذلك الفتى الغريب يروي حكايته.

– ثم صاح واحد منهم: “أأنت هو الولد الذي خالف وصية أبيه؟”

– وصاح آخر: “أهذا الصندوق الذي معك هو صندوق الحكايات؟”

لقاء السلطان

بلغ سلطان تلك المدينة أن أناسا كثيرين يتجمعون حول فتى أزرق العينين، يروي لهم حكاياته. كان السلطان يحب الحكايات كثيرا، فأمر رجاله أن يجلبوا ذلك الفتى إلى قصره.

– قال له السلطان: “من أحسن مخاطبة الناس استحق منا التكريم! أنت منذ الآن قصاص السلطان!” فرح توفيق كثيرا، لكنه قال: “اعفني، يا مولاي من هذا المنصب العظيم! أنا أبحث عن بحيرة الشمس والقمر. أريد أن أملأ من تلك البحيرة صندوق حكاياتي الفارغ!”

عجب السلطان من كلام الفتى لكنه أراد أن يساعده، فأخرج من خزانته سيفا، وقال له: “يا بني، أنا لم أسمع بتلك البحيرة. لكن خذ هذا السيف، لعله يساعدك في الوصول إليها، فسيف السلطان يفتح الأبواب المغلقة!”

لقاء الصبية زهرة

ترك توفيق قصر السلطان، ومشى في شوارع المدينة يحمل صرته وصندوق حكاياته الفارغ. وبينما هو يستعد للرحيل رأى في أحد الميادين بركة ماء ذات سبعة أدوار، فجلس يتأمل ماءها يتساقط من دور إلى دور. بدا له، فجأة، أن في الماء خيالا يعرفه. التفت وراءه فرأى الصبية ذات العينين الزرقاوين المشعتين والبشرة الهادئة كضباب جبلي. هب واقفا لا يصدق عينيه.

– قالت له الفتاة: “أنا زهرة أنا أيضا أريد أن أعطيك شيئا!” ثم مدت يدها إليه بخاتم من ذهب، واستدارت وأسرعت تختفي عن ناظريه، مثلما اختفت أول مرة.

جرى توفيق يحاول اللحاق بها. جرى في طرق المدينة، ودار بعينيه في الحدائق والمحلات وشرف المنازل، وسأل عنها في كل مكان، لكن زهرة كانت قد اختفت.

البحث المستمر

ترك توفيق مدينة السلطان، وأخذ يتنقل من بلدة إلى أخرى يسأل عن بحيرة الشمس والقمر. لكن لم يكن أحد يعرف من تلك البحيرة شيئا. جلس يوما في البرية يفكر في صندوق حكاياته.

قال في نفسه: “لعل من الخير أن أعود إلى قريتي!”

بينما هو يفكر في ذلك تناهت إليه أصوات حافتة غريبة. التفت فرأى غزالا ورشأ يجريان هربا من فهد كان يلاحقهما. جرى الغزال والرشأ حتى أنهكهما التعب، فاحتميا بصخرة يختبئان وراءها. خاف توفيق على الغزال والرشأ وتمنى أن يساعدهما. لكنه هو نفسه كان خائفا يختبئ وراء صخرة أخرى.

مواجهة الفهد

اقترب الفهد من صخرة الغزالين، وبدا واضحا أنه يوشك أن يكتشف مخبأهما. عندئذ حدث شيء عجيب. فقد خرج الغزال من وراء صخرته وراح يجري في البرية. وكان أن جرى الفهد وراءه وظل يلاحقه حتى أمسك به. أدرك توفيق أن الغزال فعل ذلك ليبعد الفهد عن صغيره الرشا، فأسرع إلى الرشا المتعب وحمله بين يديه، وجرى به يبعده عن ذلك المكان.

مشى توفيق يفكر في ذلك الغزال. ربت عنق الرشا وقال له: “أتعلم، أيها الرشا اللطيف، أن حكايتك هذه تصلح لصندوق حكاياتي؟” مسح الرشا أنفه بخد توفيق ثم همس في أذنه قائلا: “أنا أعرف أنك تبحث عن بحيرة الشمس والقمر. أنا أدلك عليها!”

– قال توفيق: “أنت، أيها الرشا اللطيف؟”

– أجاب الرشا: “نعم! إنها واقعة وراء جبل الغمامة البيضاء. إن لذلك الجبل بابا صخريا، إذا أنت فتحته أوصلك إلى بحيرة الشمس والقمر!”

الطريق إلى جبل الغمامة البيضاء

ودع توفيق الرشا وشرع في رحلته إلى جبل الغمامة البيضاء. كان عليه أن يقطع سهولا وآكاما وأودية وبحارا. وعندما وصل إليه، أخيرا، بدا له كحائط صخري عال ينطح سحبا كثيفة من غمام أبيض. بحث توفيق عن الباب الصخري. بحث عنه أياما. أخيرا وجده. كان بابا صخريا ضخما جدا. دفعه توفيق بيديه ورجليه، لكنه لم ينفتح. أخذ يخبط عليه ويقول: “أرجوك، أريد أن أصل إلى بحيرة الشمس والقمر!” لكنه لم ينفتح. تذكر توفيق سيف السلطان، فأخرجه، وقال: “الآن أعرف إذا كان هذا السيف يفتح حقا الأبواب المغلقة!” ثم ضرب به الباب. أخذ الباب الصخري يتحرك ببطء إلى أن انفتح كله، وظهر وراءه نفق طويل. مشى توفيق في النفق إلى أن وصل إلى الجانب الآخر من الجبل.

هناك رأى نفسه على شاطئ بحيرة ساحرة. كانت البحيرة صافية شفافة هادئة، إذا حركتها نسمة بدت كأنما نثرت فيها جواهر من كل لون. لم ير توفيق حوله أحدا، فراح يمشي على الشاطئ الساحر حتى هبط الظلام. وسرعان ما أضاء القمر صفحة المياه بلون وردي. وبدا كأن في البحيرة صبايا ذوات عيون زرقاء وخضراء، وشعر ذهبي، وأردية وردية. وبدا كأن الصبايا يلعبن في الماء ويرقصن.

سؤال الصبية

بينما هو يتأمل ذلك المشهد الساحر، مرت من أمامه صبية ذات عينين لوزيتين عسليتين صغيرتين وشعر أسود أملس طويل وقد نحيل نحيل، فسألها: “أهذه بحيرة الشمس والقمر؟” انحنت الصبية انحناءة بالغة، وقالت: “تعلم الجواب عند انبلاج الصباح!” ثم مضت مسرعة، واختفت بين الألوان والظلال.

أحس توفيق بعد حين بالنعاس فنام على رمال الشاطئ. استيقظ مع انتشار الصباح، ونظر إلى البحيرة، فرأى الشمس فوق جانب منها والقمر فوق الجانب الآخر. بات توفيق واثقا أن تلك هي بحيرة الشمس والقمر. لكنه لم يكن يعرف أين تخبئ تلك البحيرة حكاياتها، ولا كيف يحصل على تلك الحكايات.

اكتشاف سر البحيرة

قال في نفسه: “كيف أكتشف سر هذه البحيرة؟” وبينما هو يفكر في ذلك، رأى سربا هائلا من الطيور تأتي، فيصطف الواحد منها إلى جانب الآخر، حتى شكلت بين الشمس والقمر جسرا. ورأى الشمس والقمر يعبران فوق ذلك الجسر الواحد منهما في اتجاه الآخر. ولما التقيا في وسطه تعانقا.

أحس توفيق بسعادة كبيرة، فقد رأى شيئا لم يره أحد من قبل، وقال: “هذه أيضا حكاية تليق بصندوقي!” عندما اختفى القمر من السماء وارتفعت الشمس في الفضاء، رأى توفيق شيخا ذا لحية بيضاء ضئيلة وعينين لوزيتين صغيرتين، يقود زورقا ذا شراع شبيه ببساط من قش.

لقاء خازن الحكايات

راح توفيق يلوح بيديه ويصيح: “أيها الشيخ، أريد أن أملأ صندوقي بالحكايات!” اقترب الشيخ بزورقه من الشاطئ، وقال: “تعال معي، فأنا خازن الحكايات!” ثم قاد الفتى إلى جانب من البحيرة محاد للجبل. مد الشيخ عصاه ولمس الجدار الصخري، فانفتح باب دخل منه الشيخ والفتى إلى قاعة عظيمة لا آخر لها، مرصوفة كلها بالحكايات. مد الشيخ عصاه إلى موضعين خاليين بين الحكايات المتراكمة، وقال: “هنا كانت حكاية الغزال الذي ضحى بحياته لينقذ صغيره. وهنا كانت حكاية الشمس والقمر اللذين يلتقيان كل يوم ليودع أحدهما الآخر!”

مد توفيق يديه يريد أن يملأ صندوقه بحكايات تلك البحيرة. لكن الشيخ أوقفه، وقال: “هذه الحكايات لا تؤخذ، بل تجدها واحدة واحدة، إذا أنت فتحت عينيك وتلفت في الدنيا حولك!” قال توفيق: “وزهرة، الصبية الفاتنة ذات العينين الزرقاوين والبشرة الهادئة كضباب جبلي، هل أجدها؟” قال الشيخ: “ستجدها، وستكون أجمل حكاياتك!”

رحلة البحث عن زهرة

حمل توفيق صندوقه بفرح عظيم، ومضى إلى أطراف الدنيا يبحث عن الحكايات، وعن زهرة. كان أبناء قرية صفا البحر ينتظرون أن يعود توفيق إليهم يحمل صندوقه، ويروي لهم حكاياته. انتظروا سنوات، ولم يعد توفيق. ظنوا أنه نسيهم أو أنه لم يجد ما يبحث عنه إلا واحد منهم اسمه ربيع، فإنه ظل واثقا أن صاحبه عائد بالحكايات.

اكتشاف صندوق الحكايات

في أحد الأيام كان ربيع يمر في رابية بعيدة. رأى شجيرات صنوبر خضراء تنبت فوق بيوت مهدمة، كأنما ضربها زلزال. وبدا له أنه يرى وراء بعض الحجارة شيئا. مد يده وأراح الحجارة فإذا خلفها صندوق خشبي صغير قديم. فتح ربيع الصندوق، فوجده مملوا بحكايات ساحرة. ووجد في قعره خاتمين من ذهب.

الوفاء بالوعد

أتعلم لمن كان هذان الخاتمان؟ نعم، كانا خاتم زهرة وخاتم توفيق! عرف أهالي قرية صفا البحر أن صاحب الصندوق لم ينسهم. وأنه كان عائدا إليهم بحكاياته الجميلة. أحب الصغار والكبار تلك الحكايات، وأحبوا الفتى الذي سافر إلى آخر الدنيا ليملأ صندوقه بالحكايات ويجد زهرة.

مناقشة القصة

  • ماذا يجد توفيق في الصندوق كلما فتحه؟ ولماذا تعتقد أن الوقت قد حان ليسلم الأب ذلك الصندوق لابنه؟
  • هل يحب أولاد القرية سماع الحكايات، وكيف تعرف ذلك؟
  • لماذا وجد العمدة الصندوق فارغا عندما فتحه؟
  • هل من سبب يدعوك إلى الاعتقاد أن توفيق أعجب بالفتاة ذات الشعر الكستنائي والعينين الزرقاوين؟
  • كيف تفسر أن الشبح الذي رآه توفيق يشبهه تماما؟
  • لماذا ضحك الأولاد في بادئ الأمر من توفيق، ثم أخذوا فيما بعد يبدون اهتماما شديدا بما يقول؟
  • لماذا أراد السلطان أن يقرب توفيق إليه، وماذا تعني عبارة: “سيف السلطان يفتح الأبواب المغلقة”؟
  • ما الذي رآه توفيق في الماء، وماذا يعني أن زهرة أعطته خاتما؟
  • لماذا كشف الغزال عن نفسه أمام الفهد، وهل تعتقد أنه فعل الشيء الصحيح؟
  • لماذا رأى توفيق أن حكاية الغزال والرشأ تصلح لصندوقه؟
  • هل تعرف اسم البلد الذي وصل إليه توفيق؟
  • لماذا شكلت الطيور جسرا، ولماذا رأى توفيق أن تلك حكاية أخرى لصندوقه؟
  • لماذا اختفت بعض الحكايات من بحيرة الشمس والقمر؟
  • لماذا لم يستطع توفيق أن يملأ صندوقه من حكايات بحيرة الشمس والقمر؟ وإلى أين اتجه ليملأ ذلك الصندوق؟
  • من وجد صندوق الحكايات، وأين؟
  • هل وجد توفيق زهرة؟ كيف تعرف ذلك؟
  • هل ترى أن صندوق الحكايات يرمز إلى موهبة توفيق الأدبية؟ اشرح رأيك.

معرض الصور (قصة صندوق الحكايات)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى