قصة رحلة سلحفاة

ملخص قصة رحلة سلحفاة
كانت السلحفاة الأم “منقار البحر” تسبح لمئات الكيلومترات لتصل إلى شاطئ الجزيرة الجميلة، حيث اعتادت أن تضع بيضها. بعد أن أدت مهمتها وغطت البيض بالرمال لحمايته، عادت إلى المحيط، داعية الله أن يحفظ صغارها.
بعد فترة، فقست البيضة الأولى، وخرجت منها سلحفاة صغيرة اسمها “نور”. شعرت نور بسعادة غامرة وهي تستكشف العالم حولها، وسرعان ما اكتشفت أن البحر هو وجهتها. في طريقها، واجهت خطرًا كبيرًا عندما حاول طائر العقاب الانقضاض عليها، لكنها تمكنت من الاختباء بين الصخور.
لم تكن نور وحيدة، فسرعان ما بدأت بقية أخواتها يخرجن من البيض، واحدة تلو الأخرى، ومن بينهن السلحفاة المرحة “سنا”. تجمعت السلاحف الصغيرة في كهف تحت الصخور، قلقات بشأن طائر العقاب وكيف سيصلن إلى البحر. حاولت كل سلحفاة أن تقترح حلاً، لكن المخاوف كانت تتزايد مع اقتراب الليل.
فجأة، اكتشفت سنا وجود الماء يتسرب تحت أقدامها، مما يدل على قرب البحر. هذا الاكتشاف ألهم نور وشهد فكرة ذكية: استخدام أعشاب البحر كغطاء للتمويه من طائر العقاب. تجمعت السلاحف، ووضعت الأعشاب على ظهورها، وقفزت في موجة كبيرة حملتها إلى البحر. طاردها العقاب، لكنها غطست واختبأت بين جذوع أشجار القرم. عندما يئس العقاب وطار بعيدًا، خرجت السلاحف الصغيرة بسلام، مبتهجات بالنجاة، وواصلن رحلتهن نحو المياه الدافئة في المحيط، حيث يعيش أجدادهن.
قصة رحلة سلحفاة مكتوبة
كانت السلحفاة منقار البحر تسبح في المياه الدافئة وتدعو الله أن تصل إلى البر قبل المساء. لقد سبحت السلحفاة مئات الكيلومترات في المحيط حتى وصلت إلى مياه الخليج العربي، وأخذت تسبح في اتجاه الجزيرة الجميلة لتضع بيضها على رمال الشاطئ.
كانت السلحفاة تسبح وتتأمل الشعاب المرجانية من حولها. بعد فترة، وجدت نفسها بين جذوع أشجار القرم الرمادية. أحست السلحفاة بسعادة ونشاط؛ فقد عرفت أنها اقتربت من الشاطئ. راحت تسبح بقوة حتى وصلت إلى الجزيرة. أخذت السلحفاة تمشي على الشاطئ وهي تفكر: “كم أحب هذه الجزيرة! هنا ولدت، وهنا أضع صغاري على رمال الشاطئ عاما بعد عام.”
بدأت السلحفاة تحفر حفرة في الرمال، ثم جلست فوق الحفرة لتضع البيض. نظرت السلحفاة للبيض بحنان وهي تقول: “إلى اللقاء يا صغاري، أتمنى أن يفقس البيض وتخرجوا منه بسلام.”
غطت السلحفاة البيض بالرمال حتى تحميه من الطيور والحيوانات الشرسة، ثم استدارت عائدة لمياه المحيط وهي تدعو الله تعالى أن يحفظ صغارها.
ولادة نور وبحثها عن البحر
بعد عدة شهور، تحركت إحدى البيضات في الحفرة. كانت هناك سلحفاة اسمها نور داخل البيضة تنقر القشرة بسنها الأمامي. أحست نور بشعاع الشمس يدخل إليها فشعرت بسعادة وحماسة، وبدأت تنقر القشرة بقوة حتى كسرتها وخرجت من البيضة. ثم أخذت تنفض جسمها وهي سعيدة بالخروج للدنيا الجميلة. نظرت السلحفاة نور حولها فوجدت السلاحف الأخرى لم تخرج من البيض بعد. راحت نور تنظر باحثة: “أين البحر؟ أين الماء؟”
كانت نور محاطة بالرمال من كل مكان، وكانت الشمس ساطعة وسط السماء. من بعيد، شاهدت نور انعكاس ضوء الشمس على المياه، فأدركت أن البحر يقع في هذه الناحية، ومشت في اتجاه الماء. في الطريق، وجدت أمامها مجموعة من الصخور الصفراء ناعمة الملمس.
مواجهة العقاب والاختباء
فكرت نور أن تصعد فوق الصخور وتلقي نظرة على الجزيرة الجميلة قبل أن تغادرها. حاولت نور أن تتسلق صخرة، لكنها وقعت. حاولت الصعود عدة مرات لكنها لم تستطع. استجمعت نور قوتها، وقفزت قفزة كبيرة حتى تمكنت من الصعود فوق الصخرة. أحست نور بسعادة عندما رأت مياه البحر والأشجار الجميلة من حولها. وفجأة، شاهدت نور طائر العقاب يتجه إليها مسرعا محاولا أن ينقض عليها. ألقت نور بنفسها بسرعة على الأرض وزحفت مختبئة بين الصخور. راح الطائر يحوم في دوائر واسعة يبحث عن نور. كانت نور تشاهده من مكانها تحت الصخرة، ولا تعرف ماذا تفعل. كان الطائر يظهر فجأة ويختفي فجأة، فقررت أن تجلس في مكانها وتنتظر.
نظرت نور باتجاه البيض وراقبت الرمال التي تتحرك ببطء فوقه. أطل من تحت الرمال رأس سلحفاة صغيرة.
نادتها نور: “يا أختي، لا تتحركي، ولا ترفعي رأسك، هناك طائر خطير في السماء.”
ولما ابتعد الطائر، نادت نور: “أسرعي إلى هنا يا أختي.”
أسرعت السلحفاة الصغيرة إلى أسفل الصخرة تحتمي بجوار أختها الكبيرة.
تجمع السلاحف الصغيرة
بعد قليل، بدأت السلاحف تخرج من البيض واحدة تلو الأخرى، ونور تحذرهم وتحفزهم على التحرك في الوقت المناسب عندما يبتعد الطائر. تجمعت السلاحف تحت الصخرة الصفراء، وصار المكان ضيقا. نظرت نور حولها فوجدت كهفا تحت الصخور. أسرعت نور إلى الكهف، ومشت وراءها أخواتها وجلس الجميع في هدوء.
سألت نور أخواتها: “هل خرج الجميع من البيض؟ هل بقي أحد لم يخرج؟”
قالت السلحفاة شهد: “نعم، أختنا الصغيرة سنا لم تخرج بعد، ولكني سمعتها تنقر البيضة بقوة وهي تغني:
تك تك .. تك تك.. هيا هيا يا أخواتي … هيا نكسر البيضات… مع بعضنا نسبح مسافات… وفي الطريق نحكي حكايات تك تك.. تك تك..”
ضحكت نور وقالت: “يبدو أن أختنا الصغيرة مرحة، وتحب اللعب والغناء.”
انتظرت السلاحف بصبر حتى تحركت الرمال فوق البيضة، وراحت سنا تخرج رأسها من الرمال والجميع ينادون: “لا تتحركي يا سنا!”
عندما ابتعد الطائر، أسرعت سنا تجري حتى وصلت إلى أخواتها.
قالت سنا: “أنا آسفة، لقد تأخرت عليكم يا أخواتي، لقد كانت قشرة البيضة صلبة جدا، ولكنني حطمتها تحطيما.”
وأخذت ترفع ذراعيها إلى أعلى، وتقول: “أنا أحس بالسعادة… أنا قوية فوق العادة… أنا ذكية… زيادة… زيادة…”
ضحكت السلاحف من كلام الصغيرة سنا.
قالت نور: “والآن يا أخواتي يجب أن نبحث عن طريقة توصلنا إلى مياه البحر.”
البحث عن طريق البحر
قالت ليلى: “هيا نقفز فوق هذه الصخور حتى نصل إلى مياه البحر.”
قالت شهد: “لا لا، من الأفضل أن نلتف حول الصخور، سيكون الطريق أطول، لكنه أسهل.”
قالت نور: “انظروا إلى السماء، إن طائر العقاب ما زال يحوم في الجو وسوف يهجم علينا في أية لحظة إذا رآنا.”
أحست السلاحف الصغيرة بالخوف، ولما نظرن للسماء كان طائر العقاب ما زال يحوم ويحوم.
قالت سلحفاة: “ولكن، كيف سنصل إلى البحر يا نور؟”
قالت نور: “لا أعلم، ولكن دعونا نجلس ونفكر.”
قالت شهد: “يجب أن ننتظر حتى يذهب طائر العقاب ويترك المكان.”
قالت سلحفاة ثانية: “وإذا لم يذهب، ماذا سنفعل؟”
قالت سلحفاة ثالثة: “ربما يذهب هو، وتأتي طيور أخرى.”
قالت سلحفاة رابعة: “أخاف أن تغرب الشمس، ونحس بالبرد الشديد.”
قالت سلحفاة خامسة: “أخشى أن يحل الظلام ولا نستطيع أن نجد طريقنا إلى البحر.”
قالت نور: “لا تخافوا فنور القمر والنجوم سيضيء البحر، ويدلنا على المكان إن شاء الله.”
مفاجأة سنا والمياه القادمة
ساد المكان صمت مخيف، وبينما السلاحف تفكر، كانت السلحفاة الصغيرة سنا تلعب هنا وهناك. وفجأة أحست بالماء يتسرب تحت قدميها، فراحت تقفز، وترش الماء بقدميها، وتصيح: “جاء البحر، جاء… جاء… نسبح فيه قبل المساء….”
نظر الجميع بتعجب للماء المتجمع تحت قدمي سنا.
قالت نور: “لقد وصلت مياه البحر إلى هنا، يبدو أن هناك فتحة توصلنا إلى البحر، هيا نبحث تحت الصخور.”
قالت سنا: “ولماذا لا نجلس ونلعب في الماء، وننتظر حتى يجيء المحيط إلينا كما جاء البحر؟”
ضحكت نور وقالت: “لا يا سنا، المحيط كبير جدا وبعيد جدا، ومياهه كثيرة جدا، وهو لن يأتي إلينا، ولكن يجب أن نذهب نحن إليه.”
بدأت السلاحف بالبحث، وفي أثناء ذلك صاحت السلحفاة شهد: “أنا وجدتها، وجدت فتحة تحت الصخور، انظروا إني أرى البحر.”
تجمعت السلاحف حول شهد وهي سعيدة لترى مياه البحر.
قالت شهد: “من هنا نستطيع أن نصل إلى البحر.”
خطر العقاب مجددا
قالت نور: “انتظروا حتى نرى المكان جيدا، ولكن المياه أخذت تبتعد عن الصخور مرة، ثم تقترب مرة أخرى.”
نظرت نور للسماء وقالت: “انظروا لأعلى.”
نظر الجميع، فإذا بطائر العقاب قد أصبح قريبا وهو يبحث عنهم! ظهر الخوف على وجوه السلاحف، ونظر الجميع إلى نور قائلين: “ماذا سنفعل؟”
قالت نور: “اصبروا حتى نفكر معا.”
قالت شهد: “يبدو أن لهذه المياه موجات تقترب، ثم تبتعد، يمكننا أن نقفز وسط هذه الموجة، وتقوم هي بسحبنا للبحر بسرعة.”
خاف الجميع وقالوا: “لا لا، هذا الحل فيه خطر علينا فقد يرانا طائر العقاب قبل أن نصل إلى المياه العميقة.”
وبقي الجميع في صمت يفكرون.
سنا مصدر الإلهام وخطة نور
وفجأة سمعت السلاحف صوت سنا تصيح: “ساعدوني.. ساعدوني.”
بدأت السلاحف تبحث عن سنا، وتقول: “أين أنت؟ أين أنت؟”
قالت سنا: “أنا هنا.. أنا هنا، لقد وقعت غابة فوق رأسي.”
ضحك الجميع منها.
فقالت نور: “لا تخافي يا سنا، إنها أعشاب البحر.”
وبدأت السلاحف تزيل الأعشاب من فوق ظهر سنا. نظرت نور باهتمام لسنا، وقالت: “من أين أتيت بهذه الأعشاب يا سنا؟”
قالت سنا: “أنا لم آت بها، بل هي أتت إلي، وركبت فوق ظهري.”
قالت نور: “أين أين توجد الأعشاب؟”
قالت سنا: “تعالوا ورائي، لقد وجدت هذه الأعشاب هنا.”
وأشارت إلى مكان بين الصخور.
قالت نور: “لا بد أن نجمع الكثير من هذه الأعشاب.”
نظر لها الجميع بتعجب.
قالت نور: “لقد ألهمتني سنا وشهد أفكارا جيدة للوصول إلى البحر، إن هذه الأعشاب مناسبة جدا لخداع طائر العقاب.”
بدا الاهتمام على وجوه الجميع. أكملت نور كلامها قائلة: “إذا وضعت كل واحدة منا مجموعة من الأعشاب فوق ظهرها، فإننا نستطيع أن نسبح حتى نصل إلى مكان أشجار القرم، ونختبئ بين جذورها، ومن هناك نسبح لنصل إلى المياه العميقة. انظروا معي، إذا وقفنا هنا فإننا نرى طائر العقاب من حيث لا يرانا، وإذا انتظرنا حتى تأتي موجة كبيرة فبإمكاننا أن نقفز فيها بسرعة وهي ستأخذنا بسهولة للبحر.”
تنفيذ الخطة والنجاة
قالت سلحفاة: “وإذا رآنا الطائر؟”
قالت نور: “إن شاء الله لن يرانا وإنما سيرى فقط أعشاب البحر.”
قالت سما: “فكرة ذكية، أنت يا نور عبقرية!”
قالت السلاحف: “فكرة جيدة… فكرة ممتازة!!”
وأخذت السلاحف تجمع أعشاب البحر، وتضعها فوق ظهرها، وصعد الجميع فوق الصخرة وقد وضعوا الأعشاب فوق ظهورهم، ووقفوا في وضع الاستعداد للقفز.
قالت نور: “والآن انتبهوا جيدا لما أقول. تمسكوا بالأعشاب جيدا، فقد تهرب منكم، وتطفو على سطح الماء. يجب أن نجعل الصغار في الوسط حتى لا تجرفهم الأمواج بعيدا، وأن نكون قريبين من بعضنا؛ لأن هذا يبقي الأعشاب فوق ظهورنا لفترة طويلة، وإذا تعرضت واحدة منا لمشكلة نستطيع أن نساعدها.”
انتظر الجميع بصبر حتى جاءت موجة كبيرة وصلت إلى حيث الصخور التي يقفون عليها. ولما بدأت الموجة في التراجع للبحر، صاحت نور: “اقفزوا…. اقفزوا….”
قفز الجميع وسط الموجة العالية، وحملتهم الموجة إلى البحر بقوة وسرعة. كان طائر العقاب يحوم في السماء، ويتأمل في الأعشاب البحرية التي تظهر من تحتها أقدام صغيرة. اقترب الطائر من الماء يستطلع الأعشاب، وفجأة بدأت الأعشاب تطفو على السطح والسلاحف تظهر تحتها. انتبه طائر العقاب وانقض عليهم.
ولكن نور صاحت بسرعة: “اغطسوا!”
غطس الجميع واختبأوا بين جذوع أشجار القرم.
أخذ الطائر يحوم ويحوم…. ولكنه لم يستطع أن يصل إليهم. ولما يئس منهم طار بعيدا وترك المكان.
صاحت السلاحف فرحة: “نجونا… نجونا.”
وتابعت السباحة بسعادة، وراحت سنا تغني والجميع يرددون وراءها: “أختي نور نبع حنان…. أختي نور حب وأمان.”
خرجت السلاحف الصغيرة من بين جذور أشجار القرم لتسبح في البحر في رحلة تأخذهم إلى أبعد مكان، إلى مياه المحيط الدافئة، حيث كان يعيش أجدادهم، منذ ملايين الأعوام، في سالف العصر والأوان…
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!