قصة الحجر العجيب

قصة الحجر العجيب تحكي عن صعلوك وعجوز يتعاونان لتحضير وجبة شهية من الحجر، وتعلم الأطفال قيم الذكاء والكرم في مغامرة مشوقة.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في يوم من الأيام، كان هناك صعلوك فقير يتجول في الغابة باحثًا عن مكان يقضي فيه ليلته. بعد تعب طويل، رأى امرأة عجوزًا تجمع الحطب، فطلب منها المأوى. بعد إلحاح كبير منه، وافقت العجوز بشرط أن ينام على كرسي، إذ لا توجد لديها سرير إضافي.

في الطريق، تحدث الصعلوك عن مغامراته وجوعه الشديد. عند وصولهم إلى بيت العجوز، اكتشف الصعلوك أنها ليست فقيرة كما ادعت، بل كانت حديقتها مليئة بالخضروات وبقرة حلوب. بحيلة ذكية، أقنع الصعلوك العجوز بأنه يستطيع إعداد شوربة لذيذة من الحجر، وأثار فضولها لمساعدته.

بدأ الصعلوك بتحضير الشوربة، وأضاف إلى القدر حجراً وماءً. ثم اقترح إضافة بعض البصل، فأحضرت العجوز بصلتين من الحديقة. بعد ذلك، طلب اللحم، فجلبت له العجوز قليلاً من اللحم الطازج. تبع ذلك طلبه للفت، فأحضرت العجوز لفتتين كبيرتين من الحديقة.

ثم طلب الصعلوك الأرز، فوافقت العجوز وأحضرت له الأرز. بعدها اقترح إضافة الحليب، فجلبت العجوز الحليب من بقرتها. وأخيراً، طلب الملح، فأحضرت له العجوز القليل من الملح.

عندما اكتملت الشوربة، ذاقها الصعلوك وأخبر العجوز بأنها لذيذة. دعت العجوز الصعلوك لتناول الشوربة مع مآكل ملوكية أخرجتها من خزانتها. جلست العجوز لتذوق الشوربة ودهشت من طعمها الشهي، ولم تصدق أنها أعدت من الحجر.

في النهاية، شكر الصعلوك العجوز على كرمها وأعطاها الحجر كهدية، مؤكداً أنها لن تجوع بعد اليوم. في صباح اليوم التالي، ودع الصعلوك العجوز، وهي تشكره وتدعو له بالخير. وهكذا، علمت العجوز درسًا عن الكرم والمشاركة، بينما استمر الصعلوك في رحلته حاملاً حكمة جديدة.

قصة الحجر العجيب مكتوبة

مشى رجل صعلوك في الغابة طوال النهار، يتنقل من مكان إلى مكان. تعب كثيراً وأخذت الشمس تغيب، فقال في نفسه: أنا فقير لا بيت لي، فعلي الآن أن أجد مكاناً أقضي فيه ليلتي وأحصل على طعامي، ولو بالحيلة والدهاء.

مشى كثيراً ولكن لم يجد بيتاً. لم يكن حوله غير الأشجار. تعب الصعلوك كثيراً، فقرر أن ينام تحت الأشجار. لكنه التفت فجأة فرأى امرأة عجوزاً تجمع حطباً. فرح كثيراً برؤية العجوز ووقف معها يكلمها.

قال الصعلوك: السلام عليك يا سيدتي، ماذا تفعلين في الغابة؟ أجابت العجوز: أجمع حطباً. وأنت أيها الرجل اللطيف، ماذا تفعل؟ من أين أتيت؟ وإلى أين أنت ذاهب؟

البحث عن مأوى

قال الصعلوك: أنا جوال أحب مشاهدة البلاد ومصادقة العباد. أما الآن فإني أفتش عن بيت أقضي فيه ليلتي بعد تجوال النهار. وقد فتشت طوال بعد الظهر فلم أجد بيتاً واحداً في الغابة.

قالت العجوز: أنت تفتش عن بيت إذاً! لا تتعب نفسك. فليس في الغابة سوى بيتي، وأنا لن آخذك إليه. اترك الغابة قبل أن يحل الظلام فتنام تحت الأشجار.

لم يكن التخلص من الصعلوك الجوال سهلاً. قال: أنت سيدة كريمة. أعلم أنك لن تتركيني أنام في الغابة. خذيني إلى بيتك، أرجوك وفي الصباح أتركك، ولن تري وجهي بعد ذلك أبداً.

تبع الصعلوك العجوز وأخذ يتكلم ويتكلم، حتى قالت العجوز أخيراً: سأخذك إلى بيتي، لكن ستنام على كرسي، فلا يوجد عندي غير سريري الذي أنام فيه. شكر الفقير العجوز، ومشيا معاً إلى البيت.

في الطريق، راح الفقير الجوال يتحدث عن الأماكن التي زارها والأشياء التي رآها، وتحدث أيضاً عن تعبه الشديد وعن جوعه. قالت العجوز: أنت جائع أيضاً! ألست جائعاً؟ لا تطمع في عشاء. أنا عجوز فقيرة، لم آكل في هذا اليوم شيئاً، وليس في بيتي طعام أبداً. فإما أن تنام جوعان أو ترحل عني.

العشاء المفاجئ

وصلا البيت، فنظر الصعلوك إلى الحديقة فعرف أن العجوز لم تكن فقيرة كما ادعت ولا جائعة. رأى في الحديقة لفتاً وبصلاً وبقرة حلوباً. قال الصعلوك في نفسه: هذه العجوز ليست جائعة مثلي، وأنا أعرف كيف أجعلها تقدم لي عشاء شهياً.

بعد أن دخلا البيت قال الصعلوك: لم تأكلي في هذا اليوم شيئاً، فلا بد أنك جائعة! اجلسي، وسأعد لك صحناً من الشوربة.

شهقت العجوز قائلة: شوربة! كيف تعد لي صحناً من الشوربة؟ قلت لك ليس في البيت طعام أبداً.

أجاب الصعلوك: تذكري يا سيدتي، أنني تجولت في العالم، وتعلمت أشياء عجيبة. تعلمت، مثلاً، كيف أعد شوربة من الحجر. ما رأيك؟

شهقت العجوز مرة أخرى وقالت: تعد شوربة من الحجر! ما أغرب ذلك! أتسمح بأن أراقبك وأتعلم منك؟

أجاب الصعلوك وهو يبتسم: كنت كريمة معي حين سمحت لي بأن أنام في بيتك، لذا سأعلمك كيف تعدين شوربة من الحجر.

جلست العجوز تراقب الصعلوك وهو يضع قدراً من الماء فوق نار الموقد. وضع الصعلوك في الماء حجراً نظيفاً وأخذ يحرك الماء، والعجوز قربه تنظر إليه.

صنع الشوربة

قالت العجوز: ما طعم شوربة الحجر؟

أجاب الصعلوك: شوربة الحجر لذيذة الطعم. طبعاً ستكون أشهى إذا أضفنا إليها بصلة أو بصلتين، لكن ليس في البيت بصل، كما تعرفين، فعلينا أن نستغني عنه.

قالت العجوز: لعل في الحديقة بضع بصلات. انتظرني لحظة! خرجت العجوز إلى الحديقة وسرعان ما عادت ومعها بصلتان كبيرتان، رمتهما في قدر الماء مع الحجر.

عاد الصعلوك إلى ماء القدر يحرك ويحرك، والعجوز قربه تنظر إليه. قال الصعلوك: هذه شوربة لذيذة. طبعاً ستكون أطيب وأشهى إذا أضفنا إليها قليلاً من اللحم، لكن ليس في البيت لحم، كما تعرفين، فعلينا أن نستغني عنه.

قالت العجوز: لعل في البيت بعض اللحم. انتظرني لحظة! تركت العجوز الصعلوك وعادت بعد لحظات ومعها شيء من اللحم الطازج، رمته في قدر الماء مع البصلتين والحجر.

شوربة الحجر العجيبة

عاد الصعلوك إلى ماء القدر يحرك ويحرك، والعجوز قربه تنظر إليه. قال الصعلوك: شوربة الحجر لذيذة الطعم. طبعاً ستكون ألذ وأشهى إذا أضفنا إليها لفتة أو لفتتين، لكن ليس في البيت لفت، كما تعرفين، فعلينا أن نستغني عنه.

قالت العجوز: من حسن الحظ أن في حديقتي بضع لفتات. خرجت العجوز إلى الحديقة، واقتلعت لفتتين كبيرتين أسرعت بهما إلى البيت، ورمتهما في قدر الماء مع اللحم والبصلتين والحجر.

بدا منظر الشوربة شهياً، بينما راح الصعلوك يحرك الماء ويحرك، والعجوز قربه تنظر إليه. كانت العجوز في ذلك الوقت قد أحست بالجوع. نظرت إلى البخار المتصاعد من القدر وتنشقت الرائحة المنتشرة، وقالت: هذه شوربة شهية.

أجاب الصعلوك: نعم، إنها فعلاً شهية. طبعاً ستكون أطيب وأشهى إذا أضفنا إليها قليلاً من الأرز، لكن ليس في البيت أرز، كما تعرفين، فعلينا أن نستغني عنه.

إضافة الأرز والحليب

قالت العجوز: لعل في البيت شيئاً من الأرز. ثم انطلقت وعادت بعد لحظات ومعها شيء من الأرز رمته في قدر الماء مع اللفتتين واللحم والبصلتين والحجر.

عاد الصعلوك إلى ماء القدر يحرك ويحرك، والعجوز قربه تنظر إليه ثم قال: ليتنا نضيف شيئاً من الحليب (اللبن) إلى شوربة الحجر. لكن ليس في البيت حليب، كما تعرفين، فعلينا أن نستغني عنه.

قالت العجوز: أنا أحل المشكلة. عندي بقرة، سأذهب الآن وأحلبها ونضيف شيئاً من حليبها إلى شوربة الحجر. انطلقت العجوز من البيت لتحلب البقرة. وسرعان ما عادت ومعها قليل من الحليب صبته في قدر الماء مع الأرز واللفتتين واللحم والبصلتين والحجر.

بدا منظر الشوربة شهياً حقاً بينما عاد الصعلوك إلى ماء القدر يحرك ويحرك، والعجوز قربه تنظر إليه.

إضافة الملح وتهيئة العشاء

ذاق الصعلوك الشوربة. فنظرت إليه العجوز، وقالت: كيف وجدتها؟ لذيذة؟

أجاب الصعلوك: نعم، إنها لذيذة. لا ينقصها إلا قليل من الملح لتكون شوربة ملوكية.

ردت العجوز بسرعة قائلة: إذن نضيف إليها قليلاً من الملح. انطلقت إلى خزانة قريبة وسرعان ما عادت بالملح ووضعت قليلاً منه في قدر الماء مع الحليب والأرز واللفتتين واللحم والبصلتين والحجر.

كانت العجوز قد جاعت كثيراً، فقالت: هل نشرب الشوربة الآن؟

أجاب الصعلوك الجوال: نعم. لكن لنرفع أولاً الحجر، وبعدها نشرب الشوربة الملوكية.

قالت العجوز: الشوربة الملوكية تستلزم مآكل تليق بها. ثم فتحت خزانتها وأخرجت منها أشهى المآكل، ووضعتها على المائدة، وقالت: الآن، كل ما على المائدة ملوكي.

ابتسم الصعلوك وقال: والآن يا سيدتي، اجلسي، وقولي رأيك في هذه الشوربة الشهية.

ذاقت العجوز الشوربة، وقالت: إنها حقاً شهية. لا أكاد أصدق أنك أعددتها من الحجر!

قال الصعلوك الجوال: أنت سيدة كريمة سمحت لي أن أنام في بيتك الليلة، لذا أقدم لك الحجر الذي كانت منه هذه الشوربة الشهية. لن تجوعي بعد اليوم.

وداع الصعلوك

فرحت العجوز كثيراً، وقالت: أشكرك يا سيدي، أشكرك، أنت ألطف رجل قابلته في حياتي.

راح الصعلوك والعجوز يأكلان ويأكلان حتى أكلا المآكل الشهية كلها. ثم تحدثا حتى شعرت العجوز بالنعاس، فقالت: تنام أنت في سريري، وأنام أنا على كرسي. فإني لا أترك سيدا لطيفاً مثلك ينام على كرسي متعب.

وهكذا، نام الصعلوك الجوال في سرير العجوز، ونامت العجوز على كرسي قرب النار.

في صباح اليوم التالي، شكر الصعلوك العجوز على ضيافتها. فقالت العجوز: لا تشكرني. الشكر لك أنت، لأنك علمتني كيف أعد شوربة الحجر. لن أجوع بعد اليوم. تعال زرني مرة ثانية، وسأعد لك شوربة حجر لذيذة.

أجاب الصعلوك الجوال وهو يستعد للرحيل: من حسن حظك أنك تعرفين كيف تعدين شوربة الحجر. لكن لا تنسي أن تضيفي بصلة أو بصلتين، وشيئاً من اللحم، ولفتة أو لفتتين، وشيئاً من الأرز، وقليلاً من الحليب، وقليلاً من الملح. ولا تنسي أن تحركي ذلك كله، فتحصلي على شوربة ملوكية.

معرض الصور (قصة الحجر العجيب)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى