قصة الحلم
ملخص قصة الحلم
يحكى أنه كان هناك تاجر واسع الثراء يدعى عبد الله، يعيش في بغداد وكان يملك كل ما يحلم به المؤسرون. لكن الثروة قد تزول بسرعة، وهكذا فقد عبد الله كل ما يملك وأصبح فقيرًا. أجبرته الظروف على العمل الشاق لإعالة نفسه. في إحدى الليالي، رأى عبد الله حلمًا غريبًا حيث أخبره رجل بوجود ثروة طائلة في القاهرة.
قرر عبد الله السفر إلى القاهرة سيرًا على الأقدام رغم المشقة الكبيرة. عند وصوله، وجد نفسه متورطًا في حادثة سرقة، واعتقل ظنًا أنه أحد اللصوص. بعد ثلاثة أيام من السجن، روى عبد الله قصته لضابط الشرطة الذي تأثر بها وقرر إطلاق سراحه.
ضحك الضابط من قصة عبد الله وأخبره بحلم مشابه عن كنز مدفون في بيت ببغداد. عندما سمع عبد الله تفاصيل الحلم، أدرك أن أوصاف البيت تنطبق على منزله. عاد مسرعًا إلى بغداد وحفر تحت النافورة في فناء منزله، ليجد الكنز الموعود، ويستعيد ثروته وكرامته بعد كل الشقاء الذي عانى منه.
القصة تعلم الأطفال أهمية الأمل والمثابرة في وجه الصعاب، وتؤكد أن الله قد يجعل الفرج قريبًا حتى بعد أشد الأزمات.
قصة الحلم مكتوبة
يحكى أنه في سالف الأيام كان يعيش في مدينة السلام، بغداد، تاجر واسع الثراء اسمه عبد الله. وكان التاجر يملك كل ما يحلم المؤسرون بامتلاكه – بيتًا جميلًا تزين حديقته الغناء فساقي الرخام بنوافيرها المتدفقة، وطنافس وسجادات رائعة، وأطباقًا من الذهب والفضة، وخدمًا وحشمًا يسهرون على راحته. فلم يكن ينقصه شيء.
لكن كما يجيء الثراء سريعًا أحيانًا، فإنه كذلك يزول أحيانًا بالسرعة ذاتها. وهكذا حدث حين اكتشف التاجر يومًا أنه ينفق ديناره الأخير وأن العديد من الديون المستحقة عليه لم تسدد. ونتيجة لإفلاسه الطارئ اضطر التاجر إلى بيع ممتلكاته كلها باستثناء جزء صغير ظل يسكنه من بيته القديم. وصار المسكين يسرح بحثًا عن عمل يرتزق منه كأي أجير عادي آخر – مرة في تكسير الحجارة ورصف الطرق، وأخرى كعتال ينقل أكياس الحب للتجار في السوق.
الحلم الغريب
وذات ليلة عجز عبد الله لشدة إرهاقه عن العودة عبر المدينة إلى بيته، فنام على مرجة معشبة خارج السوق. وفي تلك الليلة رأى حلمًا غريبًا. في ذلك الحلم رأى رجلًا يخاطبه بجدية قائلًا: “هنالك ثروة طائلة تنتظرك في القاهرة. اذهب إلى تلك المدينة على الفور، وخذ ما قسم لك.”
استفاق الرجل وهو يشعر بشعور حفي على تصديق الحلم. ولكن أين هو من القاهرة التي تبعد عن بغداد قرابة ألف ميل، ولا ركوبة لديه ولا مال! قرر أن يسافر سيرًا على الأقدام عبر البوادي والواحات. وكلفه ذلك شقاءً استغرق ثلاثة أشهر كان المسكين يعزي نفسه خلالها بأن شقاءه هذا ليس أسوأ من شقائه ذاك – أيام تكسير الحجارة في بغداد.
الوصول إلى القاهرة
وأخيرًا وصل عبد الله إلى القاهرة. وكان الوقت مساءً ومتأخرًا، فلم يستطع تدبير مكان مناسب ينام فيه. ووجد نفسه أمام دار المحكمة فانزوَى في جانب من حدائقها واستسلم لنوم عميق. وصادف أن عصابة من اللصوص اختاروا استخدام تلك الحدائق في الليلة ذاتها طريقًا للوصول إلى منزل مجاور والسطو عليه. وفي أثناء محاولة العصابة خلع درفة النافذة أفاق أهل المنزل على الضجة وصرخوا مستغيثين ومنذرين.
اعتقال عبد الله
سرعان ما وصل ضابط الشرطة ورجاله إلى المكان، لكن اللصوص كانوا قد فروا. ووقعت الشبهة على عبد الله كواحد من أفراد العصابة. وكان المسكين جالسًا يفرك عينيه مشدوهًا، ثم يتطلع حواليه مستغربًا ومتسائلًا عما يجري حوله. أمر الضابط رجاله باعتقال المشتبه به. فتقدم نحوه أربعة من أضخمهم حجمًا، فبسطوه أرضًا – ووجهه إلى أسفل – ثم حملوه ممسكًا كل منهم بطرف منه، وساروا به إلى السجن.
وظل عبد الله في غياهب السجن ثلاثة أيام منهكًا مرهقًا لا يدري ما الذي ارتكبه حتى يستحق هذه المعاملة.
لقاء الضابط
وانسلت أشعة نور إلى حجرته عبر نافذة مصبعة بقضبان الحديد. وبلغت مسامعه جلبة القوم وضجيج المارة خارج السجن. وراح في كربته يهجس مؤنبًا نفسه: “ما كان أحمقني أن أصدق الحلم! هل هذه هي الثروة الطائلة التي شقيت ثلاثة أشهر أقطع الفيافي والقفار لأجلها؟ لعلي سأقضي أجلي هنا دون أن يكترث لأمري أحد!”
وكاد هاجس اليأس أن يستولي عليه حين جاءه من يستدعيه إلى حضرة ضابط الشرطة. أخذ الضابط يستجوب الرجل عن اسمه وعنوانه وسبب وجوده في موقع السطو. فقال الرجل: “اسمي عبد الله وأنا من بغداد”، فقاطعه الضابط قائلًا: “يعني أتيت من بلاد بعيدة لتسطو على أهلنا؟ إن محاكمنا لا تأخذ مثل هذا التصرف باللين مطلقًا! هات ما لديك تدافع به عن نفسك.”
حل المشكلة
راح عبد الله يروي للضابط قصته الغريبة. وشعر الضابط بفراسته أن الرجل صادق. قد يكون ساذجًا أو أحمق، لكنه ليس لصًا. وابتسم الضابط قائلًا: “إذن جئت من بغداد تبحث عن ثروتك هنا استجابة لحلم – ثم ماذا؟” فرد عبد الله: “ثم ظهر أن ما قسم لي هو أن يجثم فوقي أربعة من رجالك وأن أقضي ثلاثة أيام كئيبة في سجنك.”
وضحك الضابط حتى اغرورقت عيناه بالدموع، وقال للرجل: “أيها الأحمق المسكين، تذكرني بحلم عاودني ثلاث ليال متتالية. كان يظهر لي فيه رجل يقول: هنالك بيت في بغداد في منطقة الرصافة، فناؤه من الرخام الأبيض والأشهب وفي نهايته نافورة ينبثق منها الماء متقاطعًا هكذا…” وراح الضابط يمثل بذراعيه كيفية تدفق الماء من النافورة، ثم أكمل: “وفي كل مرة كان الرجل يحدد لي موقع كنز مطمور تحت تلك النافورة، ويحثني على الذهاب إلى بغداد للحصول عليه. فهل تراني استجبت إليه؟”
ومال الضابط على مكتبه، وتابع قائلًا: “طبعًا لا، لقد بقيت هنا في القاهرة لأنني لست ساذجًا. والآن يمكنك أن تمضي في سبيلك.”
العودة إلى بغداد
شيع الضابط الرجل إلى الباب مودعًا، ثم ناوله كيسًا من الدراهم وقال له: “استخدم هذا المال بحكمة لتعود إلى بغداد، وانتبه لا أحلام مجددًا بعد اليوم.” وانطلق عبد الله في سبيله، وهو يسمع صدى ضحكات الضابط تملأ القاعة بعد أن أغلق الباب خلفه.
وكان حماس عبد الله في طريق العودة أشد مما قد يتوقع ضابط الشرطة. لقد كان حلم الضابط أغرب من حلمه هو – لأن أوصاف المنزل ونافورة الكنز كما رواها له الضابط تنطبق بالتمام والكمال على بيته هو في بغداد!
وبعد رحلة شاقة طويلة عبر الصحراء عاد عبد الله إلى موطنه في بغداد. فقصد على التو إلى منزله في حي الرصافة، ونفذ إلى موقع النافورة في فناء البيت، وراح يحفر. وهناك، تمامًا كما وصف ضابط الشرطة، كان الكنز الموعود! لقد صح الحلم أخيرًا، وشاء الله بواسع رحمته أن يعيد الثروة والكرامة إلى عبد الله بعد أن حاق به الكثير من الكرب والشقاء.
الأسئلة
- كيف تبدلت حال عبد الله من الثراء إلى الفقر؟
- ماذا رأى عبد الله في حلمه؟
- ما المصيبة التي وقع فيها عبد الله؟
- ما كان رأي الضابط بعبد الله؟
- لماذا تحمس عبد الله للقصة التي رواها له الضابط؟
- هل وجد عبد الله كنزه الموعود، كيف؟
معرض الصور (قصة الحلم)
لا تنسي فك الضغط عن الملف للحصول علي الصور
استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟
– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث