قصة بساط البحر

قصة بساط البحر هي قصة تربوية وحكاية تعليمية جذابة تعلم الصغار أهمية مساعدة الغير والإحسان إليهم فالخير يعود لصاحبه دائما في أسلوب قصصي مسلي.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كانت سعاد تقضي إجازتها الصيفية مع أسرتها على شاطئ البحر بالإسكندرية. في يوم من الأيام، بينما كانت تحاول صيد السمك بين الصخور، وجدت في شبكتها شيئاً غير متوقع – عروس بحر صغيرة. تحدثت معها سعاد وعرفت أن العروس تشعر بالخجل، فاستجابت لطلبها بإعادتها إلى الماء.

في اليوم التالي، انشغلت سعاد بلعب الأطفال على بساط مطاطي في البحر. بينما استمتع الآخرون باللعب، وجدت سعاد نفسها وحيدة بعيدًا عن الشاطئ بعد أن دفعتها الأمواج والتيار إلى عمق البحر. شعرت بالخوف والوحدة ولم تستطع العودة أو طلب المساعدة. لجأت إلى الله بالدعاء، فأجاب دعاءها بإرسال عروس البحر التي أنقذتها من الغرق.

ظهرت عروس البحر مرة أخرى لترد لسعاد جميلها. وعرضت عليها أن تركب حصاناً بحرياً أبيض يظهر عرفه كالأمواج. ركبت سعاد الحصان الذي جرى بها على سطح الماء بسرعة كبيرة حتى عاد بها إلى الشاطئ بسلام.

عندما رآها الأطفال، لم يصدقوا حكايتها. لكن في اليوم التالي، وُجد البساط المطاطي على الشاطئ كما وعدت عروس البحر. عندها، صدق الأطفال رواية سعاد وأدركوا أن الله كافأها لأنها أحسنت إلى عروس البحر.

قصة بساط البحر مكتوبة

كانت سعاد تقضى إجازتها الصيفية مع أسرتها على شاطئ البحر بالإسكندرية. وفي يوم من الأيام حدث لها شي غريب؛ فقد كانت تسلى نفسها بصيد السمك في جهة صخرية قريبة من الشاطئ بها مياه بين الصخور. وكان أملها كبيرا في أن تجد سمكا تشويه أو تلعب به.

وضعت سعاد شبكتها في الماء، وأمسكت بالعصا في يدها اليمنى، وبعد مدة قصيرة من الوقت رفعت الشبكة، لترى ما صادته من السمك، فلم تجد بها شيئا من السمك، ولكنها وجدت شيئا غريبا فيها، وجدت عروساً بحرية صغيرة، صورتها جميلة، رأسها كرأس طفل صغير، وذراعاها كذراعيه، ولها في الجزء الأسفل من الجسم ذيل كذيل سمكة كبيرة، وهي تعيش في البحر.

نظرت سعاد إلى عروس البحر الصغيرة التي في شبكتها، وعجبت كل العجب، وأخذت تتكلم معها وتسألها: هل أنت عروس بحر؟ إن وجهك جميل، ومنظرك غريب، لم أر مثله من قبل.

أجابت عروس البحر بصوت ضعيف: إنني عروس بحرية صغيرة. وقد كنت نائمة في الماء بين الحجارة والصخور، فصدتني بشبكتك التي في يدك.

فرحت سعاد بها كثيرا، وقالت لها: إنني مسرورة بك، ومعجبة بمنظرك، وسآخذك ليراك أصدقائي وصديقاتي من الأطفال.

تألمت عروس البحر كثيرا، وقالت لها: إنني شديدة الخجل بطبيعتي، أخجل كثيرا، وأتضايق حينما يراني أولاد لا أعرفهم، ولا يعرفونني. ولا أحب أن أقابل غريبا أو أجنبياً. وأرجوك رجاء حارا ألا تسمحي بأن يراني أحد من أقاربك.

كانت سعاد معروفة بالعطف والشفقة، تحس بإحساس غيرها، وتشعر بشعوره. وكانت كثيرة الخجل مثلها، لا تحب أن تقابل غريبا، فتألمت لحالها، وأشفقت عليها، وقالت لها بكل عطف وشفقة: سأضعك ثانية في الماء كما كنت، ما دمت تحسين بالخجل، ولا تريدين أن يراك أحد. ثم حملتها بعناية وحنان، ووضعتها ثانية في الماء بين الصخور. وأخذت تنظر إليها وهي تعوم في البحر كالسمكة الصغيرة، حتى اختفت في الماء بين الصخور. وقالت لنفسها: هذا شيء غريب. إني لم أر من قبل عروسا في البحر.

يوم علي الشاطئ

وفي صباح اليوم التالي ذهبت سعاد مع أطفال من أقاربها لاستحمام في البحر. وأخذوا معهم بساطا من المطاط (الكاوتش) كالسرير، يطفو فوق الماء لمساعدتهم في البقاء على سطح الماء.

وكانت هي والأطفال يجدون لذة كبيرة في الجلوس على هذا البساط، والنوم فوقه وهو يطفو فوق الماء. أخذ كل طفل دوره في الركوب على بساط المطاط، ثم أتى دور سعاد فطلعت فوقه، وأرادت أن ترى نفسها على هذا البساط، وهو يعوم فوق الأمواج، فتذهب به الأمواج داخل البحر مرة، ثم ترجع به إلى الشاطئ مرة أخرى.

استمرت سعاد فوق البساط على سطح الماء، وبدأ الأطفال الآخرون يلعبون بكرة كانت معهم، وأخذ كل منهم يرمها للآخر مسرورين بلعب الكرة. وقد نسي الأطفال سعاد، ونسوا البساط العائم على الماء. وشغلوا باللعب، ونسوا قريبتهم سعاد. ونامت سعاد على ظهرها فوق البساط في البحر. وأخذت تنظر إلى السماء الزرقاء، معجبة بصفائها، والهواء لطيف، والجو معتدل، والمناظر جميلة، ونسيت نفسها، وأخذت الأمواج تتحرك بها، وهي وحدها على سطح الماء.

بعدت بها الأمواج عن الشاطئ، وسحبها التيار، وساعد الهواء التيار في بعدها كثيرا عن الشاطئ وعن أقاربها وأصدقائها من الأطفال، حتى صارت بعيدة كل البعد عن الشاطئ. ولم يحس أقاربها بها، ولم تحس هي ببعدها عنهم وعن الشاطئ إلا بعد أن جلست ثانية فوق بساط المطاط، فوجدت أنها بعدت كثيرا عن الشاطئ، وعن أقاربها وقريباتها، وأصدقائها وصديقاتها، وصارت وسط البحر، ولم يلاحظها أحد، وبعدت عن الأنظار، وصارت لا تسمع صياح الأطفال وهم يلعبون مسرورين بكرتهم قرب الشاطئ.

ضياع في البحر

أحست سعاد بالوحدة، وخافت حينما وجدت نفسها وحدها وسط البحر، لا تستطيع أن ترجع إلى الشاطئ، وهي حائرة لا تعرف ماذا تفعل، ولا يمكنها أن تعوم إلا قليلا قرب الشاطئ في المياه المنخفضة. ولا تستطيع أن تعوم وسط هذا البحر، والأمواج شديدة، والبحر هائج. وأخذت تقول لنفسها: افرضي أن وقعت في البحر، فماذا يحدث؟ وحارت في أمرها، واشتدت حيرتها، ولم تجد فائدة في الصراخ أو الصياح أو الاستغاثة. ومن الذي يسمع صراخها أو صياحها أو استغاثتها إذا صرخت، أو صاحت، أو استغاثت، وهي بعيدة كثيرا عن أقاربها من الأطفال الذين يلعبون على الشاطئ، ولن يسمعها أحد مطلقا مهما تصرخ.

نظرت سعاد الصغيرة حولها، لترى قاربا أو سفينة بالقرب منها، فلم تجد قاربا ولا سفينة، ولم تر شيئا مطلقا وسط البحر.

استمرت سعاد جالسة على بساط من المطاط في البحر، والأمواج تدفع البساط في البحر، فيزداد بعدها عن الشاطئ، وهي في حيرة شديدة، لا تعرف ماذا تفعل.

بدأت سعاد تبكي، وزاد بكاؤها، وسقطت الدموع من عينيها، ونزلت بكثرة على خديها، وأخذت تمسح دموعها، وتنظر إلى السماء، وهي وحدها وسط البحر، وقالت: يا رب نجني من الغرق. يا رب أرجعني إلى أهلي. يا رب ليس لي غيرك. وأنت وحدك يمكنك أن تنجيني من الغرق، وتنقذ حياتي، وترسل إلى من يرجعني إلى الشاطئ الذي جئت منه.

 أجاب الله دعاءها، وحقق رجاءها؛ فقد حدث فجأة شي غريب، وتعلقت ببساط البحر مخلوقة صغيرة، لها رأس كرأس الطفل الصغير، ويدان كيديه، وأخذت تنظر إلى سعاد، فرأس من هذا؟ خمن أيها الطفل القارئ. إنه رأس عروس البحر الصغيرة التي اصطادتها سعاد بشبكتها في اليوم السابق، ثم وضعتها في الماء، وأشفقت عليها، ولم تضرها حينما ترجتها أن ترجعها إلى الماء كما كانت. أرسلها الله إلى سعاد، لترد إليها جميلها، وتنجيها من الغرق. وقد أحسن الله إليها كما أحسنت إلى غيرها.

أمسكت عروس البحر بالبساط، ثم سألت سعاد: لماذا تبكين أيتها الطفلة الشفيقة العزيزة؟

صديق في وسط البحر

فرحت سعاد برؤيتها فرحا كثيرا، وأجابت: أهلا وسهلا بالعروس الصغيرة إنني أبكي لأني تهت، وأجد نفسي وحدي وسط البحر، بعيدة عن أهلي وأقاربي، ولا يمكنني أن أرجع إليهم؛ لأن لا أجد أحدا قريبا مني يستطيع مساعدتي في الرجوع ثانية إلى الشاطئ، ولا أستطيع أن أعوم هنا، والأمواج شديدة، وأنا صغيرة، وأخاف أن أغرق، ويبتلعني البحر. لهذا تجدينني في شدة الحيرة. ولا أعرف ماذا أفعل. ولكن لن يصل اليأس إلى قلبي. قالت عروس البحر: إني أعجب!

كيف أتيت إلى هنا وحدك؟ هذه حادثة مؤلمة، ولكن لا تخافي ولا تحزني، فالله معاك. وسأجتهد في أن أرد إليك جميلك، وأساعدك بقدر استطاعتي، حتى ترجعي سالمة إلى الشاطئ، وتعودي ثانية إلى أهلك واصدقائك. فانتظري قليلا حتى أفكر في طريقة بها أنجيك وأنقذك من المشكلة التي أنت فيها.

أخذت عروس البحر تفكر تفكيرا عميقا في الطريقة التي بها تنجى سعاد التي أحسنت إليها، وعطفت عليها. واستمرت سعاد تنظر إليها وهي تفكر. وبعد قليل سألتها العروس الصغيرة: هل يمكنك أن تركبي حصانا؟

استغربت سعاد هذا السؤال وسط البحر، ثم أمالت رأسها، وأجابت: نعم يمكنني أن أركب حصانا، وكنت أركب مهر ابن عمى؛ حتى تعلمت الركوب. ثم قالت لها: لماذا تسألين هذا السؤال؟

أجابت عروس البحر: إن من السهل حل هذه المشكلة ما دمت تستطيعين ركوب الحصان. ويمكنني أن أحضر لك حصانا أبيض لتركبيه، حتى يرجع بك ثانية إلى الشاطئ الذي كنت فيه.

عجبت سعاد وقالت: كيف تحضرين لي حصانا أبيض في البحر لأركبه؟

حصان البحر

أجابت عروس البحر: ألم تسمعي الناس يقولون – حينما يرون البحر هائجاً، والأمواج شديدة – إن في البحر أحصنة بيضاء؟

قالت سعاد: لقد سمعتهم يقولون ذلك، ولكني كنت أظن أنهم يقصدون بها الدوائر المائية البيضاء التي تظهر في الأمواج وقت اضطرابها وشدتها.

قالت عروس البحر: إن هذه الدوائر المتموجة البيضاء هي الأحصنة البيضاء عندنا. وحينما تكون تحت الماء يهيج البحر، وتشتد الأمواج، ويظهر عرفها – وهو شعرها الطويل الذي على رقبتها – فوق سطح الماء. وسأذهب الآن لأحضر لك حصانا جميلا أبيض، لتركبيه إذا أحببت. وسيرجعك سالمة آمنة إلى المكان الذي كنت فيه بالشاطئ.

سألت سعاد: وماذا أفعل ببساط البحر؟

أجابت العروس: سأرسله إليك مع الأمواج. وستجدينه غدا صباحا في مكانك على الشاطئ. فاطمئني من جهته.

اطمأنت سعاد، وغطست عروس البحر تحت الماء، وبعد دقيقتين حضرت، ومعها حصان جميل أبيض، يظهر شعر رقبته متجعدا على سطح الماء، وقد رفع الحصان رأسه من الماء، وأخذ يصهل كأنه ينادي سعاد، ويقول لها: تفضلي واركي.

قالت العروس: اتركي لي بساط البحر، واركبي فوق ظهر الحصان، وأمسكي بشعره الطويل الذي على رقبته، حينما يجرى بك على سطح الماء. وتأكدي أنه حصان لطيف رقيق، فلا تخافي أبدا.

ركبت سعاد على ظهر الحصان واستعدت لرحلة بحرية نادرة، وشكرت للعروس مساعدتها وعطفها. قالت عروس البحر: إنني أشكر الله شكرا جزيلا، فقد ساعدني على أن أرد إليك الجميل، وأسأل الله أن يحفظك بعنايته. أستود عك الله أيتها الطفلة العزيزة المحبوبة.

العودة للشاطئ

أمسكت سعاد بعرف الحصان – وهو الشعر الطويل في رقبته – وابتدأ الحصان يجرى مسرعا فوق الأمواج، وكانت الرحلة جميلة لم تر سعاد مثلها من قبل. واستمر يجرى على سطح الماء، كأنه طيارة تطير، حتى وصل بها إلى الشاطئ، وهي في شدة الشوق للوصول إليه. وقد صاحت فرحا وسرورا حينما وقف الحصان، ونزلت من فوق ظهره، في مكان منخفض الماء، قريب من الشاطئ. وربتت (طبطبت) على أنفه، وشكرت له مساعدته، ثم ودعته، ورجع ثانية من حيث أتى. وأخذت سعاد تنظر إليه، وهو يبتعد بالتدريج عن الشاطئ ويرجع في البحر.

رآها الأطفال، فصاحوا وجروا إليها، وسألوها أين كنت؟ وماذا حدث لك؟ وأين بساط البحر؟ ولم يروا الحصان مطلقا.

أخبرتهم سعاد بما حدث لها، وحكت لهم حكايتها الغريبة، وقالت لهم: إن بساط البحر سيصل غدا إلى الشاطئ، وسترسله عروس البحر إلى مكاننا هذا.

لم يصدق الأطفال الحكاية التي حكتها لهم، واعتقدوا أنها أضاعت البساط، ولن يروه ثانية.

قالت سعاد: إن عروس البحر وعدت بإرساله، ومن المستحيل أن تخلف وعدها.

قال الأطفال: إننا سنصدق الحكاية التي قلتيها إذا رجع إلينا بساط البحر من المطاط غدا.

فهل تظن أن بساط البحر أعيد إلى الشاطئ ثانية؟ نعم. فقد حضر الأطفال في صباح اليوم التالي إلى الشاطئ، فوجدوا البساط الموضوع على الرمل سليما كما كان. ولهذا اضطروا إلى تصديق سعاد في كل كلمة قالتها لهم. وأخذوا يكررون الحكاية فرحين مستغربين، وعرفوا أن الله أحسن إلى سعاد كما أحسنت إلى غيرها.

معرض الصور (قصة بساط البحر)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى