قصة أمجد والسراب

اشتدت الحرارة في الصيف، وقررت أسرة أمجد السفر إلى الإسكندرية، فركبت السيارة واتجهت بهم إلى الطريق الصحراوي. تصبب العرق منهم، فالوقت ظهر، والحرارة مرتفعة، والرطوبة عالية، والرؤية غير واضحة، وذلك لانعكاسات الضوء المختلفة.

جلس أمجد إلى يمين السائق، وتمنى أن تتخطى سيارتهم كل السيارات على الطريق، حتى يصلوا إلى الإسكندرية بسرعة. لاحظ أمجد على امتداد بصره ظهور مساحات كبيرة من الماء، تغطي أرض الطريق. توقع أمجد أن تصل السيارة بهم إلى مكان ذلك الماء، ولكنه لاحظ أنه كلما اقتربت السيارة من مكان الماء، انتقل الماء إلى مسافة أبعد.

اكتشاف السراب

سأل أمجد والده عن سبب رؤيته هذه المساحات من الماء على امتداد الطريق؟ قال له والده: “هذه الظاهرة يا أمجد، تعرف بالسراب، وسببه انكسار الضوء، فيظهر الماء على امتداد الطريق، رغم عدم وجوده في الحقيقة.”

تفسير علمي للسراب

“أنت تعرف يا أمجد، أن سرعة نفاذ الضوء في الهواء أكبر من سرعة نفاذه في الزجاج والأجسام الشفافة الأخرى. فعند مرور شعاع الضوء من الهواء إلى الزجاج، تقل سرعته ويعاني من الانكسار داخل الزجاج.”

“ترتفع درجة حرارة التراب فوق الأرض في الأيام شديدة الحرارة، فتنتقل الحرارة إلى طبقات الهواء القريبة من سطح الأرض، وكلما ارتفعنا عن سطح الأرض، قلت درجة حرارة الهواء. وينتج عن ارتفاع درجة الحرارة، أن تقل كثافة طبقات الهواء القريبة من سطح الأرض، وتزداد كثافة طبقات الهواء كلما ارتفعنا عن سطح الأرض. فتكون أعلى الطبقات أكثرها كثافة.”

“ذكرت لك يا أمجد، أن شعاع الضوء يعاني من الانكسار عند مروره من الهواء الأقل كثافة إلى وسط أكثر كثافة، كالزجاج مثلاً.”

ظاهرة السراب

“في الأيام شديدة الحرارة، تكون الطبقات العليا من الهواء أكثر كثافة من الطبقات السفلى. فتعاني أشعة الضوء الساقطة على سطح الأرض من عملية انكسار الضوء، فتتكون ظاهرة السراب.”

“انظر يا أمجد، إلى مئذنة ذلك الجامع البعيد، ألا ترى أن صورتها تظهر لك على سطح الماء مقلوبة؟ انتظر حتى نصل إلى مكانها لترى بنفسك ماذا تجد هناك.”

حقائق السراب

اقتربت السيارة من الجامع، فلم يجد أمجد أي أثر للماء ولم يجد حول المكان إلا الرمال. فقال له والده: “لعلك أدركت الآن يا أمجد عندما لم تجد أي أثر للماء حول المكان ما هو السراب.”