قصة السمكة الصغيرة
ملخص قصة السمكة الصغيرة
في نهر دافي الصافي، عاشت سمكة صغيرة مع أمها، تقضي نهارها في اللعب والمرح. كانت الأم حريصة جداً على سلامة ابنتها، ودائماً تحذرها من مخاطر العالم الخارجي. في أحد الأيام، قررت الأم أن تعلم ابنتها درساً عن العالم، فأخذتها إلى سطح الماء حيث رأت الشمس البراقة والعشب الأخضر، ثم حذرتها من الدودة التي تخفي خلفها صنارة خطيرة.
مرت الأيام وكبرت السمكة الصغيرة قليلاً، وأصبحت تستطيع السباحة حول البيت الأخضر بمفردها. لكن في يوم من الأيام، شعرت بالملل وقررت أن تسبح بعيداً. وجدت دودة معلقة بخيط، تذكرت تحذيرات أمها، لكنها لم تستطع مقاومة إغراء الدودة الناعمة. لمستها بذيلها ثم قررت قضم قطعة صغيرة، وما إن فعلت ذلك حتى علقت في الصنارة.
سحبها الصياد إلى خارج الماء، لكنها كانت صغيرة جداً لا تصلح للطعام، فرماها في النهر مجدداً محذراً إياها من الوقوع في يديه مرة أخرى. عادت السمكة الصغيرة إلى أمها بفم مشقوق ودموع في عينيها، بعد أن تعلمت درساً قاسياً عن الأخطار التي حذرتها منها أمها. استقبلتها الأم بحب، وعادت السمكتان إلى بيتهما الأخضر، وقد تعلمت السمكة الصغيرة ألا تتجاهل نصائح أمها مجدداً.
قصة السمكة الصغيرة مكتوبة
كانت إحدى الأسماك الصغيرة تعيش مع أمها في نهر دافي صافٍ متموج. كانت الأم وابنتها تقضيان نهارهما في لهو ومرح بين بيتهما الأخضر في قاع النهر والأماكن المجاورة. وكانت السمكة الأم شديدة الرعاية للسمكة الصغيرة، فلا تتركها تغيب عن عينها خشية أن تصاب بمكروه. أما السمكة الصغيرة فكانت شقية شديدة الحيوية لا يكف جسدها عن الحركة لحظة. كثيراً ما كانت تشد رفيقاتها أو تختبئ بين الأعشاب والصخور فتسرع أمها تقطع النهر صعوداً ونزولاً بحثاً عنها. كان للسمكة الصغيرة عينان براقتان وحراشف ذهبية وسوداء وذيل دائم الحركة.
اكتشاف العالم
أحست السمكة الأم، ذات يوم، أنه آن الأوان لتعرف ابنتها شيئاً عن العالم. أخذتها إلى سطح الماء المتألق، فرأت أشعة الشمس البراقة والعشب الأخضر الذي يغطي الأرض، فأدهشها جمال العالم الأخاذ. ثم أخذتها إلى مكان في النهر قريب، وقالت لها: “لقد رأيت جانباً من جمال العالم، والآن سأريك شيئاً من قسوته.” توقفت الأم فجأة أمام شيء أحمر صغير يتحرك في الماء، وهمست لابنتها قائلة: “أترين هذا الشيء؟ إنه دودة. منظرها شهي، لكن وراءها صنارة حادة تنتظرنا نحن الأسماك.”
اتسعت عينا السمكة الصغيرة دهشة، وقالت: “لكن، كيف؟” أجابت الأم: “إذا حاولت سمكة ابتلاع الدودة فإنها تعلق في الصنارة وتشُدّ إلى خارج مياه النهر الدافئة.” سألت السمكة الصغيرة: “وماذا يحدث للسمكة العالقة بعد ذلك؟” أجابت الأم: “يأخذها الصياد إلى بيته ويأكلها، أو يبيعها لمن يأكلها. ومن المحزن أن هذا مصير الكثير من الأسماك.” أحست السمكة الصغيرة برعب شديد وقالت: “ما أفظع ذلك!” ثم نظرت الأم في عيني ابنتها، وقالت: “عديني، يا ابنتي، ألا تقتربي أبداً من مثل هذا الشيء.” وعدت السمكة الصغيرة المدعورة أمها بذلك.
رحلة الاستكشاف
مرت الأيام وكبرت السمكة الصغيرة قليلاً. سمحت لها أمها بالسباحة وحدها حول البيت، لكنها كانت تحذرها دائماً من الذهاب إلى أماكن بعيدة. وجاء يوم أحست فيه السمكة الصغيرة أنها ملت الدوران حول البيت الأخضر الصغير، وأنها ترغب في شيء جديد. حدثت نفسها قائلة: “لن يؤذيني شيء من الانطلاق. سأكون قد عدت حتى قبل أن تستيقظ أمي من غفوتها.” وهكذا اندفعت بحماسة صاعدة إلى المياه الصافية المتموجة.
مرت بسلحفاة نهرية وحلزون، فتوقفت لحظة وحيتهما بحركة من ذيلها ثم تابعت طريقها. كانت تندفع أحياناً كالسهم أو تنزلق انزلاقاً أو تدور مدوّمة. لم تعرف في حياتها مثل تلك الإثارة أو ذلك اللهو. فجأة رأت شيئاً صغيراً أحمر معلقاً بخيط، شبيهاً بالشيء الذي كانت أمها قد أرتها إياه وحذرتها منه. ارتدت إلى الوراء مذعورة، وقالت: “إنها دودة!” وكانت دودة فعلاً، لكنها بدت ناعمة شهية مغرية، حتى إن السمكة الصغيرة بدأت تشك بوجود صنارة. حدقت بالدودة لحظة، ثم رأت أن تلمسها بذيلها لتعرف إن كانت ناعمة الملمس حقاً، كما يبدو من شكلها. فلا ضرر من لمسها بالذيل.
لم تكن السمكة الصغيرة تتوقع أن تجد صنارة، لكنها أرادت أن تتأكد من ذلك. فاستدارت ولمست الدودة بذيلها لمسة سريعة وبدا ملمس الدودة ناعماً جداً. لكن السمكة الصغيرة أرادت أن تكون على يقين تام ألا وجود للصنارة. ولا يكون ذلك إلا إذا قضمت من الدودة قطعة صغيرة. وهذا ما قررت فعله.
الاقتراب من الخطر
أخذت السمكة الصغيرة تقترب شيئاً فشيئاً من الدودة، وهي تحدث نفسها قائلة: “سأقضم قطعة صغيرة فقط، قطعة صغيرة جداً.” ثم فتحت فمها وأطبقته على جانب من الدودة. وما إن فعلت ذلك حتى شعرت بألم حارق. علقت السمكة الصغيرة المسكينة بالصنارة! بعد لحظات كانت السمكة الصغيرة قد شُدت إلى خارج ماء النهر وسط عالم من أشعة الشمس الساطعة. بهرت أشعة الشمس عينيها، لكنها استطاعت أن تتبين صياداً ضخماً يحمل في يده قصبة. وسرعان ما نزع ذلك الصياد الصنارة من فمها ورماها إلى جانبه على الحشيش الدافئ.
راحت السمكة الصغيرة تنتفض انتفاضاً، وأخذت تحس بالاختناق وبقواها تضعف سريعاً. تذكرت ما روته لها أمها عن مصير السمكات العالقة، فرأت أن نهايتها قد دنت. فجأة أحست السمكة الصغيرة بيد كبيرة تمسك بها، ثم رأت نفسها تطير في الهواء وتسقط في النهر. وسمعت الصياد يقول وهو يرميها في الماء: “أنت صغيرة لا تصلحين للطعام، لكني لن أتركك إذا وقعت في يدي ثانية!”
العودة إلى الأم
في تلك الأثناء كانت السمكة الأم قد استيقظت، ولما لم تجد ابنتها أحست بالقلق الشديد. أخذت تبحث عنها بين الصخور والأعشاب والأصداف، وتندفع صعوداً ونزولاً بعينين خائفتين. ثم لمحتها آتية من مكان بعيد، فأسرعت إليها. رأت الأم فم ابنتها المشقوق وشاهدت في عينيها دموعاً، فعرفت ما حدث. لكنها لم تقل شيئاً لأن السمكة الصغيرة لم تعد بحاجة إلى نصائح بعد الدرس القاسي الذي تعلمته. وعادت السمكتان إلى بيتهما الأخضر الصغير في قاع النهر.
معرض الصور (قصة السمكة الصغيرة)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث