قصة الفئران الأربعة

تروي قصة الفئران الأربعة مغامرتهم في اكتشاف ساعة غامضة، يحول المغامرة إلى درس في التعاون وحب المعرفة، ويعزز أهمية استخدام الوقت بشكل جيد.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

كانت الفئران الأربعة تعيش في جحر صغير في جذع شجرة تنوب، حينما عثر الفأر الماكر على صندوق ورق مقوى فارغ. بدأوا يفكرون في كيفية الاستفادة منه، واقترحوا أفكارًا مختلفة. خرجت الفئران في رحلة لاستكشاف العالم حولهم، متحمسة لما يمكن أن تجده. عندما وصلوا إلى الخارج، اكتشفوا شيئًا لامعًا يثير الفضول.

بعد محاولة فهم ماهية هذا الشيء، قرروا نقله إلى الجحر. عندما رأته العمة طمبا، شعرت بالخوف ورفضت الاقتراب منه. عندها اقترح الفأر الساهر البحث عن العم فهمان ليساعدهم. عادوا معه واكتشف العم فهمان أنه ساعة. أوضح لهم العم فهمان فائدة الساعة في معرفة الوقت، مما أثار دهشة الفئران وسرورها.

بعد يوم طويل من الاستكشاف والدهشة، عاد الفئران إلى النوم، وهم مستعدون لاستخدام ساعتهم الجديدة في تنظيم أوقاتهم. أدرك الفئران أن التعاون والتفاهم يمكن أن يحل الكثير من الألغاز، وأن الفضول يمكن أن يقود إلى اكتشافات جديدة ومفيدة. كانت هذه التجربة درسًا قيمًا لهم في أهمية العمل الجماعي والبحث عن المعرفة.

قصة الفئران الأربعة مكتوبة

كان ينبعث من جحر الفئران الأربعة، الواقع في جذع شجرة تنوب، أصوات ضحكات وأحاديث صاخبة. فقد عثر الفأر الماكر في الصباح على صندوق فارغ من الورق المقوى، وراحت الفئران الأربعة تفكر كيف تستفيد منه. ورأى الفأر الماكر أنه يصلح تمامًا خزانة لجميع الأشياء، لأنه كان ضخمًا يتسع لكميات كبيرة من البقايا والنفايات. (فليس هناك أحب إلى الفئران من البقايا والنفايات!) وأراد الفأر الشاطر أن يجعله خيمة، بينما ود الفأر الساهر لو نام بداخله. وسألوا الفأر الماهر، لأنه كان أمهرهم وكانوا دائما يستمعون إلى آرائه: ما رأيك أيها الفأر الماهر؟ ولكنه تثاءب وأغمض عينيه ورفض أن يقول كلمة واحدة.

الخروج من الجحر

قال الفأر الساهر وهو يرتدي معطفه: سأخرج لعلي أجد شيئا. هل سيأتي معي أحد؟ تناول الفأر الشاطر والفأر الماكر معطفيهما ونظرا إلى الفأر الماهر أملا في أن يخرج معهم. فقال لهم وهو يفتح عينيه ويتثاءب ثانية: أعتقد أنني سآتي معكم. وكان عليهم عندئذ أن ينتظروا حتى يجد حذاءه، فلم تكن الساعة قد جاوزت السادسة صباحا، وكان الطقس باردا جدا. وراحت الفئران الأربعة تجر أقدامها عبر الممرات التي تؤدي إلى الخارج حيث العالم الرحيب. وعلى الرغم من أن أحدا منها لم يسبق له أن ابتعد كثيرا عن أشجار التنوب ذاتها، إلا أنها كانت تظنها العالم الرحيب!

بلغت الفئران مدخل الجحر، فأخرجت أنوفها الصغيرة، وأخذت تتنسم الهواء، وتنظر حولها بعيونها البراقة المستديرة التي تشبه عيون البوم. إن هذه الفئران بفرائها الناعمة اللطيفة، وطولها الذي لا يتجاوز الخمسة عشر سنتيمترا، تتصف بالحرص والحذر الشديدين، فالجميع يود اقتناصها، لذلك لا تشعر بالأمان. ولهذا السبب تخرج عادة ليلا، لأنه أكثر أمانا لها، ولأنها تفضل ضوء القمر الهادئ اللطيف على نور الشمس الباهر المزعج. إن نور الشمس في الشتاء أقل سطوعا بالطبع، لذا تخرج في النهار أحيانا. لقد خرجت الآن من الجحر واحدا وراء واحد وببطء، وظلت تتطلع حولها وتتنسم الهواء بحذر. وكان الفأر الساهر أكثرها جرأة، فانطلق فجأة يجري وسط الحشائش حيث وقع بصره على شيء يلمع.

الاكتشاف

فجأة أمسك الفأر الشاطر بثياب أصدقائه الفئران وهمس قائلا: إنني أسمع شيئا. أصغى الجميع وقد مدوا أعناقهم في الهواء ليسمعوا جيدا. وقال الفأر الساهر: لعله واحد من الأرانب المتطفلة. إنهم دائما يتدخلون في شؤون غيرهم! وقال الفأر الشاطر: كلا، كلا! وأشار بعصبية وقال: إن الصوت ينبعث من ذلك الشيء الذي هناك. وأنصت الجميع باهتمام إلى ذلك الشيء اللامع الذي عثر عليه الفأر الساهر. لقد تأكدوا الآن تماما أن صوتا ينبعث منه: “تك تك تك تك”. وأفزعتهم التكتكة قليلا.

ولكن، لأن هذا الشيء اللامع لم يتحرك ولم يقل لهم شيئا، فإنهم تغلبوا بالتدريج على خوفهم، واقتربوا منه ليتمكنوا من مشاهدته بوضوح. تقدم الفأر الساهر الشجاع ونفض الغبار عن سطحه بكم معطفه، أما الآخرون فشهقوا في رعب، ولكن شيئا لم يحدث. وصاح الفأر الساهر بانفعال واضح: “أنظروا … أنظروا”. كان سطح هذا الشيء ضخما لامعا، وكان هناك ذراع سوداء صغيرة تدور أثناء انبعاث صوت التكتكة.

الشيء العجيب

وقفت الفئران الأربعة حول هذا الشيء العجيب، وراحت تثرثر وتتساءل في دهشة: ما هذا الشيء؟ أهو خطر؟ من أين جاء؟ هل يمكن أن نحركه؟ ثم تقدمت الفئران الأربعة ورفعته بحرص، ثم جرته إلى الجحر. وأخذت تدفعه وتسحبه في الممرات حتى بلغت غرفة المعيشة.

واستيقظت العمة طمبا على صراخ الفئران وصياحها، وجاءت مسرعة ونظارتها تتأرجح على أنفها، وقالت وهي تريح عن وجهها الغبار المتطاير: لماذا كل هذه الضجة؟ أظهرت الفئران لها الشيء اللامع، ولكن العمة صاحت تحذر من الصوت المنبعث منه، وقفزت فوق المنضدة وقد وضعت مئزرها على رأسها، ورفضت أن تترك المنضدة حتى يؤخذ هذا الشيء اللامع بعيدا. وحاولت الفئران الأربعة تهدئتها، ولكنها لم تنجح. وظلت العمة طمبا في مكانها.

البحث عن العم فهمان

وقال الفأر الساهر: أقترح أن نبحث عن العم فهمان – وسوف يخبرنا ما هو هذا الشيء. وانصرف الساهر والماكر والشاطر للبحث عن العم فهمان، وبقي الفأر الماهر مع العمة طمبا ليحميها. مضت دقائق قليلة، عادت بعدها الفئران الثلاثة مسرعة وهي تجر العم فهمان من كم قميصه. وكان يزمجر في غضب، لأنه في الحقيقة لم يكن يحب تلك الفئران وما تحدثه من ضجيج. ويبدو أنه نسي أنه كان فيما مضى طفلا. وصاح قائلا: أيها الأشقياء، كفوا عن جري.

اكتشاف الساعة

قالت الفئران الأربعة وهي تشير إلى الشيء الذي على الأرض: أنظر … أنظر. وسار العم فهمان بنوع من التهور نحو هذا الشيء، دون أدنى خوف، وأخذ يهمهم: هم م.م.م … هم م م م. وحك ذقنه، وقال وهو مستغرق في التفكير: تماما كما ظننت … تماما كما ظننت. ثم قال: انتظروا هنا دقيقة. وخرج من الغرفة ببطء. وعاد بعد قليل ومعه صورة نزعت من مجلة.

وسأل: ترى ما الذي تفعله العمة طمبا فوق المنضدة؟ أجابه الفأر الساهر قائلا: تقول إن علينا أن نتخلص من هذا الشيء، خائفة منه. فصاح العم فهمان: لا تكوني حمقاء! انزلي حالا، أيتها العمة طمبا. إنني أعلم تماما ما هو هذا الشيء، وهو نافع جدا أيضا. قفزت العمة طمبا من فوق المنضدة ووقفت خلف الآخرين وهي تشعر بشيء من الخجل. وبسط العم فهمان الصورة فوق سطح المنضدة، وكانت صورة لشيء لامع يشبه تماما الشيء الذي عثروا عليه!

فائدة الساعة

قال: انظروا! إنها ساعة … ساعة مثل هذه! سأله الجميع: ولكن ما هي فائدتها؟ فصاح العم فهمان: فائدتها؟ فائدتها؟ إننا نعرف الوقت بها. من الآن فصاعدا سوف نعرف موعد الغداء، أو موعد النوم، أو موعد الإفطار، دون أن ننظر في الخارج أولا من خلال النافذة. من الآن فصاعدا علينا أن ننظر فقط إلى ساعتنا. وقال الفأر الماكر وهو يتسلل نحو الفراش وقد غلبه النعاس: إنني أعرف شيئا واحدا وهو أنني لست بحاجة أن أنظر إلى الساعة لتعرفني أنني نعسان! وتبعه بقية الفئران. فبعد مثل هذا اليوم الحافل أصبح كل واحد مستعدا للنوم.

معرض الصور (قصة الفئران الأربعة)

تحميل القصة PDF أو صور

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى