قصة الثعلب الأزرق

استمتع مع "قصة الثعلب الأزرق"، حيث يخدع الثعلب الحيوانات بلونه الغريب ويعيش مغامرات مشوقة، ليكتشف في النهاية أن الصدق هو الحل.
عناصر القصة (جدول المحتويات)

في يوم حار من أيام الصيف، يدخل ثعلب جائع إلى المدينة الخالية بحثًا عن الطعام. بعد دخول منزل أحد الأهالي وتفتيش المطبخ، يزعجه كلب شرس يبدأ بمطاردته. يهرب الثعلب ويقفز من شباك مفتوح ليسقط في حوض ماء مليء بصباغ النيلة الأزرق، مما يحول لون فروه إلى الأزرق اللامع.

يهرب الثعلب إلى الغابة، وهناك يقف على صخرة كبيرة، مظهرًا لونه الأزرق الغريب. تجتمع الحيوانات حوله، ويتظاهر الثعلب بأنه أمير القمر “نيل كومار” الذي أرسل لرعايتهم. تصدقه الحيوانات وترحب به، ويعيش الثعلب بينهم كأمير، يسن القوانين ويروي لهم قصصًا عن القمر.

ذات ليلة، يسمع النمر عواء الثعلب ويتعرف عليه كعواء زمرة الثعالب. يوقظ النمر الفيل والأسد والدب، ويتسللون معًا نحو الثعلب. عند الفجر، يواجهون الثعلب ويكشفون خدعته. الفيل يلف الثعلب بخرطومه ويرفعه عاليًا، متهماً إياه بالكذب والخداع.

يقررون نفي الثعلب، ويرميه الفيل بعيدًا. يسقط الثعلب مجددًا في حوض آخر، لكن هذه المرة يحتوي على محلول مبيض يعيد لون فروه الطبيعي. يعود الثعلب إلى المدينة، ويستقبله سكانها بعدما ساعد في القبض على لص. تعطيه السيدة التي يملكها الحوض وظيفة كحارس للمنزل، ويعيش الثعلب سعيدًا مع السيدة النظيفة، يتذكر حكاياته عن حيوانات الفضاء كلما أضاء القمر.

قصة الثعلب الأزرق مكتوبة

في يوم حار من أيام الصيف انسلت ثعلب جائع خفية إلى المدينة. كانت الشوارع فارغة. وكان أهل المدينة في داخل بيوتهم وقد دب بهم النعاس بعد وجبة غداء دسمة. كان الثعلب جائعاً جداً فلم يكن قد تناول طعاماً لمدة أسبوع.

نظر الثعلب بحذر إلى داخل ممر مظلم يوصل إلى مطبخ أحد المنازل وأخذ نفساً عميقاً. كان أهل البيت قد انتهوا من طعام الغداء وكانت الأطباق الفارغة لا تزال مكومة على المائدة. دخل الثعلب إلى المطبخ خفية وقد سال لعابه، وراح يلعق الأطباق الفارغة ويتشممها. يا ليتهم تركوا من بقايا هذا الطعام أكثر مما تركوا! ظل يتنقل بين الأطباق ويلعق حتى تلك الخالية من بقايا الطعام. لكن كان لا يزال جائعاً جداً وكانت معدته لا تزال تقرقع، وراح يقلب الأطباق بغضب شديد.

ملاحقة الكلب

نسي الثعلب في غضبه الحذر ونسي ما ينتظره من خطر. راح يقلب الأطباق ويرميها، فتبعثرت في كل مكان وتطايرت أجزاؤها. لكن ذلك لم يشغله، فقد كان همه الوحيد أن يجد طعاماً يسكت جوعه.

كان في البيت كلب شرس عنيد، نبهه الصوت، فأسرع يطير إلى المطبخ، وهو يصيح، “حرامي! امسكوه!” ثم راح يطارد الثعلب في البيت أولاً ثم في الشارع، وكاد أن يصل إليه. لكن، في آخر لحظة، رأى الثعلب شباكاً مفتوحاً أمامه فقفز داخلاً فيه.

حادثة الصباغ

طشششششش

وجد الثعلب نفسه يقع في حوض ماء! صاح من خوفه، “وقعت في البحر! البحر! البحر الواسع!” لكن ذلك لم يكن البحر! كان ذلك حوضاً من صباغ النيلة، الصباغ الأزرق، وكان قد ترك قرب الشباك ليبرد. كان البيت الذي دخل إليه الثعلب لامرأة شديدة النظافة. كانت ملابس السيدة دائماً بيضاء ونظيفة جداً. ذلك أنها كانت تنقعها في محلول النيلة الأزرق. نقطة واحدة من النيلة تكفي لغسلة كبيرة. في ذلك الصباح، كانت السيدة قد أعدت من النيلة ما يكفي لألف ثوب، وألف ملاءة، وألف غطاء. النيلة كلها التي أعدتها تشربت الآن فروة ذلك الثعلب الصغير الجائع!

امتلأ فم الثعلب بالنيلة الكريهة الطعم، فبصق مرة، ثم مرة أخرى. ثم هز رأسه يميناً وشمالاً، وشخر ونخر. لكنه كان لا يزال منزعجاً جداً. ووجد نفسه يعود فيقفز خارجاً من الشباك من غير أن يفكر في الكلب الشرس المنتظر.

الخدعة الزرقاء

ألقى الكلب الشرس المنتظر في الخارج نظرة واحدة على الثعلب الصغير، ارتد بعدها مذعوراً وجرى هارباً بأقصى سرعة. في تلك اللحظة رأى الثعلب الصغير نفسه في زجاج شباك. صُعِقَ إذ رأى أن لونه أزرق زاهي! من قمة أنفه الطويل إلى آخر ذيله النحيل كان يلمع بلون أزرق أشبه بسما يوم صيفي مشمس.

قال الثعلب الصغير متعجبًا، وقد خطرت في باله فكرة، “أهذا أنا؟ لماذا لا؟” ركض الثعلب الصغير إلى الغابة، وقد عزم على أمر.

وصول الثعلب إلى الغابة

عند المعيب، وصل الثعلب الصغير إلى جزء ناء بعيد من الغابة. قفز برشاقة إلى صخرة كبيرة مسطحة. بدا في ضوء الغسق الحافت يتوهج كأنه شعلة زرقاء. جلس هناك وانتظر أن تمر الحيوانات وتراه.

ما هي إلا لحظات، حتى كان يحيط بالصخرة حشد من الحيوانات من كل شكل ولون. لم يروا مثل ذلك الحيوان الغريب من قبل. لم يجرؤ على الاقتراب من الصخرة إلا أشجع حيوانات الغابة، الأسد والنمر والفيل والدب. ووقفت الحيوانات الأخرى بعيدة ترتجف خوفًا. سأل الأسد ذلك الكائن الأزرق، “من أين أنت؟ ومن أي موطن وصلت، أيها الغريب؟ ليس في غابتنا حيوان يشبهك، وما منا واحد يعرفك!”

ضحك الثعلب الصغير بعظمة. ثم نظر إلى السماء حيث كان القمر يطلع وكأنه بالون أبيض كبير، وقال، “ذاك! ذاك هو موطني!” سأل الأسد مندهشًا، “القمر؟ أتقول القمر؟”

أمير القمر

قال الثعلب الصغير، “حيوانات الأرض بلون الأرض. أما حيوانات السماء فبلون السماء.”

امتلأت الغابة بهمهمات تعجب وهمسات تهيب. ثم تابع الثعلب كلامه قائلاً، “أنا الأمير نيل كومار، أصغر أبناء القمر السبعة. أرسلني أبي إلى هنا لأهتم بأمركم وأرعاكم.”

قال الأسد، “ذلك شرف عظيم، يا سيدي!” قال أمير القمر، “بعد رحلتي الطويلة أنا جوعان وتعبان.”

سرعان ما امتلأ سطح الصخرة بأنواع الفواكه من أطايب. أكل أمير القمر من اللحوم الطزة الشهية وشرب من العسل المنعش. ثم دعا الحيوانات الأخرى إلى أن تأكل معه. وبقيت الحيوانات كلها تأكل طوال الليل وتشرب وتلعب. كانت كلها سعيدة أن جاءها أمير القمر.

الحياة كأمير القمر

مرت الأيام. كان الثعلب الصغير سعيدًا. لم يستحم أبدًا أو يخرج إلى الشمس خشية أن يبهت لونه الأزرق، لكنه كان في الوقت نفسه مشغولًا جدًا. فقد سن قوانين جديدة تنظم حياة الحيوانات وأشرف على تطبيقها. وروى للحيوانات قصصًا عن القمر وحيوانات الفضاء.

في إحدى الليالي، وكان القمر بدرًا، جلس أمير القمر مستيقظًا على صخرة. فكر في نفسه، “ما أشطرني وأشد ذكائي! وما أعظم حظي!” في غمرة سعادته تلك، رمى رأسه إلى الوراء وحدق في القمر وعوى.

عواء الثعلب

كان النمر أول من سمع العواء. فأيقظ الفيل. ثم مشيا معًا وأيقظا الأسد.

ثم مشى الدب وراءهما متنقلاً وهو لا يزال يشعر بنعاس شديد. تسللت الحيوانات الأربعة بهدوء خفية نحو صخرة أمير القمر.

كان أمير القمر لا يزال يعوي، وكان صدى عوائه يتردد من بعيد. تمتم الفيل قائلاً، “ذاك عواء زمرة الثعالب في منطقة الشمال.”

قال الدب متعجبًا، “أتسمعون! تبدو لي هذه الأصوات شبيهة بصوت أمير القمر تمامًا! هل القمر إذا مليء بالثعالب؟” ضحك النمر فجأة ضحكة عالية.

كشف الحقيقة

كان أمير القمر في الواقع يتبادل العواء مع زمرة الثعالب. ووقفت الحيوانات الكبيرة القوية الأربعة تنصت متجهمة غاضبة.

عندما طلع الفجر، تسلقت الحيوانات الأربعة الصخرة ووقفت تحدق في أمير القمر. نظر أمير القمر إلى الحيوانات الأربعة، وقال، “ماذا تريدون، أيها الأرضيون؟”

قال الأسد، “نريد جلدك أيها الثعلب الشرير!” وزمجر النمر، وقال، “نريد حياتك التعيسة!”

كان الأسد ينوي أن يمزق أمير القمر، لكن الفيل سبقه إليه ولف حوله خرطومه ورفعه عاليًا في الهواء. قال الدب غاضبًا، “كذبت علينا!”

هنّ الثعلب كتفيه، وقال، “وأنتم صدّقتموني!” قال الأسد بحزن، “ماذا نقول لأهل الغابة كلهم الذين وثقوا بك؟”

النهاية

قال أمير القمر، “لا تقولوا لهم شيئًا. بإمكاننا أن نتابع حياتنا كما كنا ونظل على وفاق واتفاق.” قال الأسد، “لا.”

وقال الفيل والدب، “لا، لا.” وقال النمر محذرًا، “إياك حتى أن تفكر بذلك!”

عوى الثعلب وقال، “ماذا أفعل إذا؟ لا أريد أن أعود إلى بيتي الصغير القديم، فأنا الآن شخص آخر!” زعقت الحيوانات الأربعة الكبيرة قائلة، “اذهب إلى القمر!” لوّح الفيل بخراطيمه تلوينًا شديدًا وقذف الثعلب عاليًا في الجو!

طار الثعلب في الجو وطار. طار بعيدًا عن الغابة ووصل فوق المدينة الصغيرة الهادئة التي كان قد تركها. لكن عينيه كانتا مغمضتين ذعرًا، فلم يعرف أين هو.

وجد نفسه أخيرًا يسقط مرة أخرى في حوض كبير. قال في نفسه، “لا بد أنه البحر هذه المرة! تعالَ أيها الأسماك الشهية!” لكن لم يكن من حوله أسماك، فهو لم يسقط في البحر. سقط مرةً أخرى في حوض كبير آخر للسيدة التي تحب أن يكون غسيلها أبيض نظيفًا.

كان الحوض هذه المرة ممتلئًا بمحلول مبيض فخرج الثعلب منه وقد فقدت كيسوته الفروية لونها الأزرق وعاد إليها لونها الطبيعي القديم. دهش الثعلب عندما رأى نفسه، وعوى بصوت عال، وصاح فرحًا، “أنا سعيد لأني أنا الآن هو أنا!”

وملأ صوته المنزل كله. صاحت سيدة المنزل، “امسكوا الحرامي!” فوجئ الثعلب إذ رأى السيدة تمسك رجلًا مذعورًا وتجره إليه. فقد كان الرجل لصًا يسرق ملابس السيدة النظيفة، وقد نبهه العواء إلى ما يحدث.

قالت السيدة، “ما كان يمكن أن أمسك اللص لولا عواؤك. أرجوك ابقَ معي لتكون حارسًا للبيت.” هكذا أصبح أمير القمر حارسًا وعاش سعيدًا مع السيدة النظيفة. وعندما كان القمر يشع من خلال الشباك، كان يغرق في أحلامه، ويتذكر حكاياته الكثيرة التي كان يرويها عن حيوانات الفضاء.

معرض الصور (قصة الثعلب الأزرق)

استمتع بخيالك! هذه القصة لا تحتوي على صور، مما يتيح لك تخيل الشخصيات والأحداث بنفسك، لماذا لا تجرب أحد هذه الأفكار الممتعة؟

– ارسم مغامرتك: استخدم ألوانك وأقلامك الرصاص لتجسيد شخصيات القصة ومشاهدها المفضلة.
– اكتب فصلًا جديدًا: هل تعرف ما الذي قد يحدث بعد نهاية القصة؟ اكتب فصلًا جديدًا وقم بتطوير الأحداث

شارك برأيك

ما هو أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!

زر الذهاب إلى الأعلى