قصة الصوت الخفي

في قصة الصوت الخفي، يتغير مسار حياة رجل محتال عندما يسمع صوتًا غامضًا يساعده على ادعاء الطب، لكنه يواجه تحديات كبيرة تهدد حياته.
جدول المحتويات

في إحدى مدن الهند، عاش رجل محتال يُدعى “راما”، مشهور بخداعه للناس. ذات ليلة، سمع صوتًا غامضًا يخاطبه ويعده بالثراء والشهرة إذا ادعى أنه طبيب. وافق راما بشرطين من الصوت: أن يتقاسما الأرباح، وألا يتزوج أبدًا. في الصباح، انتقل راما إلى مدينة بعيدة، وبدأ في معالجة المرضى بمساعدة الصوت الذي يخبره إذا كان المريض سيعيش أو يموت. سرعان ما أصبح راما طبيبًا مشهورًا، وثق به الجميع.

في يوم من الأيام، مرضت ابنة الملك الوحيدة، ولم تنفع معها العلاجات. استدعى الملك راما، الذي أُجبر على علاج الأميرة رغم قلقه من كشف أمره. عند دخول غرفة الأميرة، سحره جمالها، ونسي وعده بعدم الزواج. فجأة، خاطبه الصوت غاضبًا لأنه خالف الاتفاق.

تدخل راما وأعطى الأميرة الدواء الذي حدده الصوت، فشُفيت الأميرة على الفور. فرح الملك وقرر تزويج ابنته لراما، فوافق الطبيب بعد أن تجاهل تهديد الصوت. أُقيم حفل زفاف كبير، وقرر راما توزيع الأموال التي جمعها على الفقراء والمحتاجين، ليعيش الجميع في سعادة وهناء.

وهكذا، انتهت قصة راما، الذي بدأ حياته كمحتال، ولكنه أصبح بطلًا بفضل الصوت الغامض وطيبة قلبه.

قصة الصوت الخفي مكتوبة

ما يزال الناس في الهند حتى أيامنا هذه يتناقلون من جيل إلى آخر قصة الرجل المحتال الذي كان يطبب المرضى من غير أن يكون طبيبًا. وتفصيل القصة أن رجلًا يُدعى “راما”، معروفًا بحيله وأساليبه الاحتيالية، كان نائمًا ذات ليلة عندما سمع صوتًا يخاطبه، فاستيقظ مذعورًا. اعتقد أن الأمر حلم مزعج، لكن الصوت بقي مسموعًا، فتأكد راما أنه لا يحلم، وازداد خوفه لأنه كان يسمع صوتًا لا يعرف مصدره.

“اسمع جيدًا… لقد اخترتك بعد مراقبتك طويلًا… عند شروق الشمس، سوف تنتقل إلى مدينة بعيدة وتدعي أنك طبيب ماهر وقادر على معالجة المرضى جميعهم. هؤلاء سوف يقصدونك من كل مكان، فتزدهر أعمالك وتكثر أرباحك!”

“لكن كيف سأربح المال ما دمت جاهلًا مهنة الطب وأصولها؟”.

أجابه الصوت: “لا تخف. سوف تسمعني عند معاينة المرضى. إذا قلت “أبيض”، فهذا يعني أن المريض سيعيش وستعطيه الدواء الذي أحدده لك. أما إذا قلت “أسود”، فهذا يعني أن المريض سيموت ولا جدوى من تناول الدواء”.

“هل يُعقل هذا؟ هل أنا في حلم؟”.

“لا، لست في حلم. اطمئن، سأكون إلى جانبك دائمًا، ولكن بشرطين: أن نتقاسم الأرباح مناصفة، وأن تمتنع عن الزواج. إذا لم تحترم أيًا من هذين الشرطين، فإن ذلك يعني موتك. فانتبه!”.

بداية العمل

“لا، لا… سهل عليّ أن أحترم الشرطين. سأكتفي بنصف الأرباح بما أنها ستكون طائلة، وسأمتنع عن الزواج الذي لم أفكر فيه يومًا ولن أقدم عليه مستقبلًا!”.

قال الصوت: “هذا جيد. عند الصباح، ستكون الطبيب راما المشهور…”.

عند انبلاج الفجر، انتقل راما إلى مدينة من مدن الهند، بعيدة عن بيته، وبدأ يعالج المرضى كما قيل له، وسرعان ما انتشر خبر معرفته، فوثق الناس به وأقبلوا من كل مكان يستشيرونه في مشاكلهم الصحية. وكان راما يسمع الصوت كل مساء يخاطبه ويسأله عن أحواله التي كانت ممتازة وعلى أفضل ما يرام.

وذات يوم، مرضت ابنة الملك الوحيدة، ولم تنفع معها العلاجات المعتمدة. ساء وضع الأميرة حتى صارت حياتها في خطر. ذكر الوزير أمام الملك اسم راما، مشيدًا بمهارته وقدرته على معالجة الحالات المستعصية على سواه من الأطباء المعروفين، فأرسل الملك من يحضره على جناح السرعة.

المواجهة مع الملك

عندما وصل راما إلى القصر، كانت مخاوفه واضطرابه بسبب خوفه من أن ينكشف أمره. ولكن، عندما صار في حضرة الملك وعلم سبب إحضاره، تبددت كل مخاوفه.

قال الملك: “أيها الطبيب راما، قيل لي الكثير عن براعتك في مهنة الطب، فأرجو أن تصف لابنتي المريضة دواءً يشفيها مما هي فيه”.

أجاب راما: “أين ابنتك الأميرة؟”.

فقال الملك: “هي نائمة في غرفتها، ولا يمكنك أن تراها”.

فأجاب راما: “أنا آسف يا مولاي، لكن من الصعب أن أصف دواء لمريض لم أعاينه”.

رد الملك بغضب: “لا يمكنك دخول غرفة الأميرة، أنت تعرف عاداتنا!”.

قال راما: “نعم، أعلمها. لكنني عاجز عن إعطاء الدواء لشخص لم أره”.

وقع الملك في حيرة من أمره: أيتمسك بالتقاليد والعادات التي عليه احترامها فيخسر ابنته الوحيدة، أم يخالفها فيكسب حياتها؟

اقترح الوزير على الملك أن يتزوج الطبيب الأميرة لتحل المسألة. وافق الملك بسرعة على الحل المقترح، إذ رأى فيه خلاصًا له من حيرته. لكن ذلك لم يرق لراما، الذي كان قد وعد الصوت بالامتناع عن الزواج.

فقال راما: “عفوًا يا مولاي، أنا لست مستعدًا للزواج!”.

الطبيب والصوت الخفي

كان الطبيب ينادي الصوت ولكنه لم يرد، فقال في حيرة: “أين أنت أيها الصوت؟ أجبني!”.

رد الوزير متسائلًا: “من تكلم أيها الطبيب؟”.

قال الطبيب: “أكلم نفسي أيها الوزير… أكلم نفسي…”.

نصحه الوزير قائلًا: “أنصحك ألا تغضب الملك، لأن حالته السيئة قد تدفعه إلى فعل ما لا تُحمد عقباه!”.

شعر الطبيب بحرج موقفه، وقرر الرضوخ لما يقرره الملك، خصوصًا بعد أن تخلى عنه الصوت.

“مولاي…”، قال الطبيب.

قاطعه الملك غاضبًا: “ماذا قررت أيها الطبيب؟ أنت الآن تحت سلطتي الكاملة وفي يدي حياتك وموتك! إذا رفضت الخضوع لمشيئتي، سأقطع رأسك فورًا!”.

قرار الطبيب

ارتعدت فرائص الطبيب عند سماعه كلام الملك، فوافق على كل شيء بدون تردد.

قال الملك: “سأشهد هؤلاء الحاضرين على زواجك. أما حفلة الزفاف، فستقام لاحقًا بعد شفاء ابنتي!”.

دخل الطبيب راما إلى الغرفة بمفرده، حيث كانت زوجته الأميرة نائمة. سحره جمالها، وفجأة، سمع الصوت يقول: “أبيض!”.

تساءل راما: “أبيض؟ أيها الصوت الأسود؟ كيف سمحت لنفسك ألا تحترم ما تعهدت به؟”.

رد الصوت: “ماذا؟ لقد سمحت لنفسي بخرق أحد الشرطين لأنك سمحت لنفسك بالتخلي عني بعد أن وعدتني بالبقاء إلى جانبي. لماذا لم تكلمني عندما خاطبتك؟ حاولت استمزاج رأيك قبل أن أتصرف، لكنني لم أسمعك!”.

أجاب الصوت: “لقد كنت حاضرًا، لكنني لم أتدخل. أردت أن أرى كيف ستتصرف!”.

فقال راما: “شيء جميل! على كل حال، لم أعد خائفًا من الموت، سواء منك أو من الملك!”.

شفاء الأميرة

سأل الصوت: “وإذا قلت لك مال؟ ماذا ستفعل؟”.

قال راما: “لقد راقبتك عند دخولك هذه الغرفة. إن جمال الأميرة لا يُقاوم. كنت سأتصرف مثلك لو كنت مكانك! ثم فكرت قليلًا ووجدت أن الشرطين قاسيان، فقررت الإبقاء على الأول دون الثاني”.

هنا، لم يعد راما يسمع شيئًا، فقد كان همه منصبًا على جمال الأميرة، وقد نسي تمامًا أنه ليس طبيبًا. بدأ يتساءل بصوت عالٍ: “أيها الصوت… ماذا تريد؟”.

أجاب الصوت: “أريد دواءً يشفي زوجتك!”.

قال الطبيب: “زوجتي لم تعد بحاجة إلى دواء!”.

في هذه الأثناء، فتحت الأميرة عينيها وابتسمت ابتسامة عذبة. صرخ راما بسعادة: “لقد شُفيت الأميرة… شُفيت الأميرة!”.

دخل الملك وخادمة الأميرة إلى الغرفة غير مصدقين لما سمعاه. وعندما شاهدوا الأميرة وقد شُفيت، قال الملك: “شكرًا لك أيها الطبيب…”.

حفل الزفاف

سألت الأميرة والدها: “ماذا قلت يا أبي؟”.

أجابها الملك مبتسمًا: “نعم يا ابنتي، لقد زوجتك للطبيب الذي أنقذك من الموت!”.

توردت خدان الأميرة خجلًا وابتسمت بغنج: “وهل يُعقل يا أبي أن تتزوج ابنة الملك دون حفلة زفاف؟”.

قال الملك: “طبعًا لا يا ابنتي… سيكون حفل زفافك أمرًا لا ينساه أحد في هذه البلاد!”.

وبعد أيام معدودة، احتفل القصر الملكي بزواج الأميرة والطبيب راما، واستمرت الأفراح أربعين يومًا. وقد كلف راما، بعد موافقة الصوت، جنود الملك بتوزيع الأموال التي جمعها من معاينته للمرضى على المحتاجين والفقراء. كان العرس الذي أقيم في القصر فرحًا لعموم أهل البلاد.

معرض الصور (قصة الصوت الخفي)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

هل أعجبتك القصة؟ احصل على نسختك الخاصة من قصة الصوت الخفي بصيغة PDF للقراءة في أي وقت!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى