قصة رفض الاعتداء

تعلم من قصة رفض الاعتداء كيف تواجه التنمر بشجاعة. قصة تربوية للأطفال عن أهمية الوقوف ضد المعتدين وطلب المساعدة من الكبار.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كان سالم عائداً من اللعب مع أصدقائه، عندما رأى صديقه عاصم يضايق صبياً أصغر منه ويأخذ نقوده بالقوة، بينما وقف سالم وأصدقاؤه صامتين خائفين. فجأة، وصلت والدة سالم ورأت ما يحدث، فغضبت كثيراً. في طريق العودة إلى المنزل، تحدثت الأم مع سالم، وأخبرته أنها تعرضت للتنمر عندما كانت صغيرة، وأن الصمت يشجع المعتدي. علمت الأم سالم أن الشجاعة تكمن في رفض السلوك السيئ واللجوء إلى الكبار للمساعدة. دعا سالم أصدقاءه إلى منزله، وشرحت لهم الأم كيف يمكنهم معاً مواجهة التنمر ورفض الاعتداء، مؤكدة أن الوحدة قوة في وجه الظلم. تعلم الأولاد درساً مهماً عن أهمية الوقوف ضد التنمر وعدم مساندة المعتدي.

قصة رفض الاعتداء مكتوبة

كان سالم تلميذاً في الصف السادس، وفي أحد الأيام كان عائداً إلى المنزل بصحبة أصدقائه، وقد خرجوا لتوهم من الحديقة التي اعتادوا اللعب فيها كل مساء. وفجأة قال صديقه عاصم: “انظروا إلى هذا الصبي، هيا نسخر منه ونضحك”.

فكر سالم قائلاً في نفسه: “يا إلهي! مرة أخرى!”. فعلى الرغم من أنه كان قد مل من عادة عاصم في السخرية من الأطفال الآخرين والاعتداء عليهم، لكنه لم يوقف عاصماً عن هذا.

قال عاصم وهو يضع يده داخل جيب الولد الغريب: “ماذا لدينا هاهنا؟”.

حاول الولد أن يسحب يده من جيبه، فأمسكه عاصم من ياقته، وقال الصبي بصوت خائف: “ماذا تريد؟ ليس معي أي شيء!”.

فدفعه عاصم بقبضته وقال: “أريد نقودك، هيا أسرع!”.

فأجاب الولد بصوت مرتعش: “ولكن ليس معي أية نقود!”.

قال عاصم مهدداً: “إذا لم يكن معك نقود، فاذهب وأحضرها، أعطني نقوداً وإلا سأوسعك ضرباً”.

ولكمه بقوة في صدره. نظر سالم إلى صديقيه الآخرين، لم يكن أي منهما يستمتع بالمشهد، لكنهما ظلا صامتين، وهما يراقبان عاصماً يسيء إلى الولد.

بداية المضايقة وصمت الأصدقاء

صار عاصم أكثر عنفاً وأذى، فلكم أذى الولد الصغير! وأخذ الولد المسكين يبكي.

قال الولد الصغير باكياً: “دعني لشأني”.

وفجأة توقفت سيارة بجانب المجموعة، ثم هبطت منها والدة سالم وسألت بصوت عال: “ما الذي يجري هنا؟”.

شعر سالم بالسرور، وحمد الله لوصول أمه، فالتفت ناحيتها، وكانت هي تبدو في شدة الغضب.

سألت في صرامة: “ما الذي تفعلونه مع هذا الولد الصغير؟”.

أجابها سالم مدافعاً عن نفسه: “لم أكن أفعل أي شيء؛ إنه عاصم الذي يعتدي على الولد الصغير”.

فأخذ بقية الأولاد يركضون.

أمرته أمه قائلة: “ادخل السيارة”.

تدخل الأم ومواجهة سالم

في طريقهما إلى البيت ظل سالم صامتا. نظر إلى والدته وكانت منزعجة للغاية. وسرعان ما وصلا إلى المنزل، فوضعت أمه حقيبتها جانباً وقالت له: “والآن أخبرني ما الذي كان يحدث؟ لم أكن أعرف أنك معتد بهذه الطريقة يا سالم!”.

فقال سالم بصوت عال: “لست هكذا؛ لقد كان عاصم هو الذي يعتدي على ذلك الولد”.

فقالت أمه: “لكنك لم توقف عاصماً عن الإساءة للولد، وهذا يجعلك مثله تماماً”.

ثم جلست إلى جانب سالم وقالت له: “استمع إلي يا بني! عندما كنت صغيرة كنت أتعرض لإساءات أنا أيضاً”.

سألها سالم: “ولماذا؟”.

فقالت أمه: “بدون سبب. بعض الفتيات الكبيرات في مدرستي كن يطلقن علي أسماء، ويمزقن لي دفاتري المدرسية، بينما صديقاتي يتفرجن؛ فلأنني كنت دون أعوان، لم أستطع منع هذا الإيذاء عني”.

قال سالم: “أظن أن صديقاتك كن خائفات”.

تجربة الأم ونصيحتها لمواجهة التنمر

قالت أم سالم: “من الطبيعي الخوف من المعتدين، ولكننا بوسعنا أن نمنعهم إذا اعترضنا على سلوكهم السيئ، ورفضناه. فيما بعد قالت صديقاتي: إنهن لا يعجبهن معاملة الكبيرات لي معاملة سيئة، وتشجعنا جميعاً وأبلغنا المعلمات بذلك”.

قال سالم: “حتى أنا وأصدقائي لا يسرنا سلوك عاصم”.

ثم عقبت أم سالم قائلة: “فلماذا إذن لا تفعلون شيئاً معاً؟ امنعوا عاصماً من الإساءة للأطفال الآخرين. لماذا لا تدعو أصدقاءك لتناول الشاي هنا؟ وسوف نناقش ماذا تفعلون عندما يبدي عاصم سلوكه السيئ مرة أخرى”.

قال سالم: “سيكون هذا لطفاً منك”.

دعا سالم أصدقاءه لتناول الشاي في اليوم التالي. ووصلوا إلى المنزل مساء. وبينما كانوا يستمتعون بالأطعمة الخفيفة، قالت لهم والدة سالم: “أطفالي الأعزاء! لدي ما أخبركم به، إن المعتدي الذي يستخدم قوته ليخيف الآخرين، تجنبوا صحبته، وامتلكوا الشجاعة لتشتكوا منه للمعلمين”.

الحكمة

لا تساند المعتدي وارفض سلوكه السيئ، ولا تدعه يسيطر عليك أو على الآخرين.

معرض الصور (قصة رفض الاعتداء)

تحميل الحكاية

شارك برأيك

ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى