قصة التنين

ملخص قصة التنين
كان باهر صبيا موهوبا جدا في الرسم ويستمتع بحصص الفن دائما. في يوم، طلب الأستاذ نبيل من التلاميذ رسم تنين بخيالهم الواسع. باهر أنهى رسمه الرائع أولا وشعر بفخر كبير، لكنه للأسف سخر بقسوة من رسم زميله وائل الذي كان مليئا باللون الأحمر، قائلا إنه لا يشبه التنين أبدا. غضب وائل بشدة وكاد يضرب باهر، لكن الأستاذ نبيل الحكيم تدخل وأوقف الشجار فورا بينهما. استمع المعلم للولدين بهدوء وحكمة، ثم علمهم درسا قيما جدا: أن لكل شخص رؤيته الخاصة للعالم والفن، وأن الاختلاف في الأعمال الفنية طبيعي وجميل مثل بصمات الأصابع تماما، وأن السخرية من عمل الآخرين تجرح المشاعر بشدة وتعتبر سلوكا غير لائق على الإطلاق. أدرك باهر خطأه واعتذر لوائل بصدق، وتصافحا كصديقين مقربين.
قصة التنين مكتوبة
كان باهر صبيا مبدعا ومولعا بالرسم، ويعجب والداه كثيرا برسومه، ويشجعانه على الدوام لتنمية مواهبه إلى أقصى حد ممكن، وكان والداه يدفعانه للاشتراك في مسابقات الرسم.
وقد كان يذهب إلى مدرسة فنية لحضور دروس في الرسم خلال المساء ثلاثة أيام أسبوعيا، وكان يدير المدرسة الأستاذ نبيل الذي كان هو نفسه رساما بارعا. وذات يوم خلال درس الرسم طلب الأستاذ نبيل منهم أن يرسم كل طالب صورة لتنين. كان جميع الطلاب في حالة بهجة، يتضاحكون ويتحدثون مع بعضهم.
مسابقة الرسم وسخرية باهر
كان باهر أول من انتهى من رسمه وكان راضيا عن عمله كل الرضا، ثم نظر حوله ووقعت عيناه على رسم وائل، ولاحظ أن وائلا قد نثر اللون الأحمر فوق مساحة اللوحة؛ مما أفسد منظر رسمه، فلم يستطع أن يمنع نفسه عن الضحك.
فقال لوائل: “هذا ليس تنينا، لقد أفسدت رسمك. لن يستطيع أي شخص اكتشاف ما ترسمه”.
انزعج وائل بشدة عند سماعه لهذا الكلام، وشعر أن باهرا تفوق عليه في عمله ولكنه لم تعجبه تلك الطريقة غير المهذبة.
فصاح وائل قائلا لباهر: “لا تقل هذا، ولا تدس أنفك في شؤوني”.
لكن باهرا واصل سخريته من وائل، وقال له وعلى وجهه علامات السخرية: “لا يمكنك أبدا أن ترسم تنينا. أظن أنك لم تر تنينا من قبل؛ ولهذا لا تستطيع أن تتخيل ما شكله”.
انتاب وائلا الغضب الشديد واحمر وجهه، وألقى بفرشاة الرسم على الأرض، ثم كشر عن أنيابه وشمر أكمامه، واستدار نحو باهر وقال له: “من الأفضل لك أن تغلق فمك”.
تدخل المعلم وتوضيح المشكلة
سمع الأستاذ نبيل مناقشتهما الحادة، كان وائل على وشك أن يسدد لكمة قوية لباهر. اندفع الأستاذ نبيل إليهما وقاطعهما.
قائلا لوائل: “توقف عن هذا! ليس من اللائق أن تضرب زميلك يا وائل، ما هي المشكلة؟ لنتحدث عنها”.
طلب الأستاذ نبيل من وائل أن يتكلم أولا.
فقال له وائل: “سيدي! لقد قال باهر إن رسمي ليس تنينا”.
وظهرت الدموع في عينيه وهو يشرح الأمر كله لمعلمه. كان باهر يقف ساكنا. كان يشعر بالخجل أمام معلمه، ولم يدرك عندما كان يغيظ وائلا أن الموقف سيتحول هذا التحول.
اختلاف وجهات النظر والاعتذار
استدار الأستاذ نبيل نحو باهر وقال: “ما كان يجب أن تقول هذا؛ فأنت صبي ذكي، لم أتوقع منك أبدا سلوكا كهذا؛ إنكم جميعا أصدقاء، فكيف تزعجون بعضكم؟”.
ثم أكمل الأستاذ نبيل موضحا: “تماما مثل الأحجام المختلفة لأصابع اليد الواحدة لكل شخص أيضا وجهة نظر مختلفة. كل منكما عليه أن يرسم تنينه بطريقته الخاصة؛ ووائل رسم التنين بطريقته الخاصة، وأنت تشعر أن تنينك أفضل من تنينه وهو أيضا يشعر بذلك”.
ثم نادى الأستاذ نبيل كل الأطفال ومعهم رسومهم، وقام بتعليق كل الرسوم على الحائط أمام الأطفال. ثم قال: “لننظر إلى كل الرسوم. لاحظوا التشابه بينها”.
فاندهش باهر ثم قال: “ولكن الرسوم كلها مختلفة عن بعضها”.
فابتسم المعلم قائلا عند ذلك: “نعم! إنها مختلفة كلها، وهكذا إياكم وانتقاد أي شخص؛ فإن هذا يؤذي شعوره، كما أن هذا سلوك غير لائق”.
أدرك باهر خطأه واعتذر لوائل وصافح كل منهما الآخر.
الحكمة
لا يجب أن ينتقد المرء عمل الآخرين؛ فهو سلوك سيئ. قم بتشجيع الآخرين دائما ليحسنوا عملهم؛ فهناك فرصة دائمة للتحسين في كل مجهود يبذله الإنسان.
شارك برأيك
ما أكثر شيء أعجبك في هذه القصة؟ نود سماع رأيك!